إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا يدركون من عظمة محمد؟!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا يدركون من عظمة محمد؟!









    اللهم صل على محمد وآله الطاهرين




    الإنسان اعجز من أن يصف محمداً ( صلى الله عليه و آله )

    طمع كثيرون من كُتّاب السير وأدباء التحليل أن يضعوا صورة جامعة تحيط بجوانب العظمة من شخصيّة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، أو بأكثر الجوانب منها ، وجهدوا أن تكون الصورة صادقة تمام الصدق ، مطابقة كمال المطابقة ، تخيل لمن قرأ أو استمع أنه يشاهد ، وتبدي لمن غاب كأنه حاضر .

    وطفقوا يرسمون الخطوط ، ويدققون الملامح ، وينتقون الألوان ، ويجمعون الشوارد والشواهد ، مما يرون ومما يسمعون ، ومما يخالون ويتصوّرون ، والحقائق بمنأىً عن هذا الجمع العامل الكادح ، تعجب لهم أن يحاولوا تعريف مالا يعرفون ، وتمثيل مالا يدركون .

    ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) إلاّ بمقدار ما تدرك الأبصار من ضوء الشمس المنيرة ، وبمقدار ما تقبس الأشياء والأحياء من إشعاعها وعطائها؟ تفيدهم من نورها ، وتفيدهم من طاقاتها ، وتفيدهم من حرارتها ، وتمدّهم بسرّ الحياة ، وشرط البقاء ، أما سرّ العظمة في الشمس فهو فوق متناول الأيدي والعيون ، وفوق مناط الأخيلة والظنون؟! .

    ماذا يُدرك من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) الاّ قدر ما يشير الناقص إلى مصدر كماله ، وحب ما يتوجّه المضطر المحتاج إلى موضع ضرورته وسداد فاقته ؟ .

    ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) إذا كانت حدود هذه العظمة هي حدود الإنسانية العليا ، ليس وراءها مرمى ، وليس بعدها مرتقى ؟ .

    ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) إذا كان محمد هو المَثَل الصادق الكامل للإسلام بمنهجه العظيم العظيم ، وبغايته الرفيعة الرفيعة ، وبعدله الشامخ الأعلى ؟ .

    ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) إذا كان هو المثل الأعلى الذي اختارته السماء لأهل الأرض كافّة أن تقتبس من هديه ، وأن تستمد من روحه ، وأن تستضيء بنوره ، وأن تستكمل من إيمانه ، وأن تصوغ نفوسها وقلوبها على هداه ، وأن تقتدي به في عمله وجهاده؟ .

    ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) ما دام محمد يرتفع ويرتفع كلما كشف الزمن جانباً جديداً من جوانب العظمة في دين محمد ، وكلما صدّق العلم وصدّقت المشاهدات والملاحظات آية من كتاب محمد ( صلى الله عليه و آله ) وكلما استبان للعالمين قصور نظم الدنيا كلها أمام نظام محمد ؟ .

    ما أقصر الكلم أن تحيط بمن أوتي جوامع الكلم!! .

    وما أعجز الفكر أن ينفذ إلى الآفاق السحيقة من عظمة موجه الفكر!!

    وما اعجز الإنسانية أن تحدد جوانب الرفعة من منقذ الإنسانية!! .

    القرآن يصف محمداً إنساناً

    يقول رب محمد وخالقه ، ليدلنا على بعض مكامن السرّ في هذه العظمة المترامية الآفاق . يقول ليصف لنا محمد انساناً :

    ï´؟ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ï´¾ 1 .

    والآية الكريمة تشير إلى مجلى واحد من مجالي عظمة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) . . إلى الرحمة العميقة الواسعة الشاملة التي ينطوي عليها ذلك القلب الكبير . . إلى الرحمة الفائضة التي أظلّت الإنسانية جمعاء ، من إلِفها إلى يائها ومن أدناها إلى أعلاها ، فآوتهم إلى حِصنها ودعتهم الى أمنها .

    إنني لأتلو الآية الكريمة فأكاد ألمس قلباً يتفتت حِرصاً و يتضرّم اسَىً على البشرية كلها أن يضلّ منها ضالّ ، أو ينشز منها ناشز ، وأحسّ قباً من رحمة الله العظمى يطوف بهذا النوع المتباعد الأصناف والأكناف ، يعزّ عليه أن يقع فرد من أفراده في عنت ، أو تحلّ به مرزأة .

    ï´؟ ... مِّنْ أَنفُسِكُمْ ... ï´¾ 2 وهذا مبدأ الإيحاء بعمق الرحمة وشمولها .

    إن الذوق النافذ يدرك من هذه اللفظة ما لا يدرك من سواها ، فكلمة ( منكم ) -مثلاً- لو استعملتها الآية لما عدت أنّ الرسول فرد من أبناء الأمّة وخيرة من أوساطها ، يشعر بشعورها ، ويحسّ بآلامها ، ويعرف مواضع حاجاتها ، وقد استعمل القرآن هذه الكلمة لمّا أراد إيضاح بعض مهمّات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، وتحديد بعض أهداف الرسالة ، فقال في سورة الجمعة:
    ï´؟ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ï´¾ 3 .

    أما كلمة ï´؟ ... فِي الْأُمِّيِّينَ ... ï´¾ 4 في هذا الموقع من الآية الكريمة فإنها تنفذ إلى أعمق مسرب من مسارب النفس ، وتلمس أخفى وَتَرٍ من أوتار القلب ، وتتّسع إلى أبعد حدّ من حدود الإنسانية .

    إنها كلمة أضخم من الشرح وأوفى في مدلولها من التعليق .

    ï´؟ ... عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ... ï´¾ 5 ، عزيز عليه ما ينالكم من جهد ، وما تتحملونه كّبّد ، عظيم على نفسه أن تُثقلكم آصار ، و تبهضكم أوزار .

    ï´؟ ... حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ... ï´¾ 5 حريص على أن لا يردّى متردٍّ من الناس ، ولا يهلك هالك ، ويغوى غاوٍ ، من الناس أجمعين . من آمن منهم بدعوته ومن صدف عنها .
    إن هذا أضخم رصيد تملكه أمة في قلب قائدها الأمين .

    أما المؤمنون به . . المقتفون هدية ، المتبّعون منهجه فلهم منه الرحمة التي لن تضيف ولن تنقطع ما دام للصفة الإنسانية مطمح ، وما كان لها مرتقى . ï´؟ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ï´¾ 1.

    ويصفه رسولاً

    ويقول ليصف محمداً رسولاً : ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ï´¾ 6 .

    هذه بعض مهمّات الرسالة التي اختاره لها إله الكون ، ووجده لها أهلاً . ( و ï´؟ ... اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... ï´¾ 7 .

    ï´؟ ... شَاهِدًا ... ï´¾ 8 يقيم الحجّة ، ويقطع المعذرة ، ويزيل اللبّس ، ويوضح السبيل .

    ï´؟ ... وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ï´¾ 8 فللرشد مناهجه المشرقة ، وغاياته الحميدة التي لابد للرسالة من التبشير بها والحثّ عليها ، وللضلال مسالكه المظلمة ، ونهاياته المُهلكة التي لابدّ من النذار بها ، والتحذير منها ، ولله (تعالى) قضاؤه وفصله في أهل الرشد وأهل الضلالة ، وجزاؤه العدل لهؤلاء وهؤلاء ، ولابدّ من بيان ذلك وإعلانه ليتدبر متدبر ويتنبه غافل ويسترشد جاهل .

    ï´؟ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ ... ï´¾ 9 يصحّح أخطاء الناس في العقيدة ، ويحدد لهم المناهج في العمل ، ويوضح لهم المفاهيم للمعرفة ويعيّن لهم السبيل في السلوك .

    ï´؟ ... وَسِرَاجًا مُنِيرًا ï´¾ 9 يستضيئون به من الظلم ، ويسترشدون بهديه من الحيرة ، ويقتدون بقوله وعمله في كل صغيرة وكبيرة .

    وأحب أن دلالة هذه الصفة الأخيرة ï´؟ ... وَسِرَاجًا مُنِيرًا ï´¾ 9 على عصمة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) أرفع من أن يمتري فيها مسلم يعترف بالكتاب ويدرك معاني كلماته .
    هذه بعض آفاق العظمة في شخصية الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، يذكرها لنا القرآن ، ليعرّفنا أن محمداً ( صلى الله عليه و آله ) فوق متناول الألسنة والأقلام ، وفوق مطمح الأخيلة والظنون .



    -----------------
    1. a. b. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 128 ، الصفحة : 207 .
    2. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 128 ، الصفحة : 207 .
    3. القران الكريم : سورة الجمعة ( 62 ) ، الآية : 2 ، الصفحة : 553 .
    4. القران الكريم: سورة الجمعة (62)، الآية: 2، الصفحة: 553.
    5. a. b. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 128، الصفحة: 207.

    6. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 45 و 46 ، الصفحة : 424 .
    7. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 124 ، الصفحة : 143 .

    8. a. b. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 45، الصفحة: 424.
    9. a. b. c. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 46، الصفحة: 424.

    -------------------
    منقول عن
    كتاب ( من أشعة القرآن )
    الشيخ محمد أمين زين الدين .

    أين استقرت بك النوى

  • #2


    بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
    الاخ مصباح الدجى . سلمت اناملكم المباركة على هذا الطرح الموفق .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    تعليق


    • #3
      الأخ الكريم
      (مصباح الدجى)
      بارك الله تعالى فيكم على هذا الاختيار الرائع
      نقل موفق
      جعله الله في ميزان حسناتكم
      تحياتي


      ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
      فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

      فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
      وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
      كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

      [/CENTER]

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X