إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"" مَوازين العَملِ والتعقّل لقضاءِ اللهِ وقَدَره والتوكلِ في نَظرِ الإمَام زين العا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "" مَوازين العَملِ والتعقّل لقضاءِ اللهِ وقَدَره والتوكلِ في نَظرِ الإمَام زين العا

    "" مَوازين العَملِ والتعقّل لقضاءِ اللهِ وقَدَره والتوكلِ في نَظرِ الإمَام زين العابدين , عليه السلامُ ,""
    "" الارتباطُ بالله تعالى في كُلّ الأحوالِ , يُوجِبُ الكفايةَ والقوّةَ والمَصلحةَ في الدنيا والآخِرَةِ ""
    :...كُنّا في خدمةِ الإمام علي السجّادِ وعليه السلامُ , وهو يتحّدّثُ إلينا عن ماهيّة الوظيفةِ التي يُمرُّ بها كلُّ واحدٍ منّا إذا أحزنه أمرٌ , أو مرّ بشدةٍ , وكيف يتصرّفُ مع ربه , وكيف يدعوه حينها .
    وثمةَ معانٍ دقيقةٍ تُهوّنُ الخطبَ وتُقلّلُ من حالةِ الضجرِ عند الإنسان يُبيّنها الإمام , عليه السلامُ , ولعلّه من الموازين المهمة في الشريعة الغرّاءِ أنّها تتعاملُ مع فطرة الإنسانِ وواقعه , وعندما يفهمُ الإنسانُ هذه المعاني الدقيقة فلا شكّ ستعينه بشكل كبيرٍ لتحمّلَ ما يمرّ به .
    لأنَّ الدنيا لم تصفو على حالٍ , ولم تصفو مع الأنبياء , عليهم السلام, ولا حتى مع الصُلحاء , ولا مع العلماء , فهي متنقلة ما بين حالِ سقم وصحة وضيق وفرج ,.
    : إنَّ اللهَ تعالى في كلّ ما نَمُرُّ به هو يُربينا ويرعانا بمقتضى قيمومته العُليا وربوبيته للعالمين , وهذه التربيةُ تنفعنا لو أحسنّا الاستفادةَ منها في إصلاح أنفسنا .
    وكما في الرواية المأثورة عن الإمام محمد الباقر, عليه السلامُ,:
    (وإنّ مِن عبادي المؤمنين مَن لا يصلحه إلاّ الغنى ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك ، وإنّ مِن عبادي المؤمنين مَن لا يصلحه إلاّ الفقرُ ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك): الكافي, الكليني , ج2 ,ص 352.
    : إنَّ الإمامَ السجّادَ , عليه السلامُ , يُريدُ من خلالِ أدعيته المُباركة أن يُبينَ لنا فلسفةَ العلاقةِ مع اللهِ تعالى ودقتها , وكيف ينبغي أن يكون الإنسانُ , وكيف يستشعرُ العبوديةَ الحقةَ للهِ سبحانه.وكون الإنسان عبداً للهِ هو من أرقى صورِ العلاقةِ معه سبحانه.
    والنبي عيسى , عليه السلامُ , ((قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ))(30)مريم.
    وهذه العبودية لله تجعلُ الإنسانَ يعرفُ حدّه ونفسه , والمُتعدِّ على العبودية يُحاولُ أنْ يتكبّرَ ويلبسَ لباسَ غيره , ولا مجالَ لئن يخرجَ الإنسانُ من حدوده الواقعية , وحتى الكافر يدركُ ذلك , ومثاله فرعون الذي وصل به الحال أن أدّعى الإلوهيّةَ ,
    وهو يعلم أنّه قد وِلِدَ , وقد جاءته هذه السلطنةُ , ولباس التكبّر لا يدوم , وقد قُتِلَ شرُّ قتلةً , فقال تعالى: ((فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) )) ,يونس.
    : إنَّ الكافرَ يعرفُ أنَّ حدودَه ضيقة ومحدودة , ولا يمكن له أن يخرجَ منها مهما تكبرَ وعاندَ , وكفى بالموتِ قاطعاً للأملِ ومُذلاً للجبابرةِ .
    والموتُ رحمةٌ لنا , ومن خلاله يعرفُ الإنسانُ حدوده , ويجعله يُفكّرُ به وأن لا يظلمَ ولا يسرقَ .
    .:. والإمامُ السجّادُ يوضّحُ لنا بأنّ هناك لحظاتٍ تَمرُّ بالإنسان مِن ضيقٍ واختبار بالرزق , وفي بعض الحالاتِ تكون عنده حالة من عدم الوضوح تجعله يرى نفسه على صلاح , وعندما يُمحصُ بالبلاء يرى أنّه قد وقعَ في اشتباه , ولم يكن على صلاحٍ من أمره, ولم يلتفت إلى تربية نفسه.
    وقد لا يرضى بالقضاء , وقد يخرجُ عن طوره ويعترض على الله تعالى, في وقتٍ نلاحظُ الأنبياءَ والأئمةَ , وهم الطبقةُ الراقية الواسعة والكبيرة عندما تمرُ بهم هذه الأمورُ يزدادون التصاقاً وقرباً بالله ومنه , لأنهم جعلوا البعدَ النظري الذي تعلموه يجري معهم مجرى الدم , فكانوا لا يستوحشون ويأنسون بالليل ووحشته
    وهذا المعنى قد جرى فيهم جرياً واقعيا وحقيقياً , كما هو معروف عن الإمام الكاظم ,عليه السلامُ , حينما شكرَ وحمدَ اللهَ تعالى لتفرغه للعبادةِ في السجن.
    :... قال الإمام زين العابدين , علي بن الحُسَين ,عليه السلامُ , في الصحيفة السَجّاديّة القيّمَة: (ولَا تَكِلْنِي إِلَى خَلْقِكَ ، بَلْ تَفَرَّدْ بِحَاجَتِي ، وتَوَلَّ كِفَايَتِي . وانْظُرْ إِلَيَّ وانْظُرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي ، فَإِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى نَفْسِي عَجَزْتُ عَنْهَا ولَمْ أُقِمْ مَا فِيه مَصْلَحَتُهَا )
    ::: لا حظوا الجنبةَ الدقيّةَ في كلام الإمام , وهي كيف ينبغي أن يعرفَ الإنسانُ ما فيه مصلحته , وكيف لا يُوكَلُ إلى نفسه , و ما معنى أن يُوكَلَ الإنسانُ إلى نفسه ؟
    وواقعاً إنَّ اللهَ سبحانه لم يتركنا , والشريعةُ الغرّاءُ تُريدُ منا في مقام التعلّمِ أنْ لا يغيبَ اللهُ عنّا أبداً , ونحن لا نغيبُ عنه , لنراه موجوداً معنا ومع كلّ شيءٍ , قبله وبعده .:.. وإنَّ الإنسانَ إذا قطعَ الأسبابَ , أسبابَ الاتصال بالله تبارك وتعالى , فالله لا يُبالي به , وسقطَ من عين اللهِ .
    إذن هناك حالةٌ من التوكلِ وحالةٌ من العمل لا ينبغي الخلطُ بينهما : (( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ)) , فمطلوبٌ من الإنسانِ أن يعملَ , وفي نفس الوقتِ أن يتوكّل على اللهِ سبحانه.
    إنّ التوكلَ لا يختلفُ عن العمل , بل التوكل لا يأتي إلاّ في العمل وفق ما أرادَ اللهُ تعالى .
    فلا بدّ من الارتباط بالغيب وإن كانتْ قد تحصل شبهاتٌ علمية أو سياسية, أو اقتصادية , ولكن واقعاً لا بد من أن نرتبطَ بالغيب ذلك العالم الواقعي الذي
    قد لا نلمسه ولا نراه عيناً وإلاَّ فهو بيّن ومُشاهدٌ بالقلبِ ( يا من دلّ على ذاته بذاته) .
    ::: إنَّ التوكلَ هو الذي يجعلنا نرقبُ اللهَ في أعمالنا توفيقاً وجزاءً ورقابةً من حيث المبدأ والمعاد والحياةِ , فلا بُدّ من أنْ نستحضرَ اللهِ في كلّ شيءٍ , وفي دعاء عرفه ,
    قال الإمام الحُسين , عليه السلامُ , ( عميت عين لا تراك ، ولا تزال عليها رقيبا ).
    وينبغي بالإنسانِ أن يسعى إلى رزقه ويتوكل على ربه ويدرك ويفهمُ ذلك,وفي الرواية المأثورة عن أمير المؤمنين , عليه السلامُ , أنّه قال ( اعقل وتوكّل).
    فكان أميرُ المؤمنين , يضعُ المسحاةَ على عاتقه ويحفرُ الآبار , ويستصلحُ الأرضَ وكذا بقية الأئمة كلُ له أعماله الخاصة به , فضلاً عن التبليغ.
    وفحوى مُراد الإمام السجاد ,عليه السلامُ ,: أنْ يعملَ الإنسانُ ويتوكلَ على الله ,
    فهو يعرفُ سبحانه ما فيه مصلحتنا فيما نمرّ به في هذه الحياة الدنيا, (ولَمْ أُقِمْ مَا فِيه مَصْلَحَتُهَا) وما معنى ذلك هو أن يدركَ الإنسانُ مصلحته في الدنيا والآخرةِ بالعمل والتوكل والارتباط بالله تعالى في كلّ الأحوالِ , وقد تكون مصلحته بطول عمره في طاعة ربه , وقد تكون مصلحته في رزقه لتحفظ كرامته.ومصلحة الدنيا تكمنُ بالعملِ الصالح تمهيداً للآخرةِ ليجمع المصلحتين معاً, ( مصلحة الدنيا والآخرة) .
    فلا ينبغي بالإنسانِ أن يبيعَ دينه وآخرته بدنياه وبثمن بخسٍ , وهناك مَن فعلَ ذلك في التاريخ وفي يومنا هذا .
    : إنَّ موازين الله تعالى تختلفُ عن موازيننا , ففي الارتباط به تعالى حالةً من الانتصار والقوة والمصلحة والتوفيق في كلّ الظروف الصعاب.
    __________________________________________________ _________________________________
    مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمد الصافي ,دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس
    ,اليوم ,الثالث من ربيع الآخر ,1439 هجري- الثاني والعشرين من كانون الأوّل ,2017 م .
    __________________________________________________ _________________________________

    - تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ , ونسألَكم الدُعاءَ-
    __________________________________________________ _________________________________

  • #2

    الله يوفقك استاذ علي بحق امير المؤمنين علي ع




    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم وبارك الله بكم
      شكرا لكم كثيرا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X