إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرجعيّةُ الدينيةُ العُليَا تُحَذّرُ مِن عدم الالتزام بمنظومةِ القواعد الأخلأقية :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرجعيّةُ الدينيةُ العُليَا تُحَذّرُ مِن عدم الالتزام بمنظومةِ القواعد الأخلأقية :

    " : المرجعيّةُ الدينيةُ العُليَا الشريفةُ تُحَذّرُ مِن عدم الالتزام بمنظومةِ القواعد الأخلاقية والاجتماعية , التي دعا إليها الإسلامُ العزيزُ بالمُعاشرة الصالحة بين المؤمنين ,
    وتُبيّنُ المخاطرَ الكبيرةَ الناجمةَ من ذلك":
    ": إنَّ مِن أخطر الظواهر الاجتماعية هي النظرةُ الفوقية والاستعلاءُ على الآخرين والنظرة الدونية إليهم باعتقادِ الأفضلية عليهم" :
    ": إنَّ سببَ تمزق المجتمع وعدم تماسكه هو التعصّب الديني والفكري والعلمي والوطني والقبلي والعشائري , و الأخطر هو التعصب السياسي الذي ابتُليتْ به الأمةُ والشعبُ.
    """ مَضامينُ خِطابِ المَرجَعيّةِ الدّينيّةِ العُليَا الشريفةِ, دامتْ بركاتها ، اليَوم الجُمعَة"""
    :1:- لقد حرص الإسلامُ الحكيم على إقامة العلاقات والروابط الاجتماعية الإيجابية والصالحة على قواعد أخلاقية وقيميّة مَكينة , لو التزمنا بها سنكون أقوى في التماسك ومواجهة المشكلات وتحديات الداخل والخارج.
    :2:- ينبغي معرفة أخطار عدم الالتزام بالقواعد الأخلاقية والاجتماعية المستقيمة وآثارها على المجتمع وتسببها بالتمزق والتفكك والتباغض والتقاطع.
    :3:- إنَّ المشكلةَ الكبرى والرئيسة تكمنُ في التعصب الديني والفكري والعلمي والقبلي والعشائري والسياسي , بحيث يعتقد المُتعصّبُ بأنّه الأفضل والأقوى والأعلم والأقدر من الآخرين , ممّا يدفعه ذلك إلى محاولة استئصالهم وإزاحتهم من طريقه ولو بالعنف والتنكيل.
    "" نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة , الرابع والعشرين مِن ربيع الآخر ,1439هجري - وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :""
    :: لا زلنا في منظومة القواعد الأخلاقيّة والاجتماعية التي دعا إليها الإسلام العزيز في المعاشرة بين الإخوة المؤمنين , وسبق أن بينا في خطبٍ سابقةٍ :
    أنَّ الإسلامَ قد حرصَ على إقامة علاقاتٍ وروابط صالحة وإيجابية تحفظُ مصالحَ المجتمع وأبنائه.
    بحيث لو التزم بها المجتمعُ فسيكون أقوى تماسكاً وقدرةً على مواجهة التحديات والمشاكل الداخلية والخارجية .
    والإسلامُ قد أكّدَ مراراً على أهمية إدامة وحفظِ هذه الروابط والعلاقات الإيجابية ,
    والتي تشتمل على مصالح ومنافع للمجتمع نفسه, وتوفّرُ له الأمن والاستقرار والسِلم.
    وبيّنا أنّ للمؤمنين حقوقاً على بعضهم البعض الآخر , ينبغي أن تُحفَظَ وبصورة متبادلة بينهم , وقد حذّرَ الإسلامُ وبشّدةٍ من المخاطر الاجتماعية والأخلاقية , والتي لو لم يلتزم المؤمنون - بهذه القواعد القيّمةِ من الحقوق والواجبات- , وبالتالي سينزلق المجتمعُ في مهاوي خطيرة.
    و ألآن نذكرُ لكم ماهي المخاطر التي تهددُ سلامةَ المنظومة الاجتماعية , والتي تؤدي إلى الغرور والتباعد والبغضاء , وخاصة أنَّ المجتمعَ يحتاج بعضه بعضا وفق الحقوق والواجبات وتحقيقها.
    وهنا نذكرُ واحداً من هذه المخاطر لأهميته , وكونه هو الأخطر , وخصوصاً على مستوى الشعوب والأوطان والمجتمعات , وليس في داخل العراق فقط بل حتى في خارجه.
    وعلى مستوى المجموعات السياسية والثقافية والفكرية وغيرها , وهو( النظرة الفوقيّة) والاستعلاء على الآخرين ,باعتقاد أنَّ هذا المجتمع أو أصحاب الفكر أنّهم أفضل من الآخرين , وأنّ الآخرين هم دونهم , والنظرُ إليهم ب ( نظرة دونيّة ) تؤدي إلى التكبّر والاعتداء على الآخرين , وهذه تنشأ من مجموعة أنواعٍ من التعصّب ::::: وهي ::::
    :1:- التعصّب الديني والمذهبي :::- وهو الأخطر ,وينبغي معرفة معناه , ومن أين ينشأ ؟
    :.. تعلمون أنَّ هناك اختلافاً في التعاليم الدينية والعقائد عند أصحابها فيعتقد بعضهم أنّ عقائده هي الأصلح والأمثل , وأنّ عقائد غيره ليست كذلك , ( وهذه أوّل الخطر)
    مما تجعله يتعامل مع الآخرين بالنظرتين الفوقية والدونية , ويفكّر بإزاحتهم , وأن يكون له البقاء دونهم , وأنَّ الآخرين أصحابُ ضلال وباطل , ويُشكّلون خطراً عليه وعلى سلامته , على ضوء هاتين النظرتين , وربما يلجأ إلى استعمال أسلوب العنف معهم , ويُحاولُ أن ينكّل بهم أو يقتلهم , وهذه أساليبٌ تهدّدُ السِلمَ الاجتماعي.
    ( وكيف نُعالجُ هذه القضيّة – قضية التعصّب الديني والمذهبي) ؟
    نقولُ:- إنَّ القرآن الكريم قد بين حيثيّات الاختلاف الواقعي بين الناس ووضحه بأنّه أمرٌ واقع وباقٍ إلى يوم القيامة , وأنَّ اللهَ تبارك وتعالى هو من يحكم بين المُختلفين ,
    ويفصل بينهم.
    ولكن ينبغي أن لا يُساءَ فَهم هذه العبارة من قبل البعض بتصوّر أنّه لا يبقى حقٌّ لأصحاب الحقّ في العقيدة والمذهب بالدفاع عن عقيدتهم ومذهبهم , وأن لا يدعوا الناس إلى الحقّ الذي يعتقدون به ديناً ومذهبا .....
    . لا ليس الأمر كذلك فحقهم محفوظ لهم وبشرط أن يُبيّنوا هذا الحقّ بالدليل والبرهان , وأن لا يستعملوا أسلوب الإهانة والازدراء مع الآخرين , و تسقيط رموزهم
    ( المشكلة هنا).
    فأحياناً قد لا يَطرحُ أصحابُ الحقّ عقائدهم بالأسلوب السليم والصحيح , مّما يهدد السِلمَ الاجتماعي ,وينشر الكراهيةَ والتقاطع والحقد.
    وما ينبغي فعله هو احترام التعددية الدينية والمذاهب , وهذا هو أسلوب القرآن الكريم , والالتزام بضوابط الحرية التي تعني أنّ لأصحاب الحق أن يدعو إلى الدين الحق والمذهب الحق بصورة منضبطة تحفظُ سِلمِ المجتمع وتماسكه, إلاّ إذا اعتدى أهل الباطل فعليهم أن يدافعوا عن أنفسهم .
    :2:- التعصّب الفكري ::- وهو أنّه يوجدُ أحياناً ثمة أشخاصٍ لهم نظرية مثلاً طبية
    أو ثقافية أو اجتماعية أو إدارية , ويعتقدون أنَّ نظرياتهم هي الأفضل من نظريات غيرهم , ويرفضون الاستماع إلى الآخرين , أو نقدهم أو تصويبهم باعتبار أنّهم غير معصومين , وممكن أن يتطرقَ الخطأ إلى أفكارهم وآرائهم ونظرياتهم واقعاً .
    وهذا التعصّب أيضاً قد يؤدي إلى القتل والكراهية إذا ما تزّمتَ به أصحابه وحملته , وخاصة في الأفكار الوضعية , وقد يلجئون معه إلى فرض أفكارهم على الآخرين بالقوة.
    :3:- التعصّبُ العِلمي :- وقد يوجدُ أشخاصٌ لهم نظرية دينية أو اجتماعية أو معرفية , ويعتقدون بأنّهم هم الأفضل والأقدر والأعلم و الأفهم من غيرهم فيتعالون على الآخرين ,مما يأخذ الرجل منهم العُجب , وهو في الواقع ليس كذلك ,.
    وأيّاً كان هذا الرجل – طبيب – مهندس – موظف – معلّم , رجل دين –
    بفعل ما يحمله من علوم ومعارف قد تدفعه إلى تصور نفسه بأنّه هو الأعلم والأفضل
    من غيره .
    ولكن المشكلة تكمن في أنّه ينبغي به أنْ يعلمَ أنّ النظريات العلمية والمعرفية والدينية والاجتماعية والاقتصادية , وفي كلّ العلوم الوضعية إنّما تنشأ من مجموع تضافرٍ لجهود شتى لتقدّم نتاجاً علميَا ما معيّنا للمجتمع , وهكذا الحال في مختلف علوم الاجتماع والثقافة , مما يعني إمكانية أن يؤشّر الخلل من قبل البعض الآخر في المجتمع ,.
    وعليه يجب قبول النقد ورفض التعصّب , بما يدفع التقاطع العلمي بين المجموع ,وبالتالي لا يفوّت علينا بيان الصحيح من الخطأ .
    :4:- التعصّب الوطني والقبلي والعشائري :- وهو أن يشعرَ الفردَ بأنّه وطنه أو قبيلته ,
    أو عشيرته الأفضل من غيره , بحيث يحاول أن يبسطَ سيطرته أو آراءه وأحكامه عليهم.
    وهنا نوجّه زعماء القبائل والعشائر بأن لا يعتقدون بأّنّهم هم الأفضل من غيرهم لما قد يمتلكونه من حنكة أو حكمة وعقل , والحال أنّ عليهم أن يعتقدوا أنّ غيرهم أيضاً ممن يمتلك الحكمة والعقل والدراية , وأنَّ فرضَ الأحكام والأعراف هي أمور تؤدي إلى الصراع والعدوان في المجتمع.
    :5:- التعصّب السياسي :- وفيه المشكلةُ الكبيرةُ , وهو يعني أنَّ الشخص أو الكتلة ,
    أو الحزبَ لديه أفكاره السياسية , وهي الأصلح بنظره والأفضل , وأنّ منهاجه السياسي هو الأقدر على تحقيق مصالح الشعب ,مما يحتم عليه التصدي لإدارة أمور البلاد , بحيث يلجأ إلى إزاحة الآخرين من طريقه ولو بالتسقيط السياسي والاجتماعي ,
    مندفعاً للحصول على مكاسبَ سياسيةٍ أكثر من الآخرين , ولا يقبل النقدَ أو بيان زلاته وأخطاء منهجه في الأمور السياسية حتى تبتلى الأمة والشعب بمثل هذا التعصّب السياسي , والذي فيه المخاطر الكثيرة.
    _________________________________________________
    الجُمْعَة, الرابع والعشرون من ربيع الآخر ,1439 هِجرِي- الثاني عشر من كانون الثاني 2018م.
    ________________________________________________
    - تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    _______________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة التقي; الساعة 14-01-2018, 10:06 AM. سبب آخر: تعديل الخط ..

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    زادكم الله من فضله وحباكم من لطفه وعنايته


    عطاء يستحق الاشادة .




    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X