تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
التذبذب بالتربية للمراهق
من أكبر أخطاء الآباء والأمهات تعاملهم مع المراهق بتناقض يجعله متذبذباً لا يدري أين يصنّف نفسه
هل هو بقايا طفل أم رجل ناضج؟
وتناقض الكبار يكمن في معاملته باعتباره بقايا طفولة، ومطالبته في الوقت نفسه بسلوك الرجال.
هل هو طفل نمارس وصايتنا عليه؟
أم هو شخص ناضج فنعامله معاملة الكبار؟؟؟
وتبدأ هذه المعاملة من الباية وبتفاصيلها التي أوردها اهل البيت عليهم السلام
" دع ابنك يلعب سبع سنين.
ويتعلم الكتاب سبع سنين.
ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين ".
وفي حديث آخر: " أتركه سبعاً، وأدبه سبعاً، ورافقه سبعاً"
فالمرحلة المتوسطة أي عمر الأحداث بين السابعة والرابعة عشرة هي مرحلة التمهيد الحقيقية للسبع السنوات القادمة. وهي المرحلة الحقيقية للتأديب العام للسلوك والأخلاق والقيم والمفاهيم والعلوم و... و...
روي عن الإمام الصادق (ع): قوله:
" إننا نأمر صبياننا إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم، فإذا كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل فإذا غلبهم العطش والغرث أفطروا حتى يتعوّدوا الصوم، فيطيقوه، فمروا صبيانكم إذا كانوا أبناء تسع سنين بما أطاقوا من صيام فإذا غلبهم العطش أفطروا "
ومن هنا نجد الليونة والمرونة في التعامل مع المراهقة والتغيرات الهرمونية في جسم الفتى او الفتاة
التي تستدعي مصاحبة ومشاورة وجعله وزيرا أو مستشارا وعدم الغاء دوره بالقرار والاسرة
بل الاستفادة من خبراته ومهاراته الممتلئة همةً وعزيمة ونشاطاً
هذا علاوة على عدم تركه للواقع الخارجي سواء كان إفتراضي او واقعي من سوء الرفقة والصحبة
التي تقوده مع عدم الخبرة الى دوامات الانزلاق والابتعاد عن الحق والحقيقة
وتشوه الافكار والمعتقدات وإنهدام الاسس الرصينة والقاعدة المتينة عنده ...
ومن هنا لو رجعنا الى المسألة الاساسية في موضوعنا وهي التذبذب بالتربية
بين أم تمنع وأب يعطي أو العكس أم تعطي وتداري وأب يمنع ويقسو
وهذا قد يقود الفتى الى امور عدة منها :
- فقد ميزان الحق للامور بماهو الصحيح او الخطأ
-عدم الاتزان بالتصرفات وبمزاجية تكون
- تولد المشاكل الاسرية التي تقود المراهق الى الانعزال او النفور او العناد
وكل هذه المعطيات هي معطيات مشتتة للطاقة والجهد والمحبّة والتفاعل مع المجتمع والاهل بالذات
ولهذا من المهم الاتفاق والحوار بين الابوين بالثبات على طريقة ما بالاسرة والتعامل
ووضع القوانين وفق رؤية أهل البيت عليهم السلام والدين ومتطلبات العصر والبيىة التي يعيشون بها
ومن الله التوفيق والسداد
تعليق