إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" إنَّ أدعيّةَ الأئمة الأطّهَار وأحاديثهم الشريفة نورٌ يُستَضَاءُ به ،وهو أمرٌ مطلوب"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " إنَّ أدعيّةَ الأئمة الأطّهَار وأحاديثهم الشريفة نورٌ يُستَضَاءُ به ،وهو أمرٌ مطلوب"

    "" إنَّ أدعيّةَ الأئمة الأطّهَار وأحاديثهم الشريفة نورٌ يُستَضَاءُ به ، وهو أمرٌ مطلوبٌ مِنّا ما دمنا في عالم التكليف - الحياة الدنيا- وجادّتهم مُستقيمةٌ وواضحةٌ وتوصلُ للسعادة الأبديّة ""
    ::: قد تقدّم الكلامُ منّا حول دعاء الإمام السجّاد ( صلواتُ اللهِ وسلامه عليه) ،
    وقلنا بخدمتكم : إنَّ ذلك الأثر الطيّب ، الذي يتركه التأمّلُ في هذه الأدعية الكريمة والأحاديث الشريفة هو نورٌ من كلامهم ، وكلامهم نور ، والاستضاءة بالنور أمرٌ مطلوب ، وكذا الاستضاءة بكلمات الأئمة الأطهار ، عليهم السلام ،
    ما دمنا في عالم التكليف في الحياة الدنيا فهو أمر مطلوبٌ أيضاً.
    وحتى يكون الإنسان عارفاً عند سلوك الطريق كيف يمشي , وكيف يتصرّف ، وأن لا ينحرف يميناً ولا شمالا ، وهذه الجادة جادة المعصومين هي واضحة ، وينبغي أن لا نغفل عنها لكي نصل للسعادة الأبدية.
    قال الإمام زينُ العابدين ، السجّاد ، عليه السلام، في جملة ما ذكر ما قال:
    ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه ، وخَلِّصْنِي مِنَ الْحَسَدِ ، واحْصُرْنِي عَنِ الذُّنُوبِ ، ووَرِّعْنِي عَنِ الْمَحَارِمِ ، ولَا تُجَرِّئْنِي عَلَى الْمَعَاصِي ،) : الصحيفة السجّاديّة :
    وقبل أن ندخلَ في صلب هذه الفقرات ، ومن باب التأكيد ، ينبغي أن ندرك أنَّ اللهَ تعالى لا يُمكن أن يكلّفنا بما لا نستطيع ، لأنَّ قاعدة التكليف مما يدركها العقل ، وهو يعرف أنَّ التكليف بغير المقدور والطاقة لا يُكلّف به اللهُ تعالى ،
    ((لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)) 286، البقرة ،.
    ولكن المشكلة والتي قد تنتابنا في بعض الحالات هي كلما ابتعدنا عن تلك الشرائط والأحكام والمبادئ في التكاليف كلّما صعبُ علينا الرجوع إليها.
    لأنَّنا نكتسبُ معارفاً قد تكون بعيدة عن الواقع والحقِّ والحقيقة ، وهذه المعارف في بعض الحالات تنبت بأنفسنا ، ويصعب إبدالها بما أراده اللهُ منّا في بادئ الأمر.
    فإذا كان الإنسانُ متمكناً من جهاد نفسه جهاداً قويّاً سيدرك ذلك حتى يتغلّبَ وينتصرَ في نهاية المطاف ، ويُجاهدُ نفسه ، ويكون من الفائزين .
    وأمّا الذي يجدُ صعوبة ، ولا يملك الإرادة الصلبة إلى أن يتغلّب على نفسه ،
    وفي داخله أنّه مُخطئ ، فلا يقوى على الرقي ، والمعارف فيه تجذّرتْ في نفسه ، وأعانه عليها الهوى والنفس والشيطان, ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا))،14،النمل.
    حتى يحتجَ اللهُ علينا يومَ القيامة ، فالفم سيتكلّم علينا ، والرجل ستتكلّم علينا ، والعين كذلك ، ((بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14))),القيامة.
    ولأنَّ اللهَ تعالى هو الذي يملكُ الحجةَ علينا فمهما يكن الإنسان مغروراً في هذه الدنيا ، ويتكبر ويرى نفسه غير الآخرين ، وفي هذه الحالات سيأتي يوم للإنسان سيتراجع فيه ويُطأطأ ، وإن ظلّ متمسكاً فهو لا يملك فيه لنفسه ضراً ولا نفعا.
    ولا يتحمّل ما سيرى- الكلّ سيفزعُ فيه - والكل سيرتجفُ فيه –
    وفي موضعٍ لا ينجو فيه إلاّ من عصمه الله تعالى ، والقرآنُ الكريمُ يقول:
    ((يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2))) الحج.
    لاحظوا الذهول والدهشةَ وحالة الخوف فيه ، ونعم إنَّ اللهَ تبارك وتعالى سينزل السكينة والطمأنينة على المؤمنين ، من الذين عملوا الصالحات ،وعلى من عنده الأمل بالله تعالى ، والنبي الأكرم والأئمة الأطهار والشافعين ، ولكن نتحدّث عن بعض ما عندنا من آثام والعدول عنها سيكون من الأمور الصعبة.
    :.. والإمامُ السجّاد ، عليه السلامُ ، ماذا يطلبُ في قوله: (وخَلِّصْنِي مِنَ الْحَسَدِ ، واحْصُرْنِي عَنِ الذُّنُوبِ ،) :
    الحسد هو من الذنوب ، وكان من الممكن بالإمام أن يكتفي بقول: واحْصُرْنِي عَنِ الذُّنُوبِ – ومن الذنوب هو الحسد ، وأمّا أن يفردَ له عنواناً خاصا به فهذا يؤّكد خطورة هذا الذنب ، والذي قلّما يسلمُ منه أحدٌ منه ، والعياذ بالله.
    وكذلك قد أعطى الإمامُ أهميةً خاصةً بضرورة التخلّص من الحسد ، وغيرها من الذنوب كالكذب وغيرها.
    ولكن الحسد هو من الرذائل الأخلاقية ومن الكبائر ، بحيث يحتاج الناسُ إلى يقظة فيه وتنبيه والتفات.
    وعندما يُقيّمُ الإنسانُ أمراً ما بآخر فالحسد يكون فيه ناشئاً من واقع يقلقه بتمني ورغبة ,وبأن يسلبَ اللهُ النعمةَ عن زيد أو بكر.
    ولربما يتصرّف فيه بنوع من النكاية بفلان ، لتزول النعمة عنه ، وهو لا ينظر إلى سعة رحمة الله تعالى ، ويغيبُ عنه التوكّل على اللهِ تعالى ، أو الطلب منه سبحانه.
    وبدلاً من أن يتوجّه لله ، يحسدُ ويتمنى زوال النعمة عن الطرف المقابل.
    والحسدُ ليستْ كلمة تتألّف من ثلاثة حروف ، بل هي تمثّل أثراً خطيراً للإنسان ودوره في تقييم الأشياء .
    ومثال على ذلك في قصة بني العبّاس أبناء عمومة الإمام الصادق ، عليه السلام ، وما وقع مع ( عبدالله بن الحسن ) والد ( محمد ذو النفس الزكيّة ) وعندما أراد
    بنو العبّاس أن يُبايعوا أرسلوا إلى الإمام الصادق ، ولم يشجعهم على ذلك ،
    وقد اجتمعوا في ( الأبواء في الحجاز) ، فعندها أخذ (عبد الله بن الحسن ) يتهجّم على الإمام الصادق ، ويتّهمه بالحسد لولده( ذو النفس الزكيّة) ،.
    وفي الحقيقة أنَّ عبد الله بن الحسن كان يحسد الإمام الصادق ، لعلمه ولسمته ولكذا.... فبدل أن يجتمع مع الإمام الصادق ، بدأ يتكلّم بكلام غير جيد.
    وهكذا قد حصل مع أمير المؤمنين علي ، عليه السلام ، والرسول الأكرم قد دافع عنه.
    فإذن الإمام السجّاد ، عليه السلام ، يرجوا من الله تعالى أن نتخلّص من ذنب الحسد ، وحتى لا ينماث الإيمانُ فينا ، كما ينماث الملح في الماء.
    والإنسانُ واقعاً هو يعلم في نفسه بأنّه يحسد زيداً ، ويتكلّم عنه بغير الحقّ ، بسبب موقعه - ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)),54, النساء.
    والحسد هو معضلة ومن الكبائر ، وقد يدفع صاحبه بشن حرباً ضروساً على المحسود ، فيتهمه ويكتبُ عليه ، وقد لا يكون يعرفه أصلاً .
    وبغية خلق جو عدائي يتكّلم بكلام يصعب معه الاعتذار ، وفي مضمون رواية عن الإمام الباقر ، عليه السلام ،( إيّاك وما تعتذر منه ) ، بمعنى لا تتكلم بكلام ثُمّ تحارُ كيف تعتذر منه، فالحسد مرض خطير ، وقد يجرّ الويلات الكثيرة.
    قال: عليه السلام: (واحْصُرْنِي عَنِ الذُّنُوبِ ، ):-
    الحصرُ هو المنع ، وفي اللغة سيّداً وحصوراً يعني يمنع نفسه عن الموبقات ،
    أو عن الشيء ، وعن الذنوب.
    ومقتضى عقيدتنا أنَّ هذا الدعاء ليس فيه إلجاء وجبر على المنع عن الذنوب ،
    لا – ليس المقصود هذا ، وإنّما - أنْ يا إلهي اجعلني دائماً متدبراً لعواقب الأمور.
    وفي دعاء التوبة(مِنْ ذُنُوبٍ أَدْبَرَتْ لَذَّاتُهَا فَذَهَبَتْ ، وأَقَامَتْ تَبِعَاتُهَا فَلَزِمَتْ )
    وينبغي الالتفات إلى أنَّ هذه الدنيا ليست هي محطّاً للجزاء ، بل هناك حياة أخرى تنتظرنا ، وهذا لا يدعو إلى الغفلة ، بل لا بُدّ من أن يتربّى الإنسان في عالم الأخلاق والشرع والفضائل .
    قال: عليه السلام: (ووَرِّعْنِي عَنِ الْمَحَارِمِ ، ):-
    وهنا نقول : ما هو الخير للرجل ، وقد سألَ أميرُ المؤمنين علي ، عليه السلامُ ، النبي الأكرمَ عن ذلك في أحد شهور رمضان: ما هو أفضل عمل قال: ص:
    ( الورع عن محارم الله )- ومعنى الورع:- هو أن يعرفَ الإنسانُ حدوده التي رسمها الله تعالى له ، ومعلوم أنَّ في كلّ أصقاع الدنيا توجد قوانين سماوية أو من وضع البشر ،وهذه القوانين تُعرّفُ الإنسانَ بحدوده ، و لا تسمح له باختراقها ،
    أو تجاوزها – والمتورّع هنا هو مَن يَلتزمُ بحدوده ويثبت.
    واللهُ تعالى قد جعلَ مجموعة أشياء من المحرّمات والواجبات ، والإنسانُ إذا تجنّب هذه المُحرّمات ، وابتعد عنها ، فهو ورعٌ ، وكذلك إذا اجتنب المُشتبهات فهو أورع.
    وعن الإمام الصادق ، عليه السلام ، أنّه قال( ليس مِنّا - ولا كرامة - مَن كان في مِصر ، فيه مائة ألف أو يزيدون ، وكان في ذلك المِصر أحدٌ أورعَ منه )
    : الكافي ، الكليني ،ج2، ص78.
    والورع عن محارم الله تعالى قد أخذ مساحةً كبيرةً في الروايات الشريفة , من لزوم تجنّب أكل مال اليتيم ، وتجنّب التفكّه بأعراض الناس ، ومد اليد إلى المال الحرام ، والنظر إلى ما لا يحل النظر إليه ، وما إلى ذلك من الأمور التي ينبغي التورّع عنها.
    :: ثم أردف الإمام السجّاد ، عليه السلام ، قائلاً: (ولَا تُجَرِّئْنِي عَلَى الْمَعَاصِي ،):-
    في هذه الدنيا لا بُدّ من أن نُبتلى – قال تعالى:
    ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3))) , العنكبوت.
    كما أُبتلي أصحابُ الإمام الحُسين ، عليه السلام ، في واقعة الطف ، ومن جملة الأشياء التي أُبتلينا بها هي أنَّ اللهَ تعالى لا يُعاقبنا فوراً على ارتكاب المعصية ، ولذلك في بعض أدعية الأئمة الأطهار ، كما في دعاء أبي حمزة الثمالي ،
    • [*=center]دعاء السحر - قال الإمام السجّاد ، عليه السلام ،( أنا الذي أعطيتُ على معاصي الجليل الرشا ، أنا الذي حين بُشرتُ بها خرجتُ إليها أسعى ،
      [*=center] أنا الذي أمهلتني فما ارعويتُ ، و سترتَ علي فما استحييت ، وعملتُ بالمعاصي فتعدّيت ، وأسقطتني من عينك فما باليت ، فبحلمك أمهلتني وبسترك سترتني حتى كأنك أغفلتني ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى كأنك استحييتني، إلهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ،
      [*=center]ولا بأمرك مستخف و لا لعقوبتك متعرض ولا لوعيدك متهاون ، لكن خطيئة عرضتْ وسوّلتْ لي نفسي وغلبني هواي وأعانتني عليها شقوتي وغرّني سترُك المُرخى عليَّ)

    : مصباح المُتهجّد ، الطوسي ،ص 589.
    أما لماذا لا يُعاقبنا الله بسرعة لأنّه قد زوّدنا بموازينَ تكشفُ لنا عن أنَّ هذه معصية أو غير معصية ، وليس بالضرورة أن ينبهنا إلى ذلك ، بل جعلَ لنا عقلاً وشرعاً .
    ولذلك الإنسان قد يستفيد من هذه الجهة حتى يشمل بالتوبة والمغفرة ،
    وقد لا يستفيد ، بل يتمادى ويتجرأ من معصية إلى أخرى إلى أن يأمن من مكر الله ، وهذا من الكبائر ، أو القنوط من رحمة الله ، بل المطلوب أن يطمع الإنسان في رحمة ربه ، ولا ييأس منها ، فرحمة الله وسعتْ كلّ شيءٍ ، ومنه الذنب .
    ________________________________________________

    مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي ,دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ
    في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم –التاسع والعشرين من جمادى الأولى ,1439 هجري- السادس عشر من شباط ,2018م.
    _______________________________________________

    : تدوين وتقرير – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ , ونسألَكم الدُعاءَ-
    _______________________________________________



  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم وبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      الاخ الفاضل مرتضى علي الحلي 12 . احسنتم واجدتم وسلمت اناملكم على نشر هذه الكلمات النورانية الصادرة من لسان الامام السجاد (ع) التي هي في الواقع دروس وعبر اخلاقية توجهنا وترشدنا نحو الطريق الصحيح . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

      تعليق


      • #4
        تقديري لكم وشكرا

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X