إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح ( وأرخيت دونها حجاب النبوة).في زيارة سيّدة نساء العالمين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح ( وأرخيت دونها حجاب النبوة).في زيارة سيّدة نساء العالمين

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرحيم

    الحمد لله والصلاة على رسوله وآله الطيبين الطاهرين واللعنة السرمدية الأبدية على ظالمي سيدتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام وأرواحنا فداها)


    تفسيرنا للفقرة الشريفة التي نحن في صدد شرحها وبيان بواطنها الشريفة من هذا القبيل، فللفقرة النورانية وجوه متعددة المعاني هي التالي:
    الوجه الأول:
    أن يكون المراد من الحجاب هو الستر، وإرخاء الستر بمعنى إسداله، وبالتالي يكون معنى الفقرة: إن الله تعالى (أرخى دونها حجاب النبوة) كناية عن نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة على أسرار النبوة، وهذا المعنى للمحدث المجلسي في بحاره في كتاب المزار.
    هذا التفسير وإن كان بنفسه فضيلةً لها إلا أنه لا يؤسس معنىً عميقاً يدل على عظمة مولاتنا السيدة المطهرة عليها السلام لأنها أعظم قدراً من أن نظهر لها فضيلة بما ذكره المجلسي من حيث وضوح نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة على أسرار النبوة، فهو تحصيل حاصل بالنسبة إلى جلالة قدرها وعظم شأنها، بل إن هناك معنى أجل من هذا المعنى، وهو ما سنذكره في الوجوه الأخرى.
    الوجه الثاني: إن ولاية الصدّيقة الكبرى عليها السلام مرقاة لوصول الأنبياء عليهم السلام إلى النبوة ومقام الرسالة والعظمة والشموخ الإنساني والروحاني وهو ما أكده الخبر الشريف من أنه ما تكاملت نبوة نبيّ حتى أقرَّ بفضلها ومحبتها، فمقام ولايتها دونه حجاب النبوة وما فيهاــ أي النبوة ــ من أسرار ومقام رفيع، ويشهد لما قلنا ورود الأخبار الكثيرة الدالة على علو فضل مولاتنا سيدة نساء العالمين وملكة عوالم الوجود وأنها هي ليلة القدر التي من أدركها فقد أدرك ليلة القدر، وإدراك ليلة القدر بحسب تعدد المدركات واختلافها بحسب سير الأفراد النظري والعملي، فمولاتنا المطهرة فاطمة الزهراء عليها السلام قطب الأولياء والعرفاء ومعراج الأنبياء والأوصياء، وصدرها الشريف خزانة الأسرار ووجودها ملتقى الأنوار فهي حلقة الوصل بين أنوار النبوة وأنوار الإمامة، ولا نفهم من حلقة الوصل إلا أنها مهبط الفيوضات الربانية التي تتنزل على قلبها الشريف ليكون منبعاً لمعارف الأنبياء والأولياء عليهم السلام، وهو عين ما ورد في الخبر الشريف عن مولانا الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال نحن حجج الله على خلقه، وجدتنا فاطمة عليها السلام حجة الله علينا) فكونها حجةً على الحجج عليهم السلام هو هذا المعنى الشريف الدال على ما ذكرنا من أنها منبع الفيوضات فضلاً عن الأسرار الإلهية، وهو ما يدل عليه قول مولانا الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام مبيناً تلك الحجية للمعظمة سيدة النساء فاطمة عليها السلام بقوله الشريف ولي أُسوة بأمي فاطمة عليها السلام) فأئمتنا الطاهرون عليهم السلام أسوة الخلق وقادتهم حتى الملائكة المقربين، ومولاتنا فاطمة عليها السلام أسوة الأئمة الطاهرين عليهم السلام، وكل هذا جمعه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بقوله الشريف فاطمة روحي التي بين جنبيّ) إشارة إلى الروحية والمادية، أو أنه إشارة إلى جنبي العلم والعمل، فهي صلوات الله عليها تحمل روح النبي بعلمه وعمله وكل كمالاته العلمية والعملية إلا النبوة التي هي دونها مكسوفة وعلى حياء وخجلٍ منها...ولنعم ما قال الشاعر الموالي حاكياً عن علو قدرها:
    هي مشكاة نور الله جلَّ جلاله زيتونةٌ عمَّ الورى بركاتها
    وقال آخر كاشفاً عن حقيقة نور وجهها الذي منه خلق الله تعالى الجنة والشمس والقمر والنجوم:
    خجلاً من نور بهجتها تتوارى الشمس بالشفق
    وحياءً من شمائلها يتوارى الغصن بالورق
    ولعل المقصود من (جنبيّ) هو جنبتا النبوة والولاية، فيكون إشارة إلى النبوة المطلقة والولاية العامة، وهو ما أشار إليه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في خبر آخر قال ظاهري ولاية ووصاية وباطني غيب لا يدرك) وفي خبر آخر عن قال( ظاهره أمر لا يملك وباطنه غيب لا يدرك) وهذا عين ما قاله إمام المتقين عليه السلام لسلمان المحمدي يا سلمان نزلونا ـــ وفي نسخة أخرى: نزهونا ــ عن الربوبية وادفعوا عنا حظوظ البشرية فإنَّا عنها مبعدون..ثم قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا)فإذا ما كان أمير المؤمنين عليه السلام بهذا المستوى من العمق الروحي والفكري والفضائلي فلا ريب في أن مولاتنا الزهراء عليها السلام في نفس المستوى العلوي وهو المقطوع به في الأخبار لا سيما ما ورد في حقها عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفوٌ على وجه الأرض إلى يوم القيامة، آدم فمن دونه)...كيف لا ! وقد جاء في الخبر المستفيض:" أن الخلق فطموا عن معرفتها..!! وأنها فطمت شيعتها عن الجهل وعن النار..!!.
    الوجه الثالث: تعني الفقرة الشريفة أن مقامها أرقى من مقام النبوة والرسالة، ومقامها هو مقام الولاية والقرب الإلهي، وهو من أرفع المقامات الإلهية، ومن طبيعة الأرقى الإطلاع والهيمنة على المقامات السفلى، ومن طبيعة الأدنى والأسفل التطلع إلى الأعلى والأرقى، فالأنبياء يتطلعون إلى القادة العظام من آل محمد، ففي الحديث الشريف عن رسول الله قال يا عليّ أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي) وفي خبر آخر يا علي مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها الله للناس علماً وإنما تؤتى من كل فج عميق ونأيّ سحيق ولا تأتي) وفي خبر أن الكعبة تزار ولا تزور، وهكذا مقام الولاية لآل محمد عليهم السلام هو مقام تعلق الموجودات به لأقربيته من المولى تبارك اسمه، ومولاتنا سيدة النساء أم هذا المقام،(فاطمة أم أبيها..ولو لم يكن أمير المؤمنين زوجاً لها لما كان لها كفوٌ إلى يوم القيامة) فمقام الأنبياء نقطة في بحر سيدة النساء مليكة الوجود، فقد بلغت السنام الأعظم في العروج الروحي والفكري، بحث صارت النبوة حجاباً للأنبياء الذين لا يكلمهم الله تعالى إلا من وراء حجاب، قال تعالى بخلاف مقامها الذي لا يحول بينه وبين الله تعالى حجاب، لأن تكليم الله تعالى للأنبياء لا يكون إلا بالوحي المباشري أو غير المباشري العبر عنه بالحجاب، فالتكليم الإلهي من دون واسطة يسمى وحياً، وإذا كان مع الواسطة فهو حجاب ïپ‌وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ïپ›الشورى51
    وأما سيّدة النساء مليكة الوجود عليها السلام فإنه يوحى إليها من غير حجاب بمقتضى العلم اللدني الموهوب بدرجاته الدنيا لعبده الخضر عليه السلامïپ‌فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ïپ›الكهف65.
    ومرادنا من الوحي هنا هو الوحي التسديدي ،ولا تمنع الأدلة من الوحي التشريعي المؤكد للوحي التشريعي النازل على رسول الله أبيها صلى الله عليه وآله وسلّم، بمعنى أن القرآن النازل على رسول الله قد علمته سيدة النساء قبل نزوله تماماً كما علمه أبوها رسول الله قبل نزوله على قلبه دفعة واحدة وتدريجاً، ويشهد على ذلك العمومات والإطلاقات الدالة على أن علمهم واحد وأنه حضوريٌّ لدنيٌّ، وأن أمير المؤمنين عليه السلام قد تلا سورة المؤمنين عند ولادته،ومن المعلوم أن ولادته الشريفة كانت قبل البعثة.



    المحصّلة: إن مولاتنا المعظمة فاطمة الزهراء عليها السلام لا يستر عنها شيء من الأسرار الربوبية حتى ولو ستر عن الأنبياء لأن الله تعالى اختارها وأهل بيتها حججاً على العالمين وأظهر فضلهم على عامة الأنبياء والمرسلين بمقتضى الأدلة والبراهين والتي منها ما جاء في دعاء علقمة الذي يُقرأ بعد زيارة عاشوراء المقدسة قال الإمام عليه السلام معلِّماً الشيعة كيف يدعون بإذن الله تعالى وبحقهم أسألك وأقسم وأعزم عليك وبالشأن الذي لهم عندك وبالقدر الذي لهم عندك بالذي فضلتهم على العالمين وبإسمك الذي جعلته عندهم وبه خصصتهم دون العالمين وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعاً..) وكما جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة المقدسة آتاكم الله ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، طأطأ كل شريفٍ لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شيء لكم وأشرقت الأرض بنوركم).

    حررها : الشيخ محمد جميل حمود العاملي-بتصرف

    التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 21-02-2018, 08:15 AM.

  • #2
    الاخت الفاضلة صدى المهدي . احسنت واجدت وسلمت اناملك على نقل ونشر هذا الموضوع القيم الذي نال قيمته ببركة سيدتي ومولاتي الشهيدة المظلومة فاطمة الزهراء (ع) . جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك . ودمت في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      شكرا لكم كثيرا
      ​​​
      مأجورين ​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X