إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المعاني المذكورة في وراثة الحسين للأنبياء ـ المعنى الأول

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعاني المذكورة في وراثة الحسين للأنبياء ـ المعنى الأول

    بسم الله الرحمن الرحيم
    روى الشيخ الطوسي في مصباح المتهجِّد: اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّـهُمَّ! اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذائِداً مِنْ الْذادَةِ، وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاَْنْبِياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الاْوْصِياءِ.
    وهي من الزيارات التي يُزار بها الإمام الحسين (ع) يوم الأربعين، ونحن هنا إنْ شاء الله تعالى سنقف على فقرةٍ واحدة منها وهي قوله: "وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاْنْبِياءِ"، فما هو المراد من قوله (ع): "وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاْنْبِياءِ"؟
    المراد من ذلك أنَّ الحسين الشهيد (ع) قد ورث كمالاتِ الأنبياء، كلِّ الأنبياء، وملكاتِهم، وسجاياهم، وورث مكارم أخلاقهم، كلُّ ذلك قد ورثه الحسين الشهيد (ع) من الأنبياء، وورث مناصبَهم والمسؤولياتِ التي أُنيطت بهم، فكما كانوا حُججَاً لله تعالى على خلقه والأدلاءَ عليه وعلى شريعته كذلك هو الحسين (ع) كان حجَّةَ الله على جميع خلقه، والدليلَ على دينه وشريعته، وورث الحسين (ع) الرسالات التي أُنزلت عليهم فكُلِّفوا بحمل أعبائها، كذلك حملَ الحسين(ع) أعباءَ رسالات الله عزوجل.
    وقد تخطَّى مقامُ الحسين (ع) مقامات سائر الأنبياء ما عدا الرسول الكريم (ص) فهو مضافاً إلى أنَّه جمع كمالاتِهم وملكاتهم وجمع سجاياهم ومكارم أخلاقهم وحمل الأعباء التي أُنيطت بهم، مضافاً إلى كلِّ ذلك فإنَّ الله عزوجل أكرمه على سائر الأنبياء ما عدا الرسول الكريم (ص)، فهو أحظى عند الله من جميع الأنبياء، وأكرمُ على الله عزوجل من جميع الأنبياء. لذلك ثبت عن النبي الكريم (ص) أنَّه قال: "الحسن والحسين (عليهما السلام) سيدا شباب أهل الجنة" فالجنة لا تختصُّ بأمة النبي الكريم (ص)، بل يدخلها الأبرار من الأولين من لدن آدم، ويدخلها الأبرار من الآخرين، والحسين سيدهم، فيهم الأنبياء، وفيهم الأوصياء، وفيهم الأصفياء، وفيهم الأبرار والأخيار والأتقياء من الأولين ومن الآخرين، كلُّ هؤلاء يقول الرسول (ص): إنَّ الحسن والحسين سيدان عليهم فكلِّ هؤلاء من الأنبياء والأصفياء والأولياء والأتقياء والأخيار والأبرار هم دون الحسن والحسين (عليهما السلام) في الفضل.
    فمن الثابت عند عموم المسلمين هو انَّ الجنة ليس فيها إلا من هو في عمر الشباب، فلا يدخلها أحدٌ وهو كهلٌ أو شيخ، وكلُّ من يموت شيخاً أو كهلاً فإنَّه يُصبح في الجنة شاباً إذا حباه الله عزوجل نعمة الدخول إليها، وكل مؤمنٍ يموت كهلاً فإنَّه يُصبح شاباً في الجنة، والحسين سيده، والسيادة تقتضي الأفضلية بلا ريب.
    فمعنى أنَّ الحسين (ع) ورث الأنبياء هو انَّه حظي بكل ما حظي به الأنبياء من سجايا وملكاتٍ ومناصب ومقامات، لذلك ورد في الزيارات المأثورة عن أهل البيت قولهم: "السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ! السلام عليك يا وارث نوح نبي الله ! السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ! السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ! السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ! السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله" فهو وارثهم لأنَّه امتدادٌ لهم في حمل أعباء الرسالة، وامتدادٌ لهم في كمالاتهم ومكارم أخلاقهم، وامتدادٌ لهم في كونه إماماً للخلق كما كانوا أئمةً للخلق يُقتدى بهم ويحتذى بسجاياهم وأفعالهم وأقوالهم، هذا هو أحدُ معاني ما ورد من انَّ الله تعالى منحَ الحسين مواريث الأنبياء.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X