إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح فقرة :(ارحمني يوم آتيك فرداً شاخصاً بصري

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح فقرة :(ارحمني يوم آتيك فرداً شاخصاً بصري



    (دعاء تعقيب صلاة الليل)
    بقلم: الدكتور محمود البستاني


    (ارحمني يوم آتيك فرداً شاخصاً بصري، مقلداً عملي، قد تبرأ جميع الخلق مني ...).
    هذا المقطع من الدعاء يتضمن صورتيه ترمزان الى الاستجابة القلقة لدى الفرد وهو يواجه اهوال اليوم الاخر، الصورة الاولى هي قوله(ع): (يوم آتيك فرداً شاخصاً بصري) والثانية هي: (مقلداً عملي) ....
    اذن: لنتحدث بالتفصيل عنهما....
    بالنسبة الى الصورة الاولى وهي شخوص البصر، والمجيء فرداً يمكننا ان نشطرها الى قسمين: الشطر الاول وهو: الاتيان فرداً والقرآن الكريم ذكر هذا الجانب حينما المح الى اتيان الاشخاص كل واحد منهم فرداً لا جماعة... ونحسبك تتساءل عن السر الكامن وراء الذهاب الى ان البشر يأتون على سمة فردية وليس اجتماعية ونجيبك عن ذلك بالقول: "والفرد وليس الجماعة" هو: المسؤول عن عمله حتى لو كان ضمن الجماعة المشتركة في فعل واحد، بالاضافة الى ذلك ان المجيء فرداً يقترن بسمة "الهول" الذي يطبع مواقف القيامة بصفة ان الجماعة يتأثرون بالعقل الجمعي وتنتقل عدوى الايحاء المقترنة عادة بتضخيم او تخفيف الهول، فالخوف الجماعي مثلاً يزداد عادة في حالة المشاركة او الاستجابة حيال الهول ولكن قد يخف في حالة ما اذا احس الجميع بانهم مشتركون في المصيبة وبالنسبة الى عملية الحساب، فان الاتيان "فرداً" يحسس الشخصية بمزيد من الهول بخاصة ان الدعاء نفسه يقول بعد ذلك (قد تبرأ جميع الخلق مني، نعم وابي وابي ...)، فاذا كان الوالدان وهما يحملان في الحياة الدنيا تركيبة واقعية هي الابوة والامومة بحيث يستعدان للتضحية بحياتهما من اجل الولد، فان الامر لينعكس في الموقف بحيث يهرب الوالدان من الولد وهو امر يضاعف من الم الشخصية المنفردة في عرصة القيامة... وهذا فيما يتصل بالسر الكامن وراء الصورة التي ترسم والعبد وهو "فرد" امام عملية الحساب التي تنتظره...
    ولكن ماذا بالنسبة الى الشطر الاخر من الصورة وهو "شخوص البصر"؟
    من الواضح، ان "شخوص البصر" يعني لغوياً النظر الى الشيء بدون ان تطرف العين وتتحرك ولكن ان تتصور شخصاً يسحقه القلق والتوتر والخوف والتمزق والحيرة والانشطار الخ حيال عملية الحساب وما يبثها ويواكبها ويلحقها من مصائر مجهولة لدى الشخصية ... عندئذ فان شخوص البصر يظل تعبيراً خارجياً عن حالة داخلية تفصح تماماً عن القلق والتمزق والانسحاق والرعب .... واهمية هذه الصورة هي ان جمود الطرف او توقف حركته يرمز تماماً الى الانفلات الداخلي للشخصية وعدم قدرتها على التحرك باية صورة نظراً لفداحة الموقف وهوله بالنحو الذي اوضحناه...
    وهذا فيما يتصل بالصورة الاولى في اتيان العبد "فرداً" الى عرصة القيامة وعملية الحساب وما نقترن بها من الاوصاف الخارجية المفصحة عن الداخل.
    ولكن ماذا عن الصورة الاستعارية الاخرى القائلة (مقلداً عملي) أي ان العبد الاتي فرداً والشاخص بصراً جاء وهو يتقلد عمله في الحياة الدنيا وينتظر الجزاء المترتب عليه.
    هذه العملية او الصورة الاستعارية تتطلب كلاماً مفصلاً نحدثكم عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى اما الان حسبنا ان نستثمر قراءة الدعاء المذكور وندرب ذواتنا على الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
    مؤسسة السبطين العالمية


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X