إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مجتمعاتنا وما يصرفها عن انتاج العلم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مجتمعاتنا وما يصرفها عن انتاج العلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جاء التصميم الإلهي لخلق الإنسان بالشكل الذي يؤهله للقيام بوظيفته ودوره في هذا الكون، فقد خلقه الله تعالى لإعمار الأرض، كما تقول الآية الكريمة:﴿ ... هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ... ﴾
    1أي أراد منكم عمارتها.



    حيث منح الله تعالى الإنسان ما يؤهله لذلك وهي القدرات العقلية، كالتفكير والملاحظة والاستنتاج، والقدرات النفسية كالإرادة والطموح والتحمّل.
    ويحرك الإنسان لتفعيل قدراته عاملان: عامل الحاجة والتحدي للظروف الطبيعية التي يواجهها في هذه الحياة، وعامل الفضول الذي أودعه الله في أعماقه ليتساءل عما حوله، ويبحث عما وراء الظواهر التي يشاهدها في عالم الوجود.
    هذا الفضول أو الرغبة في المعرفة هو الذي يستفزّ عقل الإنسان ليتساءل ويبحث ويسجّل الملاحظات، ويضع الاحتمالات، ومن ثم ينتج النظريات، ويقوم بالتجارب، ليحقق الاكتشافات، ويصنع الإنجازات.
    وكما يشير أحد الباحثين فإن ذلك الفضول العلمي هو الذي كان يملأ وجدان (دارون) حين التحق سنة 1831م بالباخرة الاستكشافية التي دارت حول الأرض في خمس سنين، وعمره يومئذ اثنين وعشرين عاماً، وراح يلاحظ الكائنات الحيّة في القارات والجزر والبحار، ويقارن بينها بشغف، حتى وضع نظرياته في أصل الأنواع، وفي النشوء والارتقاء، والانتخاب الطبيعي، فحرّك بها ساكن المعرفة على هذا الصعيد، وأصبحت محل أخذ وردّ.
    وهو ذات الدافع الذي حرّك العالم الهولندي (ليفون هوك) ليرى الكائنات الأصغر مما تراه العين المجردة، فانهمك في تطوير العدسات وتكثيف التجارب عليها لعدد من السنين، حتى اكتشف عام 1674م من خلال عدساته الكائنات الدقيقة التي سميناها الجراثيم.
    ونجد مثل ذلك في مسيرة العالم الايطالي غاليلو، الذي ألحّت على ذهنه التساؤلات حول علاقة الأفلاك والأجرام ببعضها، وقام بعملٍ وجهدٍ دؤوب لتطوير تلسكوب قاده إلى العديد من الملاحظات والاكتشافات الفلكية[إبراهيم كشت. جريدة الرأي الكويتية 16 يناير 2013م.].
    هذه القدرات والميول التي تدفع الإنسان للاكتشاف والاختراع، تحتاج إلى تنمية ورعاية واهتمام، من قبل الفرد ذاته، ومن خلال البيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها، أما حين يتجاهل الفرد ما تنطوي عليه نفسه من قدرات واستعدادات، أو حين يعيش ضمن بيئة تفتقد الأجواء المشجّعة، فإنه لن يسلك هذا الطريق.
    وهذا هو سر التفاوت بين مجتمعات تنجب المبدعين والمخترعين، وتنتج العلم والمعرفة، وبين مجتمعات تعيش التخلف والركود.
    إن الهدف الأساس للدين الالهي هو إثارة عقل الإنسان، واستنهاض قدراته وطاقاته، ليتأمل في ذاته، ويستكشف الكون من حوله، ويدرس الطبيعة التي تحتضنه، وبذلك يعرف عظمة القدرة التي أنشأت الكون والحياة، ويدرك مهمته في الوجود، المتمثلة في الخضوع لله وإعمار الأرض، عن طريق العلم والمعرفة، والعمل والحركة.
    لذا نجد معظم آيات القرآن الكريم تدعو إلى التفكير والنظر والتعقل، يقول تعالى:
    ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾
    2
    ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ... ﴾
    3
    ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾
    4
    وحين استجابت الأمة الإسلامية لنداء مثل هذه الآيات القرآنية، أصبحت أمة رائدة على مستوى الحضارة والإنتاج العلمي، وبرز فيها العلماء المبدعون، الذين انفتحوا على تجارب الأمم الأخرى، واستوعبوها وطوروها، وأضافوا باكتشافاتهم واختراعاتهم مكاسب جديدة، ومنجزات عظيمة، في مسيرة العلم والحضارة الانسانية.
    هكذا كانت الأمة في ماضيها الزاهر، أما واقع الأمة في الزمن الحاضر فهو على العكس من ذلك تماماً، حيث تفصلها عن ركب الحضارة مسافة بعيدة، ولا يكاد يذكر لها اسهام في مجال العلم والمعرفة.
    وكأن الأمة قد أدارت ظهرها لمعظم آيات قرآنها المجيد، واكتفت بعدد من الآيات حول العبادة والشعائر الدينية.
    إن أبناء مجتمعاتنا لا ينقصهم شيء من المؤهلات الذاتية لنيل المعرفة، ولتحقيق الإبداع والإنجاز العلمي، لكن ما ينقصهم هو البيئة المشجعة والأجواء الدافعة.
    فمنذ زمن طويل تفتقد مجتمعاتنا الإسلامية الاستقرار السياسي، حيث تخضع للاستبداد، وتتفجر فيها الصراعات السياسية القاتلة، مما يعطي الأولوية لمعارك الصراع، وحرص كل طرف على امتلاك أقوى أدوات المواجهة للطرف الآخر، ويستنزف القدرات والامكانات الوطنية، وكل ذلك على حساب التنمية، واهتمامات التقدم العلمي.
    الفهارس "
    1. القران الكريم: سورة هود (11)، الآية: 61، الصفحة: 228.

    2. القران الكريم: سورة الذاريات (51)، الآية: 21، الصفحة: 521.

    3. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 185، الصفحة: 174.

    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    يمكن لنا تلخيص الاسباب الحقيقية وراء إنصراف مجتمعاتنا عن إنتاج العلم :

    1. حالة الاتكال على الغير والبحث عن الحلول الجاهزة .

    2. الركون الى الدعة والبحث عن الراحة الجسدية وتفضيلها على إعمال العقل وإبداعه .

    3. السياسة الاقتصادية التي تمارسها المجتمعات المتحكمة بنشر العلم وتعليمه .

    4. الاحتكار المعرفي لفئة دون أخرى .

    5. الانشغال بسفاسف تافهة وزخارف آنية .

    6. عدم الاهتمام ببناء القواعد الاساسية للعلم وتبني فكرة :

    (سعيد من إكتفى بغيره ) .


    الى غير ذلك من الاسباب التي ابعدت افراد المجتمع عن الاهتمام بهذا المضمار المهم .


    اختنا الفاضلة


    بارك الله بكم ولكم وحفظكم من كل سوء ومكروء .




    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X