إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المَرجَعيّةُ الدّينيّةُ العُليَا " تُؤكّدُ على ضرورةِ الاقتداءِ بوصايا أمير المؤمنين:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المَرجَعيّةُ الدّينيّةُ العُليَا " تُؤكّدُ على ضرورةِ الاقتداءِ بوصايا أمير المؤمنين:

    "" المَرجَعيّةُ الدّينيّةُ العُليَا الشريفةُ " تُؤكّدُ على ضرورةِ الاقتداءِ بوصايا أمير المؤمنين ، عليه السلام ، في التخلّص مِن الصفات السلبيّة التي تُسَبِّبُ التناقضَ و الازدواجيّةَ في شخصيّةِ الإنسان:
    :1:- ينبغي في مجال الحكم والقضاء ، وبصورة عامة في الأمور الماليّة والاجتماعيّة وغيرها أن يحكمَ الإنسانُ ويقضي بالحقّ ويدورَ مداره ، ولو كان الحقُّ على نفسه ، وإن يستتبعَ ضرراً عليه.
    :2:- على الذين ينصحون الناسَ والآخرين بالنصائح والإرشادات أن يُطبّقوها على أنفسهم أوّلاً ، وأن يعملوا بها ،
    لا أن ينصحوا بها غيرهم ، ولا يلتزمون بها.
    :3:- يجب أن يكون هناك تناسبٌ بين المطالبة بالحقوق واستحقاقها واستيفائها تامة وكاملة وبين إنصاف الآخرين في حقوقهم وعدم إنقاصها .
    :4:- وفي مقام الوعود والعهود بتقديم الخدمات في جميع مجالات الحياة والحصول على امتيازات ماليّة ينبغي الوفاء بذلك للآخرين.
    :5:- إنَّ اللهَ تبارك وتعالى هو أحقُّ بأن نخشاه في حياتنا ومسارنا ، لا أن نخشى الناسَ ، ولا نخشى ربّنا في خلقه.
    ::: نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ،
    العشرون من جمادى الآخرة ,1439هجري - وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ,
    الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
    نُكمِلُ ما قد بيّنّا في خطبٍ عديدةٍ من وصايا أمير المؤمنين ، عليه السلام ،والتي بيّن فيها مجموعةَ الأسسِ غير الصحيحة في بناء شخصية الإنسان ،وكيفيّة معالجتها ، وحالات التناقض في شخصيّة ونفسيّة الإنسان ،
    وكيف تؤدي هذه التناقضات إلى المفاسدِ الخطيرة والآثار الكبيرة ، ونعرض عليكم هذا المقطع الأخير ، ونصّه :
    (يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِه لِنَفْسِه ولَا يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِه - يُرْشِدُ غَيْرَه ويُغْوِي نَفْسَه - فَهُوَ يُطَاعُ ويَعْصِي ويَسْتَوْفِي ولَا يُوفِي - ويَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّه ولَا يَخْشَى رَبَّه فِي خَلْقِه)
    :نهج البلاغة، ت، د، صبحي الصالح ،ص499.

    :: الصفة الأولى:- (يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِه لِنَفْسِه ولَا يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِه):.
    إنَّ من جملة مقوّمات الإيمان الصادق عند الإنسان المؤمن ، وفي مجالات الحكم والقضاء ، بصورة عامة ،من الأمور الاجتماعية والمالية وغيرها ، هنا ينبغي أن يحكمَ الإنسانُ ويقضي بالحقّ ولو على نفسه ، ولو استتبعَ ذلك ضرراً عليه.
    ويوجدان شَكلان مِن شخصيّة الإنسان :- إنسانٌ يكون الحقُّ عليه لغيره فيحكم به لغيره.
    : وإنسانٌ آخرٌ إذا لم يكن له الحقُّ حَكمَ على غيره بالباطل وفاقاُ ودوراناً بمدار المصلحة الشخصية لنفسه ،
    ولا يهمه حقّ غيره حُكماً وقضاءً واستنقاذاً ، فتدفعه نفسه وذاته وما ينتمي إليه إلى الحكم بالباطل وظلم غيره.
    واللهُ تبارك وتعالى يقول:
    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ))(135)النساء.
    ولا بُدّ من أن يكون مدار حكم وقضاء الإنسان يدور مدار الحقّ ولو على نفسه.
    ومقتضى الإيمان الحقيقي والصادق هو الحكم بالحقّ ، وإن كان الضررُ على النفس.

    :الصفةُ الثانيةُ:- ( يُرْشِدُ غَيْرَه ويُغْوِي نَفْسَه - فَهُوَ يُطَاعُ ويَعْصِي ):-
    وهنا يظهرُ التناقضُ جليّاً في أنّ بعض الناصحين والمُرشدين للآخرين بالموعظة والتخويف من عذاب الله تعالى والإرشادات ينصحون غيرهم فيقبلون منهم ويلتزمون ، ولكن الناصح نفسه لا يلتزم بما يقول وينصح به ، وهو أولى من غيره بتطبيق ذلك ، وبهذا سيندم ويتحسّر على عدم الالتزام بذلك يوم يُلقى في نار جهنم بحسب الحديث المأثور ، ويكون في أشدّ الندامة والحسرة الكبيرة.
    :::... فعن رسول الله ،صلّى اللهُ عليه وآله ، أنّه قال :
    ( إنَّ أشدَّ أهل النار ندامةً وحسرةً رجلٌ دعا عبداً إلى اللهِ ، عز وجل فاستجاب له وقَبلَ منه وأطاعَ اللهَ عزّ وجل فأدخله اللهُ الجنةَ ، وأدخلَ الداعيَ النارَ بتركه عِلمه واتّباعه الهوى )
    : ميزان الحكمة، الريشهري، ج3 ،ص 2097.
    إنَّ سلطنة الهوى والأمزجة الشخصيّة وتسلّطها على النفس عند بعض الناس
    هي التي تدفعهم لعدم الالتزام بما ينصحون به غيرهم.
    وبعضٌ يريدُ أن يُظهرَ قابليّته العلمية وقدرته على الدعوة لله تعالى ، ولكنه لا ينتفع بهذه النصائح.

    :: الصفةُ الثالثةُ : - (ويَسْتَوْفِي ولَا يُوفِي ):-
    هناك حقوقٌ ماليّة مُتبادلة ينبغي الالتفات إليها إنصافاً والتزاماً وتطبيقا ، -
    حقوقٌ في العمل ، - وفي مقام الوعود والعهود ، وتشملُ الجميعَ.
    وبعضٌ حينما يُطالبُ بحقوقه لا يكلّ ولا يملّ ، ولا يترك منها شيئاً إلاّ واستوفاه تاماً وكاملاً ، ولكن مع حقوق الآخرين التي هي عليه لا يُوفيّها في الأداء والإنصاف .
    وفي مجال حقوق العمل ينبغي الحفاظ على التناسب بين المطالبة بالأجر وأداء العملِ تاماً بساعاته ولا ينقص منه دقيقة ، ويؤدّى بشرائطه وأوصافه ويُتقن بتمامه.
    والحال ينبغي أن تكون المطالبة بالحقوق تامة ووفق شرائطها وأوصافها
    في الوظيفة ، وفي كلّ مهمة يُكلّفُ بها الإنسان.
    وفي مقام الوعود والعهود بتقديم الخدمات في جميع مجالات الحياة والحصول على امتيازات ماليّة ينبغي الوفاء بذلك للآخرين.

    :: الصفةُ الرابعةُ:- (ويَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّه ولَا يَخْشَى رَبَّه فِي خَلْقِه)
    إنَّ اللهَ تبارك وتعالى هو أحقُّ بأن نخشاه في حياتنا ومسارنا ، لا أن نخشى الناسَ ، ولا نخشى ربّنا في خلقه.
    ولكن بعضَ الناس لا يخشون اللهَ تعالى في ارتكابهم الظلم والتجاوزَ .
    وعن الإمام علي ، عليه السلام، والذي لا يريدُ مّنا أن نكون كذلك ، أنه قال:
    ( شرُّ الناس مَن يخشى الناسَ في ربّه ولا يخشى ربّه في الناس )
    : ميزان الحكمة، الريشهري، ج3 ،ص 831.
    : إنَّ وصايا أمير المؤمنين ، علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، هي كنوز ينبغي
    أن تدّخرَ وتُحفظَ وتُطبّق ، وأن نرتبطَ بها ارتباطاً شديداً ، ففيها جمعٌ لخير الدنيا والآخرة.
    _________________________________________________

    الجُمْعَة- العشرون من جمادى الآخرة ,1439 هِجرِي- التاسع من آذار 2018م.

    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    _________________________________________________

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم البحث المبارك
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      وأحسن اللهُ بكم.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X