إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خروج الامام الحسين (ع) من مكة ، ومحافظته على حرمة الكعبة ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خروج الامام الحسين (ع) من مكة ، ومحافظته على حرمة الكعبة ...


    بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
    الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين في صلواتهم ، وهي المركز والمحورالعبادي للناسكين يطوفون حولها أثناء أداء العمرة أو الحج ، ونحن المسلمون نعتقد أن الله سبحانه وتعالى أمر النبي إبراهيم (ع) برفع قواعد الكعبة ، وساعده ابنه إسماعيل (ع) في بنائها ، ولما اكتمل بناؤهما أمر الله إبراهيم أن يؤذّن في الناس بأن يزوروها ويحجوا إليها ، قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) . (سورة البقرة / الآية 127).
    و نعتقد أيضا أن الكعبة الشريفة من الاماكن المقدسة والبقاع المطهرة على وجه الأرض التي لايجوز التعدي عليها وانتهاك حرمتها ، فقد صرح الله عز وجل على تقديسها في القرآن الكريم بقوله : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ) . (سورة آل عمران / الآية 96).
    وقال تعالى في موضع أخر في القرأن واصفا الكعبة بأنها محرمة : ( جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ .... ) (سورة المائدة / الآية 97). وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ ..).(سورة المائدة / الآية 2) . وقال تعالى : ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ... ) . (سورة إبراهيم / الآية 37). وقد من الله على عباده بأن جعل لهم الكعبة حرماً آمنا فقال تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ...) . (سورة البقرة / الآية 125) . وقال تعالى : (أو لم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ، ويتخطف الناس من حولهم) . (العنكبوت / 67) ، فكان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه في الحرم فلا يعرض له . وأكد هذا المعنى قوله تعالى : (ومن دخله كان آمناً) . (آل عمران / 97) .
    فالكعبة المشرفة هي مكان أمين لايجوز فيه القتل والقتال فلا يجوز قتل الحيوان في داخل حدود حرم الكعبة المقدسة فضلا عن قتل الانسان فيها .
    وهذا السبب هو الذي جعل الامام الحسين (ع) يخرج من مكة المكرمة ويبتعد عنها ويسير الى أرض كربلاء ، لان الامام (ع) كان يعلم ان القوم لايراعون حرمة للكعبة وسوف يهدرون دمه فيها لأن والي مكة وهو محمد بن سعيد الأشدق بعث عشرين رجلاً من جلاوزته لقتل الامام الحسين عليه السلام ، وقال لهم : (اقتلوا الحسين ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة) ، نعم هم لا يراعون حرمة الانسان المؤمن فكيف يراعون حرمة الكعبة المقدسة ؟؟؟ وقد ورد في الروايات النبوية الشريفة من طرق الشيعة والسنة وحتى الوهابية ، ان المؤمن أشد حرمة من الكعبة ؟؟؟ ففي غاية المرام للألباني : نظر عبد الله بن عمر يوما إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك . قال الالباني : حسن . أخرجه الترمذي وابن حبان .
    وخير دليل ان الامام الحسين (ع) كان خروجه لاجل الحفاظ على قدسية الكعبة وحرمتها من الانتهاك هو هذه النصوص الثلاثة التي صرح بها لاكثر من شخص قد دلت على ما خطط له الامام (ع) بهذا الخروج مضحيا بنفسه وأصحابه وأهل بيته ( سلام الله تعالى عليهم أجمعين ) في سبيل صيانة الكعبة من التدنيس والانتهاك .

    1- قال لأخيه محمد بن الحنفية: ( يا أخي خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم فأكون الذي يُستباح به حرمة هذا البيت ) . انظر بحار الانوار : ج44 / ص39 . وسيرة الأئمة الإثنى عشر : 2 / 64 . واللهوف ص 24 - 25 .
    2- وقال (ع) لعبد اللـه بن الزبير : ( يا ابن الزبير لئن اُدفن بشاطئ الفرات أحبّ إليّ من أن أدفن بفناء الكعبة) . كامل الزيارات ص73.

    3- وقال (ع) أيضا : (إنّ أبي حدثني أنّ لـها كبشاً به تستحل حرمتها فما أحبّ أن أكون أنا ذلك الكبش ، واللـه لئن أقتل خارجاً منها بشبر أحبّ إليّ من أقتل فيها ، ولئن أقتل خارجاً منها بشبرين أحبّ أليّ من أن أقتل خارجاً منها بشبر) . الطبري ج6 / ص317 ، وراجع أنساب الاشراف / ص 164.

    4- وفى رواية : فسار ابن الزبير الحسين فالتفت إلينا الحسين ، فقال : يقول ابن الزبير : أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس ، ثم قال : والله لئن أقتل خارجا منها أحب إلى من أن أقتل داخلا منها بشبر ، وايم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم و والله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في السبت .
    اُنظر: لواعج الأشجان : ص ۷۰ - الطبري 6 / 217 - ابن الأثير 4 / 16 - وقوله " ليعتدن علي . . . " في طبقات ابن سعد ح / 278 - وتاريخ ابن عساكر ح / 664 - وابن كثير 8 / 166 .

    5- وقال الامام الحسين (ع) أيضا : لا نستحلها ولا تستحل بنا ، ولان أقتل على تل أعفر( الأعفر : الرمل الأحمر ) أحب إلي من أن أقتل بها . كامل الزيارات ص72.

    6- وقال ابن قولويه : حدثني أبي ؛ ، وعلي بن الحسين جميعا ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن أبي الصهبان ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي سعيد عقيصا ، قال : سمعت الحسين بن علي وخلا به عبد الله بن الزبير فناجاه طويلا ، قال : ثم أقبل الحسين بوجهه إليهم ، وقال : إن هذا يقول لي : كن حماما من حمام الحرم ، ولان أقتل وبيني وبين الحرم باع أحب إلي من أن أقتل وبيني وبينه شبر ، ولان أقتل بالطف أحب إلي من أن أقتل بالحرم . كامل الزيارات ص72.

    ان الامام الحسين (ع) كما عظم حرمة الكعبة الشريفة بخروجه ، فان الله تعالى قد عظم حرم الامام الحسين (ع) فجعله مقصدا للملايين من الزائرين المؤمنين .

  • #2
    الاخ الفاضل العباس أكرمني . أحسنتم واجدتم وسلمت اناملكم على نشر هذا الموضوع القيم الذي يبين كيف حافظ الامام الحسين (ع) بخروجه هذا على حرمة وقدسية الكعبة الشريفة . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X