إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" مَضامينٌ قيِّمَةٌ ومُهمّةٌ جِدّاً من الحَرم الحُسَيني المُقَدّس "

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " مَضامينٌ قيِّمَةٌ ومُهمّةٌ جِدّاً من الحَرم الحُسَيني المُقَدّس "

    "" مُباركٌ عليكم ولادة وليد الكعبة المُشَرّفة ، علي أمير المؤمنين ، صلواتُ اللهِ وسلامه عليه ،""
    "" مَضامينٌ قيِّمَةٌ ومُهمّةٌ جِدّاً من الحَرم الحُسَيني المُقَدّس "" تتناولُ قوّةَ ارتباطِ الإمام عليّ أمير المؤمنين ، عليه السلام ، بالله تعالى والانقطاع إليه، وبكائه مِن خشيته ""
    :1:- نحن كُنّا مع حفيد الإمام أمير المؤمنين ، وهو الإمام السجّاد، عليه السلام ، فيما سبق ، والإنسان كُلّما كُرّر له الحديث كلّما يزداد علماً وانفتاحا لأحاديثهم.
    ولقد كان دأب الإمام السجّاد الحُزنَ بعد واقعة الطف الفجيعة ، بحيث عُرِف عنه ذلك سمةً وسلوكاً على مستوى الأمة ، وكان يقضي وقتاً كثيراً بالبكاء على ما جرى على أبيه سيّد الشهداء ، الإمام الحُسين عليه السلام ،
    وقد قارن نفسه بالنبي يعقوب وما جرى معه من فقد ابنه يوسف ، وهو يعلم أنّه حيّ يرزق ، والقرآن الكريم عرضَ لبكاء النبي يعقوب وصفاً ((وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ))(84)يوسف.
    والذي دفع الإمام السجّاد لئن يبكي كثيرا ويحزن طويلا لما رأى مما جرى على أبيه وأخوته وعمّه وأهل بيته قتلاً وحرقاً للخيام وسبياً .
    :2:- مع حُزن الإمام السجّاد هذا كان له حزناً آخراً ، ألا وهو الانقطاع إلى اللهِ تعالى ، والبكاء من خشيته ، حتى أنَّ عائلته حاولتْ أن تتوسّط له ليقلل ويخفف من ذلك ، وهو كثير العبادة ، ولذا لُقّب بالسجّاد وذوو الثفنات ،
    وكان يتمثّل بعبادة علي أمير المؤمنين ، ويقول : مَن يقوى على عبادة علي :
    :3:- إنَّ كلّ ما صدر من الإمام علي بن الحسين زين العابدين ، عليه السلام ، في مقام عبادته لله تعالى وانقطاع إليه
    كان يمثل أقلَّ مما صدر من الإمام علي أمير المؤمنين ، عليه السلام ، .
    :4:- لقد اختار اللهُ تبارك وتعالى لوليه الإمام أمير المؤمنين ، علي بن أبي طالب ، عليه السلام، أن يُولَدَ في البيت الحرام وأن يستشهدَ في البيت .
    وحياة علي لله تعالى من بيته الحرام إلى بيتٍ يستشهدُ فيه في مِحراب الكوفة.
    :5:- لم يولد أحدٌ في البيت الحرام إلاّ علي أمير المؤمنين ، عليه السلام ، وهي منقبة فريدة من نوعها اختصه اللهُ تعالى به ، وقد حاول الوضّاع أن ينسبوها لغيره حسداً من عند أنفسهم ،.
    :6:- إنَّ تجلي مقام الإمام علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، وقوته في ذات الله وشدّة ارتباطه به جعلته على مكان مكين وعالٍ جدّاً ، بحيث هو قد عبّر عنه بقوله:
    ( ينحدرُ عني السيلُ ولا يرقى إليّ الطيرُ ) ، وإنّما بلغ أمير المؤمنين هذا المقام الكريم لأنّه اتّبعَ الرسول الأكرم ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ، إتّباع الفصيل إثر أمّه ، وقد كان لصيقاً برسول الله الأعظم ، حتى علّمه ألف بابٍ من العلم –
    ينفتح له من كلّ باب ألف باب – وهو باب علم رسول الله – وهذا كلام على نحو الحقيقة لا المجاز.
    :7:- وتأكيداً للمطلب نعرض لكم بعض دعاء الإمام السجّاد ، عليه السلام ، حيث قال( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه ، واقْضِ عَنِّي كُلَّ مَا أَلْزَمْتَنِيه وفَرَضْتَه عَلَيَّ لَكَ فِي وَجْه مِنْ وُجُوه طَاعَتِكَ أَوْ لِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِكَ وإِنْ ضَعُفَ عَنْ ذَلِكَ بَدَنِي ، ووَهَنَتْ عَنْه قُوَّتِي ، ولَمْ تَنَلْه مَقْدُرَتِي ، ولَمْ يَسَعْه مَالِي ولَا ذَاتُ يَدِي ،
    ذَكَرْتُه أَوْ نَسِيتُه هُوَ ، يَا رَبِّ ، مِمَّا قَدْ أَحْصَيْتَه عَلَيَّ وأَغْفَلْتُه أَنَا مِنْ نَفْسي)
    : الصحيفة السجاديّة:
    :8:- إنَّ الشيطان لا يتركنا في واقعنا ، بل له أساليبه وله طرقه ، وله مَكره ، وله ما له ، وعنوان الشيطان الذي نتحدّث عنه هو أعم من شياطين الجن والأنس ، ونُريدُ به كلّ عملية وحالة من الانحراف ، فالشر قد يأتي ممن يزيّن لك معصية الله أيّا كان هذا ، وهذه حالة واقعية ينبغي الالتفات إليها ، لأنَّ المعركة الحقيقية هي مع الشيطان ، وفي بعض الحالات يهيّأ الإنسان نفسه لقبول الانهزام رغم استعداده لها ، بسبب غفلته وقبوله بالهزيمة.
    :9:- على الإنسان أن يلتفتَ إلى خطورة الأمر في حال اكتسب إثماً واحداً في كلّ يوم بحسب الفرض ،
    ولينظر إلى الكم الهائل الذي سيكون عليه من الذنوب فيما لو عاش ستين عاماً مثلاً ، هذا فضلاً عن الذنوب التي تهتك العصم وتنزل النقم وعظيم آثارها في الدنيا والآخرة ، ومن الذنوب – ما تدع الديار بلاقع-
    أي صحراء جرداء ، و أخطرها الربا المُحرّم.
    :10:- نحن نتيجة ابتعادنا عن الله تعالى لجأنا إلى المحسوسات ، وغفلنا عمّا وراء ذلك ، والمشكلة واقعاً تكمن فينا ،
    من حيث التربية الخاطئة لبعض الأبناء والتسويف لهم ببعض الكلمات مثل ( الله كريم ) و( بعد مدة) و( لازلتَ شاباً),
    والحال إنَّ مثل هذه التربية هي بمعزل عن الله سبحانه ،وبعيدة عن الواقع ، والإنسان العاقل هو مَن يلتفت ويعمل ويتوب من قريب.
    وينسلخ مما كسب من حرام حتى ولو كانت ثيابه كما روي عن رجل وقع معه ذلك في زمن الإمام الصادق ، عليه السلام ، وقد ضمن له الجنة إن تاب وأخرج نفسه عن جميع ما كسبه من حرام.
    :11:- إنَّ الإمام السجّاد ، عليه السلام ، عندما يأخذ بأيدينا يريدُ أن يقول لنا:
    إنَّ هناك حقوقاً لله عزّ وجل ولعباده ، وما دمتم في العمر فتداركوها ،.
    وليس من الصحيح التسويف للنفس في ارتكاب الذنوب ، ومن يضمن البقاء أو القدرة على التعويض عمّا مضى
    من القضاء أو التوبة أو التدارك.
    :12:- لنفكر ما الذي جعل الإمام عليّاً أمير المؤمنين ، عليه السلام ، قويّا في ذات الله تبارك وتعالى ، ومَجمعاً
    للفضائل بحيث يحسده الآخرون عليها ، وهم خفافيش لا تحب الضوء ،ولم يظلم أحداً منهم والعياذ بالله ،وقد قتلوه بغضاً له وكذا صنعوا مع ولده سيّد الشهداء الإمام الحسين ، عليه السلام ،.
    :13:- للإنسان القدرة بأن يكون من أتباع الشيطان وبنحو التدريج ،
    بسبب ارتكاب الذنوب والغفلة والإعراض عن ذكر الله تعالى.
    في وقتٍ ينبغي أن يتذكّر ويرجع إلى ربّه ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ))(201)الأعراف.
    :14:- إنَّ سبب القوّة التي كانت عند الإمامين السجّاد والإمام علي أمير المؤمنين هي من قوة القوي ،
    والذي لا قوي غيره ، وهو الله تبارك وتعالى ، ومعه لا يحتاج لأحد ، وإنَّ الإنسان إذا خافَ اللهَ تعالى يخافه غيره ،.
    "" إنَّ هذه القوّة التي عند الإمام علي ، عليه السلام ، هي قوّة ناشئة من الالتذاذ بعبادة الله جلّ وعلا وذكره الدائم .
    :15:- علينا أن نسلكَ مسلك أمير المؤمنين ، عليه السلام ، والذي يقول:
    ( لو كُشِفَ لي الغطاء ما ازددتُ يقينا) حيث نكون في شدّة الارتباط بالله تعالى إخلاصاً وصدقاً .
    ______________________________________________

    مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمد الصافي ,دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم – الثاني عشر من رجب الأصبّ ,1439 هجري- الثلاثين من آذار ,2018م. _______________________________________________

    : تدوين وتقرير – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ , ونسألَكم الدُعاءَ-
    _______________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 30-03-2018, 04:30 PM.

  • #2
    ممتباركين لكم مولد الإمام علي بن أبي طالب (ع)
    كل عام أنتم بخير
    شكرا لك أخي على هذا الموضوع



    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X