إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" وقفةٌ قيِّمَةٌ مع أهداف البعثة النبوية الشريفة " تمسكوا بالقرآنِ الكريم والعترةِ "

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " وقفةٌ قيِّمَةٌ مع أهداف البعثة النبوية الشريفة " تمسكوا بالقرآنِ الكريم والعترةِ "

    " مُبارَكٌ عليكم ذكرى المَبعَث النبوي المُحَمَّدي الشريف "وعجّلَ اللهُ تعالى بالظهورِ المُبارك لإمامنا المَهدي في العَالَمِين مِن قريب "
    " لبَّيكَ يا رسولَ اللهِ " " يا إِمَامَ الرَّحْمَةِ ، وقَائِدَ الْخَيْرِ ، ومِفْتَاحَ الْبَرَكَةِ "
    " وقفةٌ قيِّمَةٌ مع أهداف البعثة النبوية الشريفة " تمسكوا بالقرآنِ الكريم والعترةِ الطّاهرة" "معاً اعتقاداً وإتِّباعاً وسلُوكا "

    :1:- نحن المُسلمين مَدعوُّن جميعاً إلى تقديس النبي الأعظم ( مُحَمّد بن عبد الله ) ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ، وتعظيمِ شخصيّته المُباركة ، وهذا هو مُقتضى الإسلام والتديِّن ، ولعلّ أوّلَ كلمةٍ ننطقُ بها بعد توحيد اللهِ ،تبارك وتعالى ، هي الإقرار والشهادة له بالرسالة والنبوة إذعاناً وتسليما ( أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله – وأشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله ).
    :2:- في سورة الجمعة المُباركة – الآية الثانية - القرآن الكريم قد بيّنَ وظائف الرسول المبعوث وأهداف رسالته الشريفة.
    قال اللهُ تعالى:
    ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2))) الجمعة.
    :.. هذه الآيةَ الشريفةَ ناظرةٌ إلى أهداف الرسالة والبعثة النبوية المُحمدَّية المُقدّسة ، وقد قدّمت وظائفَ وأهداف عظيمة : منها:
    :أ:- يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ : - ب:- وَيُزَكِّيهِمْ :ج: - وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ .
    :3:- إنَّ هذه الآية الشريفة على وجازتها سلّطت الضوء القرآني على أمورٍ في غاية الدّقة والأهميّة - ومنها أنَّ الله تبارك وتعالى هو الذي أرادَ واختار الرسول الأكرم وبعثه في الْأُمِّيِّينَ ، والأميّة هنا :- ليست بمعنى عدم القراءة والكتابة ، لا كما يُدَرّس في بعض المدارس ، بل إنَّ نبينا العظيم كان على قدرٍ عالٍ من معرفة القراءة والكتابة ، ولم يكن عاجزاً عنهما أبداً ، وما نقله التاريخ هو جناية بحقّه .
    وإنّما المراد بالْأُمِّيِّينَ :- هُم الذين لم ينزل فيهم كتاب سماوي.
    :4:- إنَّ القرآن الكريم قد بيّنَ في الآية الثانية من سورة الجمعة :- إنَّ لبعثة النبي الأكرم مجموعة وظائف ، وهي ليست مهمة سهلة ، .
    في الوظيفة الأولى:- يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ :- لا يعني مجرد قراءة ما ينزل من الوحي قرآناً – سوراً وآياتٍ – بل المقصود هو أنَّ ما يأتي به النبي الأكرم هو من اللهِ تعالى حجّةً وبياناً وبرهاناً ، ومن حقّ السامع الذكي السؤال عن الحجّة والدليل على أنَّ هذه الآيات هي من الله سبحانه.
    وقد جاء النبي الأعظم وأبرز الدليلَ والحجةَ بما يتطابق ودعواه في البعثة النبوية الشريفة ، مِن معجزة القرآن الكريم وغيرها من الآيات البيِّنات.
    :5:- وفي المورد الثاني - ( وَيُزَكِّيهِمْ ) :- هي وظيفة تطهير النفوس والعقول والقلوب من الشوائب الجاهليّة ، كما يُطهر المَالَ بالزكاة.
    وأمّا في المورد الثالث:- وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ:- فالمشكلة ليست في الضلال نفسه ، وهو واضح ، ولكن المشكلة في الأنظار التي تنظرُ ، ولا تهتدي ، كما في الحقّ هو واضح ، ولكن لا يُرى .
    ولماذا يُتّبع الضلال ، ولماذا لم تتفكّروا ، ولماذا لم تتبصّروا ، ولم تسألوا .

    :6:- إنَّ الإمامَ السجّاد ، زين العابدين (صلواتُ الله عليه ) قد بيّن معالمَ شخصيّة النبي الأكرم في بعض أدعيته المُباركة في الصحيفة السجاديّة ، والتي لا يُمكنُ الاستغناء عنها ، كما لا يمكن الاستغناء عن القرآن الكريم ونهج البلاغة , .
    فالقرآن الكريم هو كتاب الله تعالى ، والذي خلّفه فينا النبي العظيم ، وكذا الصحيفة السجاديّة فهي من موارد وآثار أهل بيت النبوة الشريفة والعترة الطّاهرة ، ، وقد أوصانا النبي بالكتاب الكريم والعترة المعصومة - والحديث عنها حديثٌ عن العترة ، والحديث عن نهج البلاغة حديث عن العترة ، وهكذا الحديث عن الأئمة المعصومين كالباقر والصادق والكاظم ، عليهم السلام .
    :7:- لابُدَّ من التقييد بوصايا النبي الأكرم ، التي أوصانا بها وهما( الكتاب – القرآن الكريم والعترة الطّاهرة) – أحدهما يدّلُ على الآخر.
    :8:- في دعاء مخصوص للإمام السجّاد ، عليه السلام ، يذكرُ فيه النبي الأعظمَ ، نذكرُ لكم فقرات منه : والتي يعتبرُ فيها النبي واقعاً هو مِنّة ورحمة من الله تعالى اختصنا بها ، ورحمته وسعت كلّ شيءٍ- فالبعثة النبوية هي رحمة ومِنّة خاصة تفضّل بها الله تعالى علينا ,قال: عليه السلام:
    ( والْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي مَنَّ عَليْنَا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْه وآلِه - دُونَ الأُمَمِ الْمَاضِيَةِ والْقُرُونِ السَّالِفَةِ).
    :.. وهذا تعبيرٌ في غاية الروعة من الإمام السجّاد ، عليه السلام ، فالرحمة والمِنّة الخاصة بالبعثة النبوية الشريفة من الله تعالى تستوجبُ تحميده وتمجيده ،وعلينا أن ندرك قدرَ وعظمةَ هذا الوجود المقدّس والمُبارك للنبي الأعظم ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ، وإنَّ قدراتنا وطاقاتنا محدودة في إدراك عظمة النبي الكريم ،والذي قال عنه القرآن الكريم في سورة النجم : ((ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12))) - - ((لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18))).
    :.. فهو الذي كان جبرئيل يتشرّف بخدمته والجلوس بين يديه ، وهو أوّل نور خلقه الله تعالى قبل أن يخلق آدم .

    :9:- قال الإمام السجّاد في شأن النبي الأكرم وصفاً وتقديرا : (اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ ، ونَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وصَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ ، إِمَامِ الرَّحْمَةِ ، وقَائِدِ الْخَيْرِ ، ومِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ - كَمَا نَصَبَ لأَمْرِكَ نَفْسَه - وعَرَّضَ فِيكَ لِلْمَكْرُوه بَدَنَه ،- وكَاشَفَ فِي الدُّعَاءِ إِلَيْكَ حَامَّتَه - وحَارَبَ فِي رِضَاكَ أُسْرَتَه)
    :.. إنَّ النبي الأكرم هو – إِمَامٌ متقدّمٌ في الرَّحْمَةِ ، وقَائِدُ الْخَيْرِ ، ومِفْتَاحُ الْبَرَكَةِ -
    :10:- وينبغي إتّباع النبي العظيم بحكم كونه إمام الرحمة وقائد الخير ، ولأنّنا مأمومين به ، ولعلّه من المَعيب أن نكون سبباً في إدخال الخجل على رسول اللهِ من آثامنا في يوم القيامة.

    :11:- إنَّ هذه الكمالات الوجودية في شخصية النبي العظيم من( إِمَامِ الرَّحْمَةِ ، وقَائِدِ الْخَيْرِ ، ومِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ - ) هي التي توجبُ علينا إتّباعه وعدم الغفلة عن منهجه وسنتّه الشريفة.

    :12:- إنَّ النبي مُحمّد ( صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ) قد عانى ما عانى من أجل هدايتنا إلى الله تعالى ، فتحمّل الأذى في سبيله ،حتى قاسى الآلام من أقربائه وقومه - ،( وعَرَّضَ فِيكَ لِلْمَكْرُوه بَدَنَه ،- وكَاشَفَ فِي الدُّعَاءِ إِلَيْكَ حَامَّتَه - وحَارَبَ فِي رِضَاكَ أُسْرَتَه) ، وهو القائل (ما أذي نبيٌ بمثل ما أوذيت), .
    وكذلك عانت عترته الطاهرة وبقيته المعصومة من الأئمة ، عليهم السلام ، وفي ذكرى شهادة الإمام الكاظم ، عليه السلام ، نقول: ما هو ذنبُ الإمام الكاظم حتى يُسجنَ أو يعّذبَ أو يُسمَّ ؟
    وواقعاً لا ذنب له إلاَّ أنَّه كان مجمعاً للكمالات العالية في وقته فاستهدفه الناقص ، والذي لا يتحّمل أن يرى الكامل أمامه.

    :13:- إنَّ كلّ الأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، قد قاسوا الآلام والأذى في سبيل الله تعالى ، لأنَّ هدفهم هو الله سبحانه خالصاً (وأنَّ الراحلَ إليك قريبُ المسافة ) .


    :13:- إنَّ أبا لهب كان أشدّ الأقرباء ضراوة ً وعداوةً للنبي ، حتى نزل فيه سورة خاصة: (( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5))) المَسَد.
    وكان الأجدر به أن يكون مثل أبي طالب ، رضوان الله عليه ، أو مثل الحمزة ، ولكنّه تخلّف عن ركب النبي الأعظم ، بسبب الطغيان والشيطان .
    :14:-إنَّ كلّ الأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، قد قاسوا الآلام والأذى في سبيل الله تعالى ، لأنَّ هدفهم هو الله سبحانه خالصاً (وأنَّ الراحلَ إليك قريبُ المسافة ) .

    ______________________________________________
    مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي ,دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم – السادس والعشرين من رجب الأصبّ ,1439 هجري - الثالث عشر من نيسان ,2018م. _______________________________________________
    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    _________________________________________________

  • #2

    شكرا لك أخي على هذا الموضوع
    نسالكم الدعاء




    تعليق


    • #3
      الاخ الفاضل مرتضى علي الحلي 12 . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على على نشر الخطب التوعوية لصلاة الجمعة التي بينت هدف وغرض بعثة الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

      تعليق


      • #4
        تقديري لكم جميعا

        تعليق


        • #5
          الاولى منا نحن بأن نتقدم لكم بالشكر والتقدير والدعاء لكم بالموفقية والسداد من الله تعالى على تقديم هذا الجهد وبذل الوقت منكم في سبيل ايصال صوت المرجعية وخطبها التوعوية عن طريق كتابة هذه الخطب ونشرها . شكرنا لكم دائما وأبدا على هذه المشاركات الفعالة والنافعة والمثمرة . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X