إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقوّمات التشيَّع الصحيح والانتماء الصادق لأهل البيت ، عليهم السلام،

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقوّمات التشيَّع الصحيح والانتماء الصادق لأهل البيت ، عليهم السلام،

    " المَرجَعيَّة الدِّينيّة العُليَا الشَريفَة " تُقدّمُ توجيهاتها الشرعيّة و التربوية والأخلاقيّة والاجتماعية لبيان مقوّمات التشيَّع الصحيح والانتماء الصادق لأهل البيت ، عليهم السلام، حفاظاً على روح الجماعة وقوّة العلاقات الاجتماعيّة بين المؤمنين في الوطن الواحد ، وفي الوقت الحاضر " وتُحذّر من التعاطي المُستَعجَل والتلقي للأكاذيب والشائعات التي تستهدفُ وحدةَ المُجتمع واستقراره "
    :1:- قد بيّنتْ المرجعيّة العليا الشريفة سابقاً أسسَ التشيَّع الصحيح ومقوّمات الانتماء الصادق ، من ( العقيدة الصحيحة) و( العبادات المشروعة ) و(الشعائر المأثورة) و(الأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة) ، وأضافتْ إليها اليوم....
    ( ضرورة التماسك الجماعي روحاً وعلاقةً )." وهي تتواصلُ في ذلك تأكيداً
    و إرشاداً وتسديدا "::
    :2:- ينبغي إيجاد التوزان في الاهتمامات التربويّة والأخلاقيّة بين تحصيل العلوم الأكاديمية التخصصية وتحصيل الأخلاق الحسنة والفضائل ، وهذا يبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة ، وفي كلّ مكان .
    :3:- ينبغي بالمؤمنين والمُنتمين الصادقين لأهل البيت ، عليهم السلام ، أن يكونوا على يقظة وحذر ووعي تام من مخاطر الأكاذيب والشائعات التي تتناقلها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بمختلف مسميّاتها.
    :4:- على المؤمنين والمُنتمين الصادقين أن يطبّقوا القواعد القرآنية والعقلية والشرعية في تعاطيهم وتلقيهم للأخبار والمقالات والآراء والتحليلات التي تنتشر في الفضائيات ووسائل التواصل الرقميّة المتعدّدة.
    :5:- ليس من الصحيح تصديق كلّ ما يُنشر من أي شخص أو جهة أو اتجاه دون معرفة هل هو ثقة ، وهل ما ينشره موافق للعقل والدِّين ؟
    :6:- المطلوب في التعاطي والتلقي للخبر أو الرأي أو المقالة أو كلّ ما يُنشر
    هو التريّث ومعرفة المصدر وعدم الاستعجال في نشره ، ومن الضروري الرجوع إلى أهل الخبرة والمشورة والدّين لمعرفة صدق أو كذب ما يُنشَر.
    ::: أهمًّ مَضامين مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثاني من شهر رمضان الفضيل ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
    : في الأمر الأوّل :- نذكرُ مجموعة من المُقوّمات : منها:-
    :1:- الحفاظ على روح الجماعة وقوّة العلاقات الاجتماعيّة بين المؤمنين :-
    لقد حرص الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، حرصاً شديداً على أهميّة سلامة وأمن العلاقات الاجتماعية وقوّتها بين المؤمنين ، من حيث لزوم التواصل والاحترام والتواد وإبعاد المؤمنين عن التدابر و التقاطع والتفكّك ، والتي تؤدي إلى إضعاف المجتمع ، وهذه الأمور تحتاج إلى المُجاهدات النفسانيّة والتغلّب على الأهواء والأمزجة والشيطان.
    :2:- إنَّ المجتمع الصالح والآمن لا يمكن له أن يصلَ إلى أهدافه وغاياته الدنيوية والأخرويّة إلاّ إذا كان متماسكاً في علاقاته الاجتماعيّة ، وقد وردت روايات مهمّة جدّاً عن أهل البيت في هذا المضمون .
    فقد روي عن الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ،( لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب أحدهما البراءة واللعنة ،وربما استحق ذلك كلاهما ، فقال له مُعتب : جعلني الله فداك هذا الظالم فما بال المظلوم ؟ قال : لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته ولا يتغامس له عن كلامه – أي لا يتجاهل أو يتغافل - ، سمعتُ أبي يقول:
    إذا تنازع اثنان فعاز أحدهما الآخر ، فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول لصاحبه : أي أخي أنا الظالم ، حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه ، فإنَّ الله تبارك وتعالى حَكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم )
    : الكافي ، الكليني ، ج2 ، ص344.
    :3:- إنَّ التقاطع والتدابر والهجران قد يمتدّ إلى العائلة والاتجاهات في المجتمع مالم يُتدارك بالتراحم والتعاون والتماسك ، وإن استوجب ذلك التنازل عن بعض الحقوق المعنوية في الدنيا ، ولكن في الآخرة هناك حَكم عدل ، ومحكمة عادلة ، لا تضيع الحقوق فيها.
    :::: الأمر الثاني:::- وهو إعطاء المقوّمات التربويّة والأخلاقيّة أهميّتها :-
    إنَّ الإنسانَ له حاجاتٌ متعددّة روحيّة وجسديّة وغيرها ، ولا يمكن له إشباعها
    إلاّ من خلال تنظيم حياته وفق التوزان التربوي والأخلاقي والسلوكي ،.
    فليس من الصحيح الاهتمام بجانب دون آخر ، ومثال ذلك :- هو التركيز على تعلّم العلوم الأكاديمية التخصصيّة ، وهي واقعاً نافعة جداً في الرقي العلمي للمجتمع ، ولكن المطلوب أيضا أن يقترن ذلك بتحصيل الأخلاق والتربية
    على نحوٍ موازٍ ، وهذا يبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة.
    فكما تعطي الأسرة:- اهتماماً بالمستوى العلمي لأولادها فعليها أن تعطي اهتماماً موازياً لذلك في التربية والأخلاق وتحصيل الفضائل في الصفات والسلوك.
    وكذلك في المدرسة:- فكما تعطي اهتماماً بالتعليم ورفع مستوى النجاح فلا بُدّ من الاهتمام بالتربية والأخلاق بصورة مماثلة للتعليم.
    وهكذا الحال في كلّ مكان ينبغي أن نعطي اهتماماً تربوياً وأخلاقيّاً وروحيّاً للإنسان ، وخاصة الأطفال والشباب ، وهم أشدُّ عرضةً للخطر من ملوّثات المفاسد والأخلاق السيئة.
    :: الأمر الثالث:::- وهذا يجبُ الاعتناء به في وقتنا الحاضر :-
    :.. إنَّ مَن ينتمي صدقاً لأهل البيت ، عليهم السلام ، ينبغي به أن يكون على يقظة ووعي تام وحذر من مخاطر الأكاذيب والشائعات ، وخصوصاً مع ما يُنشَرُ في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ، والتي أصبحت تلازم الإنسان كروحه ونفسه ، ولا ينفكّ عنها .
    فإذا كان للإنسان من ذي قبل لسان واحد ، فاليوم وفي ظلّ هذه الوسائل أصبح له ألف لسان ولسان ، لأنّ ما يكتبه وينشره فيها يقرأه عشرات الآلاف من المُتلَقين ،.
    وهنا نحتاج إلى الأسس والقواعد القرآنية والعقلية والشرعية في صحة التعاطي مع الأخبار والمقالات والتحليلات والآراء وتلقيها ، وقد أصبح من الصعب التمييز بين الموثوق وغيره من الأشخاص أو الجهات ، مّما يؤدي سرعة التعاطي معها ونشرها على عجل ، ودون تريّث وتأكّد من صدقها إلى المشاكل الأسرية والاجتماعية ، وحتى بين الاتجاهات والمذاهب والشعوب ،بل ربّما تُسببُ القتلَ للأنفس البرئية ، وهتك حرمة أعراض الناس ، ومع الأسف يوجد بعض من الناس من يرُوّج للأكاذيب وبسرعة ، وخاصة التي تستهدف تسقيط الشخصيات العظيمة في المجتمع ,.
    :: لقد وضع القرآن الكريم أسسا قويمة لتلقي الأخبار والتعاطي معه وفق معايير العقل والواقع ، ووجّه بعدم التصديق للفاسق ، شخصاً أو جهةً أو عنوانا ، وحثّ على عدم الاستعجال في القبول بالخبر دون التثبّت منه والنظر في مصدره ومضمونه وأغراضه.
    قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6))) الحجرات.
    ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15))) النور.
    :.. والإنسان المؤمن هو مَن يتلّقى الخبرَ أو المقالَ أو الرأيَ بعقله وليس باللسان ، ثُمَّ يُحاكمه وفق الموازين العقلية والشرعية.
    ::... وفي وقتنا الحاضر أصبح للوسائل الإعلامية القدرة على التضليل والتأثير على المتلقين لما تنشر ،وهنا ينبغي التثبّت من المتكلّم فيها هل هو موضع ثقة وصلاح أم لا ؟
    _________________________________________________
    الجُمْعَة- الثاني من شهر رمضان الفضيل ,1439 هِجرِي- الثامن عشر من أيار 2018م.
    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    _________________________________________________
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X