إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ توجّه مُجدّداً بضرورة الالتزام بمقوّمات التشيِّع الصادق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ توجّه مُجدّداً بضرورة الالتزام بمقوّمات التشيِّع الصادق

    " المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ " توجّه مُجدّداً بضرورة الالتزام بمقوّمات التشيِّع الصادق والصحيح وتُحذِّر من مُهلكات رذائل الأخلاق من التكبّر والحسد والعُجب والحقد والإسراف والتبذير - والتي تدفعُ المُجتمعَ على مستوى الكيانات الدينية والسياسية أو العشيرة أو الجماعة أو الاتجاه إلى التباغض والتناحر بسلوك غير مَرضي شرعاً وأخلاقا "
    "وتدعو المؤمنين الصادقين والمُنتمين الحقيقيين لأهل البيت المعصومين ، عليهم السلام ، إلى التخلّي عنها بالاتصاف بأضدادها من التواضع والتسامح وقبول الحقِّ وتنقية القلوب والنفوس بالنيّة الصادقة والسلوك القويم والسمعة الحسنة."
    " وتؤكّد المرجعيّة الشريفة:- على أهميّة تطبيق المقوّم العملي التزاماً بالوعي الحضاري وتجنّب الإخلال بالنظام العام للمجتمع ، وذلك لحفظِ المصالح العلُيا للمجتمع نفسه ، وتيسير مَعاشِ الأفراد فيه – ودفع المَضار والمفاسد عن الفرد والمجتمع - ، خاصة وأنَّ العالم كلّه بدوله وأممه وشعوبه يُشاهدنا ويلاحظنا من حيث الالتزام والسلوك بما ينعكس ذلك سلباً أو إيجاباً على سمعة ديننا وعقيدتنا وإسلامنا وأئمتنا ، عليهم السلام ،"
    :::: أهمًّ مَضامين مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، السادس عشر من شهر رمضان الفضيل ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::

    :1:- ما زلنا في بيان مقوّمات التشيِّع الصحيح والانتماء الصادق لأهل البيت ، عليهم السلام، وقد ذكرنا بعض الصفات ، وهناك مقوّمات مهمّةٌ أخرى نعرضها عليكم – :
    ومنها :المقوّم الأوّل : - الحذر من مُهلِكات رذائل الأخلاق ، والتي تختلف مراتبها وخطورتها باختلاف مستوياتها، وهي ما تسببّت بهلاك الأفراد والأمم والشعوب من قبل ، وقد حذّرَتْ منها الآيات القرآنية الشريفة والأحاديث تحذيراً شديداً .
    مما يتطلّب ذلك التمعن فيها ودراستها لارتباطها بحركة الأنبياء الإصلاحيّة وكيفيّة تعامل الأفراد والشعوب معهم ، ونجدُ أنّها كانت السببَ في صدّ الأفراد والشعوب عن دعوة الأنبياء الأخلاقية والإصلاحيّة ، باعتبار أنَّ هذه الرذائل النفسية والأخلاقية هي الأسس والجذور في بقيّة الرذائل ، وهي التي قد نهانا اللهُ تعالى والأئمة المعصومون عنها ،ولا بُدّ من معرفتها ومعرفة كيفيّة التعامل مع المصلحين.
    :2:- إنَّ رذائل الأخلاق المُهلِكَة هي : التكبّر والحسد والعُجب والحقد والإسراف والتبذير – هذه هي مجموعة من الأسس لبقيّة الرذائل والتي ينبغي تجنّبها وتنقية قلوبنا ونفوسنا منها ، وهي مَن تجعل أصحاب الجاه والسلطة في المجتمع يمتنعون عن قبول الحق والإذعان إليه ، وهي من تجعلهم يصمون آذانهم عن سماعه ، وتعمي بصيرتهم وقلوبهم.
    :3:- إنَّ هذه الصفات الذميمة والمُهلكَة تدفع أصحابها والمُتصفين بها إلى التكبّر والمُكر والتآمر على الأنبياء والأئمة وقادة الإصلاح الحقيقي الصادقين ، وقد نبّه القرآنُ الكريمُ لذلك في آياته الشريفة – قال تعالى:
    ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55))) النساء.
    :.. إنَّ الحسدَ هو الذي يدفع بهؤلاءِ إلى أن يتعاملوا مع الأنبياء والأئمة وقادة الإصلاح بتسقيط شخصياتهم الاعتبارية من خلال نشر الأكاذيب عنهم وعزل بعض الناس عن التعامل مع المصلحين ، وإذا لم تنفع هذه فقد يلجئون إلى السجن والتنكيل والقتل لصد الأتباع عنهم .
    :4:- إنَّ التكبّر يجعلُ الإنسانَ يتعالى ويتعجرف عن قبول الحقّ والموقف الحقّ ويمنع من التعامل مع الرجل الحقّ ، ولذا ينبغي التخلي عن رذائل الأخلاق بتنقيّة النفوس والقلوب ، وذلك بالتحلي بأضدادها من التواضع والسماحة وقبول الحقّ ، وترك صفات أعداء أهل البيت ، عليهم السلام ، ولنعرض أنفسنا على هذه الصفات لنرى أين محلّنا منها؟
    :5:- إنَّ الحسدَ هو الذي دفع بقابيل أن يقتل أخاه هابيل – وهما ابنا نبي- ، فكيف نتصوّر ذلك – ولكن القرآن الكريم وبعد هذه القرون الطويلة إنّما عرض هذه القصة للتحذير من خطورة الحسد والاعتبار بها – فالذي ينظر لغيره على أنّه أفضل منه ويحسده ، أو أنّه أتقى منه عند الله تعالى فقد يدفعه ذلك الحسد إلى القتل ، وهذا ما يظهر دائماً بين شخص وآخر أو بين صاحب علم وآخر ، وبين كيان اجتماعي وكيان أخر أو بين كيان ديني وآخر ، أو كيان سياسي وآخر، وهكذا على مستويات متعدّدة.
    :6:- وأشدُّ ما يكون الحسد في خطورته وآثاره هو ما يكون بين أهل العلم والرئاسة ، والذين لهم محبّة في قلوب الناس ، - فلذا على الإنسان أن يروّض نفسه وقلبه ويطهرهما من الحسد والغل والكبر والغرور ،.
    :7:- إنَّ المؤمن الصائم الصادق ليس مَن يكثر من قراءة الأدعية أو يقوم الليل ، وإن كانت هذه أمور مطلوبة جداً ، ولكن لنلاحظ – أنْ ماذا أكّد النبي الأكرم في بدء خطبته الشهيرة في آخر شعبان – فقد أكّد ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ، على ضرورة تنقية وتطهير القلب والنيّة ( و أسألوا اللهَ ربّكم بنيّات صادق وقلوب طاهرة) .
    فينبغي أن يكون قلب الصائم الصادق خالٍ من الحسد وطاهر من الكبر والغلل على الآخرين- وحتى أنَّ الروايات الشريفة قد سمّت جهادَ النفس بالجهاد الأكبر مع أنَّ جهاد العدو بالسلاح فيه قتل وجرح ، وذلك بالنظر إلى أهميّة وخطورة الاثار ، من عدم تطهير النفس والقلب من الصفات الذميمة.
    :8:- : المُقوّم الثاني:- هو الالتزام بالوعي الحضاري وتجنّب الإخلال بالنظام العام ، والذي هو مجموعة من القوانين والضوابط التي تحفظ مصلحة المجتمع العُليا وتيسّر معاش الأفراد فيه ، وتدفع المَضَار والمفاسد عن الفرد والمُجتمع .
    إنَّ الالتزام بتطبيق النظام العام هو مِمّا دعت إليه الشريعة الإسلامية الحكيمة وأقرّه العقل القويم وسيرة العقلاء وحثّ الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، عليه.
    لأنّنا أصبحنا في عالم مُترابط بعضه ببعض ، ويشاهد بعضه الآخر ويُلاحظ سلوكه الخاص والعام ، ممّا يكون مَدعاة للتقييم أو التعاون أو النقد بما ينعكس سلبا وإيجابا على سلوكنا كمسلمين أو معتقدين بالأئمة المعصومين.
    :.... وبالوعي الحضاري تقدّمت بعض الشعوب والأمم في العالم ، وبمدى التزامها وتطبيقها للنظام العام وقوانينه تطوّرت وتغيّرت ونالت السعادة الدنيوية واستقرت اجتماعيّاً - فالنظام والترتيب في هذه الحياة هو ما يجعل الشعوب المجتمعات تستمر في تقدمها وتحقق أغراضها حالها حال نظام الكون الذي قام منذ ملايين السنين على النظام المتسق ، ولو لم يكن كذلك لما استمرّ .
    :9:- إنَّ عدم احترام النظام العام وقوانينه ستجعلنا محطّ السمعة غير الطيبة أمام أنظار دول وشعوب العالم الجديد بما ينعكس سلباً على سمعة دينننا وعقيدتنا الإسلامية ، - وقد اهتم الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، بهذا الجانب جانب الوعي الحضاري أمام الأمم والشعوب الأخرى اهتماماً كبيراً بما يحفظ لنا سمعتنا الحسنة في نظرهم وتقييمهم لنا.
    وفي الرواية الشريفة عن الإمام الكاظم ، عليه السلام ، أنّه قال:
    (..... كونوا زيناً ولا تكونوا شيناً ، حببونا إلى الناس ، ولا تبغضونا ، جرّو إلينا كلَّ مودةٍ ، وادفعوا عنا كلَّ قبيح ، وما قيل فينا مِن خير فنحن أهله ، وما قيل فينا من شرِّ فما نحن كذلك ):بحار الأنوار، المجلسي ،ج75، ص375.:
    :علينا أن نهتمَ ونُلاحظَ ما يجعل لنا ولأئمتنا المعصومين السمعة الحسنة والطيبة ..
    :10:- ونذكرُ بعض الأمثلة على أهميّة الالتزام بالوعي الحضاري: ومنها:
    :أ:- الالتزام بأنظمة السلامة المرورية: - والتي بمخالفتها تُزهق الأرواح وتحدث الأضرار الماليّة.
    :ب:- الحفاظ على البيئة والنظافة العامة:- وهي من الأشياء الحسنة والجميلة ، والتي بها نٌقدّم صورة قيّمة عن سيرة المسلمين في الأسواق والأماكن العامة.
    ( وتصوّر كم سيتأذى الإمام المَهدي ، عليه السلام ، وهو بين ظهرانينا وهو يرى حالنا وحال الأسواق والأماكن العامة – نعم إنَّ رفع النفايات والتنظيف
    هو مسؤولية البلديات ولكن أيضا تقع على المواطنين مسؤوليّة بجزء كبير منها –
    فسيقول الإمام : أرواحنا فِداه:- هل أنتم شيعتي وأتباعي ؟ فكيف نقبل بهذا ؟
    :.. فكما أنَّ نظافة القلب مطلوبة فكذلك نظاف المكان والسوق مطلوبة أيضاً ، وهذه صور تعكس آثارها علينا كمسلمين أمام العالم كلّه ، والتزامنا بها هو من مقوّمات الانتماء الصادق والصحيح للأئمة المعصومين ، عليهم السلام.
    _________________________________________________
    الجُمْعَة- السادس عشر من شهر رمضان الفضيل ,1439 هِجرِي- الأوّل من حزيران 2018م.
    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    _________________________________________________
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X