إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كونوا مع أمير المؤمنين ، عليه السلام ، في إصلاحِ النفوسِ وتهذيبِ الأخلاقِ :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كونوا مع أمير المؤمنين ، عليه السلام ، في إصلاحِ النفوسِ وتهذيبِ الأخلاقِ :

    " كونوا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، في إصلاحِ النفوسِ وتهذيبِ الأخلاقِ " وذلك بالالتزام بنصائحِه العظيمةِ ومَواعظهِ القيِّمَةِ "
    :1:- إنَّ الإمام علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، قد وضعَ لنا منهاجاً قيّمَاً في كيفيّة تطهير النفوس من مَذامِ الصفات ورذائل الأخلاق ،وقد حذّرَ منها بقوله :
    (ثُمَّ إِيَّاكُمْ وتَهْزِيعَ الأَخْلَاقِ وتَصْرِيفَهَا - واجْعَلُوا اللِّسَانَ وَاحِداً ولْيَخْزُنِ الرَّجُلُ لِسَانَه - فَإِنَّ هَذَا اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِه - واللَّه مَا أَرَى عَبْداً يَتَّقِي تَقْوَى تَنْفَعُه حَتَّى يَخْزُنَ لِسَانَه - وإِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِه - وإِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِه - لأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ تَدَبَّرَه فِي نَفْسِه - فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاه وإِنْ كَانَ شَرّاً وَارَاه - وإِنَّ الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَى عَلَى لِسَانِه - لَا يَدْرِي مَا ذَا لَه ومَا ذَا عَلَيْه - ولَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّه ( ص ) - لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُه - ولَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُه حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُه - فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى اللَّه تَعَالَى - وهُوَ نَقِيُّ الرَّاحَةِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وأَمْوَالِهِمْ - سَلِيمُ اللِّسَانِ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ فَلْيَفْعَلْ )
    : نهجُ البلاغةِ ، ت ، د ، صبحي الصالح ،ص 253.:
    :2:- في هذا المقطع القيّم يُحذّرُ الإمامُ علي ، عليه السلام ، الإنسانَ من وتَهْزِيع الأَخْلَاقِ وتَصْرِيفِهَا – بمعنى جعلها مُتكسّرَة كتكسِّر الشجر ومُتفرّقة في الأحوال والسلوك والمواقف والأزمان ، تتقلّب كيف ما يشاء صاحبها ووفق مصلحته الشخصيّة - وتتغيَّر من خُلقٍ إلى خُلق آخر ، ومِن حالٍ إلى حالٍ بما تُشابه النفاق.
    :3:- ينبغي بكّل واحدٍ منّا أن يعرضَ نفسه على هذه الصفات والضوابط التي وضعها الإمام علي ، عليه السلام ، وواقعاً لا يخلو الكثيرُ منّا من هذه الصفات ومَذام الأفعال حتى يمكنه التخلّص منها.
    :4:- المؤمن الحقيقي هو ثابتٌ على الحقِّ وفي حَراكه الأخلاقي ومستقرٌّ على خُلُقٍ واحدٍ ، وصادقٌ في كلّ الأحوال حتى ولو واجهته المتغيّرات والضغوط –
    لا يغدر بالآخرين ولا يكون مع الظالم في ظلمه – بل هو مع العادل في عدله – ولا يتنكّر للمعروف.
    :5:- بعض الناس ممن كسّر أخلاقه وهزّعها وغيّرها – تراه تارةً يصدق وأخرى يكذب ، يفي ويغدر أخرى – ووراء هذا التقلّب والتغيّر أسبابٌ منها: -
    مرضٌ في القلب- والمصالح الدنيوية والشخصية – وهذه هي صفات وأحوال المنافق.
    :6:- ثُمَّ يقول الإمام أمير المؤمنين ، عليه السلام، ( واجْعَلُوا اللِّسَانَ وَاحِداً ولْيَخْزُنِ الرَّجُلُ لِسَانَه - فَإِنَّ هَذَا اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِه - واللَّه مَا أَرَى عَبْداً يَتَّقِي تَقْوَى تَنْفَعُه حَتَّى يَخْزُنَ لِسَانَه -):.
    وهنا يُركّزُ الإمامُ ، عليه السلامُ ، على مفتاح من المفاتيح المهمّة للتقوى في الدنيا والآخرة ألا وهو اللسان ، والذي ينبغي أن يكون صاحبه واحداً فيما يتكلّم به وينطق ولا يتعدد ويتلوّن بلونين ووجهين ولسانين وموقفين ،- يغتاب ويطعن في أعراض الناسِ – ويتكلّم بشيء أمام مجموعة وبكلام آخر أمام أخرى -.
    ولذا حّذرَ الإمام من هذا التقلّب والتعدّد في اللسان – بمعنى أن يمدحك بحضورك ويذمّك بغيابك – وهذه هي من صفات النفاق.
    :7:- لا يَتصوّر الواحدُ منّا أنّه سالمٌ من هذه الصفات – ممّا يستدعي ذلك النظر فيما نقول ونكتب وننشر ونتكلّم – وقد وردَ عن الإمام محمّد الباقر، عليه السلام ،(بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا، إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله )
    وفي رواية عن المعصوم ، عليه السلام ، أنّه : (قال الله تبارك وتعالى لعيسى بن مريم ، عليه السلام ، : يا عيسى ليكن لسانك في السرِّ و العلانية لساناً واحداً وكذلك قلبك ، إنّي أحذرك نفسك وكفى بي خبيرا ، لا يصلح لسانان في فم واحدٍ ، ولا سيفان في غمدٍ واحدٍ ، ولا قلبان في صدرٍ واحدٍ ، وكذلك الأذهان .)
    : الكافي ، الكليني ، ج2 ، ص 343,.:
    :8:- إنَّ المنافقَ هو من يكون مستعجلاً في كلامه ، حيث يلقيه كيفما يشاء دون تروّي وترّيث ، ولا تأمّل ولا تفكّر – بخلاف المؤمن والذي يتأنّى ويفكّر ويتأمّل ويتدبّر العواقب والآثار ثمّ يتكلّم بلسان واحد في كلّ الأحول.
    :9:- ينبغي بالإنسان أن يخزنَ لسانه وأن لا يتركه كالفرس الجموح الذي لا يُسيطر عليه صاحبه ، وقد يؤدي به إلى الهلاك والموت أو يعوّقه إن لم يلجمه.
    :10:- إنَّ آفات اللسان هي عظيمة جداً ، ولذا ينبغي تجنبها على مستوى التكلّم أو الكتابة والتي هي وجود ثانٍ للفظِ ، وفيه تكمن مخاطر كبيرة من حيث تضمّنه للطعن أو الغيبة والكذب – مّما يتطلّب ذلك وضعه تحت المراقبة والمتابعة – ومعرفة آفات اللسان و مخاطرها – وتقليل الكلام إلاّ من خير وحقّ –
    وتصفيّة الكلام وتنقيته – وعدم التسرّع بإلقائه .
    :11:- من صفات المؤمنين التأنّي في إلقاءِ الكلام وعدم الاستعجال والتفكّر
    فيما يقولون والشعور بمسؤوليّة الكلمة وأثارها.
    :12:- ثُمَّ يُبيِّنُ الإمامُ ، عليه السلام،: - الوسيلةَ القويمةَ للإنسان المؤمن ليدرّب نفسه عليها ويروّضها (وإِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِه - وإِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِه - لأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ تَدَبَّرَه فِي نَفْسِه - فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاه وإِنْ كَانَ شَرّاً وَارَاه - وإِنَّ الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَى عَلَى لِسَانِه - لَا يَدْرِي مَا ذَا لَه ومَا ذَا عَلَيْه)
    وهنا ينبغي بالمؤمن أن يجعل كلامه وفق الموازين العقليّة والشرعيّة والأخلاقيّة ، وبما فيه مصلحة وخير ونفع الآخرين .
    يدقق وينظر في كلامه- فإن وجده غيبةً لا يتكلّم به – وإن وجده كذباً ينتهي.
    وننبّه على أنَّ ما يحصل في وسائل التواصل الاجتماعي من الكتابة والنشر هو أيضاً خاضع لتلك الموازين العقلية والشرعية والأخلاقيّة – لما في ذلك من خطر عظيم على المجتمع والأمم والأفراد – وقد يكون ما يُكتبُ يهدف إلى التفريق وترويج الحرام صوراً أو كلاماً.
    _________________________________________________

    أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - الرابع عشر من شوّال المُكرّم,1439 هجري – التاسع والعشرين من حزيران ,2018م.
    ______________________________________________
    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    ______________________________________________

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    اللهم احينا على ما احييت عليه علي بن ابي طالب وأمتنا على ما مات عليه علي بن ابي طالب بحق علي بن ابي طالب
    جهود مشكورة اخي الفاضل
    أين استقرت بك النوى

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
      احسنتم واجدتم شيخنا الفاضل وشكرا لكم على ما جاد به قلمكم المبارك من كلمات المرجعية العظمى ادامها الله تعالى وحفظها وايدها بتأييده
      وما احوجنا اليوم الى ان نسير بمنهاج علي بن ابي طالب وان نتأسى بأخلاق علي بن ابي طالب ..
      نسأل الله تعالى لنا ولكم شفاعة علي بن ابي طالب بحق علي بن ابي طالب
      مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X