إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إختلاف أيام الصباح في كربلاء وسائر البلدان قبل يوم عاشوراء وبعده .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إختلاف أيام الصباح في كربلاء وسائر البلدان قبل يوم عاشوراء وبعده .

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
    في كل يوم من صباح مدينة كربلاء وغيرها من المدن - قبل صباح يوم عاشوراء - تشرق الشمس بأشعتها المضيئة قاشعة ظلام الليل معلنة بدء نهار يوم جديد من الأيام ، وبشروق الشمس يبدأ النهار مثل كل يوم من صفاء السماء ، وتحليق الطيور الواضح في ألوانها الزرقاء ، وزقزقة العصافير الجميلة على أغصان الأشجار الخضراء ، وهبوب نسمات الهواء اللطيفة في القرى والأرياف وفي الصحراء ، ففي الصباح يذهب الكبار إلى منبع المياه فيشاهدون جريان الماء بلونه الصافي وطعمه العذب على وجه الأرض فيملئون منه القراب للشراب منه عند العطش والظمأ ، ويشاهدون تربتها الصحراوية والطينية وصخورها الجميلة التي تكسو المناطق الجرداء ، وفي الصباح يستيقظ الأطفال فالفتيان منهم يلبسون الملابس الجديدة والفتيات أيضا ولكنها تلبس الزينة الجميلة من الأساور والأقراط والقلائد ، ويخرجون للعب بأمان مع بقية الأطفال حتى تتعالى أصوات ضحكاتهم الجميلة التي تطرب الأسماع وتريح قلوب الأمهات والآباء ، لكن يستيقظ بعض الأطفال يبكون وهم الأطفال الرضع الذين يستأنسون بحليب الأم لأنهم يأخذون منه الشبع والحنان فعندما يحصلون عليه ينقطع منهم البكاء .
    وعندما تجوع العائلة أو يحل عليهم ضيفا من العرب أو يفرحون لمناسبة ما يذبحون بعض المواشي التي عندهم إكراما لضيفهم القادم لأن الضيف ضيف الله واكرامه على من نزل عنده لابد منه . أو لأجل تلك المناسبة .
    هذا الأجواء لكربلاء كلها في فترة الصيف ويفترق ويختلف بعضها عن الأجواء التي ستأتي في الشتاء ففيه تتلبد السماء بالغيوم معلنة عن قرب نزول الغيث وفعلا يهطل ماء الخير على بقاع الأرض باعثا برسالة الحياة الى جميع المخلوقات التي سقيت بنزوله .
    هذا ولكن الصباح الذي مر على كربلاء وعلى غيرها من المدن في اليوم الحادي عشر من المحرم وما بعده قد تغيرت أحواله المعتادة التي راها الناس كالعادة .
    فعندما أشرقت الشمس كانت كالعلقة ومصفرة حزينة كئيبة على امامها المقتول ظلما سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) ، والسماء بدل أن تكون زرقاء اللون أصبحت حمراء تعبر بلونها الجديد عن حزنها وبكائها على الحسين والطيور بدل أن تحلق في كبد السماء نزلت على جثة سيد الشهداء ملطخة أجنحتها بدمه الطاهر ثم طارت من جديد لكي تنذر الناس وجميع المخلوقات بمقتل سبط رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، واختلفت زقزقة العصافير عن نبرة صوتها الجميلة المعتادة الى نبرة حزينة ومؤلمة وكأنها اجتمعت لتقيم العزاء على روح الإمام الحسين (عليه السلام) ، وهبت رياح الهواء السريعة الحارة بزفراتها حزنا على ريحانة رسول الله ، وفي صباح يوم عاشوراء حرم الحسين وأهل بيته وأنصاره من شرب الماء وعندما ذهب العباس قاصدا مشرعة نهر كربلاء وشق جيش القوم بشجاعته الباسلة وقوته المعروفة ووصل الى الماء وملئ القربة تحاوشه الظالمون من كل مكان وكان هدفهم ثقب القربة واسقاط ما فيها من الماء لكي لا يشرب الحسين وأهل بيته وانصاره من الماء ، وفي اليوم التالي بعد يوم عاشوراء ذهب الناس ليجلبوا الماء من الأنهار والغدران وينابيع العيون فوجدوا أن لون الماء قد تغير الى لون الدماء وأن طعم الماء قد تبدل من العذوبة الى طعم الدماء وكأنه قد بكى دما بسبب عدم قدرته على ارواء عطش سيد الشهداء وأهل بيته وأنصاره معبرا ثورته ضد قتلة الحسين بهذه الطريقة ، أما تربة كربلاء خصوصا وجميع تراب بقاع الكرة الأرضية عموما فلقد كان لها الدور البارز في الحزن والبكاء دما عبيطا حزنا على أبا عبد الله فلم يرفعوا حجرا ولا مدرا في أي مكان على وجه الأرض إلا وقد وجدوا تحته دما عبيطا ، وفي الصباح الذي بعد يوم عاشوراء استيقظ الفتيان الأطفال مرعوبين خائفين فاقدين للأمان ثيابهم سوداء بسبب دخان حرق الخيام وملابسهم متربة بسبب هلعهم في ليلة عاشوراء في الصحراء قبل أن تجمعهم العقيلة زينب (عليها السلام) ، أما الفتيات فقد مر بهن نفس ما مر على الفتيان إلا أنهن تعرضن لسرقة الزينة التي كانت يرتدينهن من الأساور والأقراط والقلائد من قبل جيش عمر بن سعد ، وكانت أصوات الأطفال تتعالى بالبكاء !!! بعدما كانت سابقا تتعالى بالضحكات الجميلة عندما يلعبون ، علما أن أصوات بكاء الأطفال قد عصرت وألمت قلب سيدتي ومولاتي فخر المخدرات زينب الكبرى عليها السلام ، أما الأطفال الصغار الرضع كعبد الله الرضيع فلقد سكتوا من البكاء ولكن ليس السبب هو ارضاع الأمهات لهم الحليب بل ماتوا عطشا وعبد الله لم يمت عطشا فقط بل فطمته سهام الأعداء من الحليب والماء عندما ذبحته من الوريد الى الوريد .
    أما أعداء الحق وقتلة الإمام الحسين عليه السلام بعد يوم عاشوراء أرادوا أن يعبروا عن فرحهم بقتلهم الحسين سيد الشهداء فأخذوا جزورا من معسكر الحسين عليه السلام وطبخوه وبعد طبخه وجدوه كالعلقة الحمراء لانه من أموال سيد الشهداء .
    وفي الشتاء مطرت السماء أمطار السوء والغضب الحمراء بكاءا وحزنا على سيد الشهداء عليه السلام معلنة بكائها على سبط رسول الله وأنها لم تبكي إلا على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا عليهما السلام .
    بقي سؤال وهو من سلم على الحوراء زينب عليها السلام والهاشميات في صباح يوم الحادي عشر من محرم الحرام وصبحهن بالخير !!! الجواب لا أحد ، فجميع أهل بيتها قتلوا وذبحوا من الوريد الى الوريد ذبح أخيها الإمام الحسين عليه السلام ، وذبح كفيلها وحاميها الإمام العباس عليه السلام ، وسبيت زينب مع الهاشميات الطاهرات مقيدات مع الأعداء .
    فأي صباح أنت من بعد عاشوراء ؟؟؟ لقد أشرقت بالحزن والأسى على أل محمد وشيعتهم ، وننتظر أن تشرق بنور ظهور الإمام الحجة ابن الحسن عليه السلام لتبدل اشراقة الحزن والأسى بنداء يالثارات الحسين ... يالثارات الحسين ... يالثارات الحسين ...
    التعديل الأخير تم بواسطة خادم الكفيل; الساعة 08-07-2018, 01:21 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X