إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحث عن شعائر الله : تجسُد أعظم شعائر الله في الإمام الحسين حياً وميتاً .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث عن شعائر الله : تجسُد أعظم شعائر الله في الإمام الحسين حياً وميتاً .

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين .
    ان خطابات القرآن الكريم تأتي في أغلب الأحيان بصيغة العموم والأطلاق وتقوم بدور تأسيس القواعد الكلية فتأتي السنة النبوية الشريفة وتوضح للناس التخصيص والتقييد والمصاديق الفردية لذلك الأمرالكلي .
    لكن في بعض آيات القرآن الكريم يتكلم القرآن على أمرعام ثم يوضح مصداقا له في نفس الكلام ومثال ذلك هو شعائر الله فعندما نقرأ القرآن نجده يتحدث عن مصداقين من مصاديق شعائر الله وهما السعي بين الصفا والمروة ، والبدن التي تقدم قربانا لله وتذبح في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك وهذان العملان يقعان كلاً أو بعضاً في مناسك الحج والعمرة .
    والسؤال الذي لابد من طرحه هو : هل
    يتحدد مفهوم شعائر الله فقط وفقط بأفعال الحج من السعي وذبح البدن ؟ أم هذان هما مصداقان صريحان لشعائر الله ، وشعائر الله هو مفهوم واسع له مصاديق أخرى كثيرة ومتعددة والسعي وذبح البدن هما مصداقان للشعائر لا ذكرهما في الآية من باب ذكر بعض المصاديق لا للحصر ؟؟؟
    الجواب : اختلفت كلمات المسلمين فيما بينهم على الإجابة عن هذا السؤال ، أما رأي علماء أهل السنة والجماعة في تحديد معنى ومفهوم شعائر الله وهل أنه مفهوم مختص أم مفهوم واسع وشامل فكان جوابهم كالآتي :

    1- قال بعضهم ان الشعائر مختصة بأفعال الحج وهي السعي والذبح جمودا على النص المذكور في القرآن .
    2- قال البعض الأخر منهم أن شعائر الله تطلق على كل عبادة .
    3- وقال بعضهم إن شعائر الله هي أوامره ونواهيه ، وتعظيمها يكون بفعل ما أمر الله به ، وترك ما نهى عنه ، وبإجلالها بالقلب ومحبتها ، وتكميل العبودية فيها غير متهاون ، ولا متكاسل ، ولا متثاقل . وشعائر الله هي أعلام دينه الظاهرة التي أمر بتعظيمها ، ومن أخصها : بيت الله المحرم ، ومناسك الحج . وهناك أمور عامة غيرها .
    4- وقال بعضهم أن شعائر الله هي كل مكان جعله الله علامة على أداء عمل صالح فهو من الشعائر ، كالمساجد الثلاثة مكة والمدينة وبيت المقدس بل كل مساجد الله على وجه المعمورة ، ورفع الأذان فيها من شعائر الله ، وتعظيمها من تعظيم شعائر الله .
    5- وقال بعضهم أن من شعائر الله كل أمر فيه طاعة الله ؛ من صلاة وزكاة وصوم وحج ، وكل عمل صالح مع خلق الله ؛ سواء كان من المسلم إلى المسلم ، أو غيره .فكل عملٍ صالح يعد من شعائر الله .
    هذا من ناحية تحديد مفهوم شعائر الله سعة وضيقا عندهم .
    أما من ناحية مصاديق الشعائر وأنواعها فقال بعضهم بأنها :
    زمانية ، ومكانية ، وذوات.
    أما الشعائر المكانية كالكعبة المشرفة ، والمسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، ومقام إبراهيم ، والصفا والمروة ، ومزدلفة ، وعرفات ، ومنى ، ورمي الجمار . وحرم مكة وحرم المدينة وأماكن الإحرام .
    وأما الشعائر الزمانية فمنها الأشهر الحرم - التي يحرم فيها القتال - وشهر رمضان .
    وأما الذوات فمنها الهدي والقلائد .
    واليكم أسماء علماء أهل السنة الذين قالوا بشمول شعائر الله لغير أفعال الحج من السعي وذبح البدن :

    أ - ارتضى ابن جرير الطبري ما ذهب إليه عطاء من توجيه وتفسير ؛ لأن الشعائر حسب رأيه هي المعالم ؛ فيكون معنى الكلام : يا أيها الذين آمنوا لا تستحلوا ـ معالم الله ، فيدخل في ذلك مناسك الحج وغيرها من حدود الله وفرائضه ، وحلاله وحرامه ؛ لأن كل ذلك من معالمه وشعائره التي جعلها أمارات بين الحق والباطل ، يعلم بها حلاله وحرامه وأمره ونهيه ، ولا حجة لمَن يرى التخصيص [1] .

    ب - وذهب إلى التعميم الحسن البصري ، فعدّ الشعائر دين الله كله [2] .

    ج - وقال القرطبي في معناها : وهو كل شيء لله تعالى فيه أمر أَشعر به وأُعِلمَ ... فشعائر الله أعلام دينه [3] .

    د - وقال الجوهري: والشعائر: أعمال الحج ، وكل ما جعل علماً لطاعة الله تعالى ... والمشاعر : الحواس... وأشعرته فشعر، أي: أدريته فدرى [4] .

    هـ - وقال الزجّاج في شعائر الله : يعني بها جميع مُتَعبّداتِ الله التي أَشْعرها الله ، أَي : جعلها أَعلاماً لنا ، وهي كل ما كان من موقف أَو مسعى أَو ذبح ، وإِنما قيل : شعائر لكل علم مما تعبد به ؛ لأَن قولهم : شَعَرْتُ به . علمته ؛ فلهذا سُمّيت الأَعلام التي هي مُتَعبّداتِ الله تعالى شعائر [5] .

    هذا بالنسبة الى تحديد مفهوم ومصاديق شعائر الله ومصاديقه عند علماء أهل السنة والجماعة ، أما تحديد معنى ومصاديق شعائر الله عند مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية فلم تختلف أرائهم من هذه الناحية أبدا بل اتحدت كلماتهم في تحديد مفهوم ومصداق شعائر الله تعالى ، وهذا جانب من قول العماء الأعلام في هذه المسألة :

    1- قال الشيخ محمد السند : .................. ومن ذلك يظهر أنّ الشعائر لا تختصّ بباب دون آخر ، فهي لا تختصّ بمناسك الحجّ ، ولا بالعبادات. وإنّما تشمل كلّ ما فيه نشر لأحكام الدين ، وتعمّ جميع ما به بيان وتبليغ للمعارف الإسلاميّة المختلفة .
    ولابد من الاشارة الى أن علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، لم يخصص أحدهم شعائر الله بأفعال الحج - كما أشرنا أعلاه - سوى الشيخ النراقي قدس سره في عوائد الأيام [6] ، فكل مَن تعرّض إلى الحديث عن شعائر الله قال بعموميتها ، واليكم أخوتي وأخواتي القراء طائفة من أسماء العلماء الأعلام الذين قالوا بتعميم شعائر الله :

    2- الشيخ الكبير كاشف الغطاء قدس سره الذي ذهب إلى أنّ قبور الأئمة قد شعّرت ، فهي من الشعائر ، فتجري عليها أحكام المساجد [7] .

    3 - ومن الذين عمموا الشعائر الشيخ صاحب الجواهر قدس سره ؛ حيث ذهب إلى التعميم عند حديثه حول حرمة تنجيس الأضرحة المقدسة والمصحف ووجوب تطهيرهما ، فقال : وهو جيد فيهما ، وفي كل ما عُلم من الشريعة وجوب تعظيمه وحرمة إهانته وتحقيره [8] .

    4 - ويتبين كذلك تعميم الشعائر من فتوى الميرزا النائيني قدس سره في مسألة الشعائر الحسينية ، والتي عبر عنها بأنها شعائر الله ، واستدلّ لها بآية : {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [9] ، [10] .

    5 - ويظهر من السيد الحكيم قدس سره عدم تخصيصه الشعائر بباب معين ؛ وذلك عند الحديث عن الشهادة الثالثة أشهد أنّ علياً وليّ الله في الأذان والإقامة ؛ حيث مال إلى وجوبها ، لا من باب أنها جزء من الأذان ، بل من باب أنّها أصبحت شعاراً للمذهب ورمزاً له ، قال : بل ذلك ـ في هذه الأعصارـ معدود من شعائر الإيمان ورمز التشيع ؛ فيكون من هذه الجهة راجحاً شرعاً ، بل قد يكون واجباً ، لكن لا بعنوان الجزئية من الأذان [11] .
    هذه باقة من أقوال العامة والخاصة ، تثبت بأن الشعائر لا تختص بمناسك الحج أو العبادات ، وإنما لها شمول لكلّ الأحكام والأمور الدينية .
    علما أنه - و كما ذكرنا - ان الشعائر الاسلامية لا تنحصر بالمصاديق المذكورة في القرآن الكريم فقط ، بل تشمل كل مكان أو علامة للعبادة تذكر الانسان بالله تعالى فان كل ذلك يعد من الشعائر ، نعم ، حظيت بعضها باهتمام خاص لما تتوفر عليه من أهمية كبرى ، كالحج الذي يعد من اهم شعائر المسلمين [12] و الذي صرح به الباري تعالى في اكثر من مكان من القرآن الكريم .
    فيتضح أن الشعائر الاسلامية و حسب التعبير القرآني " شعائر الله " هي الاماكن و علامات العبادة التي جعلها الله شعائر الإسلام من الأذان ، و الصلاة ، و الصوم ، و غيرها ، و سمي ذلك شعارا ، لأنه علامة عليه ، [13] التي تكشف عن كون الانسان مسلماً و التي يتخذها المسلمون محورا يدورون حولها ليصونهم من الانحراف و الضلال [14] .
    هذا وقد تُضافُ الشعائر إلى لفظ الجلالة الله ، فنقول : شعائر الله ، وقد تضاف إلى المذهب ، فيقال : شعائر المذهب ، وقد تضاف إلى الحسين عليه السلام ، فتسمّى بالشعائر الحسينيّة ، وقد تضاف إلى الدين ، فتُعرف باسم الشعائر الدينية ، وقد تضاف الى الإسلام فتعرف بالشعائر الإسلامية .

    ومما تقدم من البحث أعلاه يعلم التالي :
    أن من أبرز شعائر الله هو الإمام الحسين (عليه السلام) قبل استشهاده لأنه ذات انسانية تذكر بالله سبحانه وتعالى ، وكيف لا وقد قال فيه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) : حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا . فمن يدعي أنه يحب الله عليه أولا أن يحب الحسين (عليه السلام) ، فحب الحسين أولى علامات الحب الإلهي وبغض الحسين علامة على الإبتعاد عن ذلك الحب الإلهي .
    أما بعد استشهاد الحسين (عليه السلام) فقد صار قبره الشريف روضة من رياض الجنة ومحلا لاستجابة الدعاء فيه والصلاة قربه لله سبحانه وتعالى ، وهذا الفعل يدخل من ضمن شعائر الله المكانية التي يحب الله أن يدعى في مثلها . حسب الأقوال العامة لعلماء السنة والشيعة الأنفة الذكر .
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

    =====================

    الهوامش :

    [1] الطبري ، محمد بن جرير ، جامع البيان : ج6 ، ص74.
    [2] ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي ، زاد المسير : ج2 ، ص232.
    [3] القرطبي ، محمد بن أحمد ، الجامع لأحكام القرآن : ج 12 ، ص56.
    [4] الجوهري ، إسماعيل بن حماد ، تاج اللغة وصحاح العربية الصحاح : ج2 ، ص698 ـ 699.
    [5] ابن منظور ، محمد بن مكرم ، لسان العرب : ج4 ، ص415.
    [6] النراقي ، أحمد بن محمد مهدي ، عوائد الأيام : ص31.
    [7]كاشف الغطاء ، جعفر بن خضر ، كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء : ج2 ، ص147.
    [8] الجواهري ، محمد حسن ، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام : ج 6، ص98.
    [9] سورة الحج : 32.
    [10] السند ، محمد ، الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد : ج1 ، ص46.
    [11] الحكيم ، محسن ، مستمسك العروة الوثقى: ج5 ، ص 545.
    [12] العاملي (الشهيد الثاني) ، زين الدين بن علي ، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (المحشي - سلطان العلماء) ، ج 1 ، ص 217 ، نشر مكتب التبليغ الاسلامي حوزه علميه قم ، الطبعة الاولي ، 1412 هـ .
    [13] الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، ج 1 ، ص 217 .
    [14] شكوري ، ابوالفضل ، فقه سياسي اسلام ، ص 117 ، نشر مكتب التبليغ الاسلامي ، قم ، الطبعة الثانية ، 1377 ش .

    التعديل الأخير تم بواسطة خادم الكفيل; الساعة 11-07-2018, 07:15 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X