إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل خلقت الأرواح قبل الأجساد ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل خلقت الأرواح قبل الأجساد ؟




    اللهم صل على محمد وآل محمد

    قال الشيخ المفيد ( قدس سره ) في كتابه (المسائل السروية 52) :
    ((وأما الخبر بأن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام, فهو من أخبار الآحاد, وقد روته العامة كما روته الخاصة ( معاني الأخبار 108 ح 1 وفي اسناده محمد بن سنان, وهو ضعيف, وأخرجه أيضاً ابن الجزري في الموضوعات 1 / 401, والسيوطي في اللآلي المصنوعة 1 / 199, والشوكاني في الفوائد المجموعة 382 / 94 ) وليس هو مع ذلك بما يقطع على الله سبحانه بصحته, وإنما نقله رواته لحسن الظن به .
    وإن ثبت القول فالمعنى فيه : إن الله تعالى قدّر الأرواح في علمه قبل اختراع الأجساد, واخترع الأجساد, ثم اخترع لها الأرواح, فالخلق للأرواح قبل الأجساد خلق تقدير في العلم كما قدمناه, وليس بخلق لذواتها كما وصفناه)) .



    وقال العلامة المجلسي (قدس سره) في كتابه (بحار الأنوار 58 / 141) :
    ((إعلم أن ما تقدّم من الأخبار المعتبرة في هذا الباب, وما أسلفناه في أبواب بدء خلق الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والائمة ( عليهم السلام ) ـ وهي قريبة من التواتر ـ دلت على تقدّم خلق الأرواح على الأجساد, وما ذكروه من الأدلة على حدوث الأرواح عند خلق الأبدان مدخولة, لا يمكن رد تلك الروايات لأجلها )) .
    وجاء في هامش البحار :
    (( الكلام حول روايات خلق الأرواح قبل الأبدان, يقع في جهات :
    1ـ في صدورها : هل تكون مقطوعة الصدور أو لا ؟ وعلى فرض عدم القطع بصدورها, هل يوجد دليل على وجوب التعبد بها أو لا ؟
    2ـ في دلالتها : هل تدل دلالة صريحة على تقدم وجود الأرواح على أبدانها, خارجاً بالتقدم الزماني أو لا ؟
    3ـ في توافقها مع الأدلة العقلية .

    فنقول : أما من الجهة الأولى, فهي غير بالغة حد التواتر, فلا يحصل القطع بصدورها عادة, وأدلة حجية الخبر الواحد, قاصرة عن غير ما يتعلق بالأحكام الفرعية العملية, فلا يوجد دليل على وجوب التعبد بها .
    وأما من الجهة الثانية, فلا ريب في ظهورها في ذلك في حد نفسها, وإن لم يبلغ إلى مرتبة النص .
    وقد أوّل الشيخ المفيد الخلق بالتقدير, كما أنه يمكن حملها على نوع من التمثيل والأستعارة, إذا وجد دليل قطعي معارض لمدلولها .
    وأما من الجهة الثالثة, فقد دار البحث بين الفلاسفة حول حدوث النفس وقدمها, وذهب أصحاب مدرسة صدر المتألهين, إلى أنها تحدث بحدوث البدن, غير بالغة حد التجرد العقلي متحركة نحوه, ولا مجال لذكر أدلتهم ونقدها ههنا .
    وهناك أمر يتعلق بمعرفة شؤون النفس يستعصي على الأذهان المتوغلة في الماديات, ولعل إجادة التأمل فيه, يعين على حل العويصة, وهو : أن النفس وإن كانت أمراً متعلقاً بالمادة, بل ناشئاً عنها ومتحداً بها, وبهذا الإعتبار صح مقايستها بالحوادث, واتصافها بالمقارنة والتقدم والتأخر زماناً, إلا أنها حين ما تدخل في حظيرة التجرد, تجد نفسها محيطة بالبدن, من ناحية البدء والنهاية, وأن شعاعها يمتد إلى ما قبل حدوث البدن, كما أنه يمتد إلى ما بعد انحلاله .
    فالذي ينظر إلى جوهرها المجرد, من فوق عالم الطبيعة, يجدها خارجة عن وعاء الزمان محيطة به, وإذا قايسها إلى ظاهرة مادية, واقعة في ظرف الزمان كالبدن, يجدها موجودة معها وقبلها وبعدها, فيصح له أن يحكم بتقدّم وجودها على وجود البدن, مع أن من ينظر إليها, من نافذة عالم المادة, ويعتبرها أمراً متعلقاً بالبدن, بل مرتبة كاملة له, انتهى إليها بالحركة الجوهرية, وبهذا الإعتبار يسميها نفساً, يحكم بحدوثها عند حدوث البدن, وحصول التجرد لها بعد ذلك, ولا منافاة بين النظرين, وبهذا يمكن الجمع بين القولين .
    وممّا ينبغي الإلتفات إليه, أن في تقدّم خلق الأرواح على الأبدان بألفي عام - على حد التعبير الوارد في الروايات - لم يعتبر كل روح إلى بدنه, بحيث يكون خلق كل روح قبل خلق بدنه, بألفي عام كامل لا أزيد ولا أنقص, وإلا لزم عدم وجود جميع الأرواح في زمن علي ( عليه السلام ), فضلاً عمّا قبله, ضرورة حدوث كثير من الأبدان بعد زمنه بالآف سنة, ولا يبعد أن يكون ذكر الألفين لأجل التكثير, وتثنية الألف للاشارة إلى التقدم العقلي والمثالي )) .
    ----------------------
    منقول

    أين استقرت بك النوى

  • #2
    شكراًلك موضوعجميل ومفيد جداً، استفدتمنهكثير وقمت بتفضيلة للعودهاليه فيما بعد.
    شكرا جزيلاً
    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 21-07-2018, 09:43 AM.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X