إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السلسلة الطويلة في الرد على مغالطات رامي عيسى الهزيلة ......

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد .
    المغالطة السادسة :
    قال المخالف الناصبي رامي عيسى : يا شيعي يا رافضي لماذا تنكر مسألة تحريف القرآن رغم أن الكليني ذكر روايات بخصوص تحريف القرآن في كتابه الكافي ، فإما أن يعتقد الكليني بتحريف القرآن ولذلك ذكر تلك الروايات في الكافي ، وإما أن لا يعتقد بتحريف القرآن ، إذا لماذا يذكر روايات تحريف القرآن في الكافي ؟؟؟ وكيف يضع أحاديث تخالف النص الصريح للقرآن الكريم بأن الله تكفل بحفظ كتابه الحكيم ؟؟؟ وما الداعي والغرض من تأليف الكليني لكتاب الكافي اذا كانت الرواية في كتاب الكافي تصب في وادي ، واعتقاد مؤلف الكاتب الكليني يصب في وادي آخر ؟؟؟
    جواب المغالطة السادسة :
    أولاً : لو فتشنا الكافي من أوله إلى أخره لم نعثر على قول صريح للشيخ الكليني بتحريف القرآن ، ومن قال أن الكليني يقول في كتابه بتحريف القرآن الكريم استند في قوله على طريقين لا ثالث لهما :
    أ- أنه روى روايات في معنى التحريف في كتابة الكافي ولم يتعرض لنقدها مثلاً ، مع التزام الكليني بانه يثق بما رواه كما قاله المحدث الكاشاني واوردها الدكتور القفاري تأييداً لرأيه .
    ب- استظهار معنى التحريف من عناوين ابواب الكافي فمنها باب (انه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام) .
    لكن كلى الطريقين غير تام وفيه مناقشة :
    1- ان ذكر الراوي لرواية في كتابه لا يعني انه يقول بها ، فكثير من الرواة يروون روايات معتبرة ولكن لا من حيث الدلالة بل من حيث السند واعتبار سند الرواية لا يعني اعتبار متنها مطلقاً خصوصاً إذا كان متن هذه الروايات متعارضاً مع روايات أخرى اقوى منها مسنداً ومتناً ، والا لصار أصحاب الصحاح الستة وغيرهم جميعاً متهمين بالقول بالتحريف ، وهذا يذكرني بالمثل القائل (( ناقل الكفر ليس بكافر )) .
    2- على فرض ان هذه المجموعة من روايات الكافي وردت في التحريف بالمعنى المتنازع فيه (( التحريف اللفظي )) فانها معارضة بروايات اخرى في كتاب الكافي نفسه وهي اكثر عدداً واقوى متناً ووردت تحت عناوين اكثر وضوحاً حول القرآن من تلك .
    وهناك قاعدة قطعية اخذها الكليني من الأئمة الطاهرين وجعلها في بداية كتابة ، وهي اننا حينما تتعارض الروايات ولا يوجد لها محمل صحيح يمكن حمل الرواية عليه وكان التعارض من نوع التعارض المستقر ، فهنا نعرض الروايتين على القرآن الكريم فما وافق القرآن اُخذ به وما خالفه ضرب به عرض الجدار وسقط عن الحجية .
    والكليني رحمه الله وان لم يكن دأبه من كتابه الرد والقدح في الروايات بل كان قصده أخذ الروايات المعتبرة فقط من كتابه هذا وهو ملتزم قطعاً وبشكل لا يقبل الشك بقاعدة عرض الروايات المتعارضه على القرآن وعلى هذا تكون روايات التحريف ساقطة عنده عن الحجية .
    أما استظهار معنى التحريف من عناوين أبواب الكافي .
    لابد اولاً قبل البحث في العناوين ان نسأل القدماء من العلماء عن معنى التحريف والتنزيل و ... فانهم سيقولون لنا ان التحريف يقصد به الأعم من التفسير في المعنى . و (التنزيل) ايضاً بمعنى مطلق ما تنزل من الوحي من آيات القرآن او تفسيره وبيانه ومع تلك الحال فلو فتشنا الكافي من أوله الى آخره لما وجدنا بابا تحت عنوان تحريف القرآن او شيئاً من هذا القبيل والذين قالوا بذلك لم يجدوا الا عنوان واحداً ليتشبثوا به في دعواهم وهو باب (لم يجمع القرآن كله الا الأئمة عليهم السلام وانهم يعلمون علمه كله) ولكن هذا العنوان لا يدل على التحريف بالمعنى المتنازع فيه وشاهد ذلك وجود روايات في ذيل ذلك العنوان .
    فالروايتان الأوليتان مجملتان والأربعة الباقيات في مقام شرح وتفصيل الأوليتين وقد يعطي نفس عنوان الباب الإجمال والتفصيل ، وفي المجموع فان هذه الأحاديث تثبت أن القرآن الكريم من جهة تنزيله وتأويله وعلوم ظاهره وباطنه عند الائمة الطاهرين ولا غرو في ذلك فانهم احد الثقلين اللذين اوصى بهما النبي صلى الله عليه وآله وهما امامان لا يختلفان واخوان لا يتخاذلان ومجتمعان لا يفترقان (( انظر كتاب سلامة القرآن من التحريف للدكتور فتح الله المحمد ص341 – 345 )) .
    وبعد ، فإن من الجائز نسبة القول بعدم التحريف إلى الشيخ الكليني رحمه الله لعدة وجوه :
    الوجه الأول : إنّه كما روى ما ظاهره التحريف فقد روى ما يفيد عدم التحريف بمعنى الإسقاط في الألفاظ ، وهو ما كتبه الإمام عليه السّلام إلى سعد الخير (( وكان من نبذهم الكتاب أن اقاموا حروفه وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية )) الحديث . وقد استدلّ به الفيض الكاشاني على أنّ المراد من أخبار التحريف هو تحريف المعاني دون الألفاظ ، فيكون هذا الخبر قرينة على المراد من تلك الأخبار . ولو فرضنا المتعارضين كان مقتضى عرض الخبرين المعارضين على الكتاب - عملاً بالقاعدة التي ذكرها الكليني ، ولزوم الأخذ بالمشهور كما ذكر أيضاً - هو القول بعدم وقوع التحريف في القرآن .
    الوجه الثاني : إنّ عمدة روايات الكليني الظاهرة في التحريف تنقسم إلى قسمين :
    القسم الأول : ما يفيد اختلاف قراءة الأئمة مع القراءة المشهورة .
    القسم الثاني : ما ظاهره سقوط أسماء الأئمة ونحو ذلك .
    أما القسم الأول فخارج عن بحثنا .
    وأما القسم الثاني : فمع غض النظر عن الأسانيد ، فكلّه تأويل من أهل البيت عليهم السلام ، والتأويل لا ينافي التفسير، وإرادة معنى لا تضاد إرادة معنى آخر ، وقد روى الكليني ما هو صريح في هذا الباب عن الصادق عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ : (( الّذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل )) : (( إنّها نزلت في رحم آل محمد . وقد يكون في قرابتك - ثم قال - ولا تكوننّ ممن يقول في الشيء أنّه في شيء واحد )) .
    ومقتضى القواعد التي ذكرها الكليني أن لا يؤخذ بظواهر الأخبار من القسم الثاني .
    الوجه الثالث : إنّ كلمات الأعلام والأئمة العظام من الشيعة الإمامية - كالصدوق والمفيد والمرتضى والطبرسي - الصريحة في أن رأي المذهب هو عدم التحريف ، وان القائلين بالتحريف شذاذ من (( الحشوية )) تقتضي أن لا يكون الكليني قائلاً بالتحريف ، لا سيمّا كلام الصدوق الصريح في (( أن من نسب إلينا التحريف فهو كاذب )) .
    الوجه الرابع : إنّ دعوى الإجماع من جماعة من أعلام الطائفة - كالشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيره - ترجح القول بأن الكليني من نفاة التحريف ، وإلاّ إذا لم يكن كذلك لما ادّعوا ولم يقولوا بالإجماع مع الالتفات إلى شخصية الكليني ، إذ لا يمكن أن يتناسوا شأن الكليني وعظمته في الطائفة الشيعية .
    الوجه الخامس : إنّ الكليني رحمة الله روى الأخبار المفيدة للتحريف في (( باب النوادر )) ، ومن المعلوم أنّ النوادر هي الأحاديث الشاذة التي تترك ولا يعمل بها كما نص على ذلك الشيخ المفيد (( كتاب معجم رجال الحديث ج 1 / ص 45 و كتاب مقباس الهداية / ص45 )) .
    وعن الشيخ الطوسي في التهذيب بعد حديث لحذيفة : (( إنّه لا يصلح العمل بحديث حذيفة ، لأن متنه لا يوجد فيه شيء من الأصول المصنّفة بل هو موجود في الشواذ من الأخبار )) .
    ثم إن الشيخ المامقاني بعد أن أثبت الترادف بين (( الشاذ )) و (( النادر )) عرّف الشاذ بقوله : (( وهو على الاظهر الأشهر بين أهل الدراية والحديث هو ما رواه الثقة مخالفاً لما رواه الجماعة ولم يكن له إلاّ إسناد واحد )) (( مقباس الهداية / ص 45 )) .
    فجعله تلك الأحاديث تحت العنوان المذكور يدل على تشكيكه بصحتها وطرحه لها . قال السيّد محمد تقي الحكيم : (( ولعل روايتها في ( النوادر ) من كتابه دليل تشكيكه بصدورها ورفضه لها , وكأنّه أشار بذلك لما ورد في المرفوعة من قوله عليه السّلام : دع الشاذ النادر )) (( الاصول العامّة للفقه المقارن / ص 110 )) .
    وقال السيّد حسين مكي العاملي : (( ولأجل ما هي عليه من الضعف وندرتها وشذوذها وغرابتها مضموناً جعلها الإمام الكليني من الأخبار الشاذّة النادرة ، فسطرها تحت عنوان (( باب النوادر )) . وهذا دليل على أنّه خدش في هذه الأخبار وطعن فيها ولم يعتبرها ، إذ لم يغب عن ذهنه - وهو من أكابر أئمة الحديث - ما هو معنى النادر الشاذ لغة وفي اصطلاح أهل الحديث .
    فالحديث الشاذ النادر عندنا ، معشر الامامية الإثني عشرية ، هو الحديث الذي لا يؤخذ به ، إذا عارضه غيره من الروايات المشهورة بين أهل الحديث أو خالف مضموناً ، كتاباً أو سنّة متواترة أو حديثاً مشهوراً بين أهل الحديث ... )) .

    وأخيراً أود أن أقول : بأن على كل من يرمي الشيعة الإمامية الإثنى عشرية بتهمة تحريف القرآن الكريم ، لابد أن يتمعن ويرى أولاً الروايات في كتبه ومصادره ماذا تصرح وتقول في مسألة تحريف القرآن !!! وهذا ما يذكرني بالمثل المشهور : رمتني بدائها وانسلت ؟؟؟

    إنتهى الجواب عن المغالطة السادسة ، ولله الحمد .
    التعديل الأخير تم بواسطة المرتجى; الساعة 29-04-2019, 01:05 PM.

    تعليق


    • #12
      بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وآل محمد

      المغالطة السابعة :
      قال المخالف الناصبي الوهابي رامي عيسى : أنظروا الى الشيعة الزنادقة فإنهم يطعنون بإمامهم ولا يحترمونه ويصفون علي ابن أبي طالب ( رضي الله عنه ) بأنه بعوضة ، والدليل على كلامي هذا ما نقله علي ابن إبراهيم القمي صاحب تفسير القمي حيث قال : ان هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين (ع) ، فالبعوضة أمير المؤمنين وما فوقها رسول الله (ص) !!!

      جواب المغالطة السابعة :
      تفسير قوله تعالى : ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها )

      *** علي بن ابراهيم القمي / تفسير القمي / الجزء : ( 1 ) / رقم الصفحة : ( 34 ) :
      - .... قال : وحدثني : أبي ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله (ع) : أن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين (ع) فالبعوضة أمير المؤمنين (ع) وما فوقها رسول الله (ص) .

      *** الشيخ الطبرسي / تفسير مجمع البيان / الجزء : ( 1 ) / رقم الصفحة : ( 135 ) :
      - .... وروي عن الصادق (ع) أنه قال : إنما ضرب الله المثل بالبعوضة ، لأن البعوضة على صغر حجمها ، خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره ، وزيادة عضوين آخرين ، فأراد الله تعالى : إن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه ، وعجيب صنعه.

      وسبب ضعف الرواية في تفسير القمي من عدة وجوه :
      ( الوجه 1 ) / بأن التفسير ليس للقمي ولكنه منسوب للقمي وهو تفسير لا يؤخذ به عند الشيعة الإمامية وهو غير معتمد .
      ( الوجه 2 ) / في الرواية : ( القسم بن سليمان ) ويعتبر من المجاهيل والضعفاء والدليل على ذلك :

      أ- قال المحقق الأردبيلي / مجمع الفائدة / الجزء : ( 2 ) / رقم الصفحة : ( 86 ) :
      - .... قال المحقق الأردبيلي قدس سره في مسائل اللباس في رواية لبس الديباج : ( ويكره لبس الحرير ) مع أنه حرام كما مر ، على أن السند ليس بصحيح ، لوجود قاسم بن سليمان المجهول .
      ب- المحقق السبزواري / ذخيرة المعاد / الجزء : ( 2 ) / رقم الصفحة : ( 228 ) :
      - وقال المحقق السبزواري عندما تعرض للبس القميص المكفوف بالديباج : وهذه الرواية غير نقية السند لأن جراح غير موثق ، وكذا الراوى عنه وهو القاسم بن سليمان .
      ج- الفاضل الهندي / كشف اللثام / الجزء : ( 3 ) / رقم الصفحة : ( 222 ) :
      - .... وقال بهاء الدين الهندي في عن لبس الحرير والديباج : فلا دلالة على الجواز أصلا مع جهل حال جراح ، والقاسم بن سليمان .
      د- الشيخ الجواهري / جواهر الكلام / الجزء : ( 8 ) / رقم الصفحة : ( 130 ) :
      - .... فتأمل ، والمناقشة - بانقطاع الأصل والاطلاقات بعموم النهي عن الصلاة في الحرير المحض ، وبجهل جراح والقاسم بن سليمان الذي رووا عنه الخبر .
      هـ - الشهيد الثاني - مسالك الأفهام - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 457 )
      - .... وقال الشهيد الثاني عند معرض كلامه لرد اليمين على المدعي : ورواية عبيد بن زرارة في طريقها القاسم بن سليمان ، ولم ينص الأصحاب عليه بتوثيق ولا غيره .
      و- البهائي العاملي / الحبل المتين / رقم الصفحة : ( 184 ) :
      - .... وقال الشيخ البهائي عن معرض كلامه في اللباس : الثانية أيضا ضعيفة ، رويناها ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني وكل منهما في كتب الرجال مهمل غير موثق .
      ز- السيد محمد الأبطحي / تهذيب المقال / الجزء : ( 1 ) / رقم الصفحة : ( 126 ) :
      - .... وقال السيد الأبطحي : القاسم بن سليمان عنه ، عن أبي جعفر ، وعن أبي عبد الله (ع) ، وهو القاسم بن سليمان الكوفي البغدادي الذي ذكرناه بترجمته في ( أخبار الرواة ) ، ولم يرد فيه مدح ولا توثيق .

      إنتهى الجواب على المغالطة السابعة ، ولله الحمد .
      التعديل الأخير تم بواسطة المرتجى; الساعة 29-04-2019, 01:06 PM.

      تعليق


      • #13
        بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
        المغالطة الثامنة :
        قال المخالف الناصبي الوهابي السلفي رامي عيسى : يذكر الشيعة الرافضة كما في كتاب الكافي للكليني ، كتاب الحجة / ج1 / ص 227و ص260 . وكتاب الفصول المهمة للحر العاملي ص155 : (( أن الإمام يعلم بما كان وما يكون وانه لا يخفى عليه شيء )) .
        ثم يذكر الكليني في أصول الكافي كتاب العلم باب اختلاف الحديث ح1/ ص65 حديثاً يقول : (( لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً )) .
        فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي ، فسيعلم أولاً ما يقدم له من طعام وشراب ، فلو كان الطعام أو الشراب مسموماً لعلم الإمام ما فيه من سم وتجنبه ، ولو لم يتجنبه لمات منتحراً لأنه يعلم أن هذا الطعام أو الشراب المسموم سيقتله ، فيطبق عليه حكم قاتل نفسه . وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن قاتل نفسه في النار .
        فقول الشيعة بأن الإمام يعلم الغيب يستلزم إتهام الإمام بالإقدام على الانتحار كما هو واضح !!! هذا من جهة .
        ومن جهة أخرى أليس من الظلم أن تقولوا بأن الإمام الحسين يعلم الغيب بأنه يقتل في كربلاء ، ورغم ذلك اصطحب معه النساء للأسر والأطفال للتشريد والقتل ؟؟؟

        جواب المغالطة الثامنة :
        كون الائمة (ع) يعلمون بمحل ووقت استشهادهم ومع هذا لا يتجنبون الظروف التي تحدد كيفية استشهادهم لا يعني القاء الروح بالتهلكة حتى يعد فعلهم هذا انتحاراً . بل هو قمة في الايمان والتضحية والرضا بقضاء الله وقدره .
        يقول الامام الحسين (ع) وقد علم بما سيجري عليه في كربلاء : (( شاء الله ان يراني قتيلا ويراهن سبايا )) .
        وليس للإمام ان يخرج عن طاعة الله وأمره ومشيئته بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون
        أي ان الائمة (ع) جرى عليهم ما جرى بأمر الله واذنه . وعليه يكون الامر واجب لا يتقاعس المؤمن الحق عن الاستجابة له مهما بلغت صعوبته .
        وبعبارة أخرى مختصرة نقول : ليس كل من يعلم بموته ويقدم عليه يكون منتحراً لسببين :
        السبب 1 / إن الإقدام على الموت مع العلم به ليس انتحاراً فيما إذا كان الهدف أهم وأغلى من إزهاق الروح والقتل كما في مسألة الجهاد في سبيل الله عز وجل .
        السبب 2 / إن الإقدام على الموت مع العلم به ليس انتحاراً فيما إذا كان ذلك بأمر من الله تعالى ، وهذا هو عين التسليم والرضا بقضاء الله وقدره .
        وهذا هو جواب الجهة الأولى في المغالطة .
        أما الجهة الثانية في المغالطة فالجواب عنها يكون كالتالي :
        1- إنه لا فرق في التسليم لأوامر الله تعالى وتطبيقها بين الكبار والصغار ، ولا بين النساء والرجال .
        2- إن إبراهيم (ع) حينما رأى الرؤيا بأنه يذبح ابنه إسماعيل فهل هذا تكليف يجب فعله على اسماعيل أيضاً أم على إبراهيم فقط ؟؟؟ فإذا كان تكليفاً لإبراهيم فقط كان إطاعة اسماعيل له وقوع في التهلكة وانتحاراً ، وإذا كان هذا التكليف لكليهما كان ذلك الفعل امتثالاً منهما لذلك التكليف الواجب ، وهذا نظير قول الإمام الحسين (ع) : (( شاء الله أن يراني قتيلا وأن يراهن سبايا )) .
        3- إن الله سبحانه وتعالى أراد ابتلاء الإمام الحسين (ع) بنسائه وعياله ليكون من الصابرين على قضاء الله وقدره ويكون مصداقا لقوله تعالى : (( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )) . (سورة البقرة / الآية 155) .
        4- إن المغالط يقول : على قول الشيعة فإن الإمام الحسين اذا كان يعلم الغيب بأنه سيقتل في كربلاء فاصطحابه للأطفال الصغار وتعريضهم للقتل يستلزم ظلم الإمام الحسين لهم ...
        والرد على المغالط بالإضافة الى ما تقدم من النقاط أعلاه بالتالي : ليس كل تقديم طفل صغير للقتل هو ظلم ، بل قد يكون فيه بيان لشدة مظلومية المقتول وبيان ظلم القاتل وطغيانه ، كما فعل بنو أمية بالإمام الحسين وأهل بيته (ع) ... بل قد يكون نفس تقديم الأطفال للقتل هو التسليم لأوامر الحق تعالى فيكون هذا الفعل خاليا من الظلم المذكورة ، نظير قوله تعالى : (( فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا )) . (سورة الكهف / الآية 74) .
        فقد ورد في تفسير الطبري ص 301 التالي : ذكر من قال : معناها - أي النفس الزكية - المسلمة التي لا ذنب لها : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني يعلى بن مسلم ، أنه سمع سعيد بن جبير يقول : وجد خضر غلمانا يلعبون ، فأخذ غلاما ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين ، قال : وأخبرني وهب بن سليمان عن شعيب الجبئي قال: اسم الغلام الذي قتله الخضر: جيسور .
        ثم بين الخضر لموسى (ع) بأن قتله للغلام ليس من هوى نفسه ، بل من أمر الله تعالى له . قال تعالى : (( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا )) . (سورة الكهف / الآية 82) .
        فذبح الغلام بظاهرة ظلم ، ولكن بواقعه عين العدل ، وكذلك الحال في قضية اصطحاب الإمام الحسين (ع) للنساء والأطفال الى ساحات القتال . ففي نظرة الوهابية في عيونهم العمياء في دار الدنيا قبل الآخرة يرون اصطحاب الإمام الحسين (ع) للنساء والأطفال ظلماً لهم .

        إنتهى الجواب على المغالطة الثامنة ، ولله الحمد .
        التعديل الأخير تم بواسطة المرتجى; الساعة 29-04-2019, 01:07 PM.

        تعليق


        • #14
          بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد .

          المغالطة التاسعة :
          قال المخالف الناصبي السلفي الوهابي رامي عيسى : إن علماء الشيعة الرافضة لم يكتفوا بعدم إتباع أهل البيت (ع) والسير على منهجهم ، بل أخذوا يطعنون بأهل البيت (ع) ويسبونهم ، والدليل على ذلك هو طعن المجلسي في كتابه بحار الأنوار بفاطمة الزهراء ، حيث صرح بانكشاف بدن الزهراء ( رأسها وساقاها ) امام سلمان . فهل تقبلون يا عوام الشيعة بهذا القول من علمائكم بحق الزهراء !!! هذه هي رواية بحار الأنوار :
          قال العلامة المجلسي / بحار الأنوار / ج 43 / ص 66 / الحديث رقم (59) :
          روى الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد ، عن جده ، عن الفقيه أبي الحسن ، عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي ، عن الصدوق ، عن الحسن ابن محمد بن سعيد ، عن فرات بن ابراهيم ، عن جعفر بن محمد بن بشرويه ، عن محمد بن ادريس بن سعيد الانصاري ، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سلمان الفارسي ، عن أبيه ، قال : خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله (ص) بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب (ع) ابن عم الرسول محمد (ص) ، فقال لي : يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله (ص) ، فقلت : حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفي غير أن حزني على رسول الله (ص) طال فهو الذي منعني من زيارتكم ، فقال (ع) : يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله (ص) فانها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها من الجنة ، قلت لعلي (ع) ، قد اتحفت فاطمة (ع) بشيء من الجنة بعد وفاة رسول الله (ص) ، قال : نعم بالأمس ، قال سلمان الفارسي : فهرولت إلى منزل فاطمة (ع) بنت محمد (ص) ، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها ، فلما نظرت إلي اعتجرت ، ثم قالت : يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي (ص) ، قلت : حبيبتي أأجفاكم ، قالت : فمه اجلس واعقل ما أقول لك ، إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا ، فاذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد ، فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ولا كهيئتهن ولا نضارة وجوههن ولا أزكى من ريحهن ، فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن ، فقلت : بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة ، فقلن : يا بنت محمد لسنا من أهل مكة ولا من أهل المدينة ولا من أهل الأرض جميعا غير أننا جوار من الحوار العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد ، إنا إليك مشتاقات .

          جواب المغالطة التاسعة :
          وهذه الرواية ضعيفة وضعفها لعدة أسباب :
          1 - جعفر بن محمد بن بشرويه : مجهول فلم نجد له ترجمة في كتب الشيعة ، الا ذكر ببعض روايات العلامة النمازي بدون تعديل ولا جرح.
          2 - محمد بن ادريس بن سعيد الأنصاري : مجهول لم نعثر له ترجمة في كتب الشيعة.
          3 - داود بن رشيد : مجهول فلم نجد له ترجمة في كتب الشيعة ، الا أنه ذكر ببعض روايات العلامة النمازي بدون تعديل ولا جرح ، وهو من رجال العامة وثقه ابن معين .
          4 - الوليد بن شجاع بن مروان : مجهول لم نعثر له ترجمة في كتب الشيعة .

          *** التحليل الموضوعي للرواية :
          1 - الرواية ضعيفة ساقطة وهالكة حيث أن أربعة من رجالها مجهولون .
          2 - لو فرضنا جدلا بأن هذه الرواية مقبولة ، فإن عبارة سلمان إنما هي عن ( العباءة ) وتعبيره هو عن قصرها ، لا عن قصر سائر اللباس ، يقوي أن الزهراء (ع) كانت تلبس تحت عباءتها - كما هي العادة - ألبسة أخرى ، وإنما تضع العباءة زيادة في التستر ليس الا ، فلا يكون معنى ظهور الساق من تحت العباءة الا الظهور العرفي لا الدقي ، فتكون الساق محجوبة وإنما انكشفت عنها العباءة .
          3- الرواية صريحة بأن الزهراء (ع) غطت رأسها عند مجيء سلمان (ر) بمعنى أنها حافظت على حجابها عند قدومه وكون العباءة قصيرة لا يمنع أنها غطت رأسها بشيء آخر غير العباءة .
          4- إن كيفية معرفة سلمان بقصر العباءة لا تنحصر بالنظر وإنما قد تعرف بالاستنتاج والتقدير . وننقل لكم كلام الشوكاني في كتابه نيل الأوطار ج6/ ص177 تأييدا لكلامنا وهو أنه لا ملازمة بين الحضور في مكان واحد وبين حصول النظر : واحتجوا ايضا بحديث فاطمة بنت قيس المتفق عليه انه صلى الله عليه وآله وسلم امرها ان تعتد في بيت أم مكتوم وقال انه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده ويجاب بأنه يمكن ذلك مع غض البصر منها ولا ملازمة بين الأجتماع في البيت والنظر .
          5- إن نفس هذه الرواية مذكورة أيضا في الكتاب التالي من كتب أهل السنة والجماعة رغم أنه لم يتعرض أحد منهم لتضعيفها أو للدفاع عن الزهراء (ع) عرض رسول الله (ص) ، بل استدلوا بها لإثبات أحكام معينة فهل الذي يطعن بفاطمة الزهراء (ع) نحن الشيعة أم أنتم !!! ؟؟؟ واليكم نص هذه الرواية :
          الكتاب : نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار .
          المؤلف : محمد بن علي بن محمد الشوكاني .
          الناشر : إدارة الطباعة المنيرية .
          عدد الأجزاء : 9
          الجزء 6 / ص 173 :
          مع الكتاب : تعليقات يسيرة لمحمد منير الدمشقي .
          *** وعن أنس " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها قال وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما تلقى قال إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك " .

          7- وبالإضافة الى الردود التي تقدمت نرى في كثير من الأخبار شدة تمسك الزهراء (ع) بالحجاب واهتمامها بأدق التفاصيل التي تحفظ للمرأة عفتها وحيائها. فهي مثال المرأة المسلمة المترفعة عن المواد الدنيوية ، والصاعدة بروحها وروحانيتها إلى أفق الكمال وسماء العصمة والفضيلة . فسمو أخلاقها في العفاف والحجاب أعطت للمرأة المسلمة الدروس لتكون مربية للجيل ومنشأة للأبناء الصالحين ، وهذه الرواية قطرة من بحر عفاف الزهراء (ع) ودرس عن الحجاب علمته لجميع النساء فقد روي أن رجلاً أعمى أستأذن على فاطمة (ع) فحجبته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لم حجبته وهو لا يراك » فأجابته : « إن لم يكن يراني فأني أراه ، وهو يشم الريح » . وانبرى النبي صلى الله علي وآله وسلم فأثنى على ابنته بقوله « أشهد أنكِ بضعة مني » . ومن المعلوم أن هذه الرواية في تستر وحجاب الزهراء (ع) حتى أمام الرجل الأعمى ، تنافي رواية كشف بدن الزهراء (ع) أمام سلمان الفارسي أو غيره على تقدير التسليم بهذه الرواية من ناحية السند . فتسقط هذه الرواية عن الاعتبار .
          8 - لو فرضنا جدلا بقبول هذه الرواية كما أسلفنا ، فالصحابي الجليل سلمان (ر) كان شيخ كبير بالسن حين ذاك ، والقرآن الكريم يعذره حيث قال : [ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىظ° جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىظ° عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ] . ( سورة النور/ الآية 31 ) وسلمان (ر) كان من غير أولي الاربة ، راجع عمره الشريف :
          قال الحاج حسين الشاكري / الأعلام من الصحابة والتابعين / ج 1 / ص 79 :
          وأما عمره الشريف فقد تضاربت الآراء وتباعدت الأقوال فيه :
          * فقد قال السيد المرتضى في الشافي : روى أصحاب الأخبار : أن سلمان عاش ثلاثمائة وخمسين سنة .
          * وقال بعضهم : بل عاش أكثر من أربعمائة سنة أدرك وصي عيسى (ع) .
          * وفي مجمع البحرين : أنه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة ، وأما مائتان وخمسون فمما لا شك فيه.
          * أما ابن الأثير ، فيقول : إنه جاوز المئتين وخمسين ، والاختلاف إنما هو في الزائد ، قال : ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين .
          * وقد روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين من طريق العباس بن يزيد ، قال أهل العلم : عاش ثلاثمائة وخمسين سنة ، فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيه.
          * وقد توفي سلمان الفارسي في المدائن سنة خمس وثلاثين ، وقيل سنة ست وثلاثين ، في آخر خلافة عثمان.

          9 - الغريب في الأمر أنه لماذا يستميت السلفية الوهابية التكفيريين كي يطعنوا بهذه الردود الصحيحة الواضحة ، إذا كيف يدعون حبهم لأهل البيت (ع) وهو يتربصون بهم أي زلة أو خطأ مطبعي للطعن فيهم والتشهير بهم ، حسبنا الله ونعم الوكيل في أمة طعنت في نبيها وأهل بيته الطيبين الطاهرين .

          إنتهى الجواب على المغالطة التاسعة ، ولله الحمد .
          التعديل الأخير تم بواسطة المرتجى; الساعة 29-04-2019, 01:08 PM.

          تعليق


          • #15
            بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
            بمناسبة قرب حلول ليلة عرفة ويومها المبارك ، واستحباب زيارة الإمام الحسين (ع) في ليلة عرفة ويومها . أحببت أن أبين المغالطات والشبهات التي تريد أن تطعن بهذه العقيدة الصحيحة التي ورثناها جيلا بعد جيل من كلام رسول الله (ص) الذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى ، ومن حديث اله الأطهار الصادقين الأبرار (ع) .

            المغالطة العاشرة :
            قال المخالف الناصبي السلفي الوهابي رامي عيسى : أيها الشيعي الرافضي إن من مظاهر غلوكم بأهل البيت هو نقل علمائكم في الكتب الروائية التي عندكم بأن من زار الحسين يكتب له ألف حجة وألف عمرة . وهذا أمر لا يقبله أي مسلم فما هو ردكم ؟؟؟

            جواب المغالطة العاشرة :
            لا إشكال ولا ريب عند جميع الفرق الإسلامية في أن بعض الأفعال العبادية يزيد الثواب فيها عن جنس العمل من ناحية الكم والكيف ، والثواب قد يكون مماثلا وموافقا للعمل وقد يكون مختلفا عن العمل ، وإجابة الله للعبد قد تكون بعين ما دعا به وقد تكون بعوض ما دعا به بل بأكثر من ذلك ، ونقلت بعض الآيات القرآنية والروايات الصحيحة من الكتب الروائية لعلماء أهل السنة والجماعة التي تدل على هذا الشيء كالتالي :

            *** قوله تعالى : [مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حبة (واحدة) أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ] . سورة البقرة / الآية 261. المجموع سبعمائة ، هل تتوقف المضاعفة على هذا ؟ كلا [وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء] . سورة البقرة / الآية 261 والزيادة ، بحسب ماذا ؟ إخلاصهم واتباعهم للسنة ، ومراعاة هذه الأمور التي أخبرهم عنها في مضاعفة الأجر والثواب . المصدر : الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد .

            -----------------------------------------------------------
            *** وسُئل الشيخ العلّامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي [1] رحمه الله ، عن أسباب مضاعفة ثواب الأعمال الصالحة ، فأجاب رحمه الله بجواب نفيس ؛ حيث ذكر أسبابًا متنوعة لمضاعفة ثوابها ، مستدلًا بنصوص الوحيين ومراعيًا مقاصد الشريعة ومصالحها [2]
            ومن أسباب المضاعفة : أن يكون العبد حَسَن الإسلام ، حَسَن الطريقة ، تاركًا للذنوب ، غير مُصِرّ على شيء منها ، فإن أعمال هذا مضاعفة ، كما ورد بذلك الحديث الصحيح : « إذا أحسن أحدكم إسلامه ؛ فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ...... » الحديث . متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

            ----------------------------------------------------------

            *** من موقع سؤال وجواب باشراف الشيخ محمد صالح المنجد .
            السؤال : ما مقدار مضاعفة أجور الأعمال الصالحة في رمضان ؟
            الجواب : الحمد لله
            " لما كان رمضان بتلك المنزلة العظيمة كان للطاعة فيه فضل عظيم ومضاعفة كثيرة ، وكان إثم المعاصي فيه أشد وأكبر من إثمها في غيره ، ............ ، أما الحسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (15/447) .
            فمضاعفة الحسنة - في رمضان وفي غيره - مضاعفة بالكم والكيف ، والمراد بالكم : العدد ، فالحسنة تضاعف أكثر من عشرة أمثالها ، والمراد بالكيف أن ثوابها يعظم ويكثر ، وأما السيئة فمضاعفتها بالكيف فقط ، أي أن إثمها أعظم والعقاب عليها أشد .
            انظر إجابة السؤال رقم : (38213) .
            ثانيا :
            قد ورد الشرع ببيان هذه المضاعفة في بعض الأعمال والأوقات .
            ففي ليلة القدر قال الله عز وجل : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) سورة القدر/ الآية 3 ، أي أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر .
            قال الشيخ السعدي رحمه الله :
            " أي : تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها ، خير من العمل في ألف شهر خالية منها ، وهذا مما تتحير فيه الألباب ، وتندهش له العقول ، حيث مَنَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى ، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر ، عُمْرُ رجلٍ مُعَمِّرٍ عُمْرًا طويلا نيفا وثمانين سنة " انتهى من " تفسير السعدي " (ص/931) .
            وقد ورد في العمرة في رمضان قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عُمْرَة فِي رَمَضَانَ تَقْضِي [أي تعدل] حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي ) رواه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) .
            وقال القاري رحمه الله :
            " ( تَعْدِلُ حَجَّةً ) أَيْ : تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ " انتهى من " مرقاة المفاتيح " (5/1742) .
            ولا شك أن ثواب الحج يزيد على ثواب العمرة بأضعاف كثيرة ، فإن الحج أحد أركان الإسلام .
            وذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون : " إذا حضر شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله ، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره " .
            وقال النخعي رحمه الله : " صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم ، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة ، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة " . انتهى . من " لطائف المعارف " لابن رجب (ص/151) .
            وروى ابن أبي الدنيا في " فضائل رمضان " (ص/51) : " عن الزهري قال : " تسبيحة في رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره " انتهى .

            -----------------------------------------------------

            *** قال الشوكاني في تحفة الذاكرين : حديث رقم 6600 : في الحديث دليل على أنها تلحق بالمؤمن في استغفاره للمؤمنين والمؤمنات حسنات بعدد من استغفر له ، فإن كانوا جماعة محصورين كانت له حسنات محصورة على عددهم ، ومن أراد الاستكثار من فضل الله من الحسنات فليقل : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ـ فإنه يكتب له من الحسنات ما لا يحيط به حصر ولا يتصوره فكر ، وفضل الله واسع . اهـ .
            وقال ابن حجر في الفتح : كل داع يستجاب له , لكن تتنوع الإجابة : فتارة تقع بعين ما دعا به , وتارة بعوضه . اهـ .
            -----------------------------------------------------

            *** ذكر الله في السوق : أجره عظيم جدا كما ورد في الحديث :
            الدليل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة و رفع له ألف ألف درجة و بنى له بيتا في الجنة . " ‌( حسن ) انظر حديث رقم : 6231 في صحيح الجامع .

            ------------------------------------------------------

            *** الجهاد بالمال والنفس : قدم الله ثواب الجهاد بالمال عن النفس , وأجره كصيام شهر وقيامه .
            الدليل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر وقيامه . "
            ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6259 في صحيح الجامع . ‌
            وفي رواية : من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها . ‌( حسن ) انظر حديث رقم : 5915 / 1 في صحيح الجامع وهذا حديث مستدرك من الطبعة الأولى قال الألباني في صحيح النسائي رقم : 3170 ( حسن ) . ‌

            ------------------------------------------------------

            *** الصلاة في مسجد قباء : صلاة ركعتين في مسجد قباء ثوابها كعمرة .
            الدليل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصلاة في مسجد قباء كعمرة " .‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3872 في صحيح الجامع .

            ملاحظة :
            في هذه الرواية كما تلاحظون فإن الجزاء والثواب (أي كعمرة ) يختلف عن العمل المأتي به وهو الصلاة في مسجد قباء . وهذا نظير الروايات التي عندنا في أن من زار الإمام الحسين (ع) في يوم عرفة وفي غيره له أجر مائة أو ألف حجة أو عمرة . إذا لماذا يستشكل رامي عيسى وأتباعه علينا ولا يستشكل على أهل السنة والجماعة !!!!!!

            -------------------------------------------------------

            *** صلاة الإشراق : ثوابها كحجة وعمرة تامة .
            الدليل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة و عمرة تامة تامة تامة ." ‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6346 في صحيح الجامع . ‌

            ملاحظة : في هذه الرواية كما تلاحظون فإن الجزاء والثواب (أي الحج والعمرة التامة ) يختلف عن العمل المأتي به وهو الصلاة ركعتين بعد طلوع الشمس .
            وهذا نظير الروايات التي عندنا في أن من زار الإمام الحسين (ع) في يوم عرفة وفي غيره له أجر مائة أو ألف حجة أو عمرة . إذا لماذا يستشكل رامي عيسى وأتباعه علينا ولا يستشكل على أهل السنة والجماعة !!!!!!
            --------------------------------------------------------

            *** صلاة الجمعة : ثوابها بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها .
            والمرأة التي تحث زوجها وأطفالها على هذه الصلاة والإسراع إليها فلها نفس الثواب .
            الدليل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام واستمع و أنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها و قيامها " . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 6405 في صحيح الجامع .

            --------------------------------------------------------

            *** حديث : ((من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حج مائة حجة)) .
            عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ مِائَةً بِالغَدَاةِ وَمِائَةً بِالعَشِيِّ كَانَ كَمَنْ حَجَّ مِائَةَ حَجَّةٍ ، وَمَنْ حَمِدَ اللَّهَ مِائَةً بِالغَدَاةِ وَمِائَةً بِالعَشِيِّ كَانَ كَمَنْ حَمَلَ عَلَى مِائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ - أَوْ قَالَ غَزَا مِائَةَ غَزْوَةٍ - وَمَنْ هَلَّلَ اللَّهَ مِائَةً بِالغَدَاةِ وَمِائَةً بِالعَشِيِّ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ مِائَةَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ، وَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ مِائَةً بِالغَدَاةِ وَمِائَةً بِالعَشِيِّ لَمْ يَأْتِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ أَحَدٌ بِأَكْثَرَ مِمَّا أَتَى إِلاَّ مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَى مَا قَالَ)).
            تخريج الحديث وتحقيقه :
            إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (3777) ، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (11/110، 111) من طريق أبي سفيان الحميري ، عن الضحاك بن حُمرة ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، قال : (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ......... )) .
            قلت: الضحاك بن حمرة – وإن كان ضعيفاً – متابع عند النسائي ، ورواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : انتهى الأئمة إلى تحسينها إذا كان الراوي عنه ثقة ، ومع ذلك فقد استنكروا له غير ما حديث ؛ ولعل هذا الحديث منها.
            سؤال : هل الضحاك بن حمرة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه ؟؟؟
            جواب : في كتاب تهذيب التهذيب / لابن حجر/ حرف الضاد :
            [781] ت الترمذي الضحاك بن حمرة بالراء المهملة الأملوكي الواسطي أرسل عن أنس وروى عن عمرو بن شعيب والحجاج بن أرطاة وقتادة وغيرهم وعنه بقية وأبو سفيان سعيد بن يحيى الحميري وعفير بن معدان ويمان بن عدي ومحمد بن حرب الخولاني ومحمد بن حمير وأبو المغيرة وغيرهم قال بن معين ليس بشيء وقال أبو الجوزجاني غير محمود في الحديث وقال النسائي والدولابي ليس بثقة وذكره بن حبان في الثقات له عنده حديث في ترجمة أبي سفيان الحميري قلت حسن الترمذي حديثه وقال بن زنجويه ثنا إسحاق ثنا بقية عن الضحاك وكان ثقة وقال البرقاني عن الدارقطني ليس بالقوي يعتبر به وقال بن عدي أحاديثه غرائب وقال بعض النسخ متروك الحديث وقال بن شاهين في الثقات وثقه إسحاق بن راهويه قلت وهو كما قال قد قال في مسنده أنه ثقة .
            ملاحظة 1 : قال علماء الجرح والتعديل بأن كل شخص يكون ثقة عند بعض وضعيف عند أخرين لا تطرح روايته بل يؤخذ بها ونعتبرها صحيحة .

            ملاحظة 2 :
            في هذه الرواية كما تلاحظون فإن الجزاء والثواب (أي كان كمن حج مائة حجة ) يختلف عن العمل المأتي به وهو التسبيح بالغداة والعشي مائة مرة . وهذا نظير الروايات التي عندنا في أن من زار الإمام الحسين (ع) في يوم عرفة وفي غيره له أجر مائة أو ألف حجة أو عمرة . إذا لماذا يستشكل رامي عيسى وأتباعه علينا ولا يستشكل على أهل السنة والجماعة !!!!!!

            =======================

            *** بعض الروايات الدالة على استحباب زيارة الإمام الحسين (ع) في ليلة عرفة ويومها من طرق الشيعة من كتاب كامل الزيارات :

            1 - حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان قال : قلت لاُبي عبدالله عليه السلام : ربّما فاتني الحجّ فاُعَرِّف عند قبر الحسين عليه السلام ، فقال : أحسنت يا بشير ، أيّما مؤمن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة ، وعشرين عُمْرَة مبرورات متقبّلات ، وعشرين غَزوة مع نبيِّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائةَ حَجّة ومائةَ عُمْرة ، ومائة غَزوة مع نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ألفَ حجّة وألفَ عُمرَة متقبّلات ، وألفَ عزوة من نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، قال: فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ، قال فنظر إليّ شبه المُغضِب ، ثمَّ قال: يا بشير إنَّ المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة واغتسل في الفرات ، ثمَّ توجّه إليه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة بمناسكها ـ ولا أعلمه إلاّ قال : وغَزوَة .
            2 - حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد ، عن جدِّه الحسن ، عن يونس بن ظَبْيان قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن زار الحسين عليه السلام ليلة النّصف مِن شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحِدَة كتب الله له ألفَ حَجّة مَبرورة ، وألف عُمرَة متقبّلة ، وقُضيتْ له ألف حاجة من حوائج الدُّنيا والآخرة .

            3 - حدَّثني أبي ؛ وجماعة أصحابي ـ رحمهم الله ـ عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ جميعاً ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ ، عن يحيى ـ الخادم لأبي جعفر الثّاني ـ عن محمّد بن سِنان ، عن بشير الدَّهّان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ـ وهو نازل بالحِيرة وعنده جماعة من الشّيعة ـ فأقبل إليَّ بوجهه فقال : يا بشير أحَجَجت العامّ؟ قلت : جُعِلتُ فِداكَ لا ؛ ولكن عَرّفت بالقبر ـ قبر الحسين عليه السلام ـ فقال : يا بَشير والله ما فاتك شيءٌ ممّا كان لأصحاب مَكّة بمكّة ، قلت : جُعِلتُ فِداكَ فيه عرفات؟ فَسِّره لي ، فقال : يا بشير إنَّ الرَّجل منكم ليغتسل على شاطِىء الفرات ، ثمَّ يأتي قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه فيعطيه اللهُ بكلِّ قدم يرفعها ويضعها مائة حَجَّة مقبولة ومائة عُمرة مَبرورة ، ومائة غَزوَة مع نبيٍّ مرسل إلى أعداء الله وأعداء رَسوله ، يا بشيرُ اسْمعْ وأبلغ مَن احتمل قلبُه : مَن زارَ الحسين عليه السلام يومَ عَرَفة كان كمن زارَ الله في عرشه .
            4 - حدَّثني محمّد بن عبد المؤمن ـ رحمه الله ـ عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد الكوفيِّ ، عن محمّد بن جعفر بن إسماعيل العَبديّ ، عن محمّد بن عبدالله بن مِهران ، عن محمّد بن سِنان ، عن يونسَ بن ظَبْيان ، عن أبي عبدالله عليه السلام « قال : مَن زارَ قبرَ الحسين عليه السلام يوم عرفة كتب الله له ألفَ ألفَ حَجّةٍ مع القائم ، وألفَ ألفَ عُمرَةٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعتق ألف ألف نَسمةٍ ، وحملان ألف ألف فَرَسٍ في سبيل الله ، وسَمّاه الله عبدي الصّدّيق آمَن بوَعدي ، وقالتِ الملائكة : فلانٌ صدِّيق ؛ زَكّاه الله مِن فَوق عَرْشه ، وسمّي في الأرض كَروباً .
            5 - حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان قال : قال جعفر بن محمّد عليهما السلام : من زارَ قبرَ الحسين عليه السلام يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ثوابَ ألفِ حَجّة ، وألفِ عُمْرة ، وألفِ غزوة مع نبيٍّ مرسل ، ومَن زارَ أوَّل يوم مِن رَجَبَ غفر الله له البتَّة .
            6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن بَشّار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : مَن كان مُعْسِراً فلم يتهيّأ له حَجّة الإسلام فليأتِ قبرَ الحسين عليه السلام ، وليعرّف عنده ، فذلك يجزئه عن حَجّة الإسلام ، أما إنّي لا أقول يجزئ ذلك عن حَجّة الإسلام إلاّ للمُعسِر ، فأمّا الموسِر إذا كان قد حجّ حَجّة الإسلام ، فأراد أن يتنفّل بالحجّ أو العُمرة ومنعه مِن ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبرَ الحسين عليه السلام في يوم عَرَفة أجزأه ذلك عن أداء الحجّ أو العُمرة وضاعف الله له ذلك أضعافاً مضاعَفَة ، قال : قلت : كم تَعدِل حَجّة وكم تَعدِل عُمْرة ؟ قال : لا يحصى ذلك ، قال : قلت : مائة ؟ قال : ومَن يحصي ذلك ؟ قلت : ألف ؟ قال : وأكثر ، ثمَّ قال : وإن تَعدُّوا نعمةَ الله لا تحصوها ، إنَّ الله واسعٌ كريم .



            إنتهى الجواب على المغالطة العاشرة ، ولله الحمد .

            ========================

            الهوامش :

            [1] الشيخ العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي التميمي ، من كبار العلماء ، وُلد بعنيزة سنة 1307هـ ، له مؤلفات نافعة في سائر علوم الشريعة ، واشتغل بالتدريس ، وله تلاميذ متميزون ؛ من أشهرهم الشيخ العلاّمة محمد الصالح العثيمين ، توفي بعنيزة سنة 1376هـ، انظر : "علماء نجد" لعبد الله البسام ( 2 / 422) ، و"الأعلام" للزركلي (3 / 340) .

            [2] الفتاوى السعدية ، المسألة التاسعة ، (ص 43) .

            التعديل الأخير تم بواسطة المرتجى; الساعة 29-04-2019, 01:09 PM.

            تعليق


            • #16
              بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وآل محمد

              المغالطة الحادية عشر :
              قال المخالف السلفي الوهابي الناصبي رامي عيسى : إن الشيعة تزعم بأن الحسن بن علي (رضي الله عنه) معصوم ، والمعصوم بحسب اعتقادهم لا يرتكب الخطأ ، وتقولون بأن معاوية كان إماما جائرا وظالما متسلطا على رقاب المسلمين وشاربا للخمر وأنه غير الكثير من سنة رسول الله (ص) وأنه منافق ، إذا كيف بايع الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان وهو بهذه الصفات المتقدمة التي تصفونها ؟؟؟ فإما أن يكون الحسن (رضي الله عنه) مصيبا في بيعة لمعاوية بن أبي سفيان أم مخطئا ؟؟؟ وعلى تقدير كون الحسن بن علي مصيبا في بيعته لمعاوية لماذا تتبرؤون من معاوية وبيعته في حين أن إمامكم الحسن قد بايعه وقبل بخلافته وأنتم بذلك ترفضون وتتبرؤون وتستنكرون ما فعله إمامكم الحسن ( رضي الله عنه ) كما استنكر أحد الشيعة في زمن الحسن بن علي ( رضي الله عنه ) فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين !!!
              جواب المغالطة الحادية عشر :
              لكي يتضح الجواب على هذه المغالطة الهزيلة والعليلة لابد أن نستعرض الروايات التي وردت من طرق الشيعة والسنة التي تدور وتحوم حول هذه المسألة بالنحو التالي :
              أولاً : الروايات من طرق الشيعة :
              وهذه الروايات من لسان وكلام الإمام الحسن المجتبى (ع) وفيها الجواب الواضح على المغالطة المتقدمة ؟؟؟
              1 - وممّا يروى في ذلك أن سليم بن قيس قال : قام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) على المنبر حين اجتمع مع معاوية ، فحمد الله واُثنى عليه ، ثم قال : " أيها الناس ، إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلاً ولم أر نفسي لها أهلاً ، وكذب معاوية ، أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبيّ الله ........ الخ . [1] .
              ملاحظة : كلام الإمام الحسن (ع) واضح وصريح لبطلان ما يدعيه السلفية والوهابية من أمثال رامي عيسى وأتباعه .
              2 - وايضاً ينقل صاحب كتاب الإحتجاج هذه الرواية : على أهل اللجاج في ج2 / ص289 :
              أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّ اللَّهِ ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَوْ أَنَّ النَّاسَ بَايَعُونِي وَأَطَاعُونِي وَنَصَرُونِي لَأَعْطَتْهُمُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَالْأَرْضُ بَرَكَتَهَا - وَلِمَا طَمِعْتُمْ فِيهَا يَا مُعَاوِيَةُ وَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : مَا وَلَّتْ أُمَّةٌ أَمْرَهَا رَجُلًا قَطُّ وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالًا حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى مِلَّةِ عَبَدَةِ الْعِجْلِ وَقَدْ تَرَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هَارُونَ وَاعْتَكَفُوا عَلَى الْعِجْلِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ هَارُونَ خَلِيفَةُ مُوسَى ، وَقَدْ تَرَكَتِ الْأُمَّةُ عَلِيّاً (ع) وَقَدْ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ لِعَلِيٍّ : أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ النُّبُوَّةِ فَلَا نَبِيَّ بَعْدِي . وَقَدْ هَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مِنْ قَوْمِهِ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ حَتَّى فَرَّ إِلَى الْغَارِ وَلَوْ وَجَدَ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً مَا هَرَبَ مِنْهُمْ وَلَوْ وَجَدْتُ أَنَا أَعْوَاناً مَا بَايَعْتُكَ يَا مُعَاوِيَةُ - وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ هَارُونَ فِي سَعَةٍ حِينَ اسْتَضْعَفُوهُ وَكَادُوا يَقْتُلُونَهُ وَلَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ النَّبِيَّ فِي سَعَةٍ حِينَ فَرَّ مِنْ قَوْمِهِ لَمَّا لَمْ يَجِدْ أَعْوَاناً عَلَيْهِمْ كَذَلِكَ أَنَا وَأَبِي فِي سَعَةٍ مِنَ اللَّهِ حِينَ تَرَكَتْنَا الْأُمَّةُ وَبَايَعَتْ غَيْرَنَا وَلَمْ نَجِدْ أَعْوَانا وَإِنَّمَا هِيَ السُّنَنُ وَالْأَمْثَالُ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَوِ الْتَمَسْتُمْ فِيمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَمْ تَجِدُوا رَجُلًا مِنْ وُلْدِ النَّبِيِّ غَيْرِي وَغَيْرَ أَخِي . [2] .
              ملاحظة : إن الخيار الأول للإمام الحسن (ع) كان هو الحرب مع معاوية ولكن عندما رأى الإمام الخيانات المتتالية في قيادات جيشه بل وحتى من حماياته الشخصية - إن صح التعبير - التجأ الإمام الحسن (ع) الى الخطة البديلة عن الحرب وهذه الخطة هي المصالحة والمداهنة مع الأعداء ، وهذا تصرف حكيم من الإمام في حقن الدماء ، ولا ضير فيما قام به الإمام الحسن (ع) عند كل العلماء الفقهاء والعقلاء والخبراء والمستشارين العسكريين والقياديين الحاذقين في فنون الحرب وخدعها .
              3 - وَعَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا قَالَ :
              لَمَّا صَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَلَامَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَيْعَتِهِ فَقَالَ (ع) : وَيْحَكُمْ مَا تَدْرُونَ مَاعَمِلْتُ وَاللَّهِ لَلَّذِي عَمِلْتُ لِشِيعَتِي خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ أَلَا تَعْلَمُونَ أَنِّي إِمَامُكُمْ وَمُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَيْكُمْ وَأَحَدُ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِنَص مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيَّ ؟ قَالُوا بَلَى : قَالَ : أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ الْخَضِرَ لَمَّا خَرَقَ السَّفِينَةَ وَأَقَامَ الْجِدَارَ وَقَتَلَ الْغُلَامَ كَانَ ذَلِكَ سَخَطاً لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ (ع) إِذْ خَفِيَ عَلَيْهِ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ حِكْمَةً وَصَوَاباً ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا يَقَعُ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ لِطَاغِيَةِ زَمَانِهِ إِلَّا الْقَائِمُ (عج) الَّذِي يُصَلِّي خَلْفَهُ رُوحُ اللَّهِ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (ع) فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخْفِي وِلَادَتَهُ وَيُغَيِّبُ شَخْصَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ إِذَا خَرَجَ ذَاكَ التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِ أَخِي الْحُسَيْنِ ابْنُ سَيِّدَةِ الْإِمَاءِ يُطِيلُ اللَّهُ عُمُرَهُ فِي غَيْبَتِهِ ثُمَّ يُظْهِرُهُ بِقُدْرَتِهِ فِي صُورَةِ شَابٍّ دُونَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ذَلِكَ لِيُعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . [3] .
              ملاحظة 1 : بداية هذه الرواية تشير الى أن ما فعله الإمام الحسن (ع) صلحاً مع معاوية وليس بيعة له ، وإن ورد في بعض الروايات لفظ بيعة فهي محمولة على الصلح والمداهنة كما هو واضح من القرينة الموجودة في الرواية رقم (1) وهي : (( إِنَّ مُعَاوِيَةَ زَعَمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ لِلْخِلَافَةِ أَهْلًا وَلَمْ أَرَ نَفْسِي لَهَا أَهْلًا وَكَذَبَ مُعَاوِيَةُ )) .
              ملاحظة 2 : بداية هذه الرواية تشير الى أن الناس دخلوا على الإمام الحسن فلامه بعضهم ، والسؤال هو : من الذي لام الإمام الحسن (ع) على مصالحة ومداهنة معاوية بن أبي سفيان ؟؟؟ سيأتي الجواب في روايات أهل السنة والجماعة أدناه فانتظر قليلا ً .
              4 - وفي حديثه مع أبي سعيد عقيصا ، عندما سأله عن ذلك ، فقال له : يا بن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته ، وقد علمت أن الحق لك دونه ، وأن معاوية ضالٍ باغٍ ؟؟؟
              فقال : يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماماً عليهم بعد أبي (عليه السلام) ؟ قلت : بلى . قال : ألست الذي قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لي ولأخي الحسن والحسين : إمامان قاما أو قعدا ؟ قلت : بلى . قال : فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام إذاً لو قعدت ، يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله (صلى الله عليه واله) لبني ضمرة وبني أشجع ، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية ، أولئك كفار بالتنـزيل ، ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل ، يا أبا سعيد إذا كنت إماماً من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً ألا ترى الخضر(عليه السلام) لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى (عليه السلام ) فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي ، هكذا أنا ، سخطتم علي بجهلكم وبوجه الحكمة فيه . [4] .
              ملاحظة : بداية هذه الرواية تشير الى أم ما فعله الإمام الحسن (ع) مصالحة ومداهنة مع معاوية وليس بيعة له .

              *****************************

              ثانياً : الروايات من طرق أهل السنة والجماعة :

              *** أسباب صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية من كتب علماء أهل السنة والجماعة :

              هناك عدة أسباب أدت الى اقدام الإمام الحسن (ع) على الصلح مع معاوية ، حقنا للدماء ، ودرء الفتنة ، وشق عصا الإسلام ، وحفظا على الأرواح ، وهذه بعض الروايات من مصادر علماء أهل السنة والجماعة التي تدل على ذلك :
              * الحاكم النيسابوري - المستدرك على الصحيحين
              كتاب معرفة الصحابة - خطبة الحسن بعد مصالحة معاوية
              - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 175 )
              4866 - حدثنا : أبو بكر بن إسحاق ، وعلي بن حمشاد ، قالا : ثنا : بشر بن موسى ، ثنا : الحميدي ، ثنا : سفيان ، عن مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، قال : خطبنا الحسن بن علي بالنخلة حين صالح معاوية ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن أكيس الكيس التقي ، وإن أعجز العجز الفجور ، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حق لامرئ ، وكان أحق بحقه مني أو حق لي فتركته لمعاوية ارادة استضلاع المسلمين ، وحقن دمائهم ، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ( الأنبياء : 111 ) أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

              * السيوطي - الدر المنثور في التفسير بالمأثور - سورة الأنبياء : 111
              - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 688 / 689 )
              [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
              - .... وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل ، عن الشعبي ، قال : لما سلم الحسن بن علي (ر) الأمر إلى معاوية ، قال له معاوية : فتكلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أن هذا الأمر تركته لمعاوية ارادة اصلاح المسلمين وحقن دمائهم ، وأن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ( الأنبياء : 111 ) ثم استغفر ونزل.
              - .... وأخرج البيهقي ، عن الزهري ، قال : خطب الحسن (ر) ، فقال : أما بعد أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دمائكم بآخرنا ، وأن لهذا الأمر مدة والدنيا دول وأن الله تعالى ، قال لنبيه : وأن أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون ( الأنبياء : 109 ) ، إلى قوله : ومتاع إلى حين ( الأنبياء : 111 ) الدهر كله.

              ملاحظة : هناك فرق بين الإمامة والنبوة وبين الخلافة بالمعنى الأعم ، فنحن الشيعة نعتقد بأن الإمامة والنبوة هي من المناصب إلإلهية المخصصة للأئمة الإثنى عشر وللأنبياء (ع) وفي هذه الحالة لا يمكن أن يتنازل الإمام أو النبي عن هذا المنصب لغيره كما يحلو له وهذا بديهي وواضح جدا . أما الخلافة الدنيوية فهي منصب قد يتنازل عنه الإمام أو النبي لغيره من الأناس العاديين لمصلحة ما كالوحدة الإسلامية ، وحقن الدماء ، ودفع الفتن ، وغيرها من الأمور والعناوين الثانوية . ومثال ذلك ما فعله الإمام الحسن (ع) عند مصالحته مع معاوية بن أبي سفيان .
              والصلح يجوز مع المسلم والكافر والمنافق كما تصالح النبي الأكرم محمد (ص) مع الكفار في صلح الحديبية .

              *** فقرات بنود صلح الامام الحسن (ع) مع معاوية :

              المادة الأولى : تسليم الأمر إلى معاوية ، على أن يعمل بكتاب الله وبسنة رسوله (ص) . [5] وبسيرة الخلفاء الصالحين .[6].
              المادة الثانية : أن يكون الأمر للحسن (ع) من بعده [7] ، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين (ع) [8] ، وليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد [9] .
              المادة الثالثة : أن يترك سب أمير المؤمنين (ع) والقنوت عليه بالصلاة [10] ، وأن لا يذكر عليا (ع) الا بخير [11] .
              المادة الرابعة : استثناء ما في بيت المال الكوفة ، وهو خمسة الآف الف فلا يشمله تسليم الأمر ، وعلى معاوية أن يحمل إلى الحسين (ع) كل عام الفي الف درهم ، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات علي بني عبد شمس ، وأن يفرق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين (ع) يوم الجمل وأولاد من قتل معه بصفين الف الف درهم ، وأن يجعل ذلك من خراج دار أبجرد [12] .
              المادة الخامسة : على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله ، في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم ، وأن يؤمن الأسود والأحمر ، وأن يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم ، وأن لا يتبع أحدا بما مضى ، وأن لا يأخذ أهل العراق باحنة [13] وعلى أمان أصحاب علي حيث كانوا ، وأن لا ينال أحدا من شيعة علي (ع) بمكروه ، وأن أصحاب علي (ع) وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم ، وأن لا يتعقب عليهم شيئا ، ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ، ويوصل إلى كل ذي حق حقه ، وعلى ما أصاب أصحاب علي حيث كانوا .... [14] وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي (ع) ، ولا لأخيه الحسين (ع) ، ولا لأحد من أهل بيت رسول الله (ص) ، غائلة ، سرا ولا جهرا ، ولا يخيف أحدا منهم ، في أفق من الآفاق [15] .

              *** معاوية بن أبي سفيان يوافق على بنود صلح الإمام الحسن (ع) :

              - قال ابن قتيبه : ثم كتب عبد الله بن عامر يعني رسول معاوية إلى الحسن (ع) ، إلى معاوية شروط الحسن (ع) كما أملاها عليه ، فكتب معاوية جميع ذلك بخطه ، وختمه بخاتمه ، وبذل عليه العهود المؤكدة ، والإيمان المغلظة ، واشهد على ذلك جميع رؤساء أهل الشام ، ووجه به إلى عبد الله ابن عامر ، فأوصله إلى الحسن (ع).
              - وذكر غيره نص الصيغة التي كتبها معاوية في ختام المعاهدة فيما واثق الله عليه من الوفاء بها ، بما لفظه بحرفه : وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك ، عهد الله وميثاقه ، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء ، وبما أعطى الله من نفسه ، وكان ذلك في النصف من جمادى الأولى سنة 41 - على أصح الروايات .

              *** معاوية ابن أبي سفيان غدارا ينقض عهد الصلح مع الإمام الحسن (ع) :

              * أبو الفرج الأصبهاني - مقاتل الطالبيين - عصر بني أمية
              الحسن بن علي - ذكر الخبر في بيعته بعد وفاة أمير المؤمنين علي (ع) وتسليمه الأمر إلى معاوية والسبب في وفاته / الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 77 )
              - حدثني : أبو عبيد ، قال : حدثني : الفضل المصري ، قال : حدثنا : يحيى بن معين ، قال : حدثنا : أبو أسامة ، عن مجالد ، عن الشعبي بهذا ، حدثني : علي بن العباس المقانعي ، قال : أخبرنا : جعفر بن محمد بن الحسين الزهري ، قال : حدثنا : حسن بن الحسين ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت معاوية بالنخيلة ، يقول : إلا أن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به ، قال أبو إسحاق : وكان والله غدارا.

              * ابن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة
              الجزء : ( 16 ) - رقم الصفحة : ( 46 )
              [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
              - .... وأما أبو إسحاق السبيعي ، فقال : إن معاوية ، قال في خطبته بالنخيلة : إلا أن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به ، قال أبو إسحاق : وكان والله غدارا.

              *** الأسئلة المهمة في قضية صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية :

              السؤال 1 : هل الإمام الحسن (ع) صالح معاوية ، أم بالعكس !!!
              الجواب : ذكره الإمام السني الكبير ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري ، حيث قال ما نصّه: إنّ المحفوظ (الثابت) أنّ معاوية هو الذي بدأ بطلب الصلح . [16] .
              السؤال 2 : كيف ساغ للإمام الحسن (ع) أن يصالح ظالماً كمعاوية ؟؟؟
              الجواب : كما صالح الله سبحانه وتعالى إبليس على أن ينظره للوقت المعلوم ؛ قال الله تعالى : (( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ )) . سورة الحجر / الآيات : ظ£ظ¦-ظ£ظ§. وكما صالح النبي (ص) الكفار في صلح الحديبية وغيره .

              السؤال 3 : لو سلمنا بأن الإمام الحسن (ع) لم يصالح ولم يهادن معاوية بن أبي سفيان بل تنازل له عن البيعة وعن الخلافة ، فهل الإمام الحسن (ع) تنازل عنها نهائيّاً أم لا !!!
              جزم النصّ السابق – الصحيح السند - بالجواب الواضح عن هذا السؤال ؛ فالحقّ الذي لا محيد عنه ولا محيص منه هو أنّ الإمام الحسن (ع) قد صالح على أنْ تكون الخلافة لمعاوية مدّة حياته لعنه الله فقط ، فإذا مات عادت الخلافة للإمام الحسن (ع) . وكما أوضحنا ، فقد كان الغرض من ذلك هو حقن دماء المسلمين ، التي لا يتورع الأمويون في إسالتها كما هو معروف عنهم .
              والدليل على ذلك هو قول الإمام السني الكبير ، ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب : ولا خلاف بين العلماء أن الحسن إنما سلم الخلافة لمعاوية حياته لا غير ، ثمّ تكون له من بعده ، وعلى ذلك إنعقد بينهما ما انعقد في ذلك ، ورأى الحسن ذلك خيراً من إراقة الدماء في طلبها ، وإن كان عند نفسه أحق به . [17] .
              السؤال 4 : ما هي أسباب قبول الإمام الحسن (ع) الصلح ؟؟؟؟؟؟
              اتّضخ الجواب مما تقدم سابقا ، ونقول مرّة أخرى : للتقيّة ؛ وحقن الدماء ، وللحفاظ على ما تبقّى من الشيعة من الهلاك والتلاشي ؛ ولأنّ المندسين من أعدائه في صفوف جنده – وهم كثير- من بقايا المنافقين كالأشعث ... ، الذين أرادوا أن تستمر الحرب لغرض هلاك الدين ، قد خذّلوا النّاس عنه ونافقوا فقلبوا كل الموازين .
              قال شارح المهذّب العلامة السنّي الأزهري محمد نجيب المطيعي : فان قيل : فكيف خلع الحسن بن علي نفسه ؟؟؟
              قلنا : لعلّه علم من نفسه ضعفاً عن تحمّلها ، أو علم أنّه لا ناصر له ولا معين ، فخلع نفسه تقية . [18] .
              قال تلميذ ابن تيمية ، الصفدي : وكان أهل العراق قد خذلوه في قتال معاوية ، ونهب سرادقه ، وطعن بخنجر[19] .
              وقال ابن كثير (تلميذ ابن تيمية الآخر) في خذلان النّاس للإمام الحسن (ع) ووقوع الفتنة في جيشه ما نصّه : فبينما هو في المدائن معسكراً بظاهرها ، إذ صرخ في الناس صارخ : ألا إن قيس بن سعد بن عبادة قد قتل ، فثار الناس فانتهبوا أمتعة بعضهم بعضاً ، حتى انتهبوا سرادق الحسن ، حتى نازعوه بساطاً كان جالساً عليه ، وطعنه بعضهم حين ركب طعنة أثبتوه وأشوته ، فكرههم الحسن كراهية شديدة [20] .
              وليس هذا وحسب ، بل إنّ البعض أراد أن يقيّد الإمام الحسن (ع) ويأخذه أسيراً إلى معاوية ؛ طمعاً بالدنيا والجائزة . [21] .
              وقال ابن كثير أيضاً في ذمّ المتخاذلين : وفي هذه السنة بويع لمعاوية بايلياء - يعني لما مات علي- قام أهل الشام فبايعوا معاوية على إمرة المؤمنين ؛ لأنّه لم يبق له عندهم منازع ، فعند ذلك أقام أهل العراق الحسن بن علي رضي الله عنه ليمانعوا به أهل الشام ، فلم يتم لهم ما أرادوه وما حاولوه ، وإنّما كان خذلانهم من قبل تدبيرهم وآرائهم المختلفة المخالفة لأمرائهم ، ولو كانوا يعلمون ، لعظّموا ما أنعم الله به عليهم من مبايعتهم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيد المسلمين ، وأحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوي آرائهم .
              السؤال 5 : هل يدل تسليم الإمام الحسن (ع) الخلافة لمعاوية على ضعف الإمام عن الخلافة ؟؟؟
              يقول بعض الوهابية بأن الإمام الحسن (ع) - وحاشاه - كان ضعيفا في الخلافة ، ليس قويّاً في السياسة ، وغير صالح للإمامة والدليل على ذلك هو ترك قادة الجيش للإمام الحسن (ع) وخذلانهم له ، و طعن بعض الجنود الإمام بخنجر مسموم في فخذه ، وسرقة بساطه الذي كان يجلس عليه !!! وهذا كله دليل على ضعف الإمام للخلافة وعدم قدرته على التصدي لمثل هذا المنصب والأمر كذلك في أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في معاركه المقدّسة ، والإمام الحسين (ع) ؟؟؟
              الجواب : هل كان النبي محمد (ص) ضعيفاً في السياسة ، ليس بقوي في الإمامة والرسالة ، غير ناهض بأعباء الإمامة ، لماّ خذله كبار الصحابة ، الأكتعون الأبصعون السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، في أحلك الظروف ، وأشدّ الأوقات ، كما في وقعتي أحد وحنين ؛ حيث هربوا إلى جبل أحد ، أسرع من أيّ عدّاء في العالم ، تاركيه مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وحدهما فقط ، يجالدان الموت ، ويقارعان المنون ، ويكافحان الشرك والكفر ؟!!!.
              فهل هروب الصحابة المضحك المخجل ، يمثّل طعناً بالنبوة والرسالة والقرآن ، أم ماذا ؟!!! ما لكم ، كيف تحكمون؟!!.

              السؤال 6 : هل صحيح بأن هناك أحد الأشخاص سلم على الإمام الحسن (ع) وقال له : السلام عليك يا مذل المؤمنين ؟؟؟ أو السلام عليك يا مسوّد وجوه المؤمنين ؟؟؟
              الجواب : أولا : توجد بعض روايات في كتبنا نحن الشيعة تروي هذه الحادثة ، ولكن ليس من الضروري أن تكون كلّ الروايات التي ترد في كتبنا ومصادرنا هي صحيحة السند ، أو صحيحة الدلالة ، أو أن رواتها كلهم من الشيعة .
              وثانياً : إن الرواية مذكورة في كتب علماء أهل السنة والجماعة أيضا .
              وثالثا : إن الشخص الذي قال هذا القول للإمام الحسن (ع) هو شخص ليس بشيعي بل هو من أهل السنة والجماعة وهو ( سفيان بن ليلى ) والدليل على ذلك هو :
              روى أهل السنّة كابن أبي شيبة في مصنفه قال : حدثنا أسود بن عامر، قال حدثنا زهير، قال حدثنا أبو روق الهمذاني ، قال حدثنا أبو الغريف ، قال كنّا ، فلمّا قدم الحسن بن علي الكوفة قام إليه رجل منّا يكنى أبا عامر فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين !!! فقال الحسن : لا تقل ذاك يا أبا عامر، ولكنّي كرهت أنْ اقتلهم على الملك . [22] .
              وأبو عامر هذا ، مختلف في اسمه ، فيقال هو : سفيان بن الليل ، ومرة سفيان بن أبي الليل ، وثالثة سفيان بن ليلى ، وسفيان هذا قد منع أهل السنّة من الاحتجاج به وضعّفوه ، بل قد أسقطوه .
              قال الشيخ المفيد في الاختصاص : حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن وجماعة من مشايخنا ، عن محمد بن الحسن بن أحمد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له : سفيان بن ليلى وهو على راحلة له فدخل على الحسن عليه السلام وهو في فناء داره فقال له : السلام عليك يا مذل المؤمنين !!!
              فقال له الحسن عليه السلام : أنزل ولا تعجل ، فنزل فعقل راحلته في الدار ، ثم أقبل يمشي حتى انتهى إليه قال : فقال له الحسن عليه السلام : ما قلت ؟!
              قال قلت : السلام عليك يا مذل المؤمنين.
              قال عليه السلام : وما علمك بذلك ؟!!
              قال : عمدت إلى أمر الأمة فحللته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله .
              فقال الحسن عليه السلام : سأخبرك لم فعلت ذلك سمعت أبي يقول : قال رسول صلى الله عليه و آله وسلم لن تذهب الأيام والليالي حتى يلي على أمتي رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل ولا يشبع وهو معاوية ، فلذلك فعلت ما جاء بك ، قال : حبك ؟ قال : الله ، قال : الله ، قال : فقال الحسن عليه السلام : والله لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا بالديلم إلاّ نفعه الله بحبن . [23] .
              وقد ذكر السيد الخوئي قدس سره في أكثر من موضع من كتابه معجم رجال الحديث ، أنّ سفيان هذا ، مجهول الحال ، لم يثبت فيه شيء . [24] . وعلى هذا مشهور علماء الشيعة الإماميّة ، بل الأرجح في حاله أنّه من بقايا الخوارج ، والمقام لا يسمح بالبسط .
              وعليه فالقول بأنّ شيعياً قال للإمام الحسن (ع) : يا مذل المؤمنين ، كذب في كذب ؛ لعدم ثبوت ذلك بدليل معتبر ولا بما يعتد به من القرائن.
              ولو كانت هناك رواية شيعيّة سندها متصل صحيح ، تذكر أنّ شيعيّاً قال للإمام الحسن المجتبى (ع) هذا الكلام ، فاتونا بها لنراها إن كنتم صادقين !!!
              السؤال 7 : هل أقدام الإمام الحسن (ع) للصلح مع معاوية بتصرف شخصي لوحده أم باستشارة جميع أصحابه وأفراد الجيش وقادته ؟؟؟
              الجواب : قبل أن يقبل الإمام الحسن (ع) اقتراح معاوية للصلح ، قام الإمام (ع) بإتمام الحجّة , من خلال خطاب يتضمّن استطلاعاً لآراء أصحابه , واستخباراً لنيّاتهم , فقد قال (ع) ، بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه : " أما والله ما ثنّانا عن قتال أهل الشام ذلّة ولا قلّة , ولكن كنّا نقاتلهم بالسلامة والصبر , فَشِيب السلام بالعداوة , والصبر بالجزع , وكنتم تتوجّهون معنا ، ودينكم أمام دنياكم , وقد أصبحتم الآن ودنياكم أمام دينكم , وكنّا لكم وكنتم لنا , وقد صرتم اليوم علينا , ثمّ أصبحتم تصدّون قتيلين : قتيلاً بصفين تبكون عليهم , وقتيلاً بالنهروان تطلبون بثأرهم , فأمّا الباكي فمخذول , وأمّا الطالب فثائر " . وبعد ذلك ، عرض عليهم اقتراح معاوية للصلح , فقال (ع) : "وإنّ معاوية قد دعا إلى أمرٍ ليس فيه عزٌّ ولا نَصَفَةٌ , فإن أردتم الحياة قبلناه منه , وأغضضنا على القذى , وإن أردتم الموت بذلناه في ذات الله , وحاكمناه إلى الله". فنادى القوم بأجمعهم : بل البقيّة والحياة . [25] .

              إنتهى الجواب على المغالطة الحادية عشر ، ولله الحمد .

              =================
              الهوامش :
              [1] من كتاب المسائل العكبرية / الشيخ المفيد ص 72 وهذه الرواية في الكتاب المتقدم مأخوذة من كتاب ( بحار الانوار ج 44 / ص 22 ) .
              [2] الإحتجاج على أهل اللجاج ج2 / ص289 .
              [3] الطبرسيّ : الاحتجاج ج 2 / ص 288.
              [4] علل الشرائع ج 1 / ص 248 - 249 .
              [5] المدائني - فيما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج - (ج 4 ص 8).
              [6] فتح الباري شرح صحيح البخاري - فيما رواه عنه ابن عقيل في النصايح الكافية - (ص 156 الطبعة الأولى) والبحار (ج 10 ص 115).
              [7] تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص 194) ، وابن كثير (ج 8 ص 41) ، والاصابة (ج 2 ص 12 و13) ، وابن قتيبه (ص 150) ودائرة المعارف الإسلامية لفريد وجدي (ج 3 ص 443 الطبعة الثانية) وغيرهم.
              [8] عمدة الطالب لابن المهنا (ص 52).
              [9] المدائني - فيما يرويه عنه في شرح النهج - (ج 4 ص 8) ، والبحار (ج 10 ص 115) ، والفصول المهمة لابن الصباغ وغيرهم.
              [10] أعيان الشيعة (ج 4 ص 43).
              [11] الأصفهاني في مقاتل الطالبيين (ص 26) ، وشرح النهج (ج 4 ص 15) وقال غيره ما : أن الحسن طلب إلى معاوية أن لا يشتم عليا ، فلم يجبه إلى الكف عن شتمه ، وأجابه على أن لا يشتم عليا وهو يسمع : قال ابن الأثير : ( ثم لم يف به أيضا ).
              [12] تجد هذه النصوص متفرقة في الإمامة والسياسة (ص 200) والطبري (ج 6 ص 92) وعلل الشرائع لابن بابويه (ص 81) وابن كثير (ج 8 ص 14) وغيرهم ، و (دار أبجرد) ولاية بفارس على حدود الأهواز ، وجرد أو جراد : هي البلد أو المدينة بالفارسية القديمة والروسية الحديثة ، فتكون داراب جرد بمعنى (مدينة داراب).
              [13] المصادر : مقاتل الطالبيين (ص 26) ، ابن أبي الحديد (ج 4 ص 15) ، البحار (ج 10 ص 101 و115) ، الدينوري ( ص 200) ، ونقلنا كل فقرة من مصدرها حرفيا.
              [14] يتفق على نقل كل فقرة أو فقرتين أو أكثر ، من هذه الفقرات التي تتضمن الأمان لأصحاب علي (ع) وشيعته ، كل من الطبري (ج 6 ص 97) ، وابن الأثير (ج 3 ص 166) ، وأبي الفرج في المقاتل (ص 26) ، وشرح النهج (ج 4 ص 15) ، والبحار (ج 10 ص 115) ، وعلل الشرائع (ص 81) ، والنصائح الكافية (ص 156).
              [15] البحار (ج 10 ص 115) ، والنصائح الكافية (ص 156 - ط. ل).
              [16] راجع فتح الباري (لابن حجر العسقلاني) ج ظ،ظ£: ص ظ¥ظ£ . دار المعرفة ، بيروت- لبنان ، الطبعة الثانية .
              [17] الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج ظ،: ص ظ£ظ¨ظ©. دار الجيل بيروت ، تحقيق : محمد علي الجباوي .
              [18] المجموع (الإمام النووي) ج ظ،ظ©: ص ظ،ظ©ظ¤. العلامة السني المطيعي ممّن أكمل شرح مجموع النووي على المهذب، من الجلد الثالث عشر إلى الأخير، فلا تغفل!!!.
              [19] الوافي بالوفيات (الصفدي ظ§ظ¦ظ¤هـ) ج ظ،ظ¢: ص ظ¦ظ¨. بيروت - دار احياء التراث لسنة ظ¢ظ*ظ*م، تحقيق أحمد الأرنؤوط .
              [20] تاريخ ابن كثير (البداية والنهاية) ج ظ¨ : ص ظ،ظ¦. دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، الطبعة الأولى .
              [21] في تاريخ ابن كثير (البداية والنهاية) ج ظ¨ : ص ظ،ظ¦. أنّ المختار الثقفي رضوان الله عليه هو من أراد ذلك ، وهذا والله الكذب والافتراء على خلّص الشيعة الممدوحين على لسان المعصومين عليهم السلام ؛ ويدلّ على ذلك أنّهم ألصقوها بالمختار رضوان الله عليه من دون سند ولا مستند افتراءً ؛ فالمنافقون من سلف النواصب هم من أراد تلك الخيانة ، وقد على رأسهم المرتدّ الأشعث بن قيس .. ، ولا يسمح المقام بالتفصيل لكن سيأتي أن بنته جعدة لعنها الله كانت من ضمنهم ، حيث سمّت إمامنا الحسن صلوات الله عليه بواعز من معاوية.
              [22] مصنف ابن أبي شيبة ج ظ§ : ص ظ¤ظ§ظ¦.
              [23] الاختصاص (الشيخ المفيد قدس سره) : ص ظ¨ظ¢.
              [24] معجم رجال الحديث ج ظ© : ص ظ،ظ¥ظ§.
              [25] المجمع العالميّ لأهل البيت , أعلام الهداية , الإمام الحسن المجتبى ج 4 / ص 145.
              التعديل الأخير تم بواسطة المرتجى; الساعة 29-04-2019, 01:12 PM.

              تعليق


              • #17
                اللهم صل على محمد وآل محمد

                تعليق


                • #18
                  لانه دعسكم انتو و ظينكم المكذوب المجوسي فصار ناصبي و مدري ايش سقط قناعكم يا روافض

                  تعليق


                  • #19
                    المشاركة الأصلية بواسطة ضيف مشاهدة المشاركة
                    لانه دعسكم انتو و ظينكم المكذوب المجوسي فصار ناصبي و مدري ايش سقط قناعكم يا روافض
                    هههههه ضيفنا الكريم . السلام عليكم .
                    أي دعس قام به رامي عيسى للشيعة ؟؟؟ وقد أثبت الكثير من المحاورين كذو الفقار المغربي وغيره أمام الجميع كذبه و تدليسه !!! على كل حال فاليأتي رامي عيسى بنفسه أو يأتي كل مخالف لأهل البيت (عليهم السلام) وليناقش هذا الكلام بالدليل العلمي ولنرى معاً من يفحم - أو يدعس ان صح التعبير - الأخر بالدليل العلمي وليس بالتهريج والكذب والتدليس على العوام ... تفضلوا مضمار الحوار مفتوح ...

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X