إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى (استشهاد الامام الباقر عليه السلام)301

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى (استشهاد الامام الباقر عليه السلام)301



    صادق الخفاجي
    عضو جديد

    رقم العضوية : 2479
    تاريخ التسجيل : 08-03-2010
    المشاركات : 73
    التقييم : 10

    استشهاد الامام الباقر عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
    الامام الباقر(عليه السلام)
    هو أول مولود التقت به عناصر السبطين الكريمين الحسن والحسين وامتزجت به الأصول الكريمة التي أعز بها الله عز وجل المسلمين خاصة والعرب عامة محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)
    خصه رسول الله بالسلام عندما قال لجابر ستدرك ولد لنا اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فقراه عني السلام
    كان الإمام الباقر (عليه السلام) الرائد والقائد للحركة العلمية والثقافية التي عملت على تنمية الفكر العربي الإسلامي، وأضاءت الجوانب الكثيرة من التشريعات الإسلامية الواعية التي تمثل الأصالة والإبداع والتطور في عالم التشريع…
    وقد اتخذ المسجد النبوي مدرسة له يلقي فيه محاضراته القيمة على طلابه إنه الإمام الباقر الذي بقر العلم بقراً وأظهره إظهاراً فملأ الدنيا بعلمه وحديثه ومحاوراته.

    والإمام الباقر (عليه السلام) قام بدور عظيم في بحوثه ومحاضراته على الفقه الإسلامي وخاض جميع ألوان العلوم الفقهية والعلمية والفلسفية، و تفسير القرآن الكريم
    لقد ترك الإمام (عليه السلام) ثروة فكرية هائلة تعد من ذخائر الفكر الإسلامي
    لقد وقف حياته كلها لنشر العلوم الإسلامية بين الناس
    ازدهرت به الحياة الفكرية والعلمية ازدهاراً عظيماً وسجل له التاريخ صفحات بيضاء في رحاب الحضارة الإنسانية.
    كان حاضرا يوم الطف وعمره الشريف اربع سنوات ليرى ماذا فعلت بنوا امية بجده الحسين عليه السلام وينقل ذلك للعام ليكون شاهدا على فعلهم الجبان
    لقد تجلت في شخصية الإمام الباقر سمات أبيه السجاد، زين العابدين وجده الإمام الحسين، سيد شباب أهل الجنة، وجديه: الإمام علي بن أبي طالب إمام المتقين والنبي الأكرم خاتم النبيين (صلّى الله عليه وآله)

    كانت يوم الاثنين، السابع من ذي الحجة سنة 114هـ حيث عانقت روحه الطاهرة أرواح أجداده وأبيه عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام في الجنة التي وعدهم بها الله جل جلاله. وله من العمر 58 سنة وقد انطوت بموته أروع صفحة من صفحات الرسالة الإسلامية التي أمدت العالم الإسلامي بأبهى آيات الوعي وأرقى درجات التطور وأنقى حالات الازدهار


    +++++++++++++++++++

    +++++++++++++

    +++++++++++

    اللهم صل على محمد وال محمد

    نعود معكم ومحور جديد من محاور منتدانا الراقي..

    ومع عبق الامامة ونسمات الرحمة .. وسحائب الاحزان

    لفقد نجم من نجوم ال بيت المصطفى..

    وهاي هي نصال الحزن تغرز مخرزها في القلوب الملتاعة

    لفقد باقر علوم الاولين والاخرين....

    لمعرفة جنبات من حياة الامام الباقر عليه السلام..

    لنعرف اخباره وكشف اللثام عن بعض خصائصه وسجاياه وعلمه..

    ونبحر في علومه واحاديثه ووصاياه...

    عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل

    نبقى معكم وهذا المحور المبارك عن الامام الباقر عليه السلام..

    والشكر موصول الى الاخ صاحب المحور الاخ صادق الخفاجي..

    ونسأل الله له التوفيق والسداد...

    وبانتظار مساهماتكم ومشاركاتكم معنا






  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


    استشهاد الامام الباقر عليه السلام

    وتتجدد احزان آل بيت المصطفى عليه الصلاة والسلام ونعزيكم ونعزي انفسنا بشهادة امامنا بحر علوم الأولين والأخرين الإمام الباقر عليه السلام
    نسأل الله تعالى شفاعته في الدنيا والآخرة .



    يصادف السابع من ذي الحجّة ذكري اليمة علي قلوب عشاق اهل بيت النبوة والرسالة سلام الله عليهم الا وهي ذكري شهادة الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام, وبهذه المناسبة نتناول جزءا يسيرا من سيرة هذا الامام الهمام سلام الله عليه :


    في رويه عن الزبير بن مسلم المكي قال، كنا عند جابر بن عبد الله الانصاري من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فآتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد الباقر وهو صبي، فقال علي لابنه محمد ، قبَل رأس عمَك .

    فدنا محمد من جابر وقبَل رأسه .

    فقال جابر ، من هذا ، وكان قد كفَ - فقد بصره .

    فقال له الامام علي بن الحسين : هذا ابني محمد .

    فضمَه جابر إليه وقال : يامحمد جدَك محمد رسول الله يقرئك السلام .

    فقالوا : كيف ذلك يا أبا عبد الله .

    قال : كنت عند رسول الله (ص) والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال لي : ياجابر يولد لولدي الحسين ابن يقال لهم علي، ويولد لعلي وقد يقال له محمد، ياجابر إن ادركته فأقرئه مني السلام ، وإن لاقيته فاعلم ان بقاءك بعده قليل .

    فلم يعش جابر بعد ذلك غير ثلاثة ايام.


    ◾◾◾◾◾◾◾◾◾


    ولقب محمد بن علي عليه السلام بالباقر، اي المتبحر بالعلم، المستخرج لغوامضه ولبابه واسراره والمحيط بفنونه .

    وقد رحل الامام السجاد عليه السلام الي جوار ربه الاعلي سبحانه عام ( 95) ه شهيدا مظلوما فنهض الامام الباقر عليه السلام بأعباء إمامة المسلمين وقد امتدت امامته تسع عشرة سنة قضي زهاء السنتين منها في حكم الوليد بن عبد الملك وسنتين في عهد سليمان بن عبد الملك - هي مدة حكمه - ثم تولي عمر بن العزيز قيادة الحكم الاموي فحدث تتحول كبير في سياسة الدولة، ورغم قصر ايام الرجل المذكور في الحكم، الا ان مواقفهم من اهل البيت عليهم السلام كان فيها شيء من الاعتدال، إذ عمل علي رفع بعض انواع الظلم الذي لحق بهم ، فرفع السبَ عن الامام امير المؤمنين علي بن أبي

    طالب عليه السلام ،،، من علي المنابر، ذلك الذي سنَه معاوية وعمَمه علي الامصار، فصار سنَة يستن بها سلاطين بني امية إذ كانئوا يامرون ائمة المساجد بسبَ الامام علي عليه السلام في خطبة الجمعة واستمر ذلك عشرات السنين حتي عهد عمر بن عبد العزيز الذي منعه.

    ◾◽◾◽◾◽◽◾◽
    كما اعاد فدكا - وهي منحة الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم الي ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة سلام الله عليها - الي الامام الباقر عليه السلام معتبرا امر مصادرتها من لدن الحكام السابقين لامبرر له .

    وبالنظر الي ان البيت الاموي لم يألف مهادنة اهل بيت الرسالة عليهم السلام، فان عمر بن عبد العزيز كان يواجه الضغط من بني امية بسبب سياسته الانفتاحية عليهم، ولم يدم حكمه اكثر من سنتين وخمسة اشهر إذ انه مات في ظروف غامضة ومشكوكه .


    ◼◽◼◽◼◽◼◽◼

    وتولي الحكم بعده يزيد بن عبد الملك المشهور تاريخيا بلهوه وخلاعته وغزله الماجن، وربما كان انشغاله باعماله الصبيانية ومجونه لم يعطه فرصة للتصدي لمسيرة الاسلام التاريخية التي يقودها الامام الباقر عليه السلام.


    ثم جاء هشام بن الملك الذي تولي الحكم الاموي المنحرف بعده وغير الوضع، فقد كان خشن الطبع شديد البخل ناقما علي المسلمين من غير العرب، فضاعف من حجم الضرائب المالية عليهم واعاد ايام يزيد والحجاج الدموية، لذا تصدي له انصار اهل البيت عليهم السلام من خلال انتفاضة الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام التي كانت صدي لثورة الحسين عليه السلام وامتدادا لها ، فاستشهد هو واصحابه وامر الطاغية هشام بصلب جثته ومن ثم حرقها وذر رمادها في نهر الفرات - تاريخ الاسلام / ج1 .

    راح هشام بن عبد الملك يلاحق انصار الامام الباقر ومريديه واحدا بعد الاخر، فاصدر امرا الي واليه علي الكوفة يقضي بقتل جابر بين زيد الجعفي الذي كان من كبار العلماء ومن ابرز تلامذة الامام الباقر عليه السلام .

    غير ان الامام الباقر عليه السلام قد افشل المخطط بان امر تلميذه بالتظاهر بالجنون كطريق وحيد لضمان نجاته من القتل، وهكذا كان إذ راح جابر يلعب مع الصبيان متظاهرا بالجنون، فكتب والي الكوفة الي هشام عن جابر انه ( كان رجلا له فضل وعلم وجنَ ، وهو دائر في الرحبة مع الصبيان ، وبذلك نجي جابر من القتل ).

    ◾◽◾◽◾◽◾

    ان هشام بن عبد الملك كان واثقا من ان مصدر الوعي الاسلامي الصحيح انما هو الامام الباقر (ع) وان وجوده حرا طليقا يمنحه مزيدا من الفرص لرفد الحركة الاصلاحية في الامة، لذا اتجه المكر الاموي نحو اعتقال الامام الباقر(ع) وإبعاده عن عاصمة جده المصطفي (ص) التي أجمعت هي والحجاز عموما علي اجلاله والتمسك به .

    وهكذا حمل الامام عليه السلام وانبه الصادق عليه السلام الي دمشق بامر السلطة الاموية لايقاف تاثيره في الامة المسلمة ، وأودع في احد سجون الحكم هناك .

    غير ان تاثره الفكري فيمن التقي بهم حمل السلطة الاموية علي اطلاق سراحه .

    واذ لم تحقق المضايقة الاموية غاياتها الدنيئة في صد الامام الباقر(ع) عن النهوض بمهامه الرسالية العظمي فقد رات السياسة المنحرفة انه ليس لها عن اغتياله من بديل.

    ◼◼◼◼◼◼◼◼

    وهكذا دس اليه السم بواسطة إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك بامر من هشام بن عبدالملك فرحل الي ربه الاعلي سبحانه شهيدا صابرا محتسبا يوم الاثنين السابع من ذي الحجّة سنة 114 هجريّة على المشهور، وعمره الشريف يومذاك سبعة وخمسون عاماً، فدُفن في البقيع بالمدينة خلف أبيه زين العابدين وعمّ أبيه الحسن بن عليّ عليهم صلوات الله أجمعين .

    وفقدت الامة بذلك إماما من اهل بيت النبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم وغصنا شامخا من هذه الشجرة الطاهرة.

    فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .


    ◼◽◼◽◼◽◼

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة فداء الكوثر(ام فاطمة) مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


      استشهاد الامام الباقر عليه السلام

      وتتجدد احزان آل بيت المصطفى عليه الصلاة والسلام ونعزيكم ونعزي انفسنا بشهادة امامنا بحر علوم الأولين والأخرين الإمام الباقر عليه السلام
      نسأل الله تعالى شفاعته في الدنيا والآخرة .



      يصادف السابع من ذي الحجّة ذكري اليمة علي قلوب عشاق اهل بيت النبوة والرسالة سلام الله عليهم الا وهي ذكري شهادة الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام, وبهذه المناسبة نتناول جزءا يسيرا من سيرة هذا الامام الهمام سلام الله عليه :


      في رويه عن الزبير بن مسلم المكي قال، كنا عند جابر بن عبد الله الانصاري من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فآتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد الباقر وهو صبي، فقال علي لابنه محمد ، قبَل رأس عمَك .

      فدنا محمد من جابر وقبَل رأسه .

      فقال جابر ، من هذا ، وكان قد كفَ - فقد بصره .

      فقال له الامام علي بن الحسين : هذا ابني محمد .

      فضمَه جابر إليه وقال : يامحمد جدَك محمد رسول الله يقرئك السلام .

      فقالوا : كيف ذلك يا أبا عبد الله .

      قال : كنت عند رسول الله (ص) والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال لي : ياجابر يولد لولدي الحسين ابن يقال لهم علي، ويولد لعلي وقد يقال له محمد، ياجابر إن ادركته فأقرئه مني السلام ، وإن لاقيته فاعلم ان بقاءك بعده قليل .

      فلم يعش جابر بعد ذلك غير ثلاثة ايام.


      ◾◾◾◾◾◾◾◾◾


      ولقب محمد بن علي عليه السلام بالباقر، اي المتبحر بالعلم، المستخرج لغوامضه ولبابه واسراره والمحيط بفنونه .

      وقد رحل الامام السجاد عليه السلام الي جوار ربه الاعلي سبحانه عام ( 95) ه شهيدا مظلوما فنهض الامام الباقر عليه السلام بأعباء إمامة المسلمين وقد امتدت امامته تسع عشرة سنة قضي زهاء السنتين منها في حكم الوليد بن عبد الملك وسنتين في عهد سليمان بن عبد الملك - هي مدة حكمه - ثم تولي عمر بن العزيز قيادة الحكم الاموي فحدث تتحول كبير في سياسة الدولة، ورغم قصر ايام الرجل المذكور في الحكم، الا ان مواقفهم من اهل البيت عليهم السلام كان فيها شيء من الاعتدال، إذ عمل علي رفع بعض انواع الظلم الذي لحق بهم ، فرفع السبَ عن الامام امير المؤمنين علي بن أبي

      طالب عليه السلام ،،، من علي المنابر، ذلك الذي سنَه معاوية وعمَمه علي الامصار، فصار سنَة يستن بها سلاطين بني امية إذ كانئوا يامرون ائمة المساجد بسبَ الامام علي عليه السلام في خطبة الجمعة واستمر ذلك عشرات السنين حتي عهد عمر بن عبد العزيز الذي منعه.

      ◾◽◾◽◾◽◽◾◽
      كما اعاد فدكا - وهي منحة الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم الي ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة سلام الله عليها - الي الامام الباقر عليه السلام معتبرا امر مصادرتها من لدن الحكام السابقين لامبرر له .

      وبالنظر الي ان البيت الاموي لم يألف مهادنة اهل بيت الرسالة عليهم السلام، فان عمر بن عبد العزيز كان يواجه الضغط من بني امية بسبب سياسته الانفتاحية عليهم، ولم يدم حكمه اكثر من سنتين وخمسة اشهر إذ انه مات في ظروف غامضة ومشكوكه .


      ◼◽◼◽◼◽◼◽◼

      وتولي الحكم بعده يزيد بن عبد الملك المشهور تاريخيا بلهوه وخلاعته وغزله الماجن، وربما كان انشغاله باعماله الصبيانية ومجونه لم يعطه فرصة للتصدي لمسيرة الاسلام التاريخية التي يقودها الامام الباقر عليه السلام.


      ثم جاء هشام بن الملك الذي تولي الحكم الاموي المنحرف بعده وغير الوضع، فقد كان خشن الطبع شديد البخل ناقما علي المسلمين من غير العرب، فضاعف من حجم الضرائب المالية عليهم واعاد ايام يزيد والحجاج الدموية، لذا تصدي له انصار اهل البيت عليهم السلام من خلال انتفاضة الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام التي كانت صدي لثورة الحسين عليه السلام وامتدادا لها ، فاستشهد هو واصحابه وامر الطاغية هشام بصلب جثته ومن ثم حرقها وذر رمادها في نهر الفرات - تاريخ الاسلام / ج1 .

      راح هشام بن عبد الملك يلاحق انصار الامام الباقر ومريديه واحدا بعد الاخر، فاصدر امرا الي واليه علي الكوفة يقضي بقتل جابر بين زيد الجعفي الذي كان من كبار العلماء ومن ابرز تلامذة الامام الباقر عليه السلام .

      غير ان الامام الباقر عليه السلام قد افشل المخطط بان امر تلميذه بالتظاهر بالجنون كطريق وحيد لضمان نجاته من القتل، وهكذا كان إذ راح جابر يلعب مع الصبيان متظاهرا بالجنون، فكتب والي الكوفة الي هشام عن جابر انه ( كان رجلا له فضل وعلم وجنَ ، وهو دائر في الرحبة مع الصبيان ، وبذلك نجي جابر من القتل ).

      ◾◽◾◽◾◽◾

      ان هشام بن عبد الملك كان واثقا من ان مصدر الوعي الاسلامي الصحيح انما هو الامام الباقر (ع) وان وجوده حرا طليقا يمنحه مزيدا من الفرص لرفد الحركة الاصلاحية في الامة، لذا اتجه المكر الاموي نحو اعتقال الامام الباقر(ع) وإبعاده عن عاصمة جده المصطفي (ص) التي أجمعت هي والحجاز عموما علي اجلاله والتمسك به .

      وهكذا حمل الامام عليه السلام وانبه الصادق عليه السلام الي دمشق بامر السلطة الاموية لايقاف تاثيره في الامة المسلمة ، وأودع في احد سجون الحكم هناك .

      غير ان تاثره الفكري فيمن التقي بهم حمل السلطة الاموية علي اطلاق سراحه .

      واذ لم تحقق المضايقة الاموية غاياتها الدنيئة في صد الامام الباقر(ع) عن النهوض بمهامه الرسالية العظمي فقد رات السياسة المنحرفة انه ليس لها عن اغتياله من بديل.

      ◼◼◼◼◼◼◼◼

      وهكذا دس اليه السم بواسطة إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك بامر من هشام بن عبدالملك فرحل الي ربه الاعلي سبحانه شهيدا صابرا محتسبا يوم الاثنين السابع من ذي الحجّة سنة 114 هجريّة على المشهور، وعمره الشريف يومذاك سبعة وخمسون عاماً، فدُفن في البقيع بالمدينة خلف أبيه زين العابدين وعمّ أبيه الحسن بن عليّ عليهم صلوات الله أجمعين .

      وفقدت الامة بذلك إماما من اهل بيت النبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم وغصنا شامخا من هذه الشجرة الطاهرة.

      فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .


      ◼◽◼◽◼◽◼

      اللهم صل على محمد وال محمد..

      احسنتم اختنا الغالية فداء الكوثر.. على هذا التفصيل..

      جزاكم الله خيرا

      وعظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل
      التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 16-08-2018, 12:48 PM.

      تعليق


      • #4
        قبسات من سيرة الامام محمد الباقر (عليه السلام )
        بقلم: مجاهد منعثر منشد-



        واذرف دموع العين فيهـــــا دماً عـــــلى ضـــريح السيد الباقر
        عـــــلى إمــــام ما جرى ذكره في خــاطري إلا جرى ناظري
        عـــــلـي إمام لم يـــــدع رزؤه صبراً لجــلد في الورى صابر
        على إمام هـــدَّ ركــــن الهدى مصابه بالقاصـــم الفـــــاقـــر
        وبدر تم في الـــثرى غائـــــب ونحر علم في الثرى غـــــائـر ...1.

        يقول ابن منظور: التبقر: التوسع في العلم والمال، وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر (رضوان الله عليهم)، لأنه بقر العلم وعرف أصله، واستنبط فرعه وتبقر في العلم.. 2. .

        ويقول الفيروز آبادي: والباقر محمد بن علي بن الحسين لتبحره في العلم.. 3.

        وقال ابن حجر: وارث علي بن الحسين من ولده، عبادة وعلماً وزهادة: أبو جعفر محمد الباقر، سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وآثار مخبآتها ومكامنها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه، وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكل عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة وكفاه شرفاً أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له ـ وهو صغير ـ: رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يسلم عليك فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت جالساً عنده والحسين في حجره، وهو يداعبه فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده ثم يولد له مولود اسمه محمد فإن أدركته يا جابر فأقرأه مني السلام . 4.

        وقال سبط ابن الجوزي: روى عنه الأئمة: أبو حنيفة وغيره، قال أبو يوسف: قلت لأبي حنيفة: (لقيت محمد الباقر؟ فقال: نعم، وسألته يوماً فقلت له: أأراد الله المعاصي؟ فقال: أفيعصى قهراً؟ قال أبو حنيفة: فما رأيت جواباً أفحم منه. وقال عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه مغلوب ويعني بالحكم الحكم بن عيينة، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه ...

        قال شمس الدين محمد بن طولون: أبو جعفر محمد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، الملقّب بالباقر، وهو والد جعفر الصادق رضي الله عنهما، كان الباقر عالماً، سيداً كبيراً، وإنما قيل له الباقر لأنه تبقّر في العلم، أي توسّع، والتبقير التوسيع، وفيه يقول الشاعر:

        يا باقر العلم لأهل التقى***وخير من لبّى على الأجبُل.. 5.

        قال علي بن محمد بن أحمد المالكي ـ المعروف بابن الصباغ ـ : وكان محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) مع ما هو عليه من العلم والفضل والسؤدد والرياسة والإمامة، ظاهر الجود في الخاصة والعامة، ومشهور الكرم في الكافة، معروفاً بالفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله 6.

        الإسم: محمد (ع)ـ اللقب : الباقر .الكنية: أبو جعفر .اسم الأب: علي بن الحسين (ع).أسم الأم: فاطمة بنت الحسن (ع).الولادة: 1 رجب 57 ه أو 3 صفر.الشهادة: 7 ذو الحجة 114ه. مدة الإمامة : 19 سنة. القاتل: هشام بن عبد الملك. مكان الدفن: البقيع.
        تزوج الامام الباقر (عليه السلام) من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر فأنجب منها الامام الصادق وعبد الله، وأم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية فأنجب منها ابراهيم وعبيد الله وله ثلاثة أولاد اخرون هم: علي وأم سلمة وزينب من بعض إمائه (عليه السلام).

        وعاش الإمام الباقر (عليه السلام) مع جده الإمام الحسين (عليه السلام) حوالى ثلاث سنوات ونيف وشهد في نهايتها فاجعة كربلاء. ثم قضى مع أبيه السجاد (عليه السلام) ثمان وثلاثين سنة يرتع في حقل أبيه الذي زرعه بالقيم العليا وأنبت فيه ثمار أسلوبه المتفرّد في حمل الرسالة المعطاء في نهجها وتربيتها المثلى للبشرية.

        واجتمعت فيه صفات ومزايا فريدة، فكان الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: "كان أبي كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وأنه ليذكر الله (عز وجل) وأكل معه الطعام ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله عن ذكر الله... وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس".

        كما كان له شرف الحصول على لقب "الباقر" من جدّه المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) كما في رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري حيث يقول: "قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : "يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين (عليه السلام) يقال له محمد يبقر العلم بقرا (يشقه شقا) فإذا لقيته فأقرءه مني السلام" فلما كَبُر سنّ جابر وخاف الموت جعل يقول: يا باقر يا باقر أين أنت، حتى راه فوقع عليه يقبّل يديه ورجليه ويقول: بأبي وأمي شبيه رسول الله (ص) إن أباك يقرؤك السلام.

        قال له الأبرش الكلبي: أنت ابن رسول الله حقاً. ثم صار إلى هشام فقال: دَعُونا منكم يا بني أمية، إن هذا أعلم أهل الأرض بما في السماء والأرض، فهذا ولد رسول الله 7.

        كتب عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة: ابعث إليّ محمد بن علي مقيّداً.

        فكتب إليه العامل: ليس كتابي هذا خلافاً عليك يا أمير المؤمنين، ولا ردّاً لأمرك، ولكن رأيت أن اُراجعك في الكتاب نصيحة لك، وشفقة عليك. إنّ الرجل الذي أردته ليس اليوم على وجه الأرض أعفّ منه ولا أزهد ولا أورع منه، وإنّه من أعلم الناس، وأرقّ الناس، وأشدّ الناس اجتهاداً وعبادة،وكرهت لأمير المؤمنين التعرض له فـ (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم). فَسُرّ عبد الملك بما أنهى إليه الوالي وعلم أنّه قد نصحه8.

        قال الحكم بن عتيبة في قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) : كان والله محمد بن علي منهم9.

        في عصر الإمام الباقر (عليه السلام) كانت الحياة الثقافية في مرحلة جمود من قبل الحكم والسياسة الاموية وبسبب ابتعاد الناس عن الأخلاق النبيلة والمثل العليا التي جاء بها الإسلام، فقد كانت السياسة الأموية العامل الأكبر في إثارة الخلافات العشائرية، وتقسيم المجتمع إلى نزاري وقحطاني، يريدون بذلك أن ينسوه الإسلام رسالة الوحدة والعزة؛ وان اكرمكم عند الله اتقاكم .وهذه الخلافات ولدة فتنة جاهلية بين القبائل فكما شاد الأخطل الشاعر النصراني، بمآثر الدولة الأموية والحكام الأمويين قام الكميت بن زيد، شاعر العلويين، فأشاد بمناقب قومه من مضر وفضلهم على القحطانيين ,فكان ذلك احد اسباب زعزعة السياسة الأموية والإطاحة بالحكم الأموي.قام الكميت بدور خطير جداً فقد أجج نار الفتنة بين اليمنية والنزارية، وهما من أهم القبائل العربية عدداً ونفوذاً، بالإضافة إلى كونهما من أعظم المؤيدين للحكم الأموي.

        ومما قاله الكميت في مدح قومه وهجاء القحطانيين هذه القصيدة المعروفة التي سارت على كل لسان:

        تشير إليـــــــــه أيــــــدي المهتدينا لنـــــــا قمر السماء وكل نـــــــــجم....
        وأسكـنـــــــهم بمـــــــــــكة قاطنينا وجــــــــدت الله إذ سمى نــــــــزاراً
        وللنــــــــاس القـــــــفا ولنا الجبينا لنا جعــــــــل المكارم خالصـــــــات
        فوالــخ من فحول الأعجمينــــا وما خربت هجــــــــائن من نــــزار
        مطـــهــــــــمة فيلفوا مبلغيــنــا10.. وما حملوا الحميــــــــر على عتاق
        وبــالآبــــــــاء سمينا البنيــنــا11. بني الأعمام إنكحنا الأيـــــــــامــــى

        أثر هذا الشعر تأثيراً عظيماً في قلوب القوم وأثار الحفائظ بين القبيلتين فشاع البغض والعداء بينهما، فانبرى للدفاع عنهم دعبل الخزاعي بلغت القصيدة التي رد بها على الكميت ستمائة بيت ومما جاء فيها:

        كفـــــاك اللــــــوم مر الأربعينا أفيــــقي من ملامك يا ظعـــــينا
        يشيـــــبن الـــــذوائب والقرونا ألم تحـــــزنك أحداث اللـــــيالي
        لقد حييــــت عـــــــــنا يا مدينا أحي الغـــــر من سروات قوقي
        وكنتم بـــــالأعـــــــاجم فأخرينا فإن يك آل إســـــرائيل منـــــكم
        مسخــــن مع القرود الخاسئينا فلا تنس الخنازيـــــر اللواتـــي
        ولــــكـــــــــــنا لنصرتنا هجينا وما طلب الكميـــــت طلاب وتر
        إلــــى نـــــــصر النبوة فأخرينا لقد علمت نزار أن قـــــومــــي

        وهكذا اتسع العداء بينما شمل سكان القرى والبادية. فالعصبية القبلية أفسدت قلوبهم وعرى الوحدة بين القبيلتين والأسرتين تمزق وانهار. وهذا ما دعا محمد الجعدي آخر ملوك بني أمية التعصب للنزاريين، مما سبب انحراف اليمانيين عن بني أمية وانضمامهم إلى الدعوة العباسية إبان تحركها ضد الحكم الأموي. وبذلك انهارت الدولة الأموية. يقول أحمد أمين في هذا المجال (وقتلت بعده، الدولة الأموية بقليل). 12.

        وعلى اثر التنازعات القبلية عمت الفتن والاضطرابات مما اذى الى فقدان الامن وثورات دامية كل ذلك بسبب سياسة الاموية الخاطئة التي كان همها تحقيق أهدافها الخاصة ومآربها الشخصية بعيداً عن مصالح شعوبها العامة. وبعد ذلك ظهرت احزاب سياسية كل منها يسعى لتحقيق غاياته ونشر مبادئه التي تتعارض مع الأحزاب الأخرى. سار معظم هذه الأحزاب في منعطفات خاصة مستخدمة بذلك جميع الطرق الدبلوماسية دون أن تعنى بمصلحة الأمة. وقد حدث صراع حزبي عنيف ساده القلق والقسوة والاضطراب. وهذه الاحزاب هي ـ 1.الحزب الاموي المتبقين منهم 2. الحزب الزبيري 3.الخوارج 4.الشيعة وكان لسانهم الناطق في عصر الإمام الباقر(عليه السلام) عدة شعراء مخلصين منهم كثير عزة والسيد الحميري والكميت بن زيد الأسدي يقول كثير:

        ولاة الــــــحــــــق أربــــــعة سواء ألا إن الأئــــــــــــــمة من قريــــش
        هــم الأســــــباط ليـــس بهم خفاء علـــــــــي والــــثلاثة من بنـــــــيه
        وســـــــــــبط غيَّبــــــــته كـــربلاء فـــــــــــــسبط ســبط إيمـــــان وبرٍّ
        يقــــــــــــود الخيــل يقدمها اللواء وسبــــــــط لا تـــــــراه العين حــيّ
        يرضون عنده عسل ومــاء 13. تغــــــيب لا يُـــــــــرى فيهم زمــاناً

        غير أن هناك من الشعراء من قد ضحوا تضحية كبرى في سبيل تشيعهم لآل البيت، فلم يرضوا بمجرد العاطفة نحوهم وإظهار الأسى لما حل بهم، وإنما خاصموا من خاصمهم وشهروا عليهم سلاح القول ألسنة حداداً مع مجادلة ومحاجة وفي مقدمة هؤلاء الشعراء، الكميت بن زيد الأسدي الذي يهاجم بني أمية بكل جرأة وعنف فيقول:

        وإن خفت المهنــــــد والقـــــــطيعا فـــــــــقل لبــــني أمية حيث حــلوا
        واشـــــــــبع مـــــن بـحوركم أجيعا أجـــــــــــــاع الله من أشبـــــعتموه
        يـــكـــــون حياً لأمته ربيــعاً 14. بمرض بالســــــــياسة هـــــاشمـي

        وكان الكميت علوي المذهب يدافع بكل قواه عن الفكر الشيعي بأعظم الحجج وأوضح الدليل. فهو يعارض الحزب الحاكم المتمثل في الحكام الأمويين المنحرفين عن الخط الإسلامي الصحيح والمبتدعين في الدين غير الملتزمين بما جاء في الكتاب العزيز، السافكين دماء المسلمين فيقول فيهم:

        أزلَّوا بها أتــــــــباعهم ثـــــم أوصـلوا لهــــــــم كـل عام بدعة يحـــــــــدثونها
        كتـاب ولا وحـــــــــي مـــــن الله منزل كما ابتدع الرهبـــــــان ما لم يجيء ب
        ويحـــرم طلع الـــــــنخلة المتــــــــهدل تــــــــحل دمـاء المسلمين لديــــــــــهم
        عليــــــــهم وهــــــل إلا عليك المعوّل؟ فيــــــا ربِّ هــل إلا بك النصر نبتـــغي

        وفوق حملته على الأمويين يعمد إلى الانتصار لأهل البيت عن طريق المناظرة والمحاجة والإقناع، وكأنه متأثر بالمعتزلة تأثراً بالغاً.

        ونراه يسفه حق بني أمية في الخلافة ويقرر حق الهاشميين فيها فيقول:

        ومــا ورثتهـــــــم ذاك أم ولا أب 15.. وقـــــــالوا ورثناها أبانا وأمـــــــــــــنا
        سفاهاً وحق الهـــــــاشميـــــين أوجب يرون لـــــــهم فضلاً على الناس واجباً
        بــــــه دان شرقــــــي لكـــــــم ومغرِّب ولكن مواريـــــــث ابن آمــــــــنة الذي
        وتـعتب لو كنا عـــــــلى الحــــق نعتب وتستخلف الأمـــــــوات غيرك كلـــــهم
        لقد شركت فيه بـــكيـــلٌ وأرحب16. يقولون لم يـــــــورث، ولولا تــــــراثه
        وكـــــــــــــــندة والحيـــان بكر وتغلب وعك ولخم والســــــــكون وحــــــــمير

        والحق يقال أن الكميت كان المحامي الذلق المتمكن بالحجة المفخمة وهو كما قال شوقي ضيف: (طرفة نفيسة من طرف العصر الأموي ولون أدبي جديد في تاريخ الأدب العربي) 17.



        قبسات من سيرة الامام محمد الباقر (عليه السلام )
        بقلم: مجاهد منعثر منشد-



        واذرف دموع العين فيهـــــا دماً عـــــلى ضـــريح السيد الباقر
        عـــــلى إمــــام ما جرى ذكره في خــاطري إلا جرى ناظري
        عـــــلـي إمام لم يـــــدع رزؤه صبراً لجــلد في الورى صابر
        على إمام هـــدَّ ركــــن الهدى مصابه بالقاصـــم الفـــــاقـــر
        وبدر تم في الـــثرى غائـــــب ونحر علم في الثرى غـــــائـر ...1.

        يقول ابن منظور: التبقر: التوسع في العلم والمال، وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر (رضوان الله عليهم)، لأنه بقر العلم وعرف أصله، واستنبط فرعه وتبقر في العلم.. 2. .

        ويقول الفيروز آبادي: والباقر محمد بن علي بن الحسين لتبحره في العلم.. 3.

        وقال ابن حجر: وارث علي بن الحسين من ولده، عبادة وعلماً وزهادة: أبو جعفر محمد الباقر، سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وآثار مخبآتها ومكامنها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه، وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكل عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة وكفاه شرفاً أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له ـ وهو صغير ـ: رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يسلم عليك فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت جالساً عنده والحسين في حجره، وهو يداعبه فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده ثم يولد له مولود اسمه محمد فإن أدركته يا جابر فأقرأه مني السلام . 4.

        وقال سبط ابن الجوزي: روى عنه الأئمة: أبو حنيفة وغيره، قال أبو يوسف: قلت لأبي حنيفة: (لقيت محمد الباقر؟ فقال: نعم، وسألته يوماً فقلت له: أأراد الله المعاصي؟ فقال: أفيعصى قهراً؟ قال أبو حنيفة: فما رأيت جواباً أفحم منه. وقال عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه مغلوب ويعني بالحكم الحكم بن عيينة، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه ...

        قال شمس الدين محمد بن طولون: أبو جعفر محمد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، الملقّب بالباقر، وهو والد جعفر الصادق رضي الله عنهما، كان الباقر عالماً، سيداً كبيراً، وإنما قيل له الباقر لأنه تبقّر في العلم، أي توسّع، والتبقير التوسيع، وفيه يقول الشاعر:

        يا باقر العلم لأهل التقى***وخير من لبّى على الأجبُل.. 5.

        قال علي بن محمد بن أحمد المالكي ـ المعروف بابن الصباغ ـ : وكان محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) مع ما هو عليه من العلم والفضل والسؤدد والرياسة والإمامة، ظاهر الجود في الخاصة والعامة، ومشهور الكرم في الكافة، معروفاً بالفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله 6.

        الإسم: محمد (ع)ـ اللقب : الباقر .الكنية: أبو جعفر .اسم الأب: علي بن الحسين (ع).أسم الأم: فاطمة بنت الحسن (ع).الولادة: 1 رجب 57 ه أو 3 صفر.الشهادة: 7 ذو الحجة 114ه. مدة الإمامة : 19 سنة. القاتل: هشام بن عبد الملك. مكان الدفن: البقيع.
        تزوج الامام الباقر (عليه السلام) من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر فأنجب منها الامام الصادق وعبد الله، وأم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية فأنجب منها ابراهيم وعبيد الله وله ثلاثة أولاد اخرون هم: علي وأم سلمة وزينب من بعض إمائه (عليه السلام).

        وعاش الإمام الباقر (عليه السلام) مع جده الإمام الحسين (عليه السلام) حوالى ثلاث سنوات ونيف وشهد في نهايتها فاجعة كربلاء. ثم قضى مع أبيه السجاد (عليه السلام) ثمان وثلاثين سنة يرتع في حقل أبيه الذي زرعه بالقيم العليا وأنبت فيه ثمار أسلوبه المتفرّد في حمل الرسالة المعطاء في نهجها وتربيتها المثلى للبشرية.

        واجتمعت فيه صفات ومزايا فريدة، فكان الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: "كان أبي كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وأنه ليذكر الله (عز وجل) وأكل معه الطعام ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله عن ذكر الله... وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس".

        كما كان له شرف الحصول على لقب "الباقر" من جدّه المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) كما في رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري حيث يقول: "قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : "يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين (عليه السلام) يقال له محمد يبقر العلم بقرا (يشقه شقا) فإذا لقيته فأقرءه مني السلام" فلما كَبُر سنّ جابر وخاف الموت جعل يقول: يا باقر يا باقر أين أنت، حتى راه فوقع عليه يقبّل يديه ورجليه ويقول: بأبي وأمي شبيه رسول الله (ص) إن أباك يقرؤك السلام.

        قال له الأبرش الكلبي: أنت ابن رسول الله حقاً. ثم صار إلى هشام فقال: دَعُونا منكم يا بني أمية، إن هذا أعلم أهل الأرض بما في السماء والأرض، فهذا ولد رسول الله 7.

        كتب عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة: ابعث إليّ محمد بن علي مقيّداً.

        فكتب إليه العامل: ليس كتابي هذا خلافاً عليك يا أمير المؤمنين، ولا ردّاً لأمرك، ولكن رأيت أن اُراجعك في الكتاب نصيحة لك، وشفقة عليك. إنّ الرجل الذي أردته ليس اليوم على وجه الأرض أعفّ منه ولا أزهد ولا أورع منه، وإنّه من أعلم الناس، وأرقّ الناس، وأشدّ الناس اجتهاداً وعبادة،وكرهت لأمير المؤمنين التعرض له فـ (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم). فَسُرّ عبد الملك بما أنهى إليه الوالي وعلم أنّه قد نصحه8.

        قال الحكم بن عتيبة في قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) : كان والله محمد بن علي منهم9.

        في عصر الإمام الباقر (عليه السلام) كانت الحياة الثقافية في مرحلة جمود من قبل الحكم والسياسة الاموية وبسبب ابتعاد الناس عن الأخلاق النبيلة والمثل العليا التي جاء بها الإسلام، فقد كانت السياسة الأموية العامل الأكبر في إثارة الخلافات العشائرية، وتقسيم المجتمع إلى نزاري وقحطاني، يريدون بذلك أن ينسوه الإسلام رسالة الوحدة والعزة؛ وان اكرمكم عند الله اتقاكم .وهذه الخلافات ولدة فتنة جاهلية بين القبائل فكما شاد الأخطل الشاعر النصراني، بمآثر الدولة الأموية والحكام الأمويين قام الكميت بن زيد، شاعر العلويين، فأشاد بمناقب قومه من مضر وفضلهم على القحطانيين ,فكان ذلك احد اسباب زعزعة السياسة الأموية والإطاحة بالحكم الأموي.قام الكميت بدور خطير جداً فقد أجج نار الفتنة بين اليمنية والنزارية، وهما من أهم القبائل العربية عدداً ونفوذاً، بالإضافة إلى كونهما من أعظم المؤيدين للحكم الأموي.

        ومما قاله الكميت في مدح قومه وهجاء القحطانيين هذه القصيدة المعروفة التي سارت على كل لسان:

        تشير إليـــــــــه أيــــــدي المهتدينا لنـــــــا قمر السماء وكل نـــــــــجم....
        وأسكـنـــــــهم بمـــــــــــكة قاطنينا وجــــــــدت الله إذ سمى نــــــــزاراً
        وللنــــــــاس القـــــــفا ولنا الجبينا لنا جعــــــــل المكارم خالصـــــــات
        فوالــخ من فحول الأعجمينــــا وما خربت هجــــــــائن من نــــزار
        مطـــهــــــــمة فيلفوا مبلغيــنــا10.. وما حملوا الحميــــــــر على عتاق
        وبــالآبــــــــاء سمينا البنيــنــا11. بني الأعمام إنكحنا الأيـــــــــامــــى

        أثر هذا الشعر تأثيراً عظيماً في قلوب القوم وأثار الحفائظ بين القبيلتين فشاع البغض والعداء بينهما، فانبرى للدفاع عنهم دعبل الخزاعي بلغت القصيدة التي رد بها على الكميت ستمائة بيت ومما جاء فيها:

        كفـــــاك اللــــــوم مر الأربعينا أفيــــقي من ملامك يا ظعـــــينا
        يشيـــــبن الـــــذوائب والقرونا ألم تحـــــزنك أحداث اللـــــيالي
        لقد حييــــت عـــــــــنا يا مدينا أحي الغـــــر من سروات قوقي
        وكنتم بـــــالأعـــــــاجم فأخرينا فإن يك آل إســـــرائيل منـــــكم
        مسخــــن مع القرود الخاسئينا فلا تنس الخنازيـــــر اللواتـــي
        ولــــكـــــــــــنا لنصرتنا هجينا وما طلب الكميـــــت طلاب وتر
        إلــــى نـــــــصر النبوة فأخرينا لقد علمت نزار أن قـــــومــــي

        وهكذا اتسع العداء بينما شمل سكان القرى والبادية. فالعصبية القبلية أفسدت قلوبهم وعرى الوحدة بين القبيلتين والأسرتين تمزق وانهار. وهذا ما دعا محمد الجعدي آخر ملوك بني أمية التعصب للنزاريين، مما سبب انحراف اليمانيين عن بني أمية وانضمامهم إلى الدعوة العباسية إبان تحركها ضد الحكم الأموي. وبذلك انهارت الدولة الأموية. يقول أحمد أمين في هذا المجال (وقتلت بعده، الدولة الأموية بقليل). 12.

        وعلى اثر التنازعات القبلية عمت الفتن والاضطرابات مما اذى الى فقدان الامن وثورات دامية كل ذلك بسبب سياسة الاموية الخاطئة التي كان همها تحقيق أهدافها الخاصة ومآربها الشخصية بعيداً عن مصالح شعوبها العامة. وبعد ذلك ظهرت احزاب سياسية كل منها يسعى لتحقيق غاياته ونشر مبادئه التي تتعارض مع الأحزاب الأخرى. سار معظم هذه الأحزاب في منعطفات خاصة مستخدمة بذلك جميع الطرق الدبلوماسية دون أن تعنى بمصلحة الأمة. وقد حدث صراع حزبي عنيف ساده القلق والقسوة والاضطراب. وهذه الاحزاب هي ـ 1.الحزب الاموي المتبقين منهم 2. الحزب الزبيري 3.الخوارج 4.الشيعة وكان لسانهم الناطق في عصر الإمام الباقر(عليه السلام) عدة شعراء مخلصين منهم كثير عزة والسيد الحميري والكميت بن زيد الأسدي يقول كثير:

        ولاة الــــــحــــــق أربــــــعة سواء ألا إن الأئــــــــــــــمة من قريــــش
        هــم الأســــــباط ليـــس بهم خفاء علـــــــــي والــــثلاثة من بنـــــــيه
        وســـــــــــبط غيَّبــــــــته كـــربلاء فـــــــــــــسبط ســبط إيمـــــان وبرٍّ
        يقــــــــــــود الخيــل يقدمها اللواء وسبــــــــط لا تـــــــراه العين حــيّ
        يرضون عنده عسل ومــاء 13. تغــــــيب لا يُـــــــــرى فيهم زمــاناً

        غير أن هناك من الشعراء من قد ضحوا تضحية كبرى في سبيل تشيعهم لآل البيت، فلم يرضوا بمجرد العاطفة نحوهم وإظهار الأسى لما حل بهم، وإنما خاصموا من خاصمهم وشهروا عليهم سلاح القول ألسنة حداداً مع مجادلة ومحاجة وفي مقدمة هؤلاء الشعراء، الكميت بن زيد الأسدي الذي يهاجم بني أمية بكل جرأة وعنف فيقول:

        وإن خفت المهنــــــد والقـــــــطيعا فـــــــــقل لبــــني أمية حيث حــلوا
        واشـــــــــبع مـــــن بـحوركم أجيعا أجـــــــــــــاع الله من أشبـــــعتموه
        يـــكـــــون حياً لأمته ربيــعاً 14. بمرض بالســــــــياسة هـــــاشمـي

        وكان الكميت علوي المذهب يدافع بكل قواه عن الفكر الشيعي بأعظم الحجج وأوضح الدليل. فهو يعارض الحزب الحاكم المتمثل في الحكام الأمويين المنحرفين عن الخط الإسلامي الصحيح والمبتدعين في الدين غير الملتزمين بما جاء في الكتاب العزيز، السافكين دماء المسلمين فيقول فيهم:

        أزلَّوا بها أتــــــــباعهم ثـــــم أوصـلوا لهــــــــم كـل عام بدعة يحـــــــــدثونها
        كتـاب ولا وحـــــــــي مـــــن الله منزل كما ابتدع الرهبـــــــان ما لم يجيء ب
        ويحـــرم طلع الـــــــنخلة المتــــــــهدل تــــــــحل دمـاء المسلمين لديــــــــــهم
        عليــــــــهم وهــــــل إلا عليك المعوّل؟ فيــــــا ربِّ هــل إلا بك النصر نبتـــغي

        وفوق حملته على الأمويين يعمد إلى الانتصار لأهل البيت عن طريق المناظرة والمحاجة والإقناع، وكأنه متأثر بالمعتزلة تأثراً بالغاً.

        ونراه يسفه حق بني أمية في الخلافة ويقرر حق الهاشميين فيها فيقول:

        ومــا ورثتهـــــــم ذاك أم ولا أب 15.. وقـــــــالوا ورثناها أبانا وأمـــــــــــــنا
        سفاهاً وحق الهـــــــاشميـــــين أوجب يرون لـــــــهم فضلاً على الناس واجباً
        بــــــه دان شرقــــــي لكـــــــم ومغرِّب ولكن مواريـــــــث ابن آمــــــــنة الذي
        وتـعتب لو كنا عـــــــلى الحــــق نعتب وتستخلف الأمـــــــوات غيرك كلـــــهم
        لقد شركت فيه بـــكيـــلٌ وأرحب16. يقولون لم يـــــــورث، ولولا تــــــراثه
        وكـــــــــــــــندة والحيـــان بكر وتغلب وعك ولخم والســــــــكون وحــــــــمير

        والحق يقال أن الكميت كان المحامي الذلق المتمكن بالحجة المفخمة وهو كما قال شوقي ضيف: (طرفة نفيسة من طرف العصر الأموي ولون أدبي جديد في تاريخ الأدب العربي) 17.



        تعليق


        • #5
          بعض من اعمال الامام الباقر (عليه السلام ) في عصره ..

          يقول الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حليته: هو الحاضر الذاكر، الخاشع الصابر، أبو جعفر محمد بن علي الباقر، كان من سلالة النبوة، وممن جمع حسب الدين والأبوة، تكلم في العوارض والخطرات، وسفح الدموع والعبرات، ونهى عن المراء والخصوما18> فقدبيّن الإمام الباقر (عليه السلام) فضل العالم وقدّمه على العابد، لأن العلم الحقيقي يجعل الإنسان على وعي كامل بالحقائق والتصورات وبالأحداث والمواقف، فلا يختلط عليه أمر بأمر ولا موقف بموقف فيكون قادراً على التمييز والتشخيص، وإصابة الواقع في جميع مجالاته، قال (عليه السلام) : (عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد)19.

          كان للإمام
          الباقر (عليه السلام) دور كبير في توسيع المؤسسات الثقافية ، فقد أسس عدة مدارس في أهم الأمصار الإسلامية :

          مدرسة المدينة: وكان يشرف عليها مباشرة ، وينتقي منها الفقهاء ليواصلوا حمل العلم ونشره .

          مدرسة الكوفة: وكان يشرف عليها من تتلمذ على يديه، وتخرّج من مدرسته، وقد أثمرت هذه المدرسة في نشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) وإرجاع الناس إليهم، حتى اعترف الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك بهذه الحقيقة، فقد أشار إلى الإمام (عليه السلام) قائلاً: هذا المفتون به أهل العراق20. ولذا أمر الأمويون بمنع أهل العراق من الالتقاء بالإمام (عليه السلام)21.

          مدرسة قم: وكان يشرف عليها بعض من تتلّمذ على يدي الإمام (عليه السلام)، وهي متفرعة من مدرسة الكوفة. وتأثرت بمدرسة الكوفة وقم مدارس أُخرى في الشرق الإسلامي، كمدرسة الري وخراسان22.

          وهنالك مدارس جوّالة كان يؤسسها طلابه أينما حلّوا وهي محدودة بحدود عدد الأفراد المشرفين وبمقدار الاستجابة لهم من قبل الناس . والمؤسسات الثقافية كان لها دور كبير في تخريج الفقهاء والمبلغين من مختلف الأمصار . وكانت أساليب الإمام التثقيفية متنوعة، بعضها ذو طابع فردي والآخر ذو طابع جماعي. كما كان التثقيف يتم عن طريق التدريس، وأُخرى عن طريق الرسائل والوصايا. ولم يكن تثقيفه وتعليمه مقتصراً على الفقه والأصول أو العلوم الدينية بشكل خاص، بل كان شاملاً لجميع العلوم المعروفة آنذاك23.


          بإيجاز من علوم الامام بحوث ألقاها على العلماء في الجامع النبوي

          1. العلوم الفقهية ...بين الامام ان روايات الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) في عالم التشريع والأحكام الفقهية لا تتناول آراءهم الخاصة وإنما هي امتداد لأقوال الرسول (صلّى الله عليه وآله) قال (عليه السلام): (والله يا جابر لو كنا نحدث الناس برأينا لكنا من الهالكين، ولكنا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم…)24.

          2.الحديث الشريف وهي تعد المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. فالكتاب تولى العناوين والعموميات والحديث اختص بشرح العموميات وتقييد المطلقات، وبيان ناسخه من منسوخه، ومجمله من مبنيه، كما يعرض لأحكام الفقه من العبادات والمعاملات، وإعطاء القواعد الكلية التي يتمسك بها الفقهاء في استنباطهم الحكم الشرعي. ويؤكد على فهمه والوقوف على معطياته. وقد جعل المقياس في فضل الراوي فهمه للحديث ومعرفة مضامينه. روي عن الإمام الصادق عن أبيه قال:

          (أعرف منازل الشيعة على قدر رواياتهم ومعرفتهم، فإن المعرفة هي الدراية للرواية، وبالدراية للرواية يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان.. إني نظرت في كتاب لعلي فوجدت في الكتاب أن قيمة كل امرئ وقدره، معرفته الله تعالى يحاسب الناس على قدر ما أتاهم من العقول في دار الدنيا..)25.

          وأحاديث الإمام
          الباقر عن جديه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) على قسمين: الأولى مرسلة، والثانية مسندة.

          فالمرسلة: ينسب فيها الإمام الحديث رأساً إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) أو الإمام (عليه السلام) دون أن يذكر رجال السند. قال (عليه السلام) : (إذا حرفت بالحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي زين العابدين عن أبيه الحسين الشهيد، عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن جبرائيل عن الله عز وجل..)26.

          والمسندة: هي التي يذكر فيها سنده عن آبائه الطاهرين عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وسواء أكانت روايته مرسلة أم مسندة فهي حجة بلا خلاف.

          أ ـ أحاديث الفقه 27: روى الإمام
          الباقر (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: (فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة، وأفضل دينكم الورع). وايضا ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم). وايضا (الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان).

          ب ـ الأحاديث الاجتماعية: قال (عليه السلام) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل التحبب إلى الناس) وايضا ألا إن شرار أمتي الذين يكرمون مخافة شرهم، ألا وإن من أكرمه الناس اتقاء شره فليس مني) وايضا (صنفان من أمتي إذا صلــحا صلحت أمتـــي، وإذا فسدا فـــسدت أمتي، قيل يا رسول الله ومن هما؟ قال: الفقهاء والأمراء..). وايضا (من واسى الفقير، وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقاً)28.. وايضا (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم) 29... وايضا (مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة)29.



          تعليق


          • #6
            استشهاد الامام الباقر (عليه السلام )30..

            دسم السم بلامام من قبل هشام بن الحكم 30 وقيل هو ابراهيم بن الوليد 30.

            أما الأسباب التي أدت بالاُمويين الى اغتيال الإمام (عليه السلام) فهي:

            1 ـ سمو شخصية الإمام الباقر (عليه السلام) : لقد كان الإمام أبو جعفر (عليه السلام) أسمى شخصية في العالم الإسلامي فقد أجمع المسلمون على تعظيمه، والاعتراف له بالفضل، وكان مقصد العلماء من جميع البلاد الإسلامية. لقد ملك الإمام (عليه السلام) عواطف الناس واستأثر بإكبارهم وتقديرهم لأنه العلم البارز في الاسرة النبوية ، وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الاُمويين وحقدهم فأجمعوا على اغتياله للتخلص منه.

            2 ـ أحداث دمشق:

            لا يستبعد الباحثون والمؤرخون أن تكون أحداث دمشق سبباً من الأسباب التي دعت الاُمويين الى اغتياله (عليه السلام) وذلك لما يلي:

            أ ـ تفوق الإمام في الرمي على بني اُمية وغيرهم حينما دعاه هشام الى الرمي ظاناً بأنه سوف يفشل في رميه فلا يصيب الهدف فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه والسخرية به أمام أهل الشام. ولمّا رمى الإمام وأصاب الهدف عدة مرات بصورة مذهلة لم يعهد لها نظير في عمليات الرمي في العالم، ذهل الطاغية هشام، وأخذ يتميز غيظاً ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وصمم منذ ذاك الوقت على اغتياله.

            ب ـ مناظرته مع هشام في شؤون الإمامة، وتفوق الإمام عليه حتى بان عليه العجز ممّا أدّى ذلك الى حقده عليه.

            ج ـ مناظرته مع عالم النصارى، وتغلبه عليه حتى اعترف بالعجز عن مجاراته أمام حشد كبير منهم معترفاً بفضل الإمام وتفوّقه العلمي في أمّة محمد (صلى الله عليه وآله)، وقد أصبحت تلك القضية بجميع تفاصيلها الحديث الشاغل لجماهير أهل الشام31. ويكفي هذا الصيت العلمي أيضاً أن يكون من عوامل الحقد على الإمام (عليه السلام) والتخطيط للتخلّص من وجوده.

            ونصّ الإمام أبو جعفر (عليه السلام) على الإمام من بعده قبيل استشهاده فعيّن الإمام الصادق (عليه السلام) مفخرة هذه الدنيا، ورائد الفكر والعلم في الإسلام، وجعله مرجعاً عاماً للاُمة من بعده، وأوصى شيعته بلزوم اتباعه وطاعته. وكان الإمام أبو جعفر (عليه السلام) يشيد بولده الإمام الصادق (عليه السلام) بشكل مستمر ويشير الى امامته، فقد روى أبو الصباح الكناني، أنّ أبا جعفر نظر الى أبي عبدالله يمشي، فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عزّ وجلّ : ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)32. كل هذه الاُمور بل وبعضها كان يكفي أن يكون وراء اغتياله(عليه السلام) على أيدي زمرة جاهلية ، افتقرت الى أبسط الصفات الإنسانية، وحرمت من أبسط المؤهلات القيادية.


            وأوصى الإمام محمد الباقر (عليه السلام) الى ولده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بعدة وصايا كان من بينها ما يلي:

            1 ـ انه قال له: يا جعفر أوصيك بأصحابي خيراً، فقال له الإمام الصادق: جُعلت فداك والله لأدعنهم، والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحداً33.
            2 ـ أوصى ولده الصادق (عليه السلام) أن يكفّنه في قميصه الذي كان يصلي فيه34. ليكون شاهد صدق عند الله على عظيم عبادته، وطاعته له.
            3 ـ إنه أوقف بعض أمواله على نوادب تندبه عشر سنين في منى35.. . ولعل السبب في ذلك يعود الى أن منى أعظم مركز للتجمع الاسلامي، ووجود النوادب فيه مما يبعث المسلمين الى السؤال عن سببه، فيخبرون بما جرى على الإمام أبي جعفر (عليه السلام) من صنوف التنكيل من قبل الامويين واغتيالهم له، حتى لا يضيع ما جرى عليه منهم ولا تخفيه أجهزة الاعلام الاُموي.

            وسرى السم في بدن الإمام أبي جعفر (عليه السلام)، وأثّر فيه تأثيراً بالغاً، وأخذ يدنو اليه الموت سريعاً، وقد اتجه في ساعاته الأخيرة بمشاعره وعواطفه نحو الله تعالى، فأخذ يقرأ القرآن الكريم، ويستغفر الله، فوافاه الأجل المحتوم ولسانه مشغول بذكر الله فارتفعت روحه العظيمة الى خالقها، تلك الروح التي أضاءت الحياة الفكرية والعلمية في الإسلام والتي لم يخلق لها نظير في عصره. وقد انطوت برحيله أروع صفحة من صفحات الرسالة الإسلامية التي أمدّت المجتمع الاسلامي بعناصر الوعي والازدهار.

            وقام ولده الإمام الصادق (عليه السلام) بتجهيز الجثمان المقدس فغسّله وكفنه، وهو يذرف أحر الدموع على فقد أبيه الذي ما أظلت على مثله سماء الدنيا في عصره علماً وفضلاً وحريجة في الدين.

            ونقل الجثمان العظيم ـ محفوفاً بإجلال وتكريم بالغين من قبل الجماهير ـ الى بقيع الغرقد، فحفر له قبراً بجوار الإمام الأعظم أبيه زين العابدين (عليه السلام) وبجوار عم أبيه الإمام الحسن سيد شاب أهل الجنة (عليه السلام) وأنزل الإمام الصادق أباه فى مقرّه الأخير فواراه فيه، وقد وارى معه العلم والحلم، والمعروف والبر بالناس.

            لقد كان فقد الإمام أبي جعفر (عليه السلام) من أفجع النكبات التي مُني بها المسلمون في ذلك العصر، فقد خسروا القائد، والرائد، والموجه الذي بذل جهداً عظيماً في نشر العلم، وبلورة الوعي الفكري والثقافي بين المسلمين.

            اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، باقِرِ الْعِلْمِ وَ اِمامِ الْهُدى ، وَ قائِدِ اَهْلِ التَّقْوى وَ الْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ ، اَللّـهُمَّ وَ كَما جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ وَ مَناراً لِبِلادِكَ ، وَ مُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَ مُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ ، وَ اَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَ حَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ ذُرِّيَةِ اَنْبِيائِكَ وَ اَصْفِيائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ اُمَنائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ 36.
            ـــــــــــــــــــــــــــــــ


            تعليق


            • #7
              بِســْـمِ الله الْرَّحْمـَــنْ الْرَّحِيـــمْ��
              ��اللهم صل على محمد وآل محمد ��

              �� قال الإمام
              الباقر (عليهِ السلام) إنا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا بني خمس سنين،فمروا صبيانكم إذا كانوا بني سبع سنين.

              ��المصدر (وسائل الشيعة ج4 ص31 ح4434)

              ��قال الإمام
              الباقر (عليهِ السلام)* من حمل جنازة من أربع جوانبها، غفر الله له أربعين كبيرة.

              ��المصدر (وسائل الشيعة ج3 ص3 ح153)

              ��قال الإمام
              الباقر (عليهِ السلام)
              خِفْ الله تعالى لقدرتهِ عليك، واستحِ منه لقُربه منك.

              ��المصدر ( بحار الانوار ج68 ص336 ح22)

              �� قال الإمام
              الباقر (عليهِ السلام)
              الحكمة ضالة المؤمن، فحيث ما وجد أحدكم ضالته فليأخذها.

              ��المصدر (وسائل الشيعة ج5 ص322)



              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صل على محمد وال محمد
                ***************************
                كان للباقر اعوام ثلاث***يوم دين الله بالسبط استغاث
                فحسين للهدى نعم الغياث***فسألوا الطف بيوم العاشر
                حمل الباقر من بين الصغار***ظمأ القلب ونار الاصطبار
                كان في الطف غريبا في الديار***يبصر الخطب بطرف ساهر
                يسمع السبط مناد بالجموع ***والفضا بحر سيوف ودروع
                يطلب النصرة في الهول المروع***وهو فرد لم يجد من ناصر
                ينظرالجد قتيلا في القفار***دامي النحر عليه الدهر جار
                هو والاطفال قد راموا الفرار***في البوادي خوف جور الجائر
                وابو الباقر زين العايدين** *كان للداء وللسقم قرين
                ينظر الوالد بالقلب الحزين***ثم لايقوى لدفع الغادر
                شب هذا الطفل في ضنك الأسى***وعليه الدهر بالجور قسا
                ظل يرعى العهد فالدهر عسى***يخصب المحل بسحب ماطر
                كان للباقر من بين العهود***ينشر العلم على كل الوجود
                فوفى فامتاز للفجر عمود***ماحقا جهل الزمان العاثر
                فرأى الطغيان ان الحق بان***بعدما ذاق الورى كل هوان
                هاهو الباقر فازدان الزمان***يدفع الغي بعلم باهر
                فرأوافي قتله عيش الظلام***فأتوا بالسم فتكا بالأمام
                فاذا القلب لهيب وضرام***فقضى صبرا بقلب صابر
                قد سقاه السم قوم مجرمون***جددوا الغدر طغاة مشركون
                فغدا في سقر يجتمعون***يلعن الأول فعل الأخر

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صل على محمد وال محمد
                  ***********************
                  اسمه: محمد.
                  كنيته: ابو جعفر.
                  والده: علي بن الحسين السجاد.
                  جده: الحسين سيد الشهداء.
                  أمه: فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى
                  قال عنها الإمام الصادق (عليه السلام):
                  (كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها).
                  ألقابه: الباقر، الشاكر، الهادي.
                  ولادته: ولد الإمام الباقر بالمدينة سنة57 للهجرة في غرة رجب.
                  استشهاده: توفي مسموما بالمدينة عام114 للهجرة وله من العمر57 سنة.
                  أولاده: له سبعة أولاد وهم: جعفر (الصادق) وعبد الله وإبراهيم وعبيد الله وعلي وزينب وأم سلمة، ولم يعقب منهم إلا الصادق (عليه السلام).
                  أشهر اخوته: زيد الشهيد.
                  أزواجه: فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأم حكيم بنت أسد، واثنتان أخريات.
                  ملوك عصره: عاصر الإمام الباقر (عليه السلام) خمسة من ملوك بني أمية وهم:
                  الوليد بن عبد الملك
                  وسليمان بن عبد الملك
                  وعمر بن عبد العزيز
                  ويزيد بن عبد الملك
                  وهشام بن عبد الملك
                  وتوفي في ملكه بعد أن دس إليه السم.
                  صفته: كان الإمام الباقر (عليه السلام) ذو هيبة وجلال، وقد جلس عنده عكرمة فارتعش من هيبته وجلالته، وكان معتدل القامة، أسمرا، بدينا نوعا ما
                  وكان كثير الذكر، يمشي ويذكر الله تعالى، له خال على خده، جعد الشعر حسن الصوت.

                  عاش الإمام الباقر مع جده الحسين نحو أربع سنين، ومع أبيه35 سنة، وبعد أبيه18 سنة وهي مدة إمامته.
                  نقش خاتمه: (ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن، وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن) وروي (العزة لله) أو (العزة لله جميعا).
                  حرزه: بسم الله الرحمن الرحيم يا دان غير متوان يا أرحم الراحمين إجعل لشيعتي من النار وقاء لهم ولهم عندك رضا واغفر ذنوبهم ويسر امورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم يا من لا يخاف الضيم ولا تأخذه سنة ولا نوم إجعل لي من كل غم فرجا ومخرجا.
                  ولادته
                  ولد الإمام الباقر (عليه السلام) في شهر رجب المبارك عام57 هجرية، وتلقفه أهل البيت بالتقبيل والسرور، إذ لطالما كانوا ينتظرون ولادته التي بشر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) منذ عشرات السنين.
                  ((النص على إمامته))
                  كان من سنة الأئمة الهداة (عليهم السلام) أنهم يرجعون الناس إلى الإمام المعصوم قبل أن يفارق الإمام السابق الدنيا، وكان دأبهم أن تكون الوصية واضحة وامام أعيان الناس لكيلا يدعي أحد الوصية.
                  أن لكل إمام وصية ونص من الإمام السابق عليه ويضاف إليها ظهور المعجزات عنه الدالة على صدق دعواه، وليس ظهور المعجزة على يد الأوصياء بأمر غريب بل ظهرت المعجزات من قبل على يد يوشع بن نون وصي موسى وعلى يد أصف وصي سليمان وغيرهم.
                  وهكذا أوصى الإمام السجاد (عليه السلام) بالإمامة ومواريث الأنبياء إلى ولده الإمام الباقر (عليه السلام) عندما حضرته الوفاة، حيث التفت إلى ولده وهم مجتمعون عنده مع بعض الأصحاب الأجلاء، ثم التفت إلى محمد الباقر وقال: (يا محمد هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك)، قال: (أما إنه لم يكن فيه دينار ولا درهم ولكن كان مملوءا علما).
                  فلما توفي السجاد (عليه السلام) جاء أخوته يدعون ما في الصندوق فقالوا للباقر: أعطنا نصيبنا من الصندوق، فقال: (والله مالكم فيه شيء ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إلي)، وكان في الصندوق سلاح رسول الله وكتبه مع كتب وصحف الانبياء السابقين.
                  وروي أن الإمام السجاد (عليه السلام) قال لابنه الباقر (عليه السلام): بني إني جعلتك خليفتي من بعدي لا يدعي فيما بيني وبينك أحد إلا قلده الله يوم القيامة طوقا من نار.
                  ((مناظراته))
                  لقد عرف عهد الإمام الباقر بكثرة المناظرات والمحاججات والحوارات المفتوحة، لأن دولة بني أمية فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة والآراء الفاسدة الكاسدة، فجلس الإمام الباقر بكل جهاد أمام هذه التيارات المنحرفة يوعظهم ويرشدهم ويصحح أفكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ومن مناظراته التي سنذكرها ما يلي:
                  الباقر مع عالم نصراني:
                  جلس يوما الإمام الباقر إلى أحد علماء النصارى فقال للإمام: هل أنت منا أم من الأمة المرحومة.
                  فقال الإمام: بل من هذه الأمة المرحومة.
                  فقال: من أيهم أنت من علمائهم أم من جهالها؟
                  فقال له: لست من جهالها.
                  فاضطرب اضطرابا شديدا ذلك العالم وقال للإمام: أسألك؟
                  فقال الإمام: سل.
                  فقال النصراني: من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون ولا يحدثون ولا يبولون؟ وما الدليل فيما تدعونه من شاهد؟
                  فقال الإمام: مثل الجنين في بطن أمه يطعم ولا يحدث.
                  فاضطرب النصراني ثم قال: هلا زعمت انك لست من علمائها؟
                  فقال الإمام: ولا من جهالها.
                  فقال للإمام: أسألك عن مسألة أخرى؟
                  قال: سل.
                  قال النصراني: من أين ادعيتم أن فاكهة الجنة أبدا غضة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة؟ وما الدليل عليه من شاهد لا يجهل؟
                  فقال الإمام: دليله أن ترابنا أبدا يكون غضا طريا موجودا غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع.
                  فاضطرب النصراني فقال: أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل ولا من ساعات النهار؟
                  فقال الإمام: هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
                  فقال النصراني: بقيت مسألة واحدة والله لأسألك عنها ولا تقدر أن تجيب عليها، فقال: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة وعمر الآخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا؟
                  فقال الإمام: ذلك عزير وعزيرة ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرون عاما مر عزير على حماره بأنطاكية وهي خاوية على عروشها (قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها). البقرة:259
                  فأماته الله مائة عام ثم بعثه على حماره، وكان عزيرة عمره مائة وخمسة وعشرون سنة، فعاشا سوية خمسة وعشرين سنة ثم قبضهما الله في يوم واحد.
                  فهنض النصراني وقال: جئتموني بأعلم مني وأقعدتموني معكم حتى هتكني وفضحني.
                  نعم هكذا كان الإمام الباقر (عليه السلام) يجيب عن مئات الأسئلة المحرجة والغريبة بكل رحابة صدر وتواضع ودون ضجر أو كسل، فإنهم (عليهم السلام) هكذا كانوا يبثون العلم في الناس ويرفعون مظاهر التخلف والغباء.
                  ((نظرية الإمامة))
                  دأب الإمام الباقر أن يؤسس للناس نظرية الإمامة بشكل واصح من خلال محاوراته ومناظراته، ولذك لما كان بعض الناس يسألونه: أن إنسانا ينقطع إصبعه ويضع عليه دواءا فهل يمكنه الوضوء أو أنه يتيمم؟ فكان الإمام يترك ذلك ويقول أن هذا وأمثاله يفهم من القرآن، فمثل هذه الأمور ليست بالضخامة بل القضية الأهم من الإصبع الواحد هي الأمة الإسلامية وجوهرها إمامة أئمة الهدى من آل محمد (صلى الله عليه وآله).
                  والداعي الذي أدى بالإمام الباقر إلى تكثيف الحوارات حول الخلافة والإمامة، هو أن المذاهب الأربعة (المالكية، الشافعية، الحنبلية والحنفية) نشأت تقريبا في زمان الإمام الباقر، فأراد الإمام أن يوضح هوية المذهب الحق ونذكر إليك واحدة من محاوراته في الإمامة بشكل تام.
                  معجزة للباقر (عليه السلام)
                  قال أبو بصير: قلت يوما للباقر (عليه السلام): أنتم روثة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
                  قال: نعم.
                  قلت: ورسول الله (صلى الله عليه وآله) وارث الأنبياء جميعهم؟
                  قال: وارث جميع علومهم.
                  قلت: وأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
                  قال: نعم.
                  قلت: فأنتم تقدرون ان تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟
                  قال: نعم نفعل ذلك بإذن الله تعالى.
                  ثم قال: ادن مني يا أبا بصير.
                  وكان أبو بصير مكفوفا (أعمى)، قال: فدنوت منه، فمسح بيده على وجهي فأبصرت السماء والجبال والأرض.
                  فقال: أتحب أن تكون هكذا تبصر وحسابك على الله أو تكون كما كنت ولك الجنة؟
                  قلت: الجنة.
                  فمسح بيده على وجهي فعدت كما كنت.
                  عبادة الإمام الباقر (عليه السلام)
                  العبادة بالنسبة للمعصومين تمثل حالة كمال وإشراق وليست عبارة عن تكليف يراد الخلاص منه، بل كانوا يأنسون بالعبادة لله تعالى.
                  حكى (أفلح) وهو خادم الإمام الباقر، قال: حججت مع أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) فلما دخل المسجد ونظر البيت بكى، فقلت: بأبي أنت وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو خفضت صوتك قليلا؟
                  قال: ويحك يا أفلح ولم لا أرفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر إلي برحمة منه فأفوز بها غدا.
                  ثم طاف بالبيت وجاء حتى ركع خلف المقام فلما فرغ إذا موضع سجوده مبتل من دموع عينيه.
                  فالباقر (عليه السلام) يعيش حالة القرب الإلهي والدنو الرباني والأنس والشوق للحق سبحانه وتعالى مثل جده النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذ صورة واحدة من الكثير الذي لا يمكن أن نذكره هنا عن عبادة الإمام الباقر (عليه السلام).
                  نعم لم تكن عبادتهم صوفية تعزلهم عن الناس وتمنعهم من الموعظة والإعانة والإيثار، بل كانوا في عمق العبادة يصلون الناس كعلي (عليه السلام) عندما أعطى خاتمه إلى الفقير وهو في ركوعه
                  حلم الإمام (عليه السلام)
                  كان أحد الرجال يجلس عند الإمام الباقر (عليه السلام) ولكنه يبغض الإمام بغضا كبيرا، وكان يقول للإمام الباقر: يا محمد ألا ترى أني إنما أجيء إلى مجلسك حياءا مني منك ولا أقول أن احدا في الأرض أبغض إلي منكم أهل البيت وأعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب وحسن لفظ، فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك.
                  وكان ابو جعفر يقول له خيرا لن تخفى على الله خافية.
                  ففي يوم من الأيام مرض هذا الرجل وكان من أهل الشام واشتد وجعه، عندها دعا ابنه وقال له: إذا مت فأت محمد الباقر وسله أن يصلي علي وأعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك.
                  فلما كان في نصف الليل ظنوا أنه قد مات وسجوه، فلما أن أصبح الناس خرج ابنه إلى المسجد فلما صلى الإمام الباقر وتورك قال له: يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه.
                  فجاء الإمام إلى داره، وأسند الرجل الشامي وأجلسه وسقاه شرابا، وقال لأهله: املئوا بطنه وبردوا صدره بالطعام البارد.
                  ثم انصرف الإمام فلم يلبث قليلا حتى عوفي الشامي فأتى أبا جعفر فقال له: أشهد أنك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فمن أتى غيرك خاب وخسر وضل ضلالا بعيدا.
                  فقال له أبو جعفر: مابدا لك؟
                  قال لما أصابتني الغيبوبة وخرجت روحي عاينت بها وسمعت مناديا ينادي: ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن علي (عليه السلام).
                  ويروى أن نصرانيا لاقى الإمام الباقر في الشارع فقال له: أنت بقر؟
                  فقال له الإمام: لا، أنا باقر.
                  فقال النصراني: أنت ابن الطباخة؟
                  قال: ذاك حرفتها.
                  قال: أنت ابن السوداء الزنجية؟
                  قال: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك.
                  فخجل النصراني من شدة حلم الإمام الباقر، وأخذه الحياء حتى رافقه الإمام وكلمه بأحسن الكلام فأسلم النصراني على يد الإمام.
                  رحيل الإمام الباقر (عليه السلام)
                  جاء في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي أن الباقر مات مسموما، وكان ذلك في ملك هشام بن عبد الملك، وتشير المصادر أن هشام كان وراء سم الإمام (عليه السلام).
                  يقول الإمام الصادق (عليه السلام): قال لي أبي ذات يوم في مرضه (على أثر السم): يا بني أدخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، فأدخلت عليه أناسا منهم فقال:
                  يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء، فلما خرجوا قلت له: يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد أن ادخل عليك قوما تشهدهم، فقال: يا بني اردت أن لا تنازع وكرهت أن يقال أنه لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة.
                  وبذلك يعلمنا الإمام درسا مهما حتى في أواخر حياته الشريفة، فعلينا أن نهتم بأمر الوصية ونعلنها بشكل لا يولد الشك في قلوب الآخرين، ثم إن الإمام الباقر أراد أن يعلم الناس بإمامة الصادق من بعده.
                  وفعلا فقد قام الإمام الصادق بتغسيله وتكفينه على ما أوصاه ودفنه، ومضى إمامنا الباقر إلى سبيله مجاهدا محتسبا صابرا بعد حياة قضاها بنشر العلم وبث أحكام الدين وتفسير القرآن، فقد روى عنه محمد بن مسلم وهو واحد فقط (30000) حديث، فما حسبك بغيره، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث.

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صل على محمد وال محمد
                    *********************
                    بمزيد من الحزن والأسى نتقدم بأحر التعازي الى مقام
                    صاحب العصر والزمان إمام الإنس والجان الحجة بن الحسن عجل الله فرجه وسهل مخرجه والى
                    جميع مراجعنا العظام وجميع المؤمنين والمؤمنات في ذكرى استشهاد الإمام الخامس الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام سائلين الله أن يعجل في فرج مولانا صاحب الأمر وان يجعلنا من الآخذين بثأر آل محمد تحت رايته وفي ظله انه سميع مجيب
                    عظم الله لكم الأجر وأحسن لكم العزاء

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X