إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"إنّي لا أرى الموتَ إلاّ سعادةً.."

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "إنّي لا أرى الموتَ إلاّ سعادةً.."

    "إنّي لا أرى الموتَ إلاّ سعادةً.."


    لا يعد أي رمز ثوري تحرري في كل دول وأصقاع العالم، مختصاً بالضرورة بتلك الدولة أو البقعة أو الشعب.. فكل رمز هو لكل العالم، وإن كانت قضيته وقتية آنية مع طغاة زمانه وشعبه.. ولكن بالمفهوم الأممي الانساني للبشرية، فكل الأجيال آجلاً أم عاجلاً سوف تنتفع من تلك الصرخة الثورية النهضوية التي أريد منها حفظ كرامة الانسان، ونيل حريته وحقوقه.
    فالقائد الرمز الأكثر شهرة على مر التاريخ، مالئ الدنيا وشاغل الأمم والشعوب على مدى الدهور هو الإمام الحسين (عليه السلام)، لم يكن ينادي للخلاص من الجور والاستبداد الأموي على نحو خاص، بل شملت نهضته المباركة كل الأرض بمختلف توجهاتها وانتماءاتها.. يقول (عليه السلام) في خطبة له: ((ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به وإلى الباطل لا يُتناهى عنه))، وهذه المقولة مثلت الركيزة الأساسية للانطلاق والنهوض بوجه الظلم، عن طريق استفزاز مشاعر الناس، وتحريك قواهم التحررية، وايقاظهم من غفلتهم وخوفهم وسباتهم..!
    وفي كل زمان ومكان، هناك آلاف التبريرات الجاهزة للحاكم والأجهزة القمعية في تسمية الثورة والثائرين، ونبزهم بألقاب ومسميات شتى؛ لإفراغهم من محتوى تظاهراتهم ونهضتهم ونداءاتهم التضحوية المطالبة بالتغيير، وحلحلة أزمات أوطانهم، وإيجاد منافذ انقاذ ما يمكن انقاذه..!
    ولا يخطر ببال أحد أن الأمر يقتصر بالتعابير المباركة والخطب النهضوية التي قالها الإمام على مدى أيام خروجه ضد طواغيت عصره، بل تجلى الأمر بالتضحية الفعلية بكل ما يملك في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، وتطبيق دستوره وعدالته على وجه الأرض، فالأجيال تحفظ وتتلو كلامه الثوري، وتتناقله الناس، وكتبت في محاور وتأويلات نهضته مئات الآلاف من الدراسات والبحوث والمقالات، وهو أمر جيد جداً، ومصداق نابض من مصاديق (أحيو أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا).
    ولكن الأشد قوة وتطبيقاً لتلك الحروف المضيئة له (سلام الله عليه) هو رفض الواقع السيء بكل مفاصله، وهذا الرفض ينبغي أن يكون حاضراً دائماً، وبحسب سلطة الفرد ونفوذه وقدرته على التغيير نحو الأحسن مهما كان بسيطاً، ولكنه على المستوى الجمعي للأمة يمثل بذرة أو طاقة ايجابية، تضيء الأمل، وتمحو اليأس من خارطة وتفكير الشعوب التي أنهكتها حكامها بجورهم وطغيانهم.
    لذا كان من مقتضيات المنطق الحق، جعل القضية الحسينية ومحاورها وشعائرها على مر الأزمان هي للتعبئة الجماهيرية وإعدادها دائماً وأبداً للنهوض، ورد الحقوق المغتصبة، وإشاعة العدل والمساواة وحرية الفرد وكرامته في كل الحقول والاتجاهات.. حتى يتحول الحسين (عليه السلام) في أذهاننا الى مشروع حياة كريمة لمجتمعاتنا في الدنيا، وليس فقط مشروع شفاعة وجزاء أخروي.
    الإمام الحسين (عليه السلام) لا يرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما.. وهو نداء لتوجه الإنسان نحو السعادة الحقيقية في التحرر من قيود الجور مهما تعالت وعظمت أصواته واعلامه وقدراته.. فلحظات تحياها المجتمعات في ظل أنظمة وقوانين محترمة تحفظ للإنسان، وتضمن له كل ما يصبو اليه، وما ارادته له السماء.. لهي أعلى شأناً، وهي خير من مئات السنين تحت وطأة الظلم، ومصادرة الحقوق والآمال والطموحات لتلك الأمم والشعوب.

    الملف العاشورائي/ جريدة صدى الروضتين/ العدد 346

  • #2
    الأخ الفاضل هاشم الصفار . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على هذا الموضوع الذي يبين منزلة ومقام قيادة وإمارة الإمام الحسين (عليه السلام) لجيش الصلحاء والمؤمنين . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X