إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كربلاء تقدّم حسابات غير نمطية للانتصار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كربلاء تقدّم حسابات غير نمطية للانتصار

    لو أردنا النظر الى كربلاء وفق المفاهيم والحسابات المعروفة للنصر لوجدنا ان الامام الحسين ع واهل بيته وصحبه نالهم ما نالهم من الهزيمة والذلة والإهانة .. الخ ، غير أن كربلاء توفّرت على عدّة مصحّحات لهكذا مفهوم وعاكسات لهكذا اخلاقيات معروفة وخرجت لنا بمعان واسباب جديدة للانتصار نحاول ذكر بعضها هنا :

    1. الفارق الكبير بين شخصية الحسين وجيشه وشخصية يزيد وجيشه ، هذا الفارق المترسّخ في العقول والنفوس في وقته والى الآن عند الجميع كان من شأنه تصحيح وعكس تلك المفاهيم ( السلبية ) والاحداث ( المؤسفة ) الى جانب وصالح ابي عبدالله الحسين ع ، ولعلّ عبارة ( مثلي لا يبايع مثله ) هي قانون هذه النقطة .

    2. عدم تكافؤ الجيشين من حيث العدة والعدد الى جانب الوحشية التي جاء بها جيش عمر بن سعد في مقابل الرحمة والاخلاق التي تحلّى بها ابو عبدالله عليه السلام .. كل ذلك عكس كل ما ذكرناه وأمات كل تبجح حقيقي للنصر عند العدو .

    3. عزة واباء وكرامة الامام الحسين عليه السلام وصحبه واهل بيته النفسية والروحية طغت على تلك الذلة الظاهرية والهوان الخارجي الذي قد يترائى للبعض ، يقول حميد بن مسلم : ( ما رأيت مكسوراً قط قد قُتِلَ ولدهُ وأهل بيته أعظم جناناً، وأربط جأشاً من الحسين بن علي عليه السلام ) .

    4. الخلفية الغيبية للواقعة والعلم المسبق بما سيحصل للامام عليه السلام ومن معه جعل من تلك المظاهر المؤلمة مظاهر الهية وذات طابع مقدس رفيع الشأن ..

    5. الثواب الجزيل والمنزلة الكريمة التي حازها الامام عليه السلام ومن معه سواء في الدنيا او الآخرة جعل من تلك المظاهر درجات وعبادات ومجاهدات جليلة القدر ادّاها صلوات الله عليهم اجمعين ..

    6. كان عنصر المبادرة ( حسب التعبير المعاصر ) بيد الامام الحسين عليه السلام وقرار الحرب والقتل هو الذي يتخذه ولهذا فهو اختار ذلك بمحض ارادته ، يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) في الإمام الحسين عليه السلام : ( سيد أهل الإباء ، الذي علّم الناس الحمية والموت تحت ظلال السيوف اختياراً على الدنية ، أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، عُرِضَ عليه الأمان وأصحابه ، فأنف من الذل، وخاف من ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان، إن لم يقتله، فاختار الموت على ذلك ) .

    7. المظلومية التي طالت الإمام ع ومن معه في كربلاء قلبت الهزيمة الى نصر ، هذا القانون الذي استفاد منه غاندي كما ينقل عنه ( تعلّمت من الحسين كيف اكون مظلوماً فأنتصر ) ..

    8. لم يكن ابو عبدالله ع يريد نصراً تقليدياً على الاخر ، لم يكن يرجو فوزاً كما يفهم الفوز الاخرون بل ارادَ نصراً في عقولهم وفتحاً في نفوسهم وارواحهم وقد حققه صلوات الله عليه في بعضهم كالحر ..

    أريد حـياتـه ويريد قتلــي
    عذيـرك من خلـيلك من مـرادِ

    فانتصار ابي عبدالله ع يُعرف من خلال تلك الفلسفة التي تكمن وراء فوز امير المؤمنين ع عندما ضربه ابن ملجم على رأسه وهو يقول ( فزت ورب الكعبة ) ..

    كربلاء مدرسة جديدة يقدّمها الاسلام للعالم كي يتعلّموا دروساً غير نمطية ولا تقليدية في حسابات الحروب والانتصارات ..

    أرى الموت يحييكم وبعض الذي مشوا
    على الأرض لو عاينت يمشي بهم قبرُ
    تشدّ بهم للطين سوء فعالهم
    وتسموا بكم للنور أمثلة غرُّ
    كرائم أعمال وزادٌ من التقى
    وقبضٌ من الإصلاح هذا هو العمرُ
    رأيتُ الغنى فكراً يعيش وغيره
    وإن ملأ الآفاق من ذهب فقرُ
    فما مات عيسى وهو يفترش الثرى
    ولا عاش قارون وأبوابه تبرُ
    تهاوى رماداً ألف صرح ممردٍ
    وعاش على البردي من ألق سطرُ

  • #2
    الأخ الفاضل يحيى غالي ياسين . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على هذا الموضوع الذي يبين إنتصار دم الحسين (عليه السلام) على سيف يزيد لعنه الله . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X