إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اساليب معاوية في توطيد حكمه: إحياء النزعة القبلية واستغلالها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اساليب معاوية في توطيد حكمه: إحياء النزعة القبلية واستغلالها

    إحياء النزعة القبلية واستغلالها
    دعا الإسلام إلى ترك التعصب للقبيلة والتعصب للجنس ، واعتبر الناس جميعاً سواء من حيث الإنسانية المشتركة ، وأقام مبادئه وتشريعاته على هذه النظرة الصائبة إلى الجنس البشري . وفي الحديث )) : المؤمنون إخوة ؛ تتكافأ دماؤهم ويسعى بذ متهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم. (
    ومما روي عن النبي صّلى الله عليه وآله أّنه قال في خطبته في حجة الوداع : أيها الناس ، إن الله تعالى أذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخرها بالآباء ، كلكم لأدم وأدم من تراب ، ليس لعربي على أعجمي فضل إ ّ لا بالتقوى. (
    وروي عنه (صّلى الله عليه وآله) :من قاتل تحت عمية ، يغضب لعصبية ، أو يدعو إلى عصبيةٍ ، أو ينصر عصبيةً ، فقُتل ، قُتل قتلةً جاهلية. (
    وقال الله تعالى مبيناً في الكتاب الكريم المقياس الإسلامي في التفاضل : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
    بهذه الروح الإنسانية الرحبة الآفاق دعا الإسلام إلى النظر إلى اختلاف القبائل والشعوب ، وبهذه الروح الإنسانية الرحبة حاول الإسلام أن يجعل من القبائل العربية المسلمة أ مة واحدة لا يمزقها التناحر القبلي الجاهلي ، وإّنما تربط بين أفرادها أخوî*¥ة الإسلام ، ورسالة الإسلام ، وحاول أن يجعل من المسلمين جميعاً على اختلاف أوطانهم ولغاتهم أمة واحدة
    متماسكة ، تجمعها وحدة العقيدة ، ووحدة الهدف والمصير.
    وقد عمل النبي (صّلى الله عليه وآله) طيلة حياته بأقواله وأعماله على تركيز هذه النظرة الإسلامية في وجدان المسلمين، وجعلها حقيقة حية في تفكيرهم ، وتابعه على ذلك علي عليه السلام؛ فعمل على تركيزها بأعماله وأقواله طيلة حياته ، بعد أن شهد عهد عثمان انحرافاً خطيراً عن هذه النظرة الإسلامية ، واتجاهاً خطيراً نحو الروح الجاهلي والعصبية القبلية التي اّتبعها هو وعماله. ولا نزال حّتى اليوم نحس بحرارة نضال علي عليه السلام في هذا المجال ، وإن ما سلم من أيدي الحوادث من آثار علي الكلامية في هذا الموضوع على قّلته ليدّلنا على عمق النظرة التي نظر بها علي عليه السلام إلى التكوين القبلي للمجتمع ، ويدّلنا على وعيه لمدى خطر هذا التكوين القبلي على المجتمع الإسلامي.
    ومن أبرز الآثار الباقية من كلامه في هذا الموضوع الخطبة القاصعة ، وهي وثيقة عظيمة الأهمية في الدلالة على وجهة نظره عليه السلام.
    أما معاوية فقد استغل هذه الروح في ميداَنين ؛ فقد أثار بالقول والفعل العصبية القبلية عند القبائل العربية ليضمن ولاءها عن طريق ولاء زعمائها من ناحية ، وليضرب بعضها ببعض حين يخشاها على سلطانه من ناحية أخرى . وآثار العصبية العنصرية عند العرب عموماً ضد المسلمين غير العرب ، وهم الذين يطلق عليهم المؤرخون اسم الموالي.
    ففي حياة علي عليه السلام سلك معاوية سبيل الد س والتآمر على حكم علي عن طريق إثارة الروح القبلية في س ّ كان العراق من القبائل العربية ، فتارة يلوح لزعماء هذه القبائل بالامتيازات المادية والاجتماعية التي يخصبها الزعماء القبليون في الشام ؛ ومن هنا صارت الشام ملاذاً لمن يغضب عليه الإمام علي عليه السلام من هؤلاء الزعماء لجناية جناها ، أو خيانة خانها في عمله ، ومطمحاً لمن يريد الغنى والمنزلة ، فيجد عند معاوية الإكرام والعطاء الجزل، والمنزلة الاجتماعية الرفيعة.
    وقد كتب الإمام علي عليه السلام إلى سهل بن حنيف عامله على المدينة في شأن قوم من أهلها لحقوا بمعاوية )) : أما بَعْدُ ، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالاً مِمَّنْ قِبَلَكَ غŒَتَسَلَّلُونَ إِلَى مُعَاوِغŒَةَ ، فَلا تَأْسَفْ عَلَى مَا غŒَفُوتُكَ مِنْ عَدَدِ?ِمْ ، وَغŒَذْ?َبُ عَنْكَ مِنْ مَدَدِ?ِمْ ؛ فَكَفَى لهم غَغŒّاً وَلَكَ منهم شَافِغŒاً فِرَارُ?ُمْ مِنَ الهدى وَالْحَقِّ ، وَإِغŒضَاعُ?ُمْ إِلَى الْعَمَى وَالجهل؛ فَإِنَّمَا ?ُمْ أَ?ْلُ دُنْغŒَا مُقْبِلُونَ عليها، وَمُ?ْطِعُونَ إليها، وَقَدْ عَرَفُوا الْعَدْلَ وَرَأَوْهُ ، وَسَمِعُوهُ وَوَعَوْهُ ، وَعَلِمُوا أَنَّ النَّاسَ عِنْدَنَا فِي الْحَقِّ أُسْوَةٌ فهربوا إِلَى الأَثَرَةِ ، فَبُعْداً لهمْ وَسُحْقاً ! إِنهم وَالله لَمْ غŒَنْفِرُوا مِنْ جَوْرٍ ، وَلَمْ غŒَلْحَقُوا بِعَدْلٍ ، وَإِنَّا لَنَطْمَعُ فِي ?َذا الأَمْرِ أَنْ غŒُذَلِّلَ اللَّه لَنَا صَعْبه، وَغŒُسهل لَنَا حَزْنهُ إِنْ شَاءَ اللّه، وَالسَّلامُ )).
    وقد كان معاوية يجد دائماً أشخاصاً من هذا النوع في مجتمع العراق ، وكان يتخلص بولائهم له ، وطمعهم فيما عنده من مآزق حرجة .
    وكان يتمتع بحس يوّفق به إلى إثارة هذه الروح في الوقت المناسب ، وبحيث يبدو فعله منسجماً مع ما يقتضيه الإنصاف والعدل ، كقوله لشبث بن ربعي وقد سفر عنده لعلي مع زعيمين آخرين من أهل العراق في أول ما عرفت به سفهك ، وخّفة حلمك قطعك على الحسيب الشريف سيد قومه منطقه . يعني سعيد بن العاص الهمداني.
    ومن ذلك ما كان منه في شأن النزاع الذي حدث حول رياسة كندة وربيعة ، فقد كانت للأشعث بن قيس الكندي ، فعزله عنها علي عليه السلام ودفعها لحسان بن مخدوج من ربيعة ، فلما بلغ ذلك معاوية أغرى شاعراً كندياً يقول شعراً يهيج به الأشعث وقومه ، فقال شعراً عظّم به شأن الأشعث وقومه ، وهجا به حسان وربيعة ، ولكن أهل اليمن فطنوا إلى ما يريد معاوية ، فقد قال شريح بن هانئ: يا أهل اليمن ، ما يريد صاحبكم إ ّ لا أن يفرق بينكم وبين ربيعة.
    وهكذا نراه يسعى إلى أن يؤجج القبلية بين القبائل العربية ؛ فيلقي بينها العداوة والبغضاء ، ويثير فيها إحن الجاهلية وأحقادها.
    التعديل الأخير تم بواسطة محب الامام علي; الساعة 30-09-2018, 04:50 PM.

  • #2
    أستاذي الفاضل محب الإمام علي . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على تكملة هذه المقالة الرائعة التي كشفتم فيها الحقائق التاريخية عن سياسة معاوية بن أبي سفيان - لعنه الله - الإجرامية . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X