تويت
تأخذ المصائبية أشكالاً عدة غايتها الأجر الآخروي تارة، وبقاء العلاقة الوجدانية قوية بين الرمز القائد الثوري، والقاعدة الجماهيرية المناصرة، فضلاً عن دورها كإعداد وتعبئة ثورية، نترجمها جهاداً ضد المحتلين والغزاة والاستبداد بشتى أنواعه.. فهل ينبغي تقليص وتحجيم الطقوس الموجودة حالياً، ونقتصر على المهم منها فقط، أم نبقي عليها جميعاً، مطلقين أمرها للعنان بدون ضوابط، اعتماداً على الغايات آنفة الذكر؟
الطقوس العاشورائية، والمراسيم العزائية المحترمة التي درج عليها المجتمع الشيعي منذ قرون، وكانت سبباً في العلاقة والمواساة الحقيقية مع الرمز القائد الإمام الحسين (عليه السلام)، وأهل البيت (عليهم السلام)، والقاعدة الجماهيرية، وكانت سبباً في التعبئة والإعداد ضد الأخطار المحيطة بالبلاد الاسلامية.. هذه هي غايتها الحقيقية الأصيلة، أما الطقوس المستحدثة وبدون ضوابط، والتي تلائم مصاديق أخرى غير الدين وطقوسه وشعائره الرصينة الملتزمة، فلا تمثل المواساة الحقيقية، أو لنقل ليس لها تأثير تعبوي حقيقي في رفد الأمة بأجيال مسلحة عقائدياً وثورياً..
تكون رهن اشارة مرجعيتها في الدفاع عن المقدسات والأوطان.
ومثل هذه الشعائر المنزوعة الخشوع والشعور الوجداني الحسيني، لا يمكن الأخذ بها أو الاستمرار عليها.. وربما الأمر برمته منوط بالحسيني ومشاعره وأحاسيسه، ومدى تفاعله الوجداني مع هذه الشعيرة أو تلك الطقوس، فإن لم يجد في نفسه التلاحم والتواشج المطلوب مع الحسين (عليه السلام) وقضيته الالهية، ولم يجد الجسر الذي يوصله بالواقعة وأحداثها التي تدمي القلب والروح، وتفاصيلها وامتداداتها الحقيقية الى قلبه ومحيطه ومجتمعه.. فلا حاجة لممارستها وإبقائها في الساحة التفاعلية؛ لأنها ستكون أداة معرقلة، ولوناً مغايراً عن النسيج العاشورائي المهيب الذي درجت عليه الأجيال الموالية عبر الحقب والأزمان.
ــــــــــــــــــــــــــ
الملف العاشورائي في صحيفة صدى الروضتين/ العدد 346
تعليق