إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفاهيمٌ قِيَميَّةٌ مِن تُراثِ الإمام زين العابدين ، عليه السلام ، قدّمها لنا "

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفاهيمٌ قِيَميَّةٌ مِن تُراثِ الإمام زين العابدين ، عليه السلام ، قدّمها لنا "

    " مفاهيمٌ قِيَميَّةٌ مِن تُراثِ الإمام زين العابدين ، عليه السلام ، قدّمها لنا في صحيفته السجّاديّة المُباركة " ينبغي استنطاقُ كُلُّ سطرٍ فيها لتوعيةِ شبابنا المُعاصرِ في الأخذِ منها منهجاً وفِكرَاً واعتقاداً وتنميةً وتربيةً وسبيلا "
    :1:- في بعضِ الحالاتِ تغيبُ عنّا الحقائقُ والأفكارُ ، بسببِ منشأ تربية الإنسانِ ومنبعها – ولا بُدّ أن يهتمَ الإنسانُ بمنبعِ تحصيل معارفه المرتبطة بالعقيدةِ اهتماماً ينطلقُ من تربيته الأُسريّة ، والتي تؤثرُ فيه تأثيراً بليغاً ،وهذا المنشأ اهتمّ به الشرعُ المُقدّسُ اهتماماً كبيراً بدءاً من الاختيار للزوج وللزوجة إلى حالة الولادة وتكوين الأسرة – فمن المعلوم أنَّ أجواء الأسرة تنعكس على شخصيّة الطفل من أوّل وهلة – فحينما يرى والدته تُصلي في مَخدعِها ستنطبع هذه الصورة في ذهنه ويتأثر بها.
    :2:- إنَّ للمحيط الذي ينشأ فيه الإنسانُ الدورَ الكبيرَ في تلقيه للتربية والمعارف والسلوك ، وكذا الجارُ والصديق والصاحب – كلّ تلك العناوين اهتمّ برعايتها الإسلام توجيهاً وارشادا – والتعليم هو الآخر له دخالة رئيسة في تربية الإنسان منذ صِغَرِه ، من حيث اختيار المُعلّم والمُربي الفاضل والسوي ، وقد كان الإمام السجّادُ مُعلّما ومربّياً في كلّ حركاته وسكناته ، كما كان جدّه رسول الله الأكرم ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ، (( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)) (164)آل عمران.
    :3:- إنَّ الصحيفة السجّاديّة قد قامت بهذه المهمّة العظيمة تربويّا وأخلاقيّاً ، مع غضّ النظر عن طريقيّة الدعاء فيها ، وترتيبه وفق أصول العقيدة والحوادث والأيام والمناجاة ، ولكن هناك تميّزاً خاصّاً لهذه الأدعيّة قدّمها بشكل منظومة كاملة تربويّاً وفكرياً – وعلى الإخوة الباحثين في أساليب التنمية البشرية الحديثة الغورُ في سطور الصحيفة المُباركة واستنطاق دلالاتها بما يَستحضرُ لأجيالنا ثقافةً وسلوكاً ورؤى تطوّرُ مهاراتهم وثقافاتهم الشبابيّة .
    :4:- يوجدُ في الصحيفة السجّاديّة دعاءُ مَكارمِ الأخلاق ومَرضي الأفعال ، وهو يُمثّل منظومةً جديرة بالدراسة والتعمّق فيها ، ولكن المشكلة فينا- أنّنا لا نقرأ
    ولا نُريدُ أن نفهَم – ننخدع بمعارف ذات عناوين برّاقة ، وهي جوفاء وخاوية من القيم المعرفيّة في واقعها – وحتى ننهضَ بشبابنا لا بُدّ من تطوير قابليات البحث والمعرفة واللغة والقراءة والتعلّم للخروج من حالة الجهل إلى حالة النور .
    :5:- نُكملُ الفقرةَ الأخيرةَ من دعاء الشدّة ، حيث قال ، عليه السلام ،: (واجْعَلْنِي مِمَّنْ يَدْعُوكَ مُخْلِصاً فِي الرَّخَاءِ دُعَاءَ الْمُخْلِصِينَ الْمُضْطَرِّينَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) – إنَّ الرخاءَ : - هو حالةٌ من الترفِ وبحبوحة في العيش وتمام الصحة وكفاية الأموال ، ووجود الأولاد – وهنا قد يغفلُ الإنسان بتصوره أو اعتقاده الباطل أنّ في ذلك غنىً عن اللهِ سبحانه – وهذه الأمور قد تكون موانع له عن الحاجة للهِ تعالى بتوهمه – في وقت لا يمكن لأيّ أحدٍ أن يستغني عن الله آنٍ ما – فنحن نحتاج اللهِ في وجودنا ، في كلّ حال – رخاء أو شدّة.
    :6:- إنَّ اللهَ تعالى هو واحدٌ ومعنا في كلّ الأحوال التي نمرّ بها – في الرخاء أو في الشدّة ، و الشعور بغنى النفس بمعزل عن اللهِ تعالى هو عقيدة فاسدة ينبغي تصحيحها بالإيمان واليقين بحاجتنا لله تعالى على كلّ حال كنّا فيه .
    :7:- وهذه مولاتنا وسيّدتنا زينب ، عليها السلام ، على عظيم وفجيع المصيبة التي حلّت بها بقتل الإمام الحُسَين ، عليه السلام ، وسبيها ولكنّها لم تنفك عن ذكر اللهِ تعالى وصلاتها وعقيدتها الصلبة – فواجهت الشدّة بقوّة ورباطة جأش.
    : وعلى الإنسان أن يُوطّنَ نفسه على تقوية العلاقة مع اللهِ تعالى على كلّ حال :
    ((قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) (51) التوبة.
    :8:- أمّا الإخلاص :- فهو أن يعملَ الإنسانُ عمله لله تعالى ، دون أن يلحظَ فيه أحداً أو قصداً غيره ، ولا يُرائي فالرياء مُبطلٌ ومحبطٌ للعمل ، وليس من الصحيح اتّهام أحدٍ بالرياء دون معرفة قصده ونيته ، والله هو المطّلع على النوايا.
    :9:- لن يغني عن اللهِ قوة الجسم وشباب العمر والأموال ، فبمجرد أن يقع الإنسانُ في شدّة لا يجدُ ملجأ لنفسه سوى اللهِ سبحانه ، فهو مَن يُنجيه – والإنسان إذا لم يُربي نفسه ولم يُعلّمها لا يمكن له أن يضمن النجاحَ أبدا – فهذا سلمان المحمّدي قد تسلّم إمارة المدائن ، وهو خفيف المؤونة وراكبٌ على دابة، دون الاهتمام بالمظاهر – وعلينا أن نتّعظَ في هذا الشهر المحرّم فهو شهر التفكير والتدبّر – والدنيا ممرٌّ سريعٌ سيأخذنا إلى ما تحت التراب ، وسينقطع عنّا كلّ شيءِ ،
    إلاَّ رحمة ربّنا سبحانه.
    _____________________________________________

    أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - الخامس والعشرين من مُحرّمٍ الحرام 1440 هجري - الخامس من تشرين الأوّل ,2018م.
    ______________________________________________

    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    ______________________________________________


  • #2
    الأخ الفاضل مرتضى علي الحلي 12 . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على نشر الأثار الايجابية للفرد والمجتمع المسلم ببركة أدعية الصحيفة السجادية . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      الله يحفظكم ويرعاكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X