إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رد على شبهات عبدالله بن محمد السلفي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد على شبهات عبدالله بن محمد السلفي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين الحي الذي لا يموت ، والقائم الذي لا يتغير، والدائم الذي لا يفنى والباقي الذي لا يزول ، والعدل الذي لا يجور، والحاكم الذي لا يحيف ، واللطيف الذي لا يخفى عليه شئ ، الاول الذي لا يدرك ، والاخر الذي لا يسبق ، والظاهر الذي ليس فوقه شئ ، والباطن الذي ليس دونه شئ ، أحاط بكل شئ علما ، وأحصى كل شئ عددا .
    والصلاة والسلام على أشرف أهل الاصطفاء محمد بن عبدالله سيد الانبياء ، وعلى آله الحافظين لما نقل عن رب السموات والأرضين , واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
    يقول عبدالله بن محمد السلفي , في كتابة ( من عقائد الشيعة ) , تقديم عبدالعزيز بن عبدالله بن باز , الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية .
    إن الرافضة أول من قال بالتجسيم وانهم يعطلون الصفات الواردة في الكتاب والسنة , كما ينكرون نزول الله جل شأنه , ويقولون بخلق القرآن , وينكرون الرؤية في الآخرة .ويستطرد بكلامة فيقول أن الرؤية حق ثابت في الكتاب والسنة بغير إحاطة ولا كيفية كما قال تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22، 23] .
    نقول ومن الله التوفيق :
    أما قولك أن الرافضة اول من قال بالتجسيم فهو مردود عليك لإن ذلك خلاف الواقع وما أوردته في كتابك فهو نتيجة لقصورك في الفهم لعقائد الإمامية .
    وعن دعواك بتعطيل الصفات فإنا نؤول الصفات , وأنت تثبت أن لله يد بمعنى اليد , وتثبت له كف بمعنى الكف وتثبت له قدم بمعنى القدم وتثبت له العيون وتثبت له الجنب وتثبت له الأذن وبذلك تقول أن الله مركب من أجزاء وأنه محتاج لأجزائه . تعالى الله عن ذلك علوآ كبيرا .
    أما عن إعتقادنا فإن واجب الوجود منزه عن كل احتياج , وبما ان التركيب من الأجزاء بالفعل أو بالقوة , من خواص الأجسام , فيثبت من ذلك ان كل موجود جسماني لا يمكن أن يكون واجب الوجود , أي يثبت بذلك تجرد واجب الوجود _أي الله سبحانه_ وعدم جسمانيته , ويتضح بذلك أيضآ أن الله سبحانه غير قابل للرؤية بالعين , وغير قابل للإدراك بأية حاسة أُخرى , وذلك لأن المحسوسية من خواص الأجسام والجسمانيات , وبصورة عامة فكل مفهوم يدل على نوع من النقص والتحديد والاحتياج , منفي ومسلوب عن الله تعالى , وكل مفهوم يعبر عن كمال من الكمالات , دون ان يستلزم أي نقص أو تحديد, يقبل الصدق والانطباق على الله تعالى .ومن الأدلة على نفي الجسمانية عن الله تعالى ما ورد في القرآن الكريم
    قال تعالى { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4]
    والآية صريحة في سعة وجوده سبحانه , وأنه معنا في كل مكان نكون فيه , وما هذا شأنه لا يكون جسمآ ولا حالآ في محل أو موجودآ في جهة . إذ لا شك أن الجسمين لا يجتمعان في مكان واحد وجهة واحدة .
    كما قال تعالى { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7]
    والآية صريحة في سعة وجوده وأنه موجود في كل مكان ومع كل إنسان , فالآية تفيد المعية العلمية والمعية الوجودية .
    قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ( وَمَنْ أشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ ، وَمَنْ قَالَ : «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَث ، مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَم ، مَعَ كُلِّ شَيْء لاَ بِمُقَارَنَة ، وَغَيْرُ كُلِّ شيء لا بِمُزَايَلَة) (1) .
    أما عن القرآن الكريم , بمعنى هذه الكلمات المكتوبة أو الألفاظ أو المفاهيم الموجودة في الأذهان أو الحقيقة النورانية المجردة فهو من المخلوقات وليس الخالق إلا الله عز وجل وما سواه مخلوق . وبشأن الرؤية يعتقد أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام تبعا ً للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار بأنّ رؤية الله عزوجل سواءً في الدنيا أو الآخرة وبالعين المجرّدة تعدّ من الأمور المستحيلة , لأنّ الله عزوجل أجل وأكبر من أن يكون كالأجسام المادية مثل الشمس والقمر التي تدرك بالإنعكاسات الضوئية .
    والرؤية ممتنعة لعدة وجوه منها :
    1 / ان الرؤية إنما تصح لمن كان مقابلآ أو في حكم المقابل , والمقابلة إنما تتحقق في الأشياء ذوات الجهة , والله تعالى منزه عنها فلا يكون مرئيآ .
    2 / إن الرؤية إما أن تقع على الذات كلها أو على بعضها . فعلى الأول يلزم أن يكون المرئي محدودآ متناهيآ محصورآ شاغلآ لناحية من النواحي , وخلو النواحي الأخرى منه تعالى . وعلى الثاني يلزم أن يكون مركبآ متحيزآ ذا جهة إلى غير ذلك من التوالي الفاسدة المرفوضة في حقه سبحانه .
    3 / إن الرؤية لا تتحقق إلا بإنعكاس الأشعة من المرئي إلى أجهزة العين , وهو يستلزم أن يكون سبحانه جسمآ ذا أبعاد , ومعرضآ لعوارض وأحكام جسمانية , وهو منزه عن كل ذلك .
    قال تعالى { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] والإدراك متى قرن بالبصر لم يفهم منه إلّا الرؤية.
    كما قال سبحانه { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 54، 55]
    هاتان الآيتان المتعاقبتان والمتتاليتان فيهما الدلالة التامة على استحالة رؤية الله عزوجل, لأنّ الآية الأولى صريحة في عذاب الذين عبدوا العجل فألزمهم الله بالتوبة وقيّدها بقتل النفس - الإنتحار- كفارة البلاء السماوي عليهم. وترشدنا الآيتان معا ً بكل وضوح وبيان إلى حقيقة وهي: أنّ طلب رؤية الله يعتبر من الذنوب الكبيرة ويوجب نزول العذاب السماوي كما أنّ عبادة العجل كفر وارتداد موجبة للعذاب . والجدير بالذكر أنّ في كل الآيات التي أشير فيها إلى سؤال بني إسرائيل رؤية الله وطلبهم المستحيلات جاء ذكر العذاب والعقاب عقيب السؤال بتعابير بلاغية وجمل مختلفة , وما ذلك إلّا لكون هذا السؤال ذنبا كبيرا ً وجريمة عظيمة.
    وقال تعالى { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153] ,
    وقال تعالى { وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرقان: 21] , وعلى هذا الأساس فلو كانت رؤية الله ممكنة - كما يعتقد أهل السنة القائلون بإمكانها ويدعون بأن رؤية الله تعالى والنظر إليه في القيامة هي من أعظم ما ينعم الله على عباده في الجنة , وأكبر ما يعطونه من الفضل واللطف الإلهي في القيامة - لما كان السؤال بتحققها وإيقاعها استكبارا ً وعتوّا ً وتمرّداً عن أمر الله .
    خلاصة القول : ان الذين أثبتوا لله مكانآ كالعرش , أو نسبوا له الحركة والهبوط من السماء , أو اعتقدوا بأنه قابل للرؤية بالعين , أو أنه قابل للتحول والتكامل , لم يعرفوا الله حق معرفته , وهنا نقطة يجب ان نشير لها وهي ان سلب الحركة والتغير من الله لا يعني إثبات السكون له , بل بمعنى ثبات ذاته , والثبات نقيض التغير , وأما السكون فهو عدم الملكة بالنسبة للحركة , ولا يتصف بها إلا الشيء القابل للحركة .
    فتدبر .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
    1. نهج البلاغة الخطبة الأولى ,طبعة مصر .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X