تويت
واقعة صفين وليلة الهرير .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
في مثل هذا اليوم 11 من شهر صفر سنة 37 هـ حدث ما يسمى بليلة الهرير ، وقبل أن نتطرق الى شرح معنى تسمية هذه الليلة بهذا الاسم نتكلم قليلا عن وقعة صفين التي حدثت بين جيش الامام علي (ع) وبين جيش معاوية لعنه الله ثم نعرف القراء الكرام بهذه الليلة وسبب تسميتها بهذا الاسم .
بدأت معركة صفّين في اليوم الأوّل من شهر صفر سنة 37 هـ ، وصفّين منطقة بين الشام والعراق .
جهّز معاوية لعنه الله جيشاً عدده (130) ألف مقاتل من الشاميين ، وجهّز الإمام علي (ع) جيشاً عدده (135) ألف مقاتل من الكوفيين ، منهم (100) ألف مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله (ص) في معركة بدر الكبرى ، كعمّار بن ياسر ، وحزيمة بن ثابت ، وسعد بن قيس ، وعبد الله بن عباس وغيرهم .
وبدأت المعركة منذ اليوم الاول من صفر وحتى اليوم الحادي عشر منه ، الا ان الليلة التي تقع في هذا اليوم هي ليلة مميزة .
نعم انها ليلة الهرير احدى ليالي معركة صفين ولمولانا أمير المؤمنين علي (ع) ولأصحابه في تلك الليلة موقف شجاعة يذكر مع الأبد . و الهرير كأمير . هرير الكلب . [1] صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد . [2] .
و قيل ان الهرير هو وصف تلك المعركة فعندما التقى الجيشان زحف الجنود بعضهم إلى بعض و ارتموا بالنبل حتى فنيت ، ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت ، ثم تضاربوا بالسيوف وعمد الحديد و اشتد القتال حتى جرت الدماء جري الماء و انهزم عرب اليمن و كان وقع الحديد على الحديد أشد هولا من الصواعق والجبال حين تنهدم وانكسفت الشمس و ضلت الالوية و الرايات وواصلوا النهار بالليل .[3] .
و قال العلامة المجلسي : سميت بذلك – أي الهرير- لكثرة الأصوات فيها . [4] .
عدد القتلى في معركة صفين من كلى الجيشين :
ذهب أكثر المؤرخين إلى أن عدد القتلى من الجيشين بلغ سبعين ألفاً ، منهم 45 ألفاً من الشاميين و 25 ألفاً من جيش أمير المؤمنين علي (ع) . [5] والذين قتلوا من جيش أمير المؤمنين (ع) خمسة وعشرون من البدريين على يد جيش معاوية . [6] ومنهم عمار بن ياسر ، وخزيمة ذو الشهادتين ، وهاشم بن عتبة ، وسهيل بن عمرو الأنصاري ، وعبد الله بن كعب المرادي ، وأبو حازم البجلي ، ويعلى بن أمية .
ولمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش علي على جيشه ، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته ، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات .
فقام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكم بينهم ، ليدعوا جيش علي إلى التوقف عن القتال ويدعون علياً إلى حكم القرآن .
وفي الختام أقول : ما اشبه اليوم بالامس ، ففي الامس في واقعة صفين ذهبت دماء الشهداء هدرا عندما انجروا وانخدعوا بقضية التحكيم الى كتاب الله رغم نهي الامام علي (ع) عن التحكيم ، واليوم ذهبت دماء الشهداء هدرا عندما وضع السياسيون الفاسدين أيديهم بأيدي القتلة المجرمين من اجل المناصب والمصالح الشخصية والحزبية .
==============
الهوامش :
[1] و من هنا سميت ليلة الهرير.
[2] شعراء الغدير، ج3، ص14؛ و انظر: المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص 475، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية، 1404ق؛ سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 92، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولى، 1418ق؛ المحدث الأربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولى، 1421ق؛ و انظر: الطريحي، فخر الدين بن محمد، مجمع البحرين، تحقيق و تصحيح: حسيني اشكوري، احمد، ج 3، ص 518، مرتضوي، طهران، الطبعة الثالثة، 1375ش.
[3] المناقب للخوارزمي، ص 219.
[4] بحارالأنوار ج : 86 ص : 116؛ و انظر: المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، تحقيق و تصحيح: رسولي محلاتي، هاشم، ج 15، ص 427، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1404ق.
[5] ابن مزاحم، وقعة صفين، ص475 و558 ؛ ابن الخياط، تاريخ ابن الخياط، ص116؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ص97 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ص195 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج2، ص208.
[6] ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج5، ص120.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
في مثل هذا اليوم 11 من شهر صفر سنة 37 هـ حدث ما يسمى بليلة الهرير ، وقبل أن نتطرق الى شرح معنى تسمية هذه الليلة بهذا الاسم نتكلم قليلا عن وقعة صفين التي حدثت بين جيش الامام علي (ع) وبين جيش معاوية لعنه الله ثم نعرف القراء الكرام بهذه الليلة وسبب تسميتها بهذا الاسم .
بدأت معركة صفّين في اليوم الأوّل من شهر صفر سنة 37 هـ ، وصفّين منطقة بين الشام والعراق .
جهّز معاوية لعنه الله جيشاً عدده (130) ألف مقاتل من الشاميين ، وجهّز الإمام علي (ع) جيشاً عدده (135) ألف مقاتل من الكوفيين ، منهم (100) ألف مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله (ص) في معركة بدر الكبرى ، كعمّار بن ياسر ، وحزيمة بن ثابت ، وسعد بن قيس ، وعبد الله بن عباس وغيرهم .
وبدأت المعركة منذ اليوم الاول من صفر وحتى اليوم الحادي عشر منه ، الا ان الليلة التي تقع في هذا اليوم هي ليلة مميزة .
نعم انها ليلة الهرير احدى ليالي معركة صفين ولمولانا أمير المؤمنين علي (ع) ولأصحابه في تلك الليلة موقف شجاعة يذكر مع الأبد . و الهرير كأمير . هرير الكلب . [1] صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد . [2] .
و قيل ان الهرير هو وصف تلك المعركة فعندما التقى الجيشان زحف الجنود بعضهم إلى بعض و ارتموا بالنبل حتى فنيت ، ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت ، ثم تضاربوا بالسيوف وعمد الحديد و اشتد القتال حتى جرت الدماء جري الماء و انهزم عرب اليمن و كان وقع الحديد على الحديد أشد هولا من الصواعق والجبال حين تنهدم وانكسفت الشمس و ضلت الالوية و الرايات وواصلوا النهار بالليل .[3] .
و قال العلامة المجلسي : سميت بذلك – أي الهرير- لكثرة الأصوات فيها . [4] .
عدد القتلى في معركة صفين من كلى الجيشين :
ذهب أكثر المؤرخين إلى أن عدد القتلى من الجيشين بلغ سبعين ألفاً ، منهم 45 ألفاً من الشاميين و 25 ألفاً من جيش أمير المؤمنين علي (ع) . [5] والذين قتلوا من جيش أمير المؤمنين (ع) خمسة وعشرون من البدريين على يد جيش معاوية . [6] ومنهم عمار بن ياسر ، وخزيمة ذو الشهادتين ، وهاشم بن عتبة ، وسهيل بن عمرو الأنصاري ، وعبد الله بن كعب المرادي ، وأبو حازم البجلي ، ويعلى بن أمية .
ولمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش علي على جيشه ، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته ، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات .
فقام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكم بينهم ، ليدعوا جيش علي إلى التوقف عن القتال ويدعون علياً إلى حكم القرآن .
وفي الختام أقول : ما اشبه اليوم بالامس ، ففي الامس في واقعة صفين ذهبت دماء الشهداء هدرا عندما انجروا وانخدعوا بقضية التحكيم الى كتاب الله رغم نهي الامام علي (ع) عن التحكيم ، واليوم ذهبت دماء الشهداء هدرا عندما وضع السياسيون الفاسدين أيديهم بأيدي القتلة المجرمين من اجل المناصب والمصالح الشخصية والحزبية .
==============
الهوامش :
[1] و من هنا سميت ليلة الهرير.
[2] شعراء الغدير، ج3، ص14؛ و انظر: المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص 475، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية، 1404ق؛ سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 92، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولى، 1418ق؛ المحدث الأربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولى، 1421ق؛ و انظر: الطريحي، فخر الدين بن محمد، مجمع البحرين، تحقيق و تصحيح: حسيني اشكوري، احمد، ج 3، ص 518، مرتضوي، طهران، الطبعة الثالثة، 1375ش.
[3] المناقب للخوارزمي، ص 219.
[4] بحارالأنوار ج : 86 ص : 116؛ و انظر: المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، تحقيق و تصحيح: رسولي محلاتي، هاشم، ج 15، ص 427، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1404ق.
[5] ابن مزاحم، وقعة صفين، ص475 و558 ؛ ابن الخياط، تاريخ ابن الخياط، ص116؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ص97 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ص195 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج2، ص208.
[6] ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج5، ص120.
تعليق