إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ومضات حسينية..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ومضات حسينية..

    ومضات حسينية..

    علي الخباز

    عطشت.. سقاها من ماء قربته، وحين طاح بسنابك لؤمها سحقته.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ليس في عشبة بل بدمه كان الخلود.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مات الفرات من عطش، فرويته دماً ونبض حياة.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المشاية نوارس تمشي خلف نشيد الحياة.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هو الأربعين.. خَلِّ المواكب تمخُرُ من جنبهِ في هدوءٍ..
    توزعُ أحلامهُ للزائرين.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قال: ح س ي ن..
    قلت: تهجَّ قليلاً قليلاً بقايا الحروفِ..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وهم يحزون الرأس.. قال لهم حكمته الأخيرة: سأراكم غداً.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هناك من يستنبح ابن سعد ليعيد المشهد ثانية.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    خافوا نظرة عينيه ذبحوه من القفا..!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قبل أن يخلق الله الصوت..
    كان صوتك يا حسين الكنز الدفين.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    نطق كل شيء في الطف لحظتها..
    كل شيء نادى يا حسين..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حتى الحروف في حومة الطف تصلي.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يا فرات.. أي حياة تهب الناس، وأنت بلا حياة.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الهدهد بكى، ولم يقدر أن يروي قصة الطف لسليمان لحد الآن.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أنا رأيت الشمر ..
    نعم رأيته في مهوال يرتجز الشعر للظالمين..!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في تويج كل وردة، أرى خيمة طف.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    على وجه كل نهر أرى قربة ممزقة الأحشاء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    علمتنا كربلاء أن للحياة أكثر من شكل.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ولدتَ في عاشوراء ثانية كي لا تموت.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أوقد رأسه شمعة في صينية عرسه، ونزل الميدان.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كل أزمنة الله كانت في الطف لديك وهبتها لصاحب الامر ليحتكم الظهور.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    نار الخيام التي اشتعلت في الطف، صارت نور هذا الوجود.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قال بنو اسد: لم نجد في الطف سوى اجساد الشهداء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الرؤوس المذبوحة، رُفعت عالياً عالياً فوق الرؤوس.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هم يدرون أن الحسين (عليه السلام) لم يمت ..
    لذلك يعسكرون في الطف كل عام.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كيف تلاقت على الطف جميع الجهات؟
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كيف عمرت الشهادة نبض هذي الحياة؟
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كل شيء في الكون يجوز، إلا أن ينادي الشمر بثارات الحسين (عليه السلام)..
    تلك قضية..!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كل واحد منا لديه كربلاء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في قلب كل وردة شهيد..
    فالقبر ما عاد يليق بالشهداء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يسألني:ـ اليوم للعباس؟ أجبته:ـ كل الأيام له.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لم يكتفِ القوم هذه المرة برأس الحسين، بل يريدون رأس العراق.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يشعلون النار في الخيام، ويبكون فواجع المصاب.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التوابيت أيضاً تموت.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كل غائب في عاشوراء يعود ليشاركنا العزاء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قال: لِمَ تبكون ميتاً مات قبل قرون؟
    أجبت:ـ أي ميت تتحدث عنه، والحسين به تزدهر الحياة.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إذا الشعب أراد الهلاك..
    ليبعد الخطو عن درب الحسين..!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كل إمام.. يعيش لحظة الموت حياة.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كل قطرة من دمه، أثمرت في الارض النقاء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تركوه وحيدا، وما دروا أن كربلاء لحظتها صارت سماء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    السماء تنتظر، متى يعود الرأس للجسد؛ لتزفه الى الجنان ولياً.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    اهرب يا ابن سعد.. فقد أرعبكم الحسين وهو مذبوح الوريد..!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أي سلام يبحث عنه ابن سعد..؟
    هو كان يبحث عن نصر دون قتال..!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    :ـ ماما اشتري لي شمعة لأوقدها الليلة في المخيم الحسيني، أريدها كبيرة كبيرة بطول ابي الشهيد.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حزين مبتهج بحزني؛ لأنه يصير في القلب مراقد ومزارات.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الانتماء عراقي من كربلاء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    شبابنا يعرفونك تماماً.. في الحشد وعند حيطان الصد.. كانوا يا حسين معك.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    آه لو نادى ثانية: هل من نصير..؟
    سيرى ابناء كل جيل عند قدميه تستميت.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ابن سعد:ـ اشهدوا لي عند الأمير.. إني أول من ذبحت ضميري لأستريح.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    :ـ سآخذ في الغد دورك يا شمر.
    الشمر:ـ ستحتاج الى ضمير اسود، لا تبصره الرحمة في يوم.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عند هامة الصبح، سيهتف ابن سعد كل جيل:
    قادمون يا حسين.. وفي كل جيل سيذبحون الحسين..!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    منذ الظهيرة الاولى لحرق الخيام، وأمي تقرأ:ـ (كوني برداً وسلاماً).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    خيول الشمر قادمة، فأبعدوا الأطفال والنساء عن النار.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    :ـ لماذا احتفظت السماء بدم الرضيع؟
    :ـ لتسقيه.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    :- سيفاً تريد؟ قلت:- لا.
    :- زنجيلاً؟ قلت:- لا.
    :- أريد رمحاً لأشد رأسي عليه.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تحولَ ماء الفرات - لحظة الطف – ترابا..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لم يلحق نصرته فمات.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    :- بابا.. كيف كان شكل الوطن دون الحسين (عليه السلام)؟
    :ـ خراب الانسان اقرب.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من مثلي سمع الشمس تنادي: واحسين.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ماذا قالت الخيول لنفسها، وهي تسحق بسنابكها جسد الحسين (عليه السلام)؟
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المعلم:- عدد روافد نهر الفرات..؟
    الطالب:- 72 شهيدا.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بلا رأس، تفقد سلامة الشهداء، عانق الرضيع على صدره ونام.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يقال: إن الفرات كان مع السبي أسير.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    :- أين ذهب حمام الصحن؟
    قلت:ـ يودع السبايا ويعود.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وكأني أرى طفلاً من أطفال السبي، يرفع اصبعيه علامة النصر ويبتسم.

    ـــــــــــــــــــ
    ملف عاشوراء في جريدة صدى الروضتين/ العدد 347


  • #2
    الأخ الفاضل هاشم الصفار . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على نقل ونشر هذا الموضوع . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      نعم انه رجل كبير مبدع اضاءت لنا مساهماته علىواتس صفحته في موقع التواصل اضاءات بعة انور وشاسعة البهاء
      جزاك الله عنه كل خير ووفقه ووفقكم الى رضاه ببركة الصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X