إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

⭐ شخصية اليوم⭐

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ⭐ شخصية اليوم⭐

    🌟آسية بنت مزاحم نموذج المرأة المجاهدة🌟
    بسم الله الرحمن الرحيم
    و الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على محمد رسول الله و آله الطيبين الطاهرين .
    و بعد . .
    فإن هناك من يظن أن على المرأة أن تعيش حالة التبعية للرجل ، و تكون بمثابة الصدى ، أو الظل له ، تتلقى أوامره ، و تخضع لإرادته . زاعماً أنها لا تقوى على الاستقلال عنه ، و لا تستطيع أن يكون لها رأي ، أو فكر ، أو اعتقاد ، سوى رأيه و اعتقاده و فكره . و ربما يحاول بعضهم أن يتخذ مما ورد من أن المرأة على دين زوجها ، ذريعة بتأكيد هذا القول . .

    محتويات [إخفاء]
    آسية بنت مزاحم المرأة الشهيدة
    للبيان و التوضيح
    خلاصة
    و كان دعاؤها
    و لكن من الواضح : أن المرأة و إن كانت شديدة التأثر بزوجها ، لكن الأمر لا يصل إلى حد فقدانها إرادتها بصورة تامة . و القول المأثور إنما سياقه سياق المبالغة ليفيد أن الغالب في النساء هو ذلك . .
    و الأحداث و الوقائع تشهد بما نقول ، كما أن تعاليم الإسلام و ما ورد في كتاب الله و صرح به الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة ( عليهم السلام ) يؤكد هذه الحقيقة .
    فإن المرأة في الإسلام إنسان كامل ، أهَّلَها الله لأن تكون موضع كرامة الله ، و تتلقى الخطاب الإلهي ، و التكليف الرباني . . و تتوجه إليها الأوامر و الزواجر التي تناسب واقعها الذي تفرضه طبيعة خلقها ، و يفرضه الكمال المنشود في تكوينها ، و في الصنع الإلهي للبشرية في سياق هدايتها نحو الكمال ، و سوقها نحو الغايات الكبرى التي أراد الله لها أن تسعى إليها ، و تحصل عليها .
    فكانت المرأة هي ذلك المخلوق ، الذي لا مجال لأن يُفرض عليه الرأي و الاعتقاد ، ما دامت تملك العقل و التمييز ، و الإرادة و الاختيار ، و ينسحب ذلك على مختلف الشؤون و الحالات ، خصوصاً فيما يرتبط بالناحية الإعتقادية و الإيمانية .
    فها هو أعظم المستكبرين ، و أشدهم علواً و عتواً ، و الذي بلغ في استكباره حداً ادعى فيه الربوبية ـ ها هو ـ قد عجز عن فرض إرادته على المرأة ، رغم أنها كانت محاصرة بكل القوى و محاطة بظروف شديدة القسوة ، من شأنها أن تُسقط إرادتها ، و لكنها كانت أقوى من ذلك كله ، ففرضت إيمانها و إرادتها ، و هزمت كل تلك القوى العاتية ، و باء ذلك المستكبر المدعي للربوبية بالفشل الذريع ، و الخيبة القاتلة . . و أقصد بها :
    آسية بنت مزاحم امرأة فرعون بالذات .
    نعم . . و هذه هي المرأة التي أراد الإسلام لها ـ كما أراد لمريم بنت عمران ، و خديجة ، و الزهراء عليهن السلام ـ أن تكون النموذج الرائد ، و المثل و الأسوة للنساء في هذه الحياة ، و أن تكون مظهراً لإرادة الله تعالى على هذه الأرض ، و تجسيداً لحكمته ، و إظهاراً لبديع صنعه . .
    فماذا عن هذه المرأة النموذج الفذ ، و المتفرد ، التي فاقت نساء عصرها ، و نالت الأوسمة الكبرى ، و لكن لا من الناس العاجزين و القاصرين ، و إنما من مصدر الكمال و القدرة ، و العزة و الكبرياء ، حيث قدمها الله تعالى و رسوله ( صلى الله عليه و آله ) لتكون نموذجاً ، و قدوة ، و أسوة ، و مثالاً يُحتذى ، و قمة للكمال الإنساني ، فاقت نساء عصرها كلهن صلوات الله و سلامه عليها ، فكانت بحق سيدة نساء عالمها كله .

    آسية بنت مزاحم المرأة الشهيدة
    لقد كانت آسية بنت مزاحم ، زوجة فرعون ـ كما يقول المجلسي ـ " امرأة من بني إسرائيل ، و كانت مؤمنة و مخلصة ، و كانت تعبد الله سراً .
    و كانت على ذلك إلى أن قتل فرعون امرأة حزبيل ، فعاينت حينئذٍ الملائكة يعرجون بروحها ، لما أراد الله بها من الخير ، فزادت يقيناً ، و إخلاصاً ، و تصديقاً .
    فبينما هي كذلك إذ دخل عليها فرعون ، يخبرها بما صنع بها .
    فقالت : الويل لك يا فرعون ، ما أجرأك على الله جل و علا .
    فقال لها : لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ؟ .
    فقالت : ما اعتراني جنون ، لكن آمنت بالله ، ربي ، و ربك ، و رب العالمين .
    فدعا فرعون أمها ، فقال لها : إن ابنتك أخذها الجنون ، فأقسم لتذوقن الموت ، أو لتكفرن بإله موسى .
    فخلت بها أمها ، فسألتها موافقة [ فرعون ] فيما أراد ، فأبت ، و قالت : أما أن أكفر بالله ، فلا والله لا أفعل ذلك أبداً .
    فأمر بها فرعون حتى مدّت بين أربعة أوتاد ، ثم لا زالت تعذب حتى ماتت ، كما قال الله سبحانه : ﴿ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴾ 1 ، 2 .
    و عن ابن عباس :
    قال : " أخذ فرعون امرأته آسية ، حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه ، فمر بها موسى ( عليه السلام ) و هو يعذبها ، فشكت إليه بإصبعها ، فدعا الله موسى أن يخفف عنها ، فلم تجد للعذاب مساً ، و إنها ماتت من عذاب فرعون لها .
    فقالت و هي في العذاب :
    ﴿ ... رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ... ﴾ 3
    فأوحي إليها : أن ارفعي رأسك ، ففعلت ، فأُريت البيت في الجنة بني لها من درّ ، فضحكت .
    فقال فرعون : انظروا إلى الجنون الذي بها ، تضحك و هي في العذاب " 4 .
    و قيل : إنها لما عاينت المعجز من عصا موسى ( عليه السلام ) ، و وقوع الغلبة على السحرة ، أسلمت .
    فلما ظهر لفرعون إيمانها نهاها ، فأبت . فأوتد يديها و رجليها بأربعة أوتاد ، و ألقاها في الشمس . ثم أمر أن يُلقى عليها صخرة عظيمة ، فلما قرب أجلها قالت :
    ﴿ ... رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ... ﴾ 3.
    فرفعها الله تعالى إلى الجنة ، فهي فيها تأكل و تشرب ، عن الحسن و ابن كيسان .
    و قيل : إنها كانت تعذب بالشمس ، و إذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة ، و جعلت ترى بيتها في الجنة ، عن سلمان 5 .

    للبيان و التوضيح
    و لتوضيح بعض ما يرتبط بهذه المرأة المجاهدة الصابرة ، آسية بنت مزاحم الشهيدة ، نذكر هذا المقطع من كتاب : " مأساة الزهراء " فنقول :
    1 ـ إن آسية بنت مزاحم امرأة في مقابل رجل ، هو فرعون بالذات .
    2 ـ و فرعون هذا هو الزوج المهيمن و القوي ، و هو يتعامل مع هذه المرأة الصالحة من موقع الزوجية .
    3 ـ و فرعون الرجل و الزوج ، لا يملك شيئاً من المثل و القيم الإنسانية و الرسالية ، و لا يردعه رادع عن فعل أي شيء ، و في أي موقع من مواقع حياته ، فهو يسترسل مع شهواته ، و طموحاته ، و مصالحه ، بلا حدود و لا قيود ، و دونما وازع أو رادع .
    أما آسية فعلى النقيض من ذلك ، ترى نفسها محكومة لضوابط الدين و القيم و المثل ، و هي تهيمن على كل وجودها فلا تستطيع أن تسترسل في حركتها ، و لا يمكنها أن تتوسل بكل ما يحلو لها .
    4 ـ و فرعون يمثل أقصى حالات الاستكبار في عمق وجوده ، و ذاته ، حتى ليدعي الربوبية ، و يقول للناس : ﴿ ... أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ 6 ، فلا يرى أن أحداً قادر على أن يخضعه ، أو أن يملي عليه رأيه و إرادته ، بل تراه يحمل في داخله الدوافع القوية لسحق كل من يعترض سبيل أهوائه و طموحاته .
    فرعون هذا تتحداه امرأته !! في صميم كبريائه ، و في رمز استكباره و علوه ، و عنفوانه ، و عمق طموحاته ، في ادعائه الربوبية ، و في كل ما يرتكبه من موبقات ، و ما يمثله من انحراف .
    5 ـ و فرعون ملك لديه الجاه العريض ، و غرور السلطان ، و عنجهيته ، و جاذبيته ، و عنفوانه ، و زهوه . و ما أحب تلك المظاهر الخادعة إلى قلب المرأة ، و ما أولعها بها .
    و إذا كانت المرأة تميل إلى الزهو ، فإنها إلى زهو الملك العريض أميل ، و إذا كان الجاه العريض يستثيرها ، فهل ثمة جاه كجاه السلطان ، فكيف و هو يدعي الربوبية لنفسه ؟ !
    6 ـ أما المغريات فهي بكل صنوفها ، و في أعلى درجات الإغراء فيها ، متوفرة لفرعون ، فلديه الدور و القصور ، و البساتين ، و الحدائق الغناء ، و لديه اللذائذ و الأموال ، و الخدم و الحشم ، و لديه الزبارج و البهارج و زينة الحياة الدنيا .
    و هل ثمة أحب إلى قلب المرأة من القصر الشاهق ، و من الأثاث الفاخر ، و اللائق ، و من وصائف كالحور ، و غير ذلك من بواعث البهجة و السرور ؟ !
    7 ـ و عند فرعون الرجال و السلاح ، و كل قوى القهر ، و التسلط ، و الجبروت ، و الهيمنة ، و لذلك أثره في بث الرهبة ، و الرعب في قلب كل من تحدثه نفسه بالتمرد ، و الخلاف .
    8 ـ و عند فرعون أيضاً المتزلفون ، و الطامعون ، و الطامحون ، الذين هم وسائله و أدواته الطيعة ، التي تحقق رغباته ، و تلبي طلباته ، مهما كانت ، و في أي اتجاه تحركت .
    9 ـ و هناك الواقع المنحرف الذي تهيمن عليه المفاهيم الجاهلية . و الجهل الذريع ، و الافتتان الطاغي بالحياة الدنيا ، هذا الواقع الذي تفوح منه الروائح الكريهة للشهوات البهيمية ، و تنبعث فيه الأهواء ، و تضج فيه الجرائم .
    10 ـ و في محيط فرعون ، تريد امرأة فرعون أن تتخلى عن لذات محسوسة و حاضرة من أجل لذة غائبة عنها ، مع أن الإنسان كثيراً ما يرتبط بما يحس و يشعر به ، أكثر مما يرتبط بما يتخيله أو يسمع به ، بل هو يستصعب الانتقال من لذة محسوسة إلى لذة أخرى مماثلة لها ، فكيف يؤثر الانتقال إلى ما هو غائب عنه ، و لا يعيشه إلا في نطاق التصور و الأمل بحصوله في المستقبل ، ثقة بالوعد الإلهي له .
    بل إنها ( عليها السلام ) تريد أن تستبدل لذة و سعادة و نعيماً حاضراً بألم و شقاء ، و بلاء ، بل بموت محتم لقاء لذة موعودة .
    11 ـ و بعد ذلك كله ، إن هذه المرأة لا تواجه رجلاً كسائر الرجال ، بل تواجه رجلاً عُرف بالحنكة ، و الدهاء ، و الذكاء .
    فكما كان عليها أن تواجه استكباره ، و سلطانه ، و بغيه ، و كل إرهابه ، و إغرائه ، فقد كان عليها أيضاً أن تواجه مكره ، و أحابيله ، و تزويره ، و أساليبه الذكية الخداعة ، و هو الذي استخف قومه فأطاعوه .
    و قد ظهرت بعض فصول هذا الكيد و المكر في الحوار الذي سجله الله سبحانه له مع موسى ( عليه السلام ) ، و مع السحرة الذين جاء بهم هو ، فآمنوا بإله موسى ( عليه السلام ) .

    خلاصة
    كانت تلك بعض لمحات الواقع الذي واجهته امرأة فرعون ، التي هي من جنس البشر ، و من لحم و دم ، لها ميولها ، و غرائزها ، و طموحاتها ، و مشاعرها ، و أحاسيسها .
    و قد واجهت رحمها الله كل هذا الواقع الصعب بصبر و ثبات ، و لم تكن تملك إلا نفسها ، و قوى إرادتها ، و قويم وعيها ، الذي جعلها تدرك : أن ما يجري حولها هو خطأ ، و جريمة ، و انحراف و خزي ، فرفضت ذلك كله من موقع البصيرة و الإيمان ، و واجهت كل وسائل الإغراء و القهر ، و لم تبال بحشود فرعون ، و لا بأمواله ، و لا بجاهه العريض ، و لا بزينته و مغرياته ، و لا بمكره و حيله و حبائله . .
    و طلبت من الله سبحانه و تعالى أن يهيئ لها سبل النجاة من فرعونية فرعون ، و من أعمال فرعون ، و من محيط القوم الظالمين .
    و لم يؤثر شيء من ذلك كله ، من البيئة و المحيط و غير ذلك ، في زعزعة ثقتها بدينها و ربها ، أو في سلب إرادتها ، أو في سلامة و صحة خيارها و اختيارها .

    و كان دعاؤها
    ﴿ ... إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ 3 .
    فهي تعتبر الابتعاد عن فرعون ، و عن ممارسات فرعون نجاة ، و تعتبر الابتعاد عن دنس الانحراف و الخروج من البيئة الظالمة نجاة أيضاً . .
    و هي لا تريد من الله قصوراً و لا زينة ، و لا ذهباً و لا جاهاً ، بل تريد أن تفوز بنعمة القرب منه تعالى . المعبر عنه بكلمة : { عِنْدَكَ } ، و بمقام الرضا ، على قاعدة : " رضا الله رضانا أهل البيت " ، كما قالت زينب ( عليها السلام ) .
    و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على عباده الذين اصطفى محمد و آله الطاهرين . .


    #المصادر
    1. القران الكريم : سورة الفجر ( 89 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 593 .
    2. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 13 / 164 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
    3. a. b. c. القران الكريم : سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 11 ، الصفحة : 561 .
    4. بحار الأنوار : 13 / 164 ، عن عرائس الثعلبي : 106 و 107 طبع مصر .
    5. بحار الأنوار : 13 / 164 و 165 ، عن مجمع البيان : 10 / 319 .
    6. القران الكريم : سورة النازعات ( 79 ) ، الآية : 24 ، الصفحة : 584 .

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    احسنتم واجدتم وشكرا لكم على البحث القيم والموضوع المييز والمعلومات المهمة لهذه الشخصية المجاهدة
    شكرا لكم مجددا وبإنتظار جديدكم القيم
    مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X