إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ تُبيّنُ مُقوّماتِ الأداء الوظيفي الناجح :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ تُبيّنُ مُقوّماتِ الأداء الوظيفي الناجح :

    " أيُّها الإخوةُ والأخواتُ :- سلامٌ عليكم مِن ربٍّ غفورٍ رحيم ، في هذه الخطبة الثانية نعرضُ عليكم موضوعاً مُهمّا جِدّاً ، ألا وهو مقوّمات الأداء الوظيفي الناجح ودورها في حياة الفرد والمُجتمع "
    :1:- إنَّ الإنسانَ بصورةٍ عامّةٍ ، سواء أكان سياسيّاً أو وزيراً أو نائباً أو قاضياً أو أستاذاً أو مُعلِّماً أو موظفاً مُكَلّفٌ بمهمّةٍ ووظيفةٍ في هذه الحياة – فلو التزمنا بمقوّمات الأداء والعمل الوظيفي الناجح لأمكننا تحقيقَ الأهدافِ المنشودة.
    :2:- وواحدٌ من الأمور التي أوصلتنا إلى هذا الحال هو غياب مقوّمات الأداء الوظيفي في حياتنا في داخل العراق.
    :3:- ولتوضيح هذه المقوّماتِ نُقدّم مقدّمةً :- في أهميّة العمل والأداء الوظيفي ، والذي يُعتبرُ أمراً عباديّاً ، وخاصة ما يتعلّق بالخدمات العامة للناس والعمران والرقي في هذه الحياة.
    :4:- وفي قِبالِ ذلك :- إنَّ العزوفَ عن العمل والركون إلى الكسل والتراخي والإهمال هو مقوّمٌ أساسيٌّ في تحقيق الفشل.
    :5:- إنَّ العمل والأداء الوظيفي هو مبدأ إنساني مُقدّس عند جميع المُجتمعات البشريّة المؤمنة وغير المؤمنة – وله ارتباط وثيقٌ بكرامة الفرد والمجتمع وتقدّمه واحترامه بإزاءِ غيره – ذلك كون الإنسان هو خليفة اللهِ في الأرض والمؤتمن على رسالته لعباده.
    :6:- ولقد نظرَ القرآنُ الكريمُ والسنّة النبويّة الشريفة إلى أنَّ العمل والنشاطَ والتكسّبَ أمراً مقدّساً ، وفي نفس الوقت جاء التحذير والتنفير من الكسل والعزوف عن العمل كتنبيه لذلك الأمر الخطير.
    :7:- قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))(15)الملك . ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) (105)التوبة.
    :8:- وقد جاء في الأحاديث الشريفة : (ما أكلَ أحدٌ طعاماً قط خيراً من أن يأكلَ من عمل يده ، وإنَّ نبي الله داود كان يأكلُ من عمل يده)
    : كنز العمّال ، المتقي الهندي ،ج4 ، ص 8 .
    وقد حّذَرَ الإسلامُ الحكيم من التقصير في العمل والأداء الوظيفي ، (أخشى ما خشيتُ على أمتي كِبر البطن ، ومُداومة النوم
    والكسل وضعف اليقين .)
    : كنز العمّال ، المتقي الهندي ،ج34 ، ص 460 .
    :9:- إنَّ الإسلامَ إنّما نظرَ للعمل بأنّه أمرٌ مُقدّس لأنَّ به تُحفظُ كرامة الإنسان والمُجتمع – ومن خلاله يتحصّل القوتَ – وهو عبادة وجهادٌ للنفس وعلى العيال – بخلاف العابد ومَن يزهدُ في العمل.
    فالعمل أمرٌ فطري أودعه اللهُ تعالى في نفس الإنسان وهداه إليه ، وقد مارسه الأنبياء والأئمة الأطهار ، من أجل أن يكونوا قدوات لنا فيه.
    ::: مِن أهمّ مقوّماتِ العمل والأداء الوظيفي الناجح ::
    أيِّ أداءٍ - أداءُ السياسي وأداء الوزير وأداء الأستاذ والمعلّم والمدرّس وغيرهم .
    : المقوّم الأوّل :- هو الشعور بأهميّة العمل وقدسيّته في حياة الإنسان والمجتمع ودوره الخطير في التطوّر – وينبغي أن نستشعرَ ذلك في أعماق نفوسنا أفراداً ومُجتمعاً وأن ندركَ أمانةَ الله تعالى وخلافته في الأرض ، وضرورة وعي أنّنا قد أُوكّلَت إلينا مهام منها:
    :1:- إيصال أمانة الله سبحانه للإنسان وللمجتمع معاً.
    :2:- إعمار الأرض بما يُساهم في خدمة الإنسان وتطوّره ورقيّه – كونه كائناً له عقل وفكر.
    :3:- استخراج كنوز العلم التي تُساعد على تطوير المجتمع وحفظ كرامته واحترامه – فالعمل أمانة في أعناقنا يجب حفظها بأداء وظيفي ناجح.
    فينبغي عدم التهاون والتقصير في الأداء الوظيفي – ومن الواضح أنَّ العمل مهمة إنسانية نبيلة ومحترمة حتى عند غير المؤمنين ، ولذا تراهم ينشطون ويعملون ليل نهار من أجل خدمة أنفسهم ومجتمعاتهم.
    : المقوّم الثاني :- ( وهي طبيعة القوانين والتشريعات والنظام السياسي للمجتمع – إذ كلّما كان النظام السياسي وأفراده يتميّزون بأداء وظيفي ناجح ، ويحرصون على سنّ القوانين والتشريعات التي تنظم العمل والأداء الوظيفي ، كلّما كان لذلك انعكاسه على غيرهم في الأداء الوظيفي وتحسينه كماً ونوعاً – ولكن ممّا يُؤسَف له أن مجتمعنا في العراق فرداً وكياناً قد غابت عنه الكثير من المبادئ والقيم الأساسيّة التي تكفل النجاح الوظيفي والعمل الصحيح ممّا أدّى إلى تراجع الكثير من الخدمات وبمختلف عناوينها ، وقد تخّلف البلد وتراجع – وأصبح غير مستقلٍ ، مع ما فيه من القدرات والإمكانات ، بحيث يعتمد على غيره في أبسط الأمور ، وتراجع موقعه من بيت المجتمعات الأخرى ..... )
    _____________________________________________

    همُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة – الأوّل من ربيع الأوّل 1440هجري - التاسع من تشرين الثاني 2018م – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
    ___________________________________________

    دوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
    ___________________________________________

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    أحسنتم التدوين وهندسة الكلمات

    زادكم الله من فضله وجعل ما تتميزون به في ميزان حسناتكم .




    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق


    • #3
      وأحسن الله بكم وحفظكم.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X