تويت
النزاع بين الحزبين مازال قائما ، والكتلة الأكبر هي الخاسرة .
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
ليس المقصود من الحزبين المتنازعين في عنوان المقالة هي الاحزاب السياسية الحالية ، ولا المقصود من الكتلة الاكبر في عنوان المشاركة هي الكتل السياسية الكبيرة التي تتشكل من الاحزاب السياسية المختلفة كما في وقتنا الحاضر ، بل المقصود من كلامي بالحزبين المتنازعين هما حزب الله وحزب الشيطان هذان الحزبان اللذان وقع ويقع التنازع بينهما في الماضي والحاضر والمستقبل فحزب الله هو الحزب الذي يمثل جانب الخير والايمان والاسلام ، وحزب الشيطان هو الحزب الذي يمثل جانب الشر والنفاق والكفر ، ولكل من الحزبين الجنود المجندة المتطوعة والمنظمة في صفوفه ، ولا فرق بين هؤلاء الجنود في كونهم من الإنس أو من الجن ، قال تعالى في وصف جنود إبليس : (( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا )) . سورة الاسراء ، الآية 64 .
والمقصود من قولي الكتلة الأكبر هي الخاسرة هي الكتلة المتكونة من نفس ذلك الحزب الشيطاني الرجيم التي وقعت اللعنة عليهم والطرد من ساحة الرحمة الإلهية ، وسبب تسميتي لها بالكتلة الأكبر لأن الثلة القليلة هي التي دائما ما تكون في جانب الإيمان والخير - حزب الله - ، أما الأكثرية الساحقة فدائما ما تكون وتقف في الجانب المعادي - مع حزب الشيطان - لتلك الثلة المؤمنة .
وقد ذكر الله حزبه - حزب الرحمن - وحزب الشيطان في القرآن الكريم بالأوصاف التالية ، فقال تعالى في وصف حزبه : (( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ )) سورة المائدة ، الآية 55 و 56.
وقال تعالى : (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاْخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الايمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنّات تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الاْنْهارُ خالِدينَ فيها رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) سورة المجادلة ، الآية : 23 .
وقال تعالى في وصف حزب الشيطان : (( أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) سورة المجادلة ، الآية : 15 ـ 20.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى بأن الكتلة الأكبر دائما ما تكون معارضة للحق والصدق ، قال تعالى : (( لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )) سورة الزخرف ، الآية 43 .
الا ان ذلك - أكثرية الحزب الشيطاني الضال - لا يمنع من جعل الغلبة والانتصار لحزب الله المؤمنين وان كانوا أقل بكثير عن حزب الشيطان الكافرين ، قال تعالى : (( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )) . سورة البقرة ، الآية 249 .
وقد يتصور البعض بأن الإنتصار يتضح بعد إنتهاء المعركة مباشرة ، لكن هذا التصور هو تصور محدود وخاطئ بنظر الخبراء العسكريين ، لأن الإنتصار قد تتضح نتائجه في أثناء المعركة ، وقد تتضح أثاره بعد إنتهاء المعركة بأمد بعيد كما حصل ذلك بعد واقعة كربلاء ، حيث انتصر الحق على الباطل ، انتصر الدم على السيف ، انتصر الحزب الاسلامي على الحزب الأموي ، انتصر الإمام الحسين (عليه السلام) على يزيد لعنه الله وعلى أتباعه وأنصاره ومما يدل على هذا النصر العظيم خطبة السيدة الكبرى عقيلة بني هاشم الحوراء زينب (عليها السلام) التالية :
ألا فالعَجَب كلّ العجب. لقتلِ حزبِ الله النجباء ، بحزب الشيطان الطلقاء ! ، فهذه الأيدي تَنطِف من دمائنا ، والأفواه تَتَحلّب مِن لحومنا ، وتلك الجُثث الطَّواهر الزواكي تنتابها العَواسِل ( أي الذئاب ) ، وتهفوها أُمّهاتُ الفَراعل . ولئن اتّخَذْتَنا مَغْنَماً ، لَتجِدَنّا وشيكاً مَغْرٓماً ، حين لا تجدُ إلاّ ما قدَّمْتَ وما ربُّكَ بظَلاّمٍ للعبيد ، فإلى الله المشتكى وعليه المعوَّل. فكِدْ كيدَك ، واسْعَ سعيَك ، وناصِبْ جهدك ، فوَ اللهِ لا تمحو ذِكْرَنا ، ولا تُميت وحيَنا ، ولا تُدرِكُ أمَدَنا ، ولا تَرحضُ عنك عارها ( أي لا تغسله ) ، وهل رأيُك إلاّ فَنَد ، وأيّامك إلاّ عَدَد ، وجمعك إلاّ بَدَد !! يوم ينادي المنادي : ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين ! فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يُكملَ لهم الثواب ، ويُوجِبَ لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ، إنّه رحيمٌ ودود ، وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل .
فقال يزيد :
يا صيحةً تُحمَدُ مِن صَوائحِ ما أهونَ الموتَ علَى النوائحِ .
. السلام على حزب الله المؤمنين الأخيار .