إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نعيش حياة أكثر طمأنينة؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نعيش حياة أكثر طمأنينة؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    🔰إنها أوامر الدين بأن نوفّر لأنفسنا الكثير من أشكال الراحة وندفع عنها الكثير من دواعي الأذى. إنّه وسط الطمأنينة والسكينة يُستطاع تفجير الكثير من الطاقات. فالعبادة، وتهذيب الأخلاق، والسمو الروحي، وشكر الله تعالى هي جميعاً بحاجة إلى طمأنينة، غير أن الناس - في العادة - يفرّطون بسكينتهم من أجل لذة غير مشروعة لا يُعلَم كم سينالون منها، وكم سيتضرّرون!

    🔰لقد جُعلَت لكل فرد في الحياة الدنيا حصة من المعاناة. وما لم تُقنع نفسك بهذه الحقيقة فسوف لا تستطيع إقناعها بالدين. فالدين سبيلٌ لتقليل حدة المعاناة. على أن الدين يقترح عليك بعض ألوان المعاناة قائلاً: "رحّب بهذه الأنماط من المعاناة!" فإن علم الإنسان بأن المعاناة في الدنيا حتمية فسيسهُل عليه الترحيب بالآلام. والذي لا يكيّف نفسَه جيداً مع آلام الدنيا فإنّه سيتعاطى مع الدين على نحو سيّئ.

    🔰إننا غالباً ما نفتش لمشاكلنا عن مذنب في حين أن العامل الرئيس لها هو الله عز وجل (أي إن تصميم الدنيا الذي وضعه الله تعالى هو العامل الرئيس لها). يقول أمير المؤمنين(ع): «فِي كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقٌ، وَفِي‏ كُلِ‏ أُكْلَةٍ غَصَصٌ‏ لَنْ تُنَالَ نِعْمَةٌ إِلاّ بِفِرَاقِ أُخْرَى‏» (تحف العقول/ ص91)؛ أي إن الدنيا محلٌّ لا تهنأ فيها بجرعة ماءٍ إلا وتغصّ بأخرى، ولا تُعطى نعمة (مادية) إلا وتُسلَب منك غيرُها (على أن النعم المعنوية ليست هكذا). فإن آمنتَ بهذه الحقيقة أعرَضتَ عن الدنيا. نعم، الذين يعيشون في أوهام لا يصدّقون بهذا الكلام.

    🔰 معرفة "الحكمة من المعاناة" تساعد الإنسان على اكتساب الطمأنينة. وإن من الدواعي لضرورة المعاناة هي أن الإنسان إذا لم يعانِ ولم يُقاسِ الشدائد فسيفسد. فعن عليّ أمير المؤمنين(ع) أنه قال: «القَلبُ الفارِغُ يَبحَثُ عَنِ السّوءِ، وَاليَدُ الفارِغَةُ تُنَازِعُ إلَى الإِثم» (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ ج20/ ص303). فلكي تتجنّب الفساد أقحِم نفسَك في مشاقّ العمل.

    🔰ويقول أمير المؤمنين(ع) أيضاً: «أَشَدُّ النَّاسِ‏ حِسَاباً يَوْمَ‏ الْقِيَامَةِ الْمَكْفِيُّ الْفَارِغُ..»؛ أي: أشد من يحاسبه الله يوم القيامة المُستغني القادر على عملٍ لكنه لا يعمل «..إِنْ كَانَ الشُّغُلُ مَجْهَدَةً فَالْفَرَاغُ مَفْسَدَة» (مجموعة ورام/ ج1/ ص60). ويقول رسول الله(ص): «إنَّ اللهَ يُبغِضُ الصَّحيحَ الفَارِغَ لا فِي شُغلِ الدُّنيَا وَلا فِي شُغلِ الآخرةِ» (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ ج17/ ص146) أي: الإنسان الصحيح البدن لكن الفارغ الذي لا يشتغل لا في أمرِ دنياً ولا في أمر آخرة.
    فمن خلال هذه الروايات يمكن ان نستفيد هذه الامور الاتية بشكل نقاط


    🔹أقحِم نفسَك في مشاقّ العمل كي لا تفسد.

    🔹الذي لا يكيّف نفسَه مع آلام الدنيا لا يكيّف نفسه مع الدين أيضاً.

    🔹الدين سبيلٌ لتقليل حدة المعاناة.

    🔹عادةً ما يفرّط الناس بسكينتهم من أجل لذة غير مشروعة لا يُعلَم كم سينالون منها!
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X