تويت
العلاقة بين نصرة الامام الحسين (عليه السلام) وإحياء ذكره . (مع عتاب للأحباب) .
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
لقد أكد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديثه الشريفة في أكثر من مرة وفي أكثر من موقف على نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) عند إدراكه ، والقتال معه في صفه ، فقد روى الجم الغفير من علماء العامة والخاصة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عندما كان الحسين بن علي في حجره : (( إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق ألا فمن شهده فلينصره )) . [1] .
وهذ ما فعله أصحاب الإمام الحسين (عليه وعليهم السلام) إمتثالاً لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنصرة إمام زمانهم عند إدراكه . فأدركوه وفدوا إمامهم بأرواحهم ورخصوا دمائهم في سبيل الدفاع عن الحق ومحاربة الباطل حتى كتب لهم السير في قافلة وركب الشهداء مع سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) .
إلا أن هنالك صنف أخر من الناس لم يدرك الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء ، بل أدركه بعد إستشهاده بزمان قصير أو طويل - مثلنا نحن في هذا الزمان - فهل هذا يعني سقوط نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) عنا في هذا الزمان ؟؟؟
كلا إن نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) لا تتوقف ولا تنحصر على إدراك الإمام في وقته وزمانه فقط ، بل تعم وتشمل جميع الأوقات والأزمنة ، ولتوضيح ذلك نقول :
إن للنصرة مصاديق وأنواع متعددة فقد تكون النصرة بالسيف ، وقد تكون النصرة باللسان ، وقد تكون النصرة بالقلم وقد تكون بغير هذه الأمور .
فالنصرة التي ذكرها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الرواية قد تشير إلى النصرة من النوع الأول - أي النصرة بالسيف - وهذا لا يعني سقوط بقية مصاديق وأنواع النصرة بتمامها بل تبقى النصرة باللسان والنصرة بالقلم والنصرة بغيرها من الأمور واجبة علينا .
فإقامة مجالس العزاء على أهل البيت (عليهم السلام) ، والبكاء عليهم ، وكتابة الشعر على مظلوميتهم في أحزانهم وأفراحهم ، ونشر علومهم ، وإحياء ذكرهم وأمرهم ، ولبس السواد في ذكرى إستشهادهم ، واللطم عليهم ، وزيارتهم ، وغيرها من الأمور - كل هذه - من مصاديق النصرة للإمام الحسين (عليه السلام) .
انظروا إلى قول الامام الحجة (عليه السلام) للإمام الحسين (عليه السلام) في زيارة الناحية : (السلام عليك يا جداه ، لئن أخرتني الدهور ، وعاقني عن نصرك المقدور . ولم أكن لمن حاربك محارباً ، ولمن نصب لك العداوة ناصباً . لأندبنك صباحاً ومساءً ، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً ) . [2] .
وانظروا لقول الامام الرضا (عليه السلام) : (( يا بن شبيب ! إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه السلام) فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم ، فأفوز فوزا عظيما )) . [3] .
وعندي عتاب لبعض الأحباب وخصوصا الأعضاء الكتاب الذين لديهم القدرة على كتابة وتهيئة المواضيع والمشاركات التي تخص الإمام الحسين وجميع الأئمة (عليهم السلام) لماذا لاينصروا الإمام الحسين وباقي الأئمة (عليهم السلام) بأقلامهم ؟ لماذا يعطلوا هذه الأقلام ويوظفونها في أمور أخرى ويتركوا نصرة أهل البيت (عليهم السلام) ، بل عتابي يشمل بعض الأخوة الذين كانوا يكتبون في قسم الإمام الحسين (عليه السلام) في شهري محرم وصفر وبمجرد إنتهاء هذان الشهران لم يعد يكتب المواضيع والمشاركات وكأنما ترك النصرة وهو قادر عليها . فأرجوا من الجميع أن يفعل ويكثر من مشاركاته ومواضيعه بقلمه المعطاء ولو لبعض الأسطر النافعة لكي يستفيد منه بعض المؤمنين وخير الناس من نفع الناس .
----------------------------------
المراجع والمصادر :
[1] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : ج 1 / ص 122 . وذكرت هذه الرواية بمصادر أهل السنة في كنز العمال / للمتقي الهندي / المجلد الثاني عشر / الحسين رضي الله عنه من الإكمال / حديث رقم : (34314) : إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض من أرض العراق يقال لها كربلاء ، فمن شهد ذلك منهم فلينصره . وذكره البغوي وابن السكن والباوردي وابن منده وابن عساكر - عن أنس بن الحارث بن منبه ، قال البغوي : لا أعلم روى غيره ، وقال ابن السكن : ليس يروى إلا من هذا الوجه ولا نعرف لأنس غيره .
[2] الزيارة الجامعة .
[3] بحارالأنوار : ج 44 / ص 299 ح 1.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
لقد أكد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديثه الشريفة في أكثر من مرة وفي أكثر من موقف على نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) عند إدراكه ، والقتال معه في صفه ، فقد روى الجم الغفير من علماء العامة والخاصة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عندما كان الحسين بن علي في حجره : (( إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق ألا فمن شهده فلينصره )) . [1] .
وهذ ما فعله أصحاب الإمام الحسين (عليه وعليهم السلام) إمتثالاً لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنصرة إمام زمانهم عند إدراكه . فأدركوه وفدوا إمامهم بأرواحهم ورخصوا دمائهم في سبيل الدفاع عن الحق ومحاربة الباطل حتى كتب لهم السير في قافلة وركب الشهداء مع سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) .
إلا أن هنالك صنف أخر من الناس لم يدرك الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء ، بل أدركه بعد إستشهاده بزمان قصير أو طويل - مثلنا نحن في هذا الزمان - فهل هذا يعني سقوط نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) عنا في هذا الزمان ؟؟؟
كلا إن نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) لا تتوقف ولا تنحصر على إدراك الإمام في وقته وزمانه فقط ، بل تعم وتشمل جميع الأوقات والأزمنة ، ولتوضيح ذلك نقول :
إن للنصرة مصاديق وأنواع متعددة فقد تكون النصرة بالسيف ، وقد تكون النصرة باللسان ، وقد تكون النصرة بالقلم وقد تكون بغير هذه الأمور .
فالنصرة التي ذكرها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الرواية قد تشير إلى النصرة من النوع الأول - أي النصرة بالسيف - وهذا لا يعني سقوط بقية مصاديق وأنواع النصرة بتمامها بل تبقى النصرة باللسان والنصرة بالقلم والنصرة بغيرها من الأمور واجبة علينا .
فإقامة مجالس العزاء على أهل البيت (عليهم السلام) ، والبكاء عليهم ، وكتابة الشعر على مظلوميتهم في أحزانهم وأفراحهم ، ونشر علومهم ، وإحياء ذكرهم وأمرهم ، ولبس السواد في ذكرى إستشهادهم ، واللطم عليهم ، وزيارتهم ، وغيرها من الأمور - كل هذه - من مصاديق النصرة للإمام الحسين (عليه السلام) .
انظروا إلى قول الامام الحجة (عليه السلام) للإمام الحسين (عليه السلام) في زيارة الناحية : (السلام عليك يا جداه ، لئن أخرتني الدهور ، وعاقني عن نصرك المقدور . ولم أكن لمن حاربك محارباً ، ولمن نصب لك العداوة ناصباً . لأندبنك صباحاً ومساءً ، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً ) . [2] .
وانظروا لقول الامام الرضا (عليه السلام) : (( يا بن شبيب ! إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه السلام) فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم ، فأفوز فوزا عظيما )) . [3] .
وعندي عتاب لبعض الأحباب وخصوصا الأعضاء الكتاب الذين لديهم القدرة على كتابة وتهيئة المواضيع والمشاركات التي تخص الإمام الحسين وجميع الأئمة (عليهم السلام) لماذا لاينصروا الإمام الحسين وباقي الأئمة (عليهم السلام) بأقلامهم ؟ لماذا يعطلوا هذه الأقلام ويوظفونها في أمور أخرى ويتركوا نصرة أهل البيت (عليهم السلام) ، بل عتابي يشمل بعض الأخوة الذين كانوا يكتبون في قسم الإمام الحسين (عليه السلام) في شهري محرم وصفر وبمجرد إنتهاء هذان الشهران لم يعد يكتب المواضيع والمشاركات وكأنما ترك النصرة وهو قادر عليها . فأرجوا من الجميع أن يفعل ويكثر من مشاركاته ومواضيعه بقلمه المعطاء ولو لبعض الأسطر النافعة لكي يستفيد منه بعض المؤمنين وخير الناس من نفع الناس .
----------------------------------
المراجع والمصادر :
[1] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : ج 1 / ص 122 . وذكرت هذه الرواية بمصادر أهل السنة في كنز العمال / للمتقي الهندي / المجلد الثاني عشر / الحسين رضي الله عنه من الإكمال / حديث رقم : (34314) : إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض من أرض العراق يقال لها كربلاء ، فمن شهد ذلك منهم فلينصره . وذكره البغوي وابن السكن والباوردي وابن منده وابن عساكر - عن أنس بن الحارث بن منبه ، قال البغوي : لا أعلم روى غيره ، وقال ابن السكن : ليس يروى إلا من هذا الوجه ولا نعرف لأنس غيره .
[2] الزيارة الجامعة .
[3] بحارالأنوار : ج 44 / ص 299 ح 1.