إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعظيم الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعظيم الشعائر الحسينية

    ( تعظيم الشعائر الحسينية )

    سعد عطية الساعدي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( وذلك من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) الحج / 32


    الشعائر هي كل ما كانت لها أصول عقائدية متينة مرتبطة بسلوكيات الناس في مجتمع معين أو في أمة معينة
    ولها في نفوس هؤلاء الناس مكانة اعتبارية ووجدانية تملك لباب فكرهم وقلوبهم فتترسخ في معتقداتهم وخصوصا الشعائر العقائدية الرسالية والتي أمر بها الله تعالى علنا أو أشار لها في كتابه جمعا وضمنا كما هو تعبير هذا النص القرآني المبارك الذي بدأنا به محاضرتنا هذه .
    وهذه الشعائر العقائدية وعلى مختلف معتقدات الناس هي متوغلة في متمسكات ضمائرهم ويضحون من أجلها بالمال وأحيانا بالأنفس ولا يردهم عنها راد ولا يمنعهم عنها مانع ولا تهون ولا تترك بل هي دوامة أحياء وتعظيم عند المعتقدين بها فكريا يتوارثونها من جيل إلى جيل بغض النظر عن قيمتها الحقيقية وهل هي حق أم باطلة هل جاءت من ضمن رسالة ودين سماوي أم قامت من أهواء الناس لحاجتهم إلى الشعائر التي تدعم معتقداتهم وأضفوا عليها نوع من القدسية ولهذا أحيانا تسفك الدماء من أجل شعائرهم دفاعا عنها وعلى دوامها وعدم المساس بها أو السخرية منها أو محاولة تسقيطها ومنعها وهذا حاصل موجود بين الأمم والأقوام والمذاهب والطوائف والفرق داخل الدين الواحد ما دام كل أمة وقوم وحزب بما لديهم فرحون بتعبير كلام الله جل وعلا .
    وهنا وجب علينا النظر في ماهية الحاجة إلى هذه الشعائر التي تأخذ الكثير من اهتمام وتضحيات الناس كل ومعتقده بشعائره ونتصور في الجواب عدة أمور مهمة يرتكز عليها ذلك الاهتمام وتلك التضحيات وهي ..


    الأمر الأول ..
    أن الشعائر هي جزء مهم من معتقدات الناس بل ومن حياتهم والمساس بها هو مساس بكرامتهم الدينية والإنسانية القيمية والعرفية بل المساس بكيان الدين والأمة والطائفة أو الفرقة


    الأمر الثاني..
    أحياء الشعائر وتعميمها عندنا نحن المسلمون عامة وشيعة رسول الله خاصة هي من تقوى القلوب كما أمر الله تعالى في محكم كتابه وضمنا من لا يعمل بتقواها فلا تقوى في قلبه ومن فرغ قلبه من تقوى الله سبحانه فلا إيمان عنده وهي دلالة ضمنية على طاعة الله فيما أمر ونهى وبما أنزل من تكاليف وعبادات فالتعظيم هنا هو واجب مطلوب وتركه مخالفة وتمرد بدلالة التقوى
    الأمر الثالث ..
    هو ان الشعائر الحقة الرسالية هي جزء لا يتجزء من دوام وبقاء الدين وسنة الرسول والأمة وبالناتج هي هوية الرسالة المطبقة تطبيقا عمليا يستقرأ منها تلك الهوية وتعرف من خلالها ميزات الأمة كون ممارستها وأحيائها هو بالضرورة سلوك حركي جماعي يجلب الانتباه والالتفات له الغير من باقي الأمم .


    فمن كانت شعائرهم تحمل وقائع تطبيق قيم ومعاني إنسانية خالدة في التاريخ والضمير الإنساني فهي حية معتبرة ومحترمة ومؤثرة في الجانب الإنساني والوجداني اعتبارا عند انسانيو الأمم والشعوب الأخرى والدليل هنا هي الشعائر الحسينية والتي ولدت من صلب الرسالة والدين ومعاناة الإنسانية من ظلم وجور وفساد الطواغيت الذين آلموا الإنسانية وسودوا تأريخها بظلم جرائمهم وظلم سوء سلوكهم وظلمهم الذي مازالت آثاره تدمي قلوب الأحرار ومنهم الكثير من قادة ومفكري العالم ومن مختلف الأمم والشعوب والثقافات قالوا أقوالهم المشهورة بحق سيد الشهداء الإمام الحسين وبحق نهضته الإنسانية وثورته
    وابرز الشهود والأدلة قول غاندي.
    ( تعلمت من الحسين أن أعيش مظلوما كي أنتصر )

    فإن الشعائر الحسينية هي إنسانية إصلاحية والتي قدم من أجلها الإمام الحسين أغلى واعز التضحيات بملء إرادته ولهذا كان تعظيم شعائر ثورته هو في صلب موضوع التعظيم المنصوص عليه ولكن بشرطية التقوى ومن هذا المعنى يتولد سؤال يطرح نفسه وهو كيف نعظم الشعائر الحسينية وعلى وفق روح ومتطلبات النص المبارك بشرط تقوى القلوب تمسكا وتحرزا عقائديا.


    الجواب .. من خلال عدة نقاط لتبيان الحقيقة الواجبة اعتقادا وتعظيما لا بد منها والتمسك بها ..
    النقطة الأولى ..
    من الواجب تطبيق روح النص بعد وجوب استلهام روح الثورة الحسينية الإلهية الرسالية حتى نصل من خلال الاستلهام الحقيقي لها إلى روح شعائرها ومعاني وأهداف النص القرآني المبارك في التعظيم ومن بعد أحيائها بوجوب تقوى القلوب أي تمسكا بها وتعظيما أدبيا سلوكيا حتى يحسن الانتفاع من عبرها ومواعظها ودروسها و أجر الطاعة لله من خلال تعظيمها .


    النقطة الثانية ..
    التربية الايمانية الأخلاقية المهذبة للنفس تحت ظل حاكمية الله تعالى وشرعه الحنيف ومن خلال تربية الفرد تربية ايمانية صحيحة وعقائدية حسينية يبدأ بها الأبوان لكي يكونا حسينيان متقان في تربية أبنائهم بمنهج مفعم بالتقوى وزرعه فيهم وتوجيه سلوكهم نحو الدين والخير والأخلاق الإيمانية الفاضلة وهذا جهد إسلامي رسالي وهو من روح النهضة والثورة الحسينية وشعائرها وخصوصا في عصرنا الحاضر والغرب الماسوني بفكره المادي الإلحادي المتحلل أخلاقيا قد صدر إلينا وبقوة مما يستوجب على الأسر وأعيان المجتمع ومفكري الخط والفكر الإسلامي المحمدي الأصيل وأهل العلم الرد المعاكس والتنبيه وتكثيف الإجراءات الوقائية فالمرحلة خطرة وشبابنا مستهدف وأجيالنا متآمر عليها لغرض تفكيك أخلاقهم وبالناتج إشاعة الكفر والإلحاد والتفكك الأخلاقي ولقد بانت البينات وظهرت الانحرافات وهنا وجب التصدي لها بجد وحزم والمنبر الحسني هو الملجأ الأول والخندق المتقدم فنحن في ساحة حرب فكرية عقائدية شبيهة بمعركة الطف يوم عاشوراء الحسين عليه السلام ها قد قامت الحجة ووجبت الموعظة ونحن اصحاب ترديد شعار الإمام الحسين العملاق الأبي. (( هيهات منا الذلة. )) فترك ساحة الدين والمذهب والجهاد هي الذلة التي رفضها إمامنا الحسين و بعد أن أدى وقضى ما عليه وضع رفضه للظلم والانحراف أمانة في أعناقنا وعبر الزمن والأجيال الحسينية الوثابة للرد والتصدي والجهاد .


    فوجب علينا كلنا رجال ونساء العمل الشرعي الحسيني لتحصين أنفسنا و أسرنا وأجيالنا وهم بذرنا الحسيني من التفكك والابتعاد عن روح الرسالة والدين وتعظيم الشعائر فالحسين ثورة مستمرة ومن يتخلف عن اللحاق بها وبمسيرتها الثورية المستمرة الطويلة فإنه سوف لن ولن يبلغ الفتح الذي أشار له الإمام الحسين عليه السلام بلغ به وقال ..
    (( أما بعد فإنه من لحق بي أستشهد ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح والسلام. ))
    بلاغ و قول ساري المفعول في أجيال الأمة وأحرار الإنسانية عموما وعلى الموالين الحسينيون خصوصا هو حجة قائمة . والفتح هو ليس فتح مدن وبلدان بل الحسين عليه السلام فتح أصل فتح الفتوح الذي تعجز عنه جيوش دول فتحه بشخصه وثوريته ونهضته وتضحياته العزيزة فتح بها باب طاعة الله ولزم أوامره ورفض الظلم والفساد والظالمين والمفسدين فتح باب جهاد الأمة الطويل الامد وهو باب رحمة وخلاص ونجاة فتح الطريق الذي سده البغاة طريق السعادة الأبدية والفوز العظيم بالصبر والثبات مهما كلفت التضحيات و لقد حقق الإمام الحسين عليه السلام الفتح وبكل أهدافه الخالدة عبر الزمن والأجيال والتاريخ حتى أمست أهدافه شعائرنا الحسينية الخالدة السائدة طبعا روحيا يسري في دماء الحسينيون والحسينيات الزينبيات العفيفات عبرالأجيال وهن مهد التحظير والتربية وركيزة الإعداد الزينبي ب (( والله لن تمحوا ذكرنا )) فهنيئا لكل مؤمنة زينبية فهمت وأدت واجبها الحسيني وحظرت وأعدت وربت وخرجت بنات زينبيات فهي فخر الحاضر والمستقبل الشعائري وجهاد في شرع تعظيمها وتحصين ابناءها من غزو الغزاة المفسدين


    النقطة الثالثة..
    الشعائر الإسلامية والحسينية منها هي كلها شرع وتشريع إلهي لأن ثورة الإمام الحسين هي ناتج أمر إلهي بدلالة الأخبار عنها منذ ولادته وكان جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبله من منحره وبما أخبر أل بيته والمقربين منه قصة ثورته واستشهاده و الحسين كان صغيرا بعد وهذا دليل في معناه وبرهان في عمله بما أجراه وعمله جده رسول الله من تقبيله في منحره كونه مخبر من عند الله تعالى وهذا دليل يقين لا يدحض على أن ثورته عليه السلام هي تكليف الهي


    النقطة الرابعة ..
    يجب شرعا وعرفا صون الحرمات في تعظيم الشعائر والمحافظة على تطبيق روح الشرع في التعظيم والأحياء لها لأن هذا فرض واجب شرعي وفي الجانب الأخر الأعداء يتربصون بنا الهفوات الجاهلة لأن تعظيم وأحياء شعائر الثورة الحسينية بآدابها وشروطها وموجبات فهم تعاليمها وإحيائها سلوكيا هو السد المنيع من هجمات الإلحاد والتحلل والإفساد اعاذكم الله فكان لزاما على مروجيهم سلك عدة أساليب وحملات تشويه لأصل الشعائر لغرض أحداث ثغرة ونفور منها في نفوس الاجيال عاجلا أو آجلا ومن خلال تمرير أهدافهم الفاسدة فعلى النسوة والامهات الزينبيات أن يكونن على قدر المسؤولية فهن اليوم يتحملن هذه الأمانة الزينبية الإيمانية الثقيلة والواجب الشرعي الثقيل الموكل إليهن وهو لمن أكبر أنواع الجهاد والمجاهدة الزينبية هي التي ستنتصر حتما مهما كانت المعاناة والدليل والقدوة هي الحوراء زينب سلام الله عليها التي جعلت من المعاناة عزة لا ذلة والصبر نصرا لا هزيمة ومن الإيمان وتقوى الله خندقا جهاديا حصن وسدا لا يكسر بل تكسر عليه طغيان يزيد وذل في محضرها بنو أمية وكل المنحرفين والظالمين لقد تحدتهم بلسان الحسين ورسوخ ثباته وصبرها وشموخها وأهانت يزيد وبنو أمية بقولها الطلقاء فكان وقع كلامها حجرا صلدا على رؤوسهم فانهارت شماتتهم وذلت عنجهيتهم وأصبحوا أقزاما امامها


    فإن على المجاهدة الزينبية أن تقتدي بالحوراء زينب لتنتصر نصرا اكيدا يعلي من شأنها في الدنيا والآخرة وترضي سيدتنا الحوراء زينب بأن أهدافها وتضحياتها لن تذهب سدى طالما الزينبيات مجاهدات عاملات بتقوى الله وخشيته فإن قبلت الزينبية التحدي واتكلت على الله وخشته من خلال صون بيتها وحفظ عيالها وتربية أبنائها تربية حسينية زينبية بلا ملل من خلال التوجيه والمراقبة والمتابعة وبث روح الإيمان وتقوى الله جل وعلا ليحل التوفيق والبركة والوقاية من شرور الفاسدين والمنحرفين كون الإيمان بالله وخشيته وتقواه هي الحصن الحصين المانع من كل تلك المخاطر والمهالك .
    أن حفظ الأمانة وتعظيم الشعائر وتقوى الله هي من صميم الرسالة والدين والأم المؤمنة في زمن الفتن والتحلل و التي هي في عنقها أمانة إيمانية إسلامية حسينية ثقيلة سوف تسأل عنها يوم تقف الخلائق بين يدي الله يوم الندامة والحسرة وهنيئا للفائزين وللفائزات اللواتي أدين الأمانة وحفظن الوديعة فهذا هو خلاصة تعظيم الشعائر مع مظاهر التعظيم والإحياء في كل مراسم العزاء العاشوراىي احياء ظاهرا اعلاميا لبيان مظلومية أل البيت وأولها مظلومية الإمام الحسين .. وباطنا بالتربية على حسن الخلق وطاعة الله سبحانه وهذا ما أراده إمامنا الحسين لنا لكي نتربى عليه عبر أجيالنا وتكون من ضمن شعائرنا وسلوكنا الحسيني الزينبي .

  • #2
    الأخ الفاضل سعد عطيه الساعدي . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع الذي يخص الشعائر الحسينية المباركة . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      الأخ الفاضل خادم الكفيل ... شكرا لما تفضلتم به وتكرمتم من فيض كرم أخلاقكم وحياكم الله تعالى وحباكم بكل توفيق

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X