إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا حملت العيال إلى كربلاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا حملت العيال إلى كربلاء

    لماذا حملت العيال إلى كربلاء
    سعد عطية الساعدي

    عندما خرج الإمام الحسين صلوات الله عليه من مكة متوجها إلى العراق لحق به عبد الله أبن جعفر زوج العقلية زينب ومعه عبد الله أبن عباس لحقوا به قرب الحدود بين العراق والحجاز وقالوا له يا أبا عبد الله لا تذهب إلى العراق فسوف تقتل اذهب إلى اليمن فلك فيها النجاة والأمان فرفض عليه السلام ودار بينهم كلام محاولين منعه من الذهاب ولكنه رفض وختم قوله لهم أنا أرى ما لا ترون فقالوا له إذا كان لابد من الذهاب لماذا تحمل العيال معك اتركهم معنا نعود بهم إلى المدينة فقال لهم قوله الشهير .
    ( شاء الله أن يراهن سبايا )
    وهنا سنلاحظ بالتدقيق للمعنى المراد بقوله صلوات الله عليه وما العبرة في حمل العيال معه وهو يعلم باستشهاده ومن معه فلم يكن عليه الأمر سهلا حملهم معه والذي اثقل عليه حركته من خلال حرصه عليهم واهتمامه بهم أكثر من اهتمامه وحرصه على نفسه .
    ومن موجبات التدقيق والنظر في أسباب حمل العيال و ما المقصود بقوله صلوات الله عليه ( شاء الله أن يراهن سبايا )
    سنناقش المعنيين ضمن نقاط نبين من خلالها نتائج النظر والتدقيق .
    أولا . . الأسباب
    أن الأسباب هنا يجب أن تكون ذات مغزى ومضامين حقيقية تحضى بالأقناع كون القضية مهمة وحساسة وبنيت عليها معتقدات شعائر فلابد من التأكد من ما يسند لكل سبب وذلك بالتلائم والتناسب وشخص وقدسية الإمام الحسين وعياله وثورته مادام حمل العيال هو استجابة لأمر الله تعالى بدلالة قوله الشريف.


    السبب الأول .. حملهم هدف من أهداف الثورة
    أن الإمام الحسين هو إمام معصوم وخليفة جده رسول الله وهو كريم وعزيز عند الله وكذلك حرمه وعياله كونهم حرم وعيال جده رسول الله ولم يكن أمر حملهم وشخوصهم سهلا عاديا كأنما هم كغيرهم من الناس بل هم أعزة أين ما حلوا ورحلوا .
    ومن هذه الحقيقة أن حملهم في هذه الثورة الإلهية الحافظة للرسالة والدين كان ضرورة قصوى وهم في رعاية الله ولا يسيء لكرامتهم وعزتهم أحد في الحقيقية وما سيحدث لهم فهو ضمن تكليف الثورة وعليهم مسؤولية الثبات والصبر وتأدية ما عليهم من إكمال الثورة وتهوين يزيد في عقر سلطته ومحميته فكان لهم ما أرادوا وحصل ما كلفوا به وذلك من خلال شخص الإمام زين العابدين وعمته الحوراء زينب صلوات الله عليهم حيث كانت مسؤوليتهم والتي سيؤدونها بعد الاستشهاد فكان حملهم لابد منه وهم على علم ودراية بذلك وغير متفاجئين به أطلاقا كما يظن بعض المحبين أو غيرهم .


    السبب الثاني .. حملهم حجة على الأعداء و الأمة
    أن حمل العيال في رمزه ومعناه هو حجة دامغة بأنهم حرم وعيال رسول الله كون الحسن والحسين هم ذريته وامتداده الإنساني والرسالي في الأمة فهم حجة على الجميع المدعين انتسابهم عقائديا إلى رسول الله وكذلك مدعي حبهم وطاعتهم له فكان حمل العيال حجة كشفت زيف الأعداء ومن ورائهم أغلب الأمة التي توالي أعداء رسول الله وأهل بيته الأطهار والدليل هو ماحصل في كربلاء مع الحسين وحرم وعيال رسول الله فكان حملهم حجة قائمة على الأمة الراضية على يزيد وبنو أمية إلى يوم القيامة حيث يكون السؤال على ذلك والحساب عليه لا محال.


    السبب الثالث .. حتى تكون ثورة أل البيت
    أن حمل وتواجد العيال حتى تكون الثورة أشمل عنوانا ولو أن الإمام الحسين كان وجوده وحده هو كافيا في كل المعايير ولكن أرادها الله أن تكون ثورة آل البيت لا الحسين وحده كون رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم كان يذكرها بذكر الحسين بها فهي ثورة الرسالة والدين يعني هي معني بها رسول الله وأمير المؤمنين و الزهراء والحسن صلوات الله عليهم أجمعين .
    فكان لحمل العيال كل هذه المعاني رغم أن حملهم قد اثقل على الحسين عليه السلام حركته عند مقاتلته الأعداء وتحمل معاناة حين كان وحيدا حيث كان عين على العيال وعين على الأعداء وعدم وجودهم كان أروح له وأخف عليه .


    فوائد حمل العيال
    لو تمعنا في قضية حمل العيال وما هو الهدف المرجو منه كمنفعة للثورة خصوصا كون حملهم هو عبء ثقيل على الإمام الحسين ولكن ومن اليقين أن منفعة وفائدة وجودهم أكبر من معاناة حملهم . ولهذا سننظر في فوائد حملهم .


    الفائدة الاولى .. حتى يكونوا شهودا على ما يجري
    من اليقين أن الحاضرين في ساحة الثورة والمعركة من أولها إلى نهايتها وفيما بعدها في مسيرة الرحيل والترحال إلى الشام هم يقينا من أثبت وأوثق الشهود كونهم كانوا حاضرين وموجودين وعاشوا الثورة بكل مراحلها وتطوراتها وما جرى فيها وكيف دار القتال وماهي مواقف المقاتلين وصبرهم وصمود وتضحيات الإمام الحسين الذي ما أنكسر ولو للحظة وكذلك حال العيال والأطفال خصوصا في العطش الشديد ولولا وجودهم لزورت الحقائق حيث أعداء أل البيت سبيلهم إلى الدنيا والدين والسلطة هو الكذب والتزوير .


    الفائدة الثانية ... وجود العيال كشف الحقيقة ما بعد الطف
    أن وجود العيال كشف الحقيقة وقطع دابر تزوير بني أمية الذين زوروا كل شيء بما فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كشفوا الحقيقة للأمة وللتاريخ ودونوها بمداد واقع وجودهم فختمت الثورة بهم وسمى ذكرها بسيدها الحسين وبهم .


    الفائدة الثالثة .. أو صلوا ظلم يزيد إلى الأمة
    أن وجود العيال له وقع في الوجود الثوري وكذلك في حاضرة وجدان وضمير أحرار الأمة لبيان أسباب الثورة التي اعطوها أهل البيت كل ما لديهم من حضور وشهادات عزيزة غالية وذلك لبيان رفض تسلط بني أمية وبطلان وظلم يزيد للدين ولأرث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وللأمة .


    الفائدة الرابعة .. لقد سجلوا حضورهم في المدن ومنها الشام
    أن مسيرهم من الكوفة إلى الشام وما سجلوه من حضور زعزع سلطة بني أمية وخصوصا في مدينة الموصل ودمشق وفي قصر يزيد وما زالت اثارهم باقية شامخة فيها في الموصل و سوريا ولبنان شاهدة على ذلك .


    الفائدة الخامسة .. أعادوا الرؤوس للأجساد الطاهرة
    وهذه من أعظم الفوائد وهي أعادة الرؤوس الكريمة العزيزة إلى اجسادها الطاهرة ولولا حضورهم لرميت في مكان آخر كون بنو أمية أدعياء لا دين أو أخلاق عندهم .


    أن الإمام الحسين هو إمام معصوم وعليه تكليف إلهي رسالي خاص وهو حكيم لا يمكن أن يحمل عياله لحرب هو عارف باستشهاده فيها لولا هناك أمر إلهي وتكاليف وأهداف في غاية الأهمية والتي تحتم حملهم إلى كربلاء ومعايشة الثورة ومآسيها بكل لحظاتها ومسيرتها المباركة على ما فيها من مآسي ولكنها أمر الله تعالى وهو فيه من أسرار لا تحيط بها عقولنا فهي أعظم منها وأكبر كوننا لا طاقة لنا على ادراك فحواها والدليل هنا هو قول الإمام الحسين ....... شاء الله أن يراهن سبايا .....
    هذا على قدر مفهوم الناس فكان الخطاب على قدر عقولهم . فالعيال ليسوا سبايا بالمعنى المألوف بل هم ركب الثورة الموكول إليهم واجب وتكاليف في حكمة الله لإتمام مسيرة الثورة رغم عظم المصاب فأدوا ما كان عليهم بكل صبر وجدارة.


    وحتى لو لم يحملهم القوم من الأكيد اليقين لذهبوا هم مع الرؤوس وما تركوها مستحيل فجعل الله بمشيئته أن حملهم الأعداء ظنا منهم إذلالهم لغبائهم وغباء قائدهم يزيد بل لقد أذل الله بهم يزيد في عقر داره .
    لقد انتصرت العيال بكشف الحقيقة للأمة ليكتب التاريخ المفاخر بعد كل ما جرى لهم وأدوه من تكليف وواجب وتحقيق جملة عظيمة من الأهداف . ورجعوا بالرؤوس ودفنوها مع الأجساد الطاهرة لتعلوا بقدسيتهم وتشمخ بالحسين وذكراه كربلاء مجدا وخلودا يتجدد رغم كيد الأعداء عبر العصور والأزمنة والأجيال الحسين وعياله وكل من كان معاه كتبوا مجدا لا يضاهيه مجد وكأن ثورته حصلت في كل زمان وعصر وعام ويوم وجيل فأحيا بشهادته الأمة وتفاخرت بين الأمم بالحسين سيدها و إمامها ولا حسين غيره في الامم .


    أن أعادة الرؤوس رغم أنف يزيد وبنو أمية هو في هذه المسألة نصرا كبيرا فكان ذهابهم إلى الشام هو أمر لا بد منه وهذا يفسر لنا قوله الشريف صلوات الله عليه ب (( بشاء الله أن يراهن سبايا )0


    أذن كان ذهابهم إلى الشام هو أمر الله لا أمر يزيد فتحقق بذهابهم نصرا عظيما في حد ذاته وعنوانه حيث لا يمكن أن تبقي الرؤوس وخصوصا رأس الحسين بيد يزيد الدعي المنحرف ولو لم يذهبوا إلى الشام لسقطت الثورة بكل معانيها ولبقت الأجساد الشريفة بلا رؤوسها ولا نعلم عندها أين سيرميها بنو أمية ولضاعت كل حقائق الثورة عندما يزور كل شيء عنها .
    بل كان حملهم ضرورة لتأدية المهام وتكملة الثورة لتوكيد رفض الإمام الحسين وآل البيت المباشر إلى يزيد وهم في عز الله وحفظه وهم فخر الرسول والرسالة والدين والأمة والإنسانية ولا يمكن للدعي أبن الدعي يزيد أن يذلهم وجدهم رسول الله هيهات وعلى الموالين وخصوصا المحاضرين توخي الحذر من تصوير الجزع فيهم والذل وندب الحظ هذا سبة وشنعة لأنه سيصور الحقيقة على غير ماهي بل بعكسها ويقلب العزة والنصر إلى الذلة والخذلان والهزيمة وحاشاهم من كل هذه الأوصاف والمعاني فهم كلهم جبال عز وشموخ يذل أمامهم الأعداء وسارت هذه الجبال بأمر الله فهو سبحانه أمشاها وسيرها حيث أحب وأراد لهم خلود أمة وإنسانية وكرامات عزة وفخر لا يحظاه غيرهم من باقي الناس فهذه الأوصاف المذلة التي ينعتهم بها البعض من الموالين تعظيما للمصيبة هي حقيقة ليست فيهم أو عندهم وخصوصا الحوراء زينب عليها سلام الله .


    نعم المصيبة عظيمة لا تحتمل ولكن لا ننسى أنهم ليسوا كباقي الناس جزعين بدليل قول الحوراء زينب بعد استشهاد الإمام الحسين عندما حظرت عنده بعد أن تفرق الجيش وحل الليل ونظرت إلى أخيها الحسين صلوات الله عليه ونظرت إلى السماء وقالت.
    ( اللهم تقبل منا هذا القتيل قربانا لوجهك )
    فأي امرأة أستشهد لها أثنان من أبنائها وكل أخوتها وآل بيها وهي بهذا الصبر وربطة الجأش والإيمان بدليل صلاتها صلاة الليل في ليلة الوحشة .
    وهنا من الواجب الشرعي أن لا نضيف للعيال وخصوصا الحوراء زينب ما لم يكن فيهم من قول أو تصرف وكذلك باقي العيال وخصوصا النسوة لأن الحسين قد أخبرهم بما سيجري ويحل بهم وخاطب أخته زينب في ليلة العاشر عندما دخلت عليه في خيمته .
    ( اوخيه زينب سينجلي الصباح عن مصائب فتعزي بعزاء الله ولا يذهبن بحلمك الشيطان )
    وهي لم ولن تخلف وصيته مع ما عندها من صبر وقوة وثبات إيمان بالله و أن لا ننسى هي بنت أمير المؤمنين وبنت الزهراء وأخت الحسن والحسين وجدها رسول الله ألا يكفيها من ثبات وصبر وشموخ عند شدة المحن وأن الله تعالى لا يخذل من نصره بل يخذل اعداءه ويعز عباده الصابرين المطيعين لأمره ومشيئته
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد عطية الساعدي; الساعة 09-01-2019, 09:10 AM.

  • #2
    الأخ الفاضل سعد عطيه الساعدي . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع الذي يوضح فلسفة وأسرار وفوائد إصطحاب الإمام الحسين (عليه السلام) للنساء والعيال في ثورة الطف بكربلاء . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      الأخ الفاضل خادم الكفيل ... رعاكم الله ووفقكم لكل يا خير ..
      شكرا لما تمنيتم لنا وبارك الله تعالى بكم ودمتم أخا فاضلا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X