إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموت الاختياري عند العرفاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموت الاختياري عند العرفاء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين
    الموت الاختياري عند العرفاء , وله معنيان :
    الاول : وهو الوصول الى مرتبة العقل المستفاد في العقل النظري والى مقام الفناء في العقل العملي ,والمقصود من كل منهما ان العقل النظري هو الإخلاص في مقام العقل والنظر ويشير أمير المؤمنين ع الى ذلك صريحا في قوله "وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه " والمقصود منه هو الإخلاص في مقام النظر للباري تعالى وذلك موكول الى الكتب البرهانين العقلية والكتب العقائدية ,واما الإخلاص في مرحلة الفناء الذاتي وهو المعروف عندهم بـ (مراتب الفناء الذاتي) , و به يحصل كمال الإخلاص ,وهذان إنما يحصلان بالاستكمالات العلمية والعملية والمجاهدات الروحية يقول ربنا تبارك وتعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...) الروم 69 وعليه إذا وصلوا الى تلك المرتبة يتصلون بعالمهم المجرد ولا يبقى بينهم وبين شيء اي حجاب بسبب قوة حواسهم الباطنية ,فنحن كما نرى الاشياء المادية هم يرون باطنها بجلاء ووضوح تام وعلى أكمل وجه بلا تكلفة ولا مؤنة قال الله تعالى (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) الإنعام 57 فهم يمتلكون حواس باطنية فضلا عن حواسهم الظاهرية ,وسمي بالموت الاختياري لان رؤية ذلك العالم حصلت بالاختيار هم من اختاروا ان يموتوا قبل يومهم وصدق من قال موتوا قبل ان تموتوا وحاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا بخلاق الموت الطبيعي .
    الثاني : وهو لمن اضعف من الصنف الاول وهو قطع علاقة الروح بالبدن ولكن بالاختيار من دون الوصول الى تلك المرتبة المشار اليها في الاول بل مجرد قطع علاقة الروح بالبدن باختيارهم أيضا فهم يرون البدن جثة هامدة وهو كما حصل لجل من العلماء الاعلام أمثال السيد هاشم الحداد ره والمحقق الداماد فمنهم من يخلع نفسه للحظات ومنهم لأيام واشهر وهكذا بحسب القابلية وحكي عن بعض العلماء انهم في حالة السجود ينخلعون عن ابدأنهم ,ومن الجدير بالذكر ان الانسان عند المنام تحصل لديه هذه الحالة لكن لضعف نفسه يرى الأحلام متناثرة والأحلام المشوشة بسبب ضعف قواه الباطنية ولذا نراه يصعب تفسير ما يراه .
    ان القسم الثاني قسموه أيضا الى قسمين :
    الاول : فمنه ما لا يعود بعد الانخلاع وهذا لضعف تصرفه بالروح فينتهي به الأمر الى الموت الطبيعي المتعارف لدى عامة الناس ,و المقصود من الضعف هنا هو عدم السيطرة على النفس ,فهذا من قبيل ان الانسان يريد ان لا ينظر الى الحرام لكن النفس تجره او أراد ان لا يفكر بالحرام فلا يستطيع الا ان يفكر لضعف في قواه يقول أمير المؤمنين ع كمن عقل أسير تحت هوى أمير ,فلا يستطيع على ان يجر النفس الى الحد ألطبعي من العدل .
    الثاني : ومنه ما تعود الروح الى البدن بعد الانخلاع وهو عكس الاول .


    بقي امران :
    الاول : من هنا نعم ان السرعة و البطئ في المواقف ليوم القيامة لكل فرد فرد فمنهم من كان موقفه خمسين الف سنة ومنهم اكثر واقل من ذلك فهذا بحسب انهم لم يحاسبوا أنفسهم قبل ان يحاسبوا فطال بهم الانتظار قال تعالى "ووجوه يومئذٍ ناظرة" الانسان 23 , بمعنى منتظرة ,لكن من تخطى هذه المراتب وهو على حال الاختيار كان مصداق لقولهم ان قوما يخرجون من قبورهم الى جناتهم ,من دون حتى ان يمر على ساحة المحشر ,وذلك انهم ليس لديهم حساب حتى يحاسبوا ,وكل من لم يبلغ هذه المرتبة اعني الفناء الذاتي في هذه الحياة كان مصداقا لقوله تعالى "يا أيها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه" الانشقاق 6 , بمعنى ان التعب والكد يكون بعد موتك ولذا قالوا جمع من الحكماء ان بعد الموت أيضا توجد كمالات فيتكامل الانسان شيئا فشيئا ,لكن بعد هذه النشأة ,ولكن بعد الخسران ولذا قال تعالى كدحا اي جهد نفسه وطول اليوم بالسعي وراء محبوبه و معشوقه الحقيقي بعد ان فات الأوان بمعرفة ان كل ما كان يحبه من جاه وسلطة ومأكل ومشرب ونساء كان مجرد خيالات النفس الإمارة ,لكن من خلصت نيته في هذه الدار وكدح بالمجاهدات الروحية هون عليه المطلع وقيل سلام سلام .
    الثاني : ان العرفاء قسموا الموت الى أربعة أقسام :
    القسم الاول : الموت الأحمر ,والمقصود منه هو الجهاد الأكبر بالمجاهدات الروحية وسمي بالموت الأحمر لانه يشبه الموت الذي في حالات الحرب التي تسيل من منازعاتهما الدماء الحمراء ,ومن هنا سمي محراب الصلاة محراب من المحاربة قال تعالى " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" العنكبوت 45 .
    القسم الثاني : الموت الأبيض ,والمقصود منه الجوع فانه أيضا موت والروايات في فضل الجوع كثيرة ومادحة له ,والمقصود من الجوع هو عدم التخمة بان يقتصر على لقم ثلاث لكي لا يأخذه النعاس والكسل بل يأخذ منه ما يتقوى به على العبادة من دون ان يكون همه الامتلاء .
    القسم الثالث : الموت الأخضر , والمقصود منه عدم الاعتناء بالظاهر من التجمل والتزين في البدن واللباس فان ذلك يشغله عن النفس والباطن ,وسمي بالأخضر من الجمال والتفتح للزرع ,وليس منه التنظيف والتطيب للمستحبات .
    القسم الرابع : الموت الأسود , والمقصود منه تحمل اللائمة والعتاب في سبيل الوصول الى المعشوق والحبيب الحقيقي في ذلك موارد كثيرة منها ما حصل لأبي البشر ادم ع قال تعالى " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لكونن من الخاسرين" الأعراف 23 وكثير من الانبياء والأولياء وقصص الانبياء والأولياء مشحونة من أمثال هذه المعاتبات والمحاسبات والعقوبات الملائمة لهم .

    آيات من الذكر الحكيم
    (يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)الأنفال 24
    ( لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) ق 22
    (والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع) النور 54
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X