إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هو سبب بقاء الحرارة التي في قلوب المؤمنين على الامام الحسين (ع) .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو سبب بقاء الحرارة التي في قلوب المؤمنين على الامام الحسين (ع) .

    ما هو سبب بقاء الحرارة التي في قلوب المؤمنين على الامام الحسين (ع) .
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    عندما يولد لشخص ما ولدا ذكرا تجد ان السعادة تحيط بالاب والام اولا ثم تغمر جميع اهل ذلك البيت فتفرح العائلة وافراد الاسرة فردا فردا لقدوم هذا المولود الجديد في وسطهم وضمن عائلتهم .
    ولكن عندما نسمع بخبر وفاة وفقد شخص عزيز من افراد العائلة الفلانية أو الاسرة الكذائية تجد ان اغلب هذه العائلة قد تغير لون وجهه ورسم الحزن تفاصيل واضحة في حياته حزنا وتألما على فقد هذا العزيز الذي كان بالامس ينام معهم وفي وسطهم واليوم فارقهم ونام وحيدا في باطن الارض متوسدا ومتدثرا بالتراب الذي نشأ منه اول مرة . قال تعالى : (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ) . (1) .
    وفقد العزيز وارتحاله بالموت عن اهله واقاربه واحباءه يورث لوعة وحرارة وحزنا وبكاءا في قلوب اهله واقاربه ومحبيه .
    هذه الفطرة والمشاعر على فقد العزيز موجودة عند كل انسان مهما كان . ولكن لوعة المصاب وحرارة الرزية والحزن والبكاء تزداد فيما اذا كان الشخص الميت قد قتل ظلما و كان من الناس الشرفاء والعظماء والاولياء وخصوصا اذا كان بهذه الاوصاف وكان ابن نبي من الانبياء ايضا كالإمام الحسين (ع) فان من المؤكد ان لوعة المصاب وعظم الرزية ستشعل حرارة في الصدور لا تنطفئ ابدا الا باخذ ثارات الامام الحسين (ع) والاقتصاص من قتلته او ممن قبل ورضى بقتله (ع) . قال النبي (ص) : ( ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد ابدا ) . (2) .
    وسنستعرض شيئا قليلا من مقتل الامام الحسين (ع) واخر لحظات عمره الشريف لتجدون هذه اللوعة والحزن والحرارة قد تجددت كلما رثيناه بهذه الكلمات المحزنة والاليمة عن كيفيّة‌ مقتله واستشهاده (ع) :
    لمّا ضعف الحسين عليه السلام‌ عن‌ القتال‌ وقف‌ يستريح‌ ، فرماه‌ رجلٌ بحجر علي‌ جبهته‌ ، فسال‌ الدم‌ علي‌ وجهه‌ ، فأخذ الثوب‌ ليمسح‌ الدم‌ عن‌ عينيه‌ (فـ) رماه‌ آخر بسهمٍ مُحدَّد له‌ ثلاث‌ شعب‌ وقع‌ علي‌ قلبه‌ ، فقال‌ : بِسْمِ اللَهِ وَ بِاللَهِ وَ عَلَي‌ مِلَّةِ رَسُولِ اللَهِ . وَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَي‌ السَّمَاءِ وَقَالَ : إلَهِي‌ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ رَجُلاً لَيْسَ عَلي‌ وَجْهِ الاْرْضِ ابْنُ نَبِيٍّ غَيْرُهُ ! ثمّ أخرج‌ السهم‌ من‌ قفاه‌ وانبعث‌ الدم‌ كالميزاب‌ ، فوضع‌ يده‌ تحت‌ الجرح‌ فلمّا امتلات‌ رمي‌ به‌ نحو السماء وقال‌ : هَوَّنَ عَلَي‌َّ ما نَزَلَ بي‌ أنَّهُ بِعَيْنِ اللَهِ . فلم‌ يسقط‌ من‌ ذلك‌ الدمِ قطرةٌ إلي‌ الارضِ ! ثُمّ وَضَعها ثانياً فلمّا امتلات‌ لطّخ‌ به‌ رأسَه‌ ووجهَه‌ ولحيته‌ وقال‌ : هكذا أكونُ حتّي‌ أَلقي‌ اللهَ وَجدِّي‌ رَسُولَ اللهِ . وأعياه‌ نزفُ الدمِ ، فجلسَ علي‌ الارض‌ ينوءُ برقبته‌ ، فانتهي‌ إليه‌ في‌ هذا الحالِ مالكُ بنُ النسر ، فشتمه‌ ثُمَّ ضربه‌ بالسَّيفِ علي‌ رأسه‌ ، وكان‌ عليه‌ بُرْنُسٌ (3) فامتلاَ البرنس‌ دماً ، فألقي‌ البرنسَ واعتمَّ علي‌ القَلَنسُوَةِ . وروي‌ البعض‌ أنّه‌ استدعي‌ بخرقةٍ فشَدَّ بها رأسَهُ . وضربه‌ زُرعة‌ بن‌ شَريك‌ علي‌ كتفه‌ اليُسرى‌ ، ورماه‌ الحُصين‌ في‌ حلقه‌ ، وضربه‌ آخرُ علي‌ عاتِقه‌، وطعنه‌ سِنان‌ بن‌ أنس‌ في‌ ترقوته‌ ثُمّ في‌ بواني‌ صدرهِ ثُمّ رماه‌ بسهم‌ في‌ نَحْره‌ ، وطعَنَه‌ صالح‌ بن‌ وهب‌ في‌ جنبه‌ . قال‌ هلال‌ بن‌ نافع‌ : كنتُ واقفاً نحوَ الحسينِ وهو يجودُ بنفسه‌ ، فو اللهِ ما رأيتُ قتيلاً قطّ مُضمَّخاً بدمه‌ أحسنَ منه‌ وجهاً ولا أنور ! ولقد شغلني‌ نورُ وجهه‌ عن ‌الفكرة‌ في‌ قتله‌ ! ولمّا اشتدّ به‌ الحالُ رفعَ طرفَهُ إلي‌ السماء وتضرَّع‌ إلي‌ ساحة‌ الربِّ ذي‌ الجلال‌ قائلاً : صَبْراً عَلَي‌ قَضَائِكَ يَارَبِّ ، لاَ إلَهَ سِوَاكَ ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ....... ثمّ صاح‌ عمر بن‌ سعد بالناس‌ : انزلوا إليه‌ واريحوه‌ ! فبدر إليه‌ شمر فرفسه‌ برجله‌ وجلس‌ علي‌ صدره‌ ، وقبض‌ علي‌ شيبته‌ المقدّسة‌ ، وضربه‌ بالسيف‌ اثنتي‌ عشرة‌ ضربة‌ ، واحتزّ رأسه‌ المقدّس‌ (4) وهو يقول : والله إني لأحتز رأسك وأعلم إنك السيد المقدم وابن رسول الله وخير الناس أبا وأما ، ثم دفع الرأس الشريف إلى خولي فقال : احمله إلى عمر بن سعد . ثم إن عمر بن سعد نادى في أصحابه من ينتدب للحسين ويوطئه فرسه ! فانتدب عشرة ، منهم : إسحاق بن حيوة الحضرمي ، واحبش بن مرثد الحضرمي . فأتوا فداسوا الحسين (عليه السلام) بخيلوهم حتى رضوا ظهره وصدره . (5) .

    أقول : يا مولاي يا ابا عبد الله كيف تبرد الحرارة في قلوب وصدور المؤمنين ، ولم يبرد صدرك الشريف الى الان من شدة سحق حوافر خيول بني أمية التي كسرت ورضرضت اضلاع صدرك المقدس ؟؟؟ !!! ...

    *********************************

    (1) سورة طه ، الاية : 55 .
    (2) مستدرك الوسائل - ج 10 - ص 318 ـ
    (3) معجم اللغة العربية المعاصر ، معنى بُرْنُس ، جمع بَرانِسُ وهو :
    1 - كُلُّ ثوب يتّصل به غطاء الرَّأس ، قُبَّعة طويلة .
    2 - رداء ذو كُمَّين يتَّصل به غطاء للرأس يُلبس بعد الاسْتِحمام .
    (4) في مقتل الحسين للعلامة السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، منشورات مؤسسة النور للمطبوعات ، بيروت ــ لبنان . و في مقتل العوالم ، ص 100 . و في مقتل الخوارزمي ، ج 2 ، ص 36 وما بعدها.
    (5) وروى وطء الخيل كل من أبو الفرج ، ص 79 . والمسعودي في مروجه ، ج 3 ، ص 72 . والمفيد في الإرشاد ، ص 242 ط نجف . وسبط ابن الجوزي ، ص 254 .....

  • #2
    الأخ الفاضل العباس أكرمني . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع الذي يدل على بقاء اللوعة والمصاب في صدور المؤمنين والمؤمنات على رزية سيد الشهداء (عليه السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X