السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
لا شك في نفاسة الوقت وجلالة العمر وأنه أعز ذخائر الحياة وأنفسها.
وحيث كان الوقت كذلك وجب على العاقل أن يستغله فيما يليق به ويكافئه عزةً ونفاسة من الأعمال الصالحة والغايات السامية الموجبة لسعادته ورخائه المادي والروحي الدنيوي والأخروي كما قال سيد المرسلين صلى اللّه عليه وآله:ليس ينبغي للعاقل أن يكون شاخصاً إلا في ثلاث: مرمّة لمعاش أو تزوّد لمعاد أو لذّة في غير محرم.
فهذه هي الأهداف السامية والغايات الكريمة التي يجدر صرف العمر النفيس في طلبها وتحقيقها.
وحيث كان الانسان مدفوعاً بغرائزه وأهدافه وأهوائه الى كسب المعاش ونيل المتع واللذائذ المادية والتهالك عليها مما يصرفه ويلهيه عن الأعمال الصالحة والتأهب للحياة الآخرة وتوفير موجبات السعادة والهناء فيها. لذلك جاءت الآيات والأخبار مشوقة الى الاهتمام بالآخرة والتزود لها من العمل الصالح.
قال تعالى؟فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره(الزلزلة:7-8).
وقال تعالى:؟من عمل صالحاً من ذكر أو انثى، وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون(النحل:97).
وقال تعالى :ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يُرزقون فيها بغير حساب(غافر:40).
وقال تعالى:من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها، ثم الى ربّكم ترجعون(الجاثية:15).
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله:يا أبا ذر إنّك في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة ومن يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً ومن يزرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع.
وقال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم الى النبي صلى اللّه عليه وآله فقلت: يا نبي اللّه عظنا موعظة ننتفع بها فإنا قوم نعمّر في البرّية.
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله:يا قيس إنّ مع العز ذُلاً وإنّ مع الحياة موتاً وإنّ مع الدنيا آخرة وإنّ لكل شيء حسيباً وعلى كل شيء رقيباً وإن لكل حسنة ثواباً ولكل سيئة عقاباً ولكل أجل كتاباً. وإنه لا بد لك يا قيس من قرين يُدفن معك وهو حيّ وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيماً أسلمك ثم لا يحشر إلا معك ولا تبعث إلا معه ولا تسأل إلا عنه فلا تجعله إلا صالحاً فإنه إن صلح أنست به وإن فسد لم تستوحش الا منه وهو فعلك.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام:إن العبد اذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة مُثّل له ماله وولده وعمله فيلتفت الى ماله فيقول: واللّه إني كنت عليك حريصاً شحيحاً فمالي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك.
قال: فيلتفت الى ولده فيقول: واللّه إني كنت لكم محباً وإني كنت عليكم محامياً فمالي عندكم؟ فيقولون: نؤديك الى حفرتك فنواريك فيها.
قال: فيلتفت الى عمله فيقول: واللّه إني كنت فيك لزاهداً وإنك كنت عليّ لثقيلاً فمالي عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك.
قال:فان كان للّه ولياً أتاه أطيب الناس ريحاً وأحسنهم منظراً وأحسنهم رياشاً فقال: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدم فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا الى الجنة....
وقال الصادق عليه السلام:إذا وضع الميت في قبره، مُثّل له شخص فقال له: يا هذا كنّا ثلاثة: كان رزقك فانقطع بانقطاع أجلك وكان أهلك فخلّوك وانصرفوا عنك وكنت عملك فبقيت معك أما إني كنت أهون الثلاثة عليك.
وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: من أحسن فيما بقي من عمره لم يُؤخَذ بما مضى من ذنبه ومن أساء فيما بقي من عمره أخذ بالأول والآخر.
وقد أحسن الشاعر بقوله:
والناس همهم الحياة ولا أرى طول الحياة يزيد غير خيال
وإذا افتقرت الى الذخائر لم تجد ذخراً يدوم كصالح الأعمال
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
لا شك في نفاسة الوقت وجلالة العمر وأنه أعز ذخائر الحياة وأنفسها.
وحيث كان الوقت كذلك وجب على العاقل أن يستغله فيما يليق به ويكافئه عزةً ونفاسة من الأعمال الصالحة والغايات السامية الموجبة لسعادته ورخائه المادي والروحي الدنيوي والأخروي كما قال سيد المرسلين صلى اللّه عليه وآله:ليس ينبغي للعاقل أن يكون شاخصاً إلا في ثلاث: مرمّة لمعاش أو تزوّد لمعاد أو لذّة في غير محرم.
فهذه هي الأهداف السامية والغايات الكريمة التي يجدر صرف العمر النفيس في طلبها وتحقيقها.
وحيث كان الانسان مدفوعاً بغرائزه وأهدافه وأهوائه الى كسب المعاش ونيل المتع واللذائذ المادية والتهالك عليها مما يصرفه ويلهيه عن الأعمال الصالحة والتأهب للحياة الآخرة وتوفير موجبات السعادة والهناء فيها. لذلك جاءت الآيات والأخبار مشوقة الى الاهتمام بالآخرة والتزود لها من العمل الصالح.
قال تعالى؟فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره(الزلزلة:7-8).
وقال تعالى:؟من عمل صالحاً من ذكر أو انثى، وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون(النحل:97).
وقال تعالى :ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يُرزقون فيها بغير حساب(غافر:40).
وقال تعالى:من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها، ثم الى ربّكم ترجعون(الجاثية:15).
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله:يا أبا ذر إنّك في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة ومن يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً ومن يزرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع.
وقال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم الى النبي صلى اللّه عليه وآله فقلت: يا نبي اللّه عظنا موعظة ننتفع بها فإنا قوم نعمّر في البرّية.
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله:يا قيس إنّ مع العز ذُلاً وإنّ مع الحياة موتاً وإنّ مع الدنيا آخرة وإنّ لكل شيء حسيباً وعلى كل شيء رقيباً وإن لكل حسنة ثواباً ولكل سيئة عقاباً ولكل أجل كتاباً. وإنه لا بد لك يا قيس من قرين يُدفن معك وهو حيّ وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيماً أسلمك ثم لا يحشر إلا معك ولا تبعث إلا معه ولا تسأل إلا عنه فلا تجعله إلا صالحاً فإنه إن صلح أنست به وإن فسد لم تستوحش الا منه وهو فعلك.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام:إن العبد اذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة مُثّل له ماله وولده وعمله فيلتفت الى ماله فيقول: واللّه إني كنت عليك حريصاً شحيحاً فمالي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك.
قال: فيلتفت الى ولده فيقول: واللّه إني كنت لكم محباً وإني كنت عليكم محامياً فمالي عندكم؟ فيقولون: نؤديك الى حفرتك فنواريك فيها.
قال: فيلتفت الى عمله فيقول: واللّه إني كنت فيك لزاهداً وإنك كنت عليّ لثقيلاً فمالي عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك.
قال:فان كان للّه ولياً أتاه أطيب الناس ريحاً وأحسنهم منظراً وأحسنهم رياشاً فقال: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدم فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا الى الجنة....
وقال الصادق عليه السلام:إذا وضع الميت في قبره، مُثّل له شخص فقال له: يا هذا كنّا ثلاثة: كان رزقك فانقطع بانقطاع أجلك وكان أهلك فخلّوك وانصرفوا عنك وكنت عملك فبقيت معك أما إني كنت أهون الثلاثة عليك.
وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: من أحسن فيما بقي من عمره لم يُؤخَذ بما مضى من ذنبه ومن أساء فيما بقي من عمره أخذ بالأول والآخر.
وقد أحسن الشاعر بقوله:
والناس همهم الحياة ولا أرى طول الحياة يزيد غير خيال
وإذا افتقرت الى الذخائر لم تجد ذخراً يدوم كصالح الأعمال
تعليق