إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نفحات عطره من الدره الثمينه ام البنين(ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نفحات عطره من الدره الثمينه ام البنين(ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    ان الفضل و الكمال تابع للايمان و ما كان تابعا للرجوليه والانوثيه, فلذلك يمكن للمراه ان ترتقي درجات سلم الايمان كما يمكن ذلك للرجل و لا فرق في ذلك بينهما, و في التاريخ نشاهد كثيرا انهم من كمل الرجال و النساء.

    و لاريب في ان أم البنين عليها السلام كانت ممن كملت ايمانها و محاسنها و

    فضائلها حتي اصبجت أهلا لان تكون اسوه لمن يريد ان يرتقي درجات الكمال.

    و ما كان اتصاف هذه السيده بهذه الكمالات و الفضائل الا بتوفيق من الله و سعي و جهد منها في عباده الله تعالى.

    اما التوفيق من الله لاجل انه تعالي جعلها في صلب و رحم و اسره هي من أجلّ الأسر العربية، والايمانيه وقد عرفت بالنّجدة والشّهامة.

    و ايضا اراد الله ان يكفلها و يقوم برعايتها الامام المعصوم, فيمكن ان يقال انها أشبه بمريم ابنة عمران عليها السلام فقد أنبتها الله منبتا حسنا، كما انبت مريم منبتا حسنا، وقد كفلها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، كما كفل زكريا مريم بنت عمران، واصطفاها لتنجب أربعة أبطال شاركوا أخاهم الحسين عليه السلام في نصره دين الله و وإحياء شريعته سبحانه، و علي رووس هولاء الاربعه ابوالفضل العباس(ع) كما اصطفى مريم بنت عمران لتنجب نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، الذي أحيا دين الله وشريعته.

    ان ام البنین اسمها فاطمه ابنه حرام او حزام بن خالد بن ربیعة بن الوحید بن ?عب بن عامر بن ?لاب.

    و روي في التاريخ ان حزام بن خالدّ بن ربيعة في سفر له مع جماعة من بني كلاب، نائم في ليلة من الليالي فرأى فيما يرى النّائم كأنه جالسّ في أرض خصبة وقد انعزل في ناحية عن جماعته وبيده درة يقلبها وهو متعجب من حسنها ورونقها وإذا يرى رجلاً قد أقبل إليه من صدر البرية على فرس له فلمّا وصل إليه سلم فرد عليه السّلام, ثمّ قال له الرّجل: بكم تبيع هذه الدّرة ؟ وقد رآها في يده, فقال له حزام: اني لم أعرف قيمتها حتى أقول لك, ولكن أنت بكم تشتريها ؟

    فقال له الرّجل: وأنا كذلك لا أعرف لها قيمة, ولكن إهدها إلى أحد الأمراء وأنا الضّامن لك بشيء هو أغلى من الدّراهم والدّنانير.

    قال: ما هو ؟ قال: أضمن لك بالحظوة عنده والزّلفى والشّرف والسّؤدد أبد الآبدين.

    قال حزام: أتضمن لي بذلك ؟! قال: نعم. قال: وتكون أنت الواسطة في ذلك ؟ قال: وأكون أنا الواسطة, أعطني إياها. فأعطاه إياها.
    فلما انتبه حزام من نومه قص رؤياه على جماعته وطلب تأويلها فقال له أحدهم:

    ان صدقت رؤياك فانك ترزق بنتا ويخطبها منك أحد العظماء وتنال عنده بسببها القربى والشّرف والسّؤدد.
    فلما رجع من سفره، وكانت زوجته ثمامة بنت سهيل حاملة بفاطمة أُمّ البنين وصادف عند قدوم زوجها من سفره كانت واضعة بها فبشروه بذلك فتهلل وجهه فرحاً وسر بذلك، وقال في نفسه: قد صدقت الرّؤيا، فقيل له ما نسميها؟

    فقال لهم: سموها: (فاطمة) وكنوها: (أم البنين) وهذه كانت عادة العرب يكنون المولود ويلقبونه في الوقت الذّي يسمونه فيه وهو يوم الولادة.
    فنشأت أُمّ البنين في حضانة والدين شفيقين حنونين هما حزام بن خالدّ بن ربيعة، وثمامة بنت صهيل بن عامر، فأدبا ابنتهما بآداب الاسلام و علماها ما ينبغي أن تعلمها من آداب المنزل وتأدية الحقوق الزّوجية وغير ذلك مما تحتاج اليها في الحياه.

    حتي كبرت وبلغت مبلغ النّساء كانت مضرب المثل، في الحسن والعفاف والعلم والآداب والأخلاق، و لذلك اختارها عقيل بن أبي طالب لاجل أن تكون قرينة لأخيه اميرالمؤمنين عليه السّلام وشريكة حياته بعد الزهراء (س)، وما ذلك إلا أنها كانت موصوفة بهذه الصّفات مضافا على ما هي فيه من النّسب الشّريف.

    و اذا كانت هي كذلك فصارت هذه السيده صاحبه مكانه و منزله متميزه عند الله تعالي و عند أهل البيت عليهم السّلام.

    و سبب بلوغها الي هذا الحد من المكانه مضافا الي التربيه و التخلق بالاخلاق الحسنه, اخلاصها و ولاوءها للإمام الحُسين(ع)، وتضحيه أبنائها في سبيله(ع)، و قال العلامه المامقاني في ولاءها و اخلاصها للامام الحسين(ع) : فَاِنّ علَقَتها بالحسین(ع) لیس اِلاّ لاِمامته. مامقانی، تنقیح المقال، ج3، ص70.

    و في ذلك و بشان ام البنين(ع) يقول عالم فقيه كبير من الفقهاء الاماميه الشّهيد الأول:

    كانت أُمّ البنين من النّساء الفاضلات، العارفات بحقّ أهل البيت عليهم السّلام، مخلصة في ولائهم، ممحضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرّفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة، ....


    كمال اخلاص ام البنين للامامه واللايه قد تظهر بالتامل في بدايه حضورها في بيت علي و فاطمه(ع) لانها قامت برعاية سبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وريحانتيه وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحُسين عليهما السّلام، حتي أنهما قد وجدا عند ام البنين محبه و انسا عظيما يمكن ان نوقل ان الله قد عوّضهما من الخسارة الأليمة بفقد أمّهما سيّدة نساء العالمين.

    ان ام البنين قىد قدم اولاد فاطمه(س) علي اولاده طيله حضورها في بيت علي(ع) و كانت السّيدة أُمّ البنين تكنّ في نفسها من المودّه والحبّ لاولاد فاطمه ما لا تكنّه لأولادها, فلذلك لم يعرف التّاريخ نظيرا لام البنين في المحبه لاولاد الغير و هذه السيره تحكي لنا ولاءها و اخلاصها.



    قال الشيخ المامقاني في كتابه (تنقيح المقال): (ويستفاد من قوة إيمانها إن بشرا كلما نعى إليها احد أولادها الأربعة قالت ما معناه اخبرني عن الحسين فاخذ ينعي لها أولادها واحدا واحدا حتى نعى إليها العباس عليه السلام قالت: يا هذا قطعت نياط قلبي أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، فها هي كما ترى قد هان عليها قتل بنيها الأربعة إن سلم الحسين عليه السلام ويكشف هذا عن أن لها مرتبة في الديانة رفيعة. تنقيح المقال.

    و قال السيد ابن طاووس في اللهوف: ثم انفصل الآل من كربلاء طالبين المدينة.

    قال بشر بن حذلم: فلما قربنا منها نزل علي بن الحسين (ع) وضرب رحله وقرب فسطاطه وأنزل نسائه وقال: يا بشر رحم الله أباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شيء منه؟ فقلت: بلى يا ابن رسول الله إني لشاعر فقال (ع): ادخل المدينة وانع أبا عبد الله.

    قال بشر: فركبت فرسي و ركضت حتى دخلت المدينة، فلما بلغت مسجد النبي (ص) رفعت صوتي بالبكاء، فأنشأت أقول:

    يا أهل يثرب لا مُقامَ لكم بها قُتل الحسينُ فأدمعي مدرار

    الجسمُ منه بكربلاء مضرَّجٌ والرأسُ منه على القناة يُدار

    قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسين (ع) مع عماته وأخواته، قد حلوا بساحتكم، ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم، وأعرِّفكم مكانه، قال: فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة، إلا برزن من خدروهن ضاربات خدودهن، يدعون بالويل والثبور، فلم أر باكيا أكثر من ذلك اليوم، ولا يوما أمر على المسلمين منه.

    و في بعض المقاتل:

    ومن جملة من خرج من المخدرات زوجة أمير المؤمنين (ع) أم البنين، خرجت وعلى كتفها طفل العباس (ع) حتى دنت من بشر، فأخذت تسأله عن الحسين؟ وهو يجيبها عن أولادها الأربعة، وهو يقول لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر!

    قالت: أخبرني عن ولدي الحسين؟ قال: عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله.

    قالت: أخبرني عن ولدي الحسين؟ قال: عظم الله لك الأجر بولدك عثمان.

    قالت: يا بني! أخبرني عن ولدي الحسين؟ قال: عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس!

    فلما سمعت بذكر أبي الفضل العباس وضعت يدها على قلبها ثم قالت: يا ابن حذلم لقد قطعت نياط قلبي أخبرتني بقتل أولادي الأربعة ولكن يا ابن حذلم إعلم إن أولادي وجميع من تحت السماء فداء لأبي عبد الله الحسين، يا ابن حذلم أخبرني عن الحسين. عند ذلك قال: يا أم البنين عظم الله لك الأجر بالحسين فلقد خلفناه بأرض كربلاء جثة بلا راس فصاحت وا ولداه وا حسيناه، وسقطت إلى الأرض مغشيا عليها، فلما أفاقت قالت: يا ابن خذلم لقد قطعت نياط قلبي..


  • #2
    الأخت الكريمة
    ( عطر الولايه
    )
    جميل ورائع ماكتبتم وسطرتم

    جعله الله في ميزان حسناتكم
    وأحسن عاقبتكم وجزاكم الله خير الجزاء .




    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X