إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من خيرة النسوان ودورهن في الحفاظ على قيم الاسلام والايمان .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من خيرة النسوان ودورهن في الحفاظ على قيم الاسلام والايمان .

    من خيرة النسوان ودورهن في الحفاظ على قيم الاسلام والايمان .
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    نرفع احر التعازي الى مقام الامام المهدي المنتظر (ع) والى العلماء الاعلام والى المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها بالذكرى الاليمة المحزنة على قلوب شيعة امير المؤمنين (ع) وهي وفاة ام البنين فاطمة بنت حزام الكلابية (ع) في 13 / من جمادي الاخر .
    لقد كان دور النساء بارزا وواضحا بالتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على الدين الاسلامي الصحيح ، وفي سبيل الحفاظ على خط اهل البيت (ع) وهذا ما اكده لنا التاريخ حينما قلبنا اوراقه وتصفحنا احوال واحداث ماضيه البعيد فوجدنا في صفحات التاريخ مجموعة معينة من خيرة النساء الصالحات المؤمنات الصابرات التي كان لهن الدور الجلي في تأسيس دعائم الدين الاسلامي في بداية الدعوة الاسلامية وكان لهن الدور الواضح ايضا في الثورات الاصلاحية الايمانية التي حدثت لاحقا بعد تأسيس دعائم الاسلام .
    وسنذكر بعض النساء اللاتي ساهمن وبشكل واضح في مشاركة النبي محمد (ص) في بداية دعوته الاسلامية في انجاح الدعوة ، وسنذكر ايضا بعض النساء اللاتي شاركن الاوصياء كالامام علي والامام الحسن والامام الحسين (ع) في انجاح واكمال الدين الاسلامي و الايماني الصحيح .


    1 - سمية بنت خباط (او خياط) :
    من صحابيات النبي (ص) ووالدة عمار بن ياسر ، كانت هي وزوجها ياسر بن عامر العنسي وابناهما عمار و عبد الله من أوائل المسلمين . وهي أول امرأة استشهدت في الإسلام .
    كانت أَمة لأبي حذيفة بن المغيرة من بني مخزوم وزوّجها أبو حذيفة من ياسر بن عامر فولدت له ثلاثة بنين : حريثاً الذي قتل في الجاهلية وعماراً وعبد الله . (1) فأعتقها أبو حذيفة حسب رواية أسد الغابة .(2).
    اما بخصوص إسلامها فقيل انها كانت من أوائل المسلمين في مكة ، فكانت سابع من آمن بالنبي (ص) وأسلم (3) وعلغŒ ما يظهر من كلام ابن الأثير أسلمت هي وزوجها ياسر و ولدها عمار بعد بضعة و ثلاثين رجلا (4) .
    وبعدما أسلمت سمية أخذ رجال من بني مخزوم يعذبونها إلغŒ جانب زوجها و ابنَيهما ليرجعوا عن دينهم ، وذُكر التاريخ أنهم ربطوا رجلَي سمغŒّة إلغŒ بعغŒرغŒن وشدوها من جانبين . (5) إلا أنها استقامت علغŒ الإسلام ، (6) ويذكر أن النبي مرّ بهم (آل ياسر) وهم تحت حرّ الشمس يعذَّبون ، فأخذ يعطف عليهم ويقول : ( صبرا يا آل ياسر ، إن موعدكم الجنة ) . (7) . وكان مصيرها أن أصبحت اول شهيدة في الإسلام (8) حيث طعنها ابو جهل بحربة فقتلها (9) وقيل أنها كانت عجوزا كبيرة ضعيفة (10) وعندما قُتل أبو جهل في غزوة بدر قال النبيّ (ص) لعمار : ( قتل الله قاتل أمّك ) . (11) وذُكر أن استشهادها ?ان في السنة الخامسة بعد بعثة الرسول (ص) ، (12) وقيل إنها دفنت في مقبرة المعلاة .
    فلم تتنازل عن دينها الاسلامي الحنيف بالاضافة الى انها ربت ياسر تربية صحيحة في السير على خط الجهاد مع علي بت ابي طالب (ع) .

    2 - خديجة بنت خويلد (ع) :
    لقد كانت خديجة (ع) من خيرة نساء قريش شرفاً ، واكثرهنّ مالا ، واحسنهن جمالا وأقواهنُّ عقلا وفهماً وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة لشدَة عفافها وصيانتها (13) ويقال لها : سيدة قريش (14) ، وكان لها من المكانة والمنزلة بحيث كان كل قومها وسراة أبناء جلدتها حريصين على الاقتران بها (15) ، وقد خطبها ـ كما يحدثنا التاريخ ـ عظماء قريش وبذلوا لها الأموال ، وممن خطبها « عقبة بن ابي معيط » و « الصلت بن ابي يهاب » و « ابو جهل » و « ابوسفيان » فرفضتهم جميعاً ، وأختارت رسول اللّه ـ وهي في سن الأربعين وهو صلى الله عليه وآله وسلم في الخامسة والعشرين ـ وهي تمتلك تلكم الثروة الطائلة ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يمتلك من حطام الدنيا إلاّ الشيء اليسير اليسير ، رغبة في الاقتران به ولما عرفت فيه من كرم الاخلاق ، وشرف النفس ، والسجايا الكريمة والصفات العالية ، وهي ما كانت تبحث عنه في حياتها وتتعشقه وإذا بتلك المرأة الغنية الثرية العائشة في أفضل عيش تصبح في بيت زوجها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تلك الزوجة المطيعة الخاضعة ، الوفية المخلصة ، وتسارع إلى قبول دعوته ، واعتناق دينه بوعي وبصيرة وارادة منها واختيار ، وهي تعلم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر ومتاعب ، وتجعل كل ثروتها في خدمة العقيدة والمبدأ ، وتشاطر زوجها آلامه ، ومتاعبه ، وترضى بأن تذوق مرارة الحصار في شعب أبي طالب ثلاث سنوات وفي سنّ الرابعة أو الخامسة والستين. وهي مع ذلك تواجه كل ذلك بصبر وثبات (16) ، ودون أن يذكر عنها تبرُّم أو توجع .

    3 - فاطمة الزهراء (ع) :
    حفلت حياة الزهراء (ع) منذ الصبا وحتى الوفاة ، بنشاط واضح ومتميز لدعم رسالة الاسلام ، والدعوة إليه قولاً وفعلاً وسلوكاً حياتياً يومياً .
    فذات يوم حل المساء على فاطمة (ع) ، لتجد نفسها وأمها خديجة ، وأباها محمدا ، وعمه أبا طالب وأبناءه وجميع بني هاشم وبني عبد المطلب ، والمسلمين ، معزولين عن الناس ، محصورين في شعب أبي طالب (17) ، حصاراً ضيق عليهم معيشتهم ، وحبس عليهم أنفاسهم ، وهدد حياتهم ، حتى أكلوا أوراق الشجر وأعشاب الأرض ، ويابس الجلود ، وطري الحصى ، وسفّوا التراب . وفاطمة الصغيرة ترى نفسها مضطرة لتفعل كما يفعلون ، وتأكل مما يأكلون ، وتعيش - بينهم ومعهم - الحياة الصعبة التي يعيشون .
    تعلمت فيما تعلمته في تلك المرحلة ، أن لا مناص من الصبر، ولا محيص عن التضحية ، ولا بديل عن البذل ، مهما كانت الظروف والنتائج . وأن كل شيء على الإطلاق يهون ويرخص ، إن كان في عين الله تعالى ، وفي سبيله سبحانه (18).
    لم تعد فاطمة تأمن قريشاً على أبيها بعد الخروج من الشعب ، فكانت كثيراً ما تتبعه إلى بيت الله (الكعبة الحرام) دون أن يدري بها ، وكثيراً ما كان عتاة قريش يتعرضون لها بالضرب أو بالشتم كلما رأوها .
    وذات يوم وفيما أبوها رسول الله (ص) ساجد لله في البيت الحرام ، إذ أقبل أحد المشركين - بإغراء من قريش - فرمى على النبي (ص) سلا جزور وأحشاءه ، بين هزأ المستكبرين وضحكاتهم ، فما تمالكت أن هرعت إليه باكية ، تزيل الأوساخ عن ظهره ، وتميط الأذى عنه بيديها الناعمتين ، ويرمق النبي الحليم والأب العطوف الرحيم ابنته فاطمة ، بكل ما تشع به عيناه من الحب والحنان والرضى ، وبكل ما يفيض به قلبه من الثبات والاطمئنان ، ثم يأخذها بين يديه الطاهرتين ، ويضمها إلى صدره الشريف وهو يقول : (لا تبك يا ابنتي ، فإن الله مانع أباك من كيدهم ، ومظهر دينه على الشرك كله ولو كره الكافرون).
    وذات يوم ايضا حلت المحنة الكبرى ، إذ نزلت مصيبة الموت بأمها خديجة (ع) ، والتي هي جناح وركن للنبي (ص) الذي كان يعتمد عليه .
    فتحاملت فاطمة على نفسها ، وكبتت دموعها ، وانطلقت بعزم ونشاط إلى أبيها تهدهد عنه الحزن ، وتمسح عن خديه الدموع ، وتمنحه الدفء والحنان والحب ؛ علّ ذلك يعوض عنه بعض الذي فقده في أمها خديجة ، وكم وجدت الزهراء(ع) نفسها بعد ذلك وهي تنزع الأشواك عن قدمي أبيها ، وتمسح الدماء عن رجليه ، وتغسل عن يديه ووجهه التراب ، وتزيل عن ظهره وصدره وذراعيه الأوحال والأوشاب .
    وما أسعدها يوم رن في أسماعها صوت أبيها (ص) ، بلحن عذب يهز القلوب ويطرب الفؤاد : (ما أسرع ما أصبحت أم أبيك يا فاطمة !!) . (19).

    4 - عقيلة بني هاشم الحوراء زينب (ع) :
    حياة السيدة زينب (ع) كانت بمثابة إعداد وتهيئة للدور الأكبر الذي ينتظرها في هذه الحياة.
    فالسنوات الخمس الأولى من عمرها والتي عايشت فيها جدها المصطفى (ص) وهو يقود معارك الجهاد لتثبيت أركان الإسلام ويتحمل هو وعائلته ظروف العناء والخطر.
    والأشهر الثلاثة التي رافقت خلالها أمها الزهراء بعد وفاة الرسول (ص) ورأت أمها تدافع عن مقام الخلافة الشرعي، وتطالب بحقها المصادر وتعترض على ما حصل بعد الرسول من تطورات، وتصارع الحسرات والآلام التي أصابتها.
    والفترة الحساسة الخطيرة التي عاصرت فيها حكم أبيها علي وخلافته وما حدث فيها من مشاكل وحروب.
    ثم مواكبتها لمحنة أخيها الحسن وما تجرع فيها من غصص وآلام، فكل تلك المعايشة للأحداث والمعاصرة للتطورات.. كانت لإعداد السيدة زينب (ع) لتؤدي امتحانها الصعب ودورها الخطير في نهضة أخيها الحسين (ع) بكربلاء.
    فواقعة كربلاء تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله (ص).
    وكان للسيدة زينب (ع) دور أساسي ورئيسي في هذه الثورة العظيمة، فهي الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الحسين (ع).
    كما أنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين (ع) وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة.
    لقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب (ع) ، وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القيادية، كما أوضحت السيدة زينب للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها .

    5 - السيدة الطاهرة ام البنين (ع) :
    لقد كانت السيدة أم البنين (ع) تكنّ في نفسها من المودّة والحبّ للحسن والحسين (ع) ما لا تكّنه لأولادها اللذين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم .
    لقد قدّمت أم البنين أبناء رسول الله (ص) ، على أبنائها في الخدمة والرعاية ، فقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لأن الله أمر بمودّتهما في كتابه الكريم ، وهما وديعة رسول الله (ص) ، وريحانتاه ، وقد عرفت أم البنين ذلك فوفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام .
    وربت اولادها الاربعة ايضا على طاعة الامام الحسين (ع) وعلى حبه والدفاع عنه مهما كلف الامر .
    فقدمت في واقعة كربلاء ويوم عاشوراء التاريخية اولادها الاربعة نصرة لاخيهم الامام الحسين (ع) وفي سبيل الله عزَّ وجل وهم : العباس وعبد الله وجعفر وعثمان ، ومحمد الأصغر المكنى بأبي بكر وعبد الله الشهيدان مع أخيهما الحسين (ع) . حيث استشهدوا بين يدي أبي عبد الله الحسين (ع) .
    يذكر التاريخ أن ابا الفضل العباس بن أمير امير المؤمنين (ع) جمع اخوته من أمه وأبيه : عبد الله وجعفراً وعثمان ، وذلك يوم عاشوراء ، في طف كربلاء ، فقال لهم : (( يا بني امي ، بنفسي أنتم ، حاموا عن سيدكم حتى تموتوا دونه ، وأراكم قد نصحتم لله ولرسوله )) .

    ***************************

    1 - ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج‏ 4 ، ص 101.
    2 - ابن الأثير ، أسد الغابة ، ج‏ 4 ، ص 691 .
    3 - ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج‏ 8، ص 190
    4 - ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج‏ 2 ، ص 67.
    5 - المقدسي ، البدء والتاريخ ، ج‏ 5 ، ص 100.
    6 - ابن حجر العسقلاني ، الإصابة ، ج‏ 8 ، ص 190 .
    7 - ابن عبد البر ، الاستيعاب ، ج‏ 4 ، ص 1589.
    8 - ابن سعد ، الطبقات‏ الكبرى ، ج‏ 3 ، ص 176 و ج‏ 8 ، ص 208 ، المجلسي ، بحار الأنوار ، ج‏ 18 ، ص 241.
    9 - ابن حجر العسقلاني ، الإصابة ، ج‏ 8 ، ص 190 .
    10 - ابن حجر العسقلاني ، الإصابة ، ج‏ 8 ، ص 190 .
    11 - ابن سعد ، الطبقات‏ الكبرى ، ج‏ 8 ، ص 207.
    12 - المجلسي ، بحار الأنوار ، ج‏ 18 ، ص 241.
    13 ـ 14 - 15 - السيرة الحلبيّة : ج 1 ، ص 137.
    16 ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج 14 ، ص 59 قال : خديجة بنت خويلد وهي عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله محاصَرة في الشِعب.
    17 - كان ذلك في السنة السابعة للبعثة النبوية وعمر فاطمة (ع) آنذاك يقارب الخامسة.
    18 - فاطمة الزهراء صوت الحق وصرخة الصدق : ص61-62.
    19 - الإصابة في تمييز الصحابة: 4/377 ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (المطبوع على هامش الإصابة) : 4/380 ، مقاتل الطالبيين : ص29 ، مناقب ابن شهر آشوب : 3/ 132 ، كشف الغمة في معرفة الأئمة : 2/88 ، بحار الأنوار : 43/16 - 19 ، عوالم العلوم والمعارف : 11/ 37.
    التعديل الأخير تم بواسطة خادم الكفيل; الساعة 19-02-2019, 01:57 PM.

  • #2
    الأخ الفاضل العباس أكرمني . عظم الله لك الأجر بذكرى وفاة السيدة الطاهرة أم البنين (عليها السلام) . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع لهذه الكوكبة المضيئة من خيرة النسوان (عليهن سلام الله) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X