إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"على جناحي كربلاء" !!؟؟ 🎱🎱🎱

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "على جناحي كربلاء" !!؟؟ 🎱🎱🎱

    🏴على جناحي كربلاء..
    🏴 تراتيل دعاء



    كان انتظار أم البنين لما سيجري , كانتظار النهار لليل , أو انتظار المشرف للموت !
    ... كانت حشرجات اللوعة تزاحم حلقومها , كما كانت عثرات الطريق تزاحم خطواتها على ذلك الدرب المؤدي إلى كربلاء .
    كانت قد تعودت الخروج بحفيدها إلى تلك الطريق المتعرجة المزروعة شوكا ً وصبرا ً, وتروح ترصد العابرين , ولولا سيماء الجلال والحكمة التي كانت تنطق في سؤالها المضمّخ بالأنين , لظنها بعض من لا يعرفها قد مسها طائف من جنون .
    كانت نبراتها الملتهبة الطافحة وجدا ً المتجذّرة عشقا ً تسأل في اختلاج العين وصدى الحنين :
    - ها من رأى لي الحسين ؟! ... ها من يعرف خبرا ًعنه يطفئ نار هذا القلب الحزين ؟!
    .. كانت الأخبار تلتف برداء أسود فلا تلمحه العين ..
    لعلها كانت تختفي في ثنايا أشداق المنافقين , وخلف بريق أنيابهم المغمسة بزعاف السلاطين ؟!
    بل لعلها كانت تُلف في صرر الأسلاب , وتُحمل كما أشخاص المخدرات على الأقتاب , وتُرفع مع الهامات المضمخات بنجيع الخضاب ؟!
    أو لعلها كانت لتُدفن بدلا ً عن الجسوم المضرجات والأعضاء المقطعات , في باطن ذلك التراب , فيما تُترك الأبدان الزاكيات نهبا ً لوحوش الفلوات , متناثرة كما الفتات على شاطئ الفرات !
    على أن أم البنين عادت عند تلك العشية , ملتحفة بكاء حفيدها , متلفعة دموعه الزكية، وقد نفد مخزونها من الصمت .
    كانت ليلة الجمعة , ليلة العاشر من المحرم سنة واحد وستين للهجرة , ...

    .. جلست بعد صلاتها , تعقّب في زاوية الدار , راحت تحدّق من كوة ضيقة في أعلى الجدار , إلى عتمة دامسة ما لها قرار .
    ... وارتعدت , ... لاحظت أم الفضل ارتعادها , كانت قد أنهت لتوها صلاتها , بعد ما نيّمت صغارها , فأقبلت عليها وهي تقول بغصة مكبوتة :
    - أماه , ما بالك ترتعدين ؟! ... أمقرورة أنت فآتيك بكساء تتدفئين ؟!

    رفعت أم البنين طرفها إليها , لعل لمحة من أنوار العباس كانت تشع من مقلتيها , ففاضت دموع الأم , وغطت وجهها بيديها , ... ركعت أم الفضل بجوارها , مدت يدها المثلوجة إليها وهمست بوجل :
    - أماه , ماذا ترين ؟!

    لو كانت الرؤية نظرا ً فحسب , لكان الأمر هينا ً , ولكن أم البنين كانت ترى بقلبها , ولذا فقد كان لا بد لها من أن تجيب , وقد سمعت في صوت لبابة بذور النحيب :
    - لا بأس عليك يا بنيتي , إنما هي ليلة الجمعة , , وقد اشتد شوقي إلى أن أستمع لصوت العباس وهو يقرأ علينا دعاء الخضر(ع) ,بصوته الرخيم الحنون , ... اشتقت لرنة الخشوع وأشباح الدموع إذ تلوح على محياه الصبوح.

    وراح صوت أم البنين يتردد , وينضم في أفق غير محدد , إلى تلك الكلمات الخالدة المتنقلة بين أفناء الأخبية في كربلاء، تؤنس وحشة الأطفال والنساء، كما يؤنسهن الصوت المرتّل للدعاء، العباس بن أمير المؤمنين:
    -"أللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ، ... وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء , ...."
    ..وفيما همسات المناجاة تتوالى , تقرع باب العرش محبة وجلالا , وتهز كيان البدر جوابا ً وسؤالا , إذ بلغت أم البنين ختام الدعاء :
    "... فإليك يا رب نصبت وجهي , وإليك يا رب مددت يدي , ... "
    تزايد ارتعادها , وراحت دموعها تنحدر في نشيج لا يستكين, كان صوتها كما صوت العباس , مترافقا ً مع امتداد اليدين , ... امتدت يداها نحو السماء , أسوة بذينك الكفين الأثيرين اللذين حلّقا أمامها فجأة , مضرّجَين بالدماء في فضاء كربلاء ...


    📚 مقتطف من رواية سألتك عن الحسين
    (بتصرف من الروائية)
    🖊بقلم الأديبة رجاء محمد البيطار

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم وبارك الله بكم
    شكرا كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X