إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أخلاق أهل البيت عليهم السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخلاق أهل البيت عليهم السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من المباحث الاعتقاديّة والعلميّة معاً مبحث أخلاق أهل البيت عليهم السلام .. فإنّه يلزم علينا أن نعتقد أنّ النبيّ والعترة صلوات الله عليهم أفضل الناس في مكارم الأخلاق ، كما أنّهم الأفضل في محاسن الصفات ، وفضائل الأعمال ، ومراتب الكمال .. هذا عقيدةً.

    وأمّا عملاً ؛ فينبغي لنا أن نسعى في الإقتداء بهم والتأسّي بجميعهم في الأخلاق الكريمة ، والمكارم الفاضلة.
    لأنّ أهل البيت سلام الله عليهم ـ هم ليس سواهم ـ القدوة الصالحة ، والاُسوة الحقّ من الله للخلق ، والطاهرون المطهّرون من كلّ رجسٍ ورذيلة.
    قال تعالى : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (۱).
    وقال عزّ اسمه : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (۲).
    ولا يحقّ لنا أن نتأسى أو نتمسّك في الأخلاق وفي سواها بغيرهم عليهم السلام ، أو نقتدي بسواهم.
    لأنّ أهل البيت عليهم السلام هم سفينة النجاة ، والمستمسك المنجي الذين اُمرنا بمتابعتهم ، وعدل القرآن الذين اُمرنا بالتمسّك بهم في حديث الثقلين ، المتّفق عليه بين الفريقين.
    لذلك يكون مرجعنا في علوم الأخلاق هو القرآن الكريم ، وأحاديث أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم الشريفة.
    فلنتعرّف في البداية على أمرين :
    الأوّل : ما هي الأخلاق ؟
    الثاني : ما هي أخلاق أهل البيت عليهم السلام في كتاب الله تعالى وسيرتهم ؟
    فنقول بعونه وتوفيقه : ـ
    الخُلُق : هي السجيّة ، والملكات والصفات الراسخة في النفس ؛ كالسخاء ، والشجاعة ، والعفو ، والكرم ، التي هي من السجايا الطيّبة ، والخلق الطيّب .وحسن الخُلق : يُطلق غالباً على معاشرة الناس بالمعروف ، ومجاملتهم بالبشاشة ، وطيب القول ، ولطف المداراة.
    وأحسن تعريف لحُسن الخلق هو ما عرّفه به الإمام الصادق عليه السلام حيث قال : ـ
    « تُلين جناحَك ، وتطيب كلامك ، وتلقىٰ أخاك ببشرٍ حسن » (۳).
    ومكارم الأخلاق : هي الأعمال الشريفة التي توجب كرامة الإنسان ، وشرافته ، وسموّه ، وعزّته ، مثل كظم الغيظ ، وإصلاح ذات البين ، والسبق إلى الفضائل ونحوها ممّا يأتي ذكرها.
    وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام في مكارم الأخلاق ، ذكر منها : ـ
    « العفو عمّن ظلمك ، وصلة من قطعك ، وإعطاء من حرمك » (٤).
    ومن أبرز مصاديق مكارم الأخلاق هذه التي ذكرها الإمام عليه السلام ، وأحسن آثارها هي مقابلة الإساءة بالإحسان التي ذكرها وأمر بها الله تعالى في قوله عزّ اسمه : ـ ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (٥).
    هذا هو : الخُلق الطيّب ، وحُسن الخُلق ، ومكارم الأخلاق.
    وأهل البيت عليهم السلام هم المثلُ الأعلى في جميعها ، والبالغون إلى ذروتها.
    وهم لا غيرهم كانوا سماء طيب الأخلاق ، فاستحقّوا أن يكونوا قدوة الخلق.
    وسيّدهم الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله أثنى عليه ربّه بقوله عزّ اسمه : ـ ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٦).
    وكانت مكارم الأخلاق من غايات البعثة النبويّة المباركة ، وخصوصيّات الرسالة المحمّديّة الشريفة ، والمزايا العالية التي نالها رسول الله صلّى الله عليه وآله.
    ففي الحديث : ـ « إنّ الله تبارك وتعالى خصّ رسول الله صلّى الله عليه وآله بمكارم الأخلاق.
    فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله جلّ وعزّ ، وارغبوا إليه في الزيادة منها » (۷).
    بل فاز صلوات الله عليه وآله بقمّة السجايا الطيّبة والأخلاق الفاضلة ، فوصفه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله بأجمل بيان : ـ
    « كان أجود الناس كفّاً ، وأجرأ الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجةً ، وأوفاهم ذمّةً ، وألينَهم عريكةً ، وأكرمهم عِشرةً ، مَن رآه بديهةً هابَه ، ومَن خالطه أحبّه ، لم أرَ مثلَه قَبله ولا بَعده » (۸).
    وقال عليه السلام في خطبته القاصعة : ـ
    « وَلَقَدْ قَرَنَ اللهُ بِهِ صلّى الله عليه وآله مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ ، يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ ، وَمَحَاسِنَ أَخْلاٰقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ.
    وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلاٰقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالْإِقْتِدَاءِ بِهِ » (۹).
    وحقّاً كان صلّى الله عليه وآله أعظم الناس في عظيم الأخلاق وكريم الشيَم.
    وحسبُك من ذلك ما أصابه من قريش ..
    فقد تألّبت عليه ، وجرّعته أنواع الغصص ، حتّى ألقَتْ عليه مشيمة الرحم القذرة ، وأدمت ساقه الشريف ، وكسرت رباعيّته المباركة ، وضيّقت عليه الحياة في شِعب أبي طالب ، وآذته أشدّ إيذاء ، وهجمت على داره لقتله في حرم الله تعالى مكّة المكرّمة ، حتّى ألجأته إلى مغادرة بلده وأهله ، وهجرته إلى المدينة.
    ولم تتركه يرتاح حتّى في المدينة ، بل أجّجت عليه كلّ برهة حرباً شعواء ، وأرصدت لإيذائه أهل الظلم والجفاء ..
    لكن بالرغم من جميع ذلك لمّا نصره الله تعالى عليهم ، وأظفره بهم في فتح مكّة قابلهم بأعظم إحسان وأكبر أمان.
    حيث قال لهم : ـ ما تقولون إنّي فاعلٌ بكم ؟
    قالوا : ـ خيراً ، أخٌ كريم ، وابن أخٍ كريم.
    فقال صلّى الله عليه وآله : أقول لكم ما قال أخي يوسف عليه السلام : لا تثريب عليكم اليوم ـ أيّ لا توبيخ ـ إذهبوا فأنتم الطلقاء.


    الهوامش۱. سورة الأحزاب : ۲۱.۲. سورة الأحزاب : ۳۳.۳. اُصول الكافي / ج ۲ / ص ۱۰۳.٤. بحار الأنوار / ج ٦۹ / ص ۳٦۸.٥. سورة فصّلت : ۳٤.٦. سورة القلم : ٤.۷. بحار الأنوار / ج ٦۹ / ص ۳٦۸.۸. سفينة البحار / ج ۲ / ص ٦۸۸.۹. نهج البلاغة / الطبعة المصريّة / الخطبة
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    الأخت الكريمة

    ( شجون الزهراء)
    حفظكم المولى تعالى ورحم والديكم
    على هذا النشر الموفق
    ورزقنا وإياكم شفاعة محمد وآل الاطهار عليهم السلام ..


    وجعل هذا المجهود في ميزان حسناتكم




    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم اكو امشاء اوموضوع مثل هذا لكن اقصر شويه

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X