إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" مَن أرادَ أن يكون صادقاً في مُولاتِه وفي سُلُوكِه وفي سَيرِه إلى اللهِ _

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " مَن أرادَ أن يكون صادقاً في مُولاتِه وفي سُلُوكِه وفي سَيرِه إلى اللهِ _

    " مَن أرادَ أن يكون صادقاً في مُولاتِه وفي سُلُوكِه وفي سَيرِه إلى اللهِ تبارك وتعالى فليستمع بوعي إلى وصيّة الإمام الصادق ، عليه السلام ، ويُطبّقها فِعلاً وسُلُوكا "

    قال : عليه السلام : لأحدِ أصحابه - عبد الله بن جندب (يا ابن جندب لا تَقُل في المُذنبين مِن أهل دعوتِكم إلّا خيراً ، واستكينوا إلى الله في توفيقهم ، وسَلوا التوبةَ لهم ، فكُلّ مَن قصدنا وتولّانا ، ولم يوال عدوّنا ، وقال ما يَعلم ، وسكتَ عمّا لا يعلم أو أُشكِلَ عليه فهو في الجنة - يا ابن جندب يَهلكُ المُتكل على عمله ، ولا ينجو المُجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله - قُلتُ : فمَن ينجو ؟ قال : الذين هُم بين الرجاء والخوف ، كأنَّ قلوبَهم في مَخلب طائر شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العذاب)
    : بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75 ، ص 280.

    :1:- كُلُّ مؤمنٍ مُعرّضٌ للخطأ والوقوع في الذنب والمعصية - فما هي الطريقة الصحيحة والحكيمة في التعاطي مع هذه الحالة ؟ وهنا الإمام الصادق ، عليه السلام ، يرشدنا و يُقدّمُ لنا طريقاً صحيحاً – ينبغي أن ننظرَ فيه إلى واقعنا ، وهل الواحدُ منّا يتعامل مع أخيه المؤمن إذا أخطأ أو أذنب بعدم فضحه أو نشر ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي والحقد عليه وتسقيطه والتشهير به ؟

    :2:- هناك صنفٌ يتعامل مع ما يرى أو مع ما يسمع بخصوص المؤمنين بطريقة غير صحيحة وغير أخلاقيّة ، وهي الإسراع في نشر ذلك والتشهير والتسقيط – وهذه الطريقة غير حكيمة ومرفوضة لأنَّ فيها انكساراً نفسيّاً للمؤمن المذنب وعزلةً اجتماعيّةً واستحقاراً له من قبل الآخرين ، وقد تدفعه للتمادي في المعصيّة.

    :3:- المطلوب :- هنا هو عدم نشر ذلك وعدم فضحه ، بل ينبغي الدعاء له بالتوبة والهداية والرجوع إلى الصواب وإلى المجتمع تائباً وفاعلاً ، فحال المؤمن المُذنب كحال المريض يحتاج إلى مُراعاة ودعاء ونصح وستر.

    :4:- بحكم طبيعة كلّ إنسانٍ تعرّضه للخطأ والزلاّت – ولكن هنا لا ينبغي تسقيطه اجتماعيّاً وأخلاقيّاً ومعنويّاً – بل ينبغي النظر إلى بعض ما عنده من أعمال صالحات وإيجابيات في صفحته البيضاء ، ولا ينبغي التركيز على عثراته دون نصحه ووعظه بالتوبة النصيحة والستر عليه – قال : عليه السلام : (واستكينوا إلى الله في توفيقهم ، وسَلوا التوبةَ لهم ).

    :5:- هناك نقطة مهمّة جدّاً ينبغي الالتفات إليها في التعاطي مع المؤمنين إذا أذنبوا أو أخطأوا – وهي ضرورة التفريق بين عملهم وبين شخصيّتهم – فنعم هناك عمل يبغضه اللهُ سبحانه ولكنّه يُحبّ صاحبه لعلمه بحسن عاقبته في خواتيم الأمور ، وهناك مَن قد لا يُوفّق للتوبة ولحسن العاقبة – ولا يجب أن تُحوّلَ النظرةَ إلى حقد شخصي وغلّ في القلب على مؤمنٍ أذنبَ أو أخطأ ، فلعلّه يتوب من قريب وتكون عاقبته حسنة .

    :6:- وقد روي عن الإمام الصادق ، عليه السلام ، (إنَّ اللهَ خلقَ السعادةَ والشقاءَ قبل أن يخلق خلقه ، فمَن خلقه اللهُ سعيداً لم يبغضه أبدا ، وإن عملَ شرّاً أبغض عمله ولم يبغضه ، وإن كان شقيّاً لم يحبه أبداً وإن عمل صالحاً أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه ، فإذا أحب اللهُ شيئاً لم يبغضه أبدا وإذا أبغض شيئاً لم يحبه أبدا )
    : الكافي ، الكليني ، ج 1 ، ص 153. :

    :7:- وقال :عليه السلام : (فكُلّ مَن قصدنا وتولّانا ، ولم يوال عدوّنا ، وقال ما يَعلم ، وسكتَ عمّا لا يعلم أو أُشكِلَ عليه فهو في الجنة ) :- هذا مقطع مهم جدّاً ، ينبغي فهمه ووعيه ، وهو يرشدنا إلى عدم الاستحياء من عدم علمنا إذا ما سؤلنا عن حكم فقهي أو اجتماعي أو غير ذلك في مختلف التخصصات – رجل دين – طبيب – فيزيائي ، وغيرهم – لما لذلك من آثار خطيرة إذا أجبنا بما لا نعلم – فإنَّ الإجابة أو القول بغير علم يضلّ كثيرا - قل لا أعلم تنجو .

    :8:- وقال : عليه السلام : (يا ابن جندب يَهلكُ المُتكل على عمله ، ولا ينجو المُجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله - قُلتُ : فمَن ينجو ؟ قال : الذين هُم بين الرجاء والخوف ، كأنَّ قلوبَهم في مَخلب طائر شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العذاب)

    :- وهنا يُبيّن الإمامُ الصادقُ خطورة الاعتداد بالنفس والغرور بالأعمال الصالحة والعُجب بها ، وجعلها وسيلة للنجاة – وإنّما النجاة الحقيقية تكون برحمة الله وبلطفه وعنايته - فمهما أتى الإنسانُ بالصالحات والخيرات والحسنات فهو يبقى دوما مفتقر إلى الله وإلى رحمته – وينبغي أن يتزوّد بالتقوى ويشعر بالتقصير ، لا أن يتكّل على أعماله لوحدها فيهلك –

    (وعن الإمام الباقر ، عليه السلام ،أنّه قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله ، : قال الله تبارك وتعالى : لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي ، فإنّهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم - أعمارهم - في عبادتي كانوا مُقصرين غير بالغين في عبادتهم كُنه عبادتي
    فيما يطلبون عندي مِن كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع الدرجات العُلى في جواري ، ولكن برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا وإلى حُسن الظن بي فليطمئنوا ، فإنَّ رحمتي عند ذلك تدركهم ، ومِنّي يبلغهم رضواني ، ومَغفرتي تُلبسُهم عفوي فإنّي أنا اللهُ الرحمَن الرحيم وبذلك تسمّيتُ )
    : الكافي ، الكليني ، ج 2 ، ص 71. :
    _____________________________________________

    أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،والتي ألقاهَا سَماحةُ ، الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم الثالث والعشرين من جمادى الآخرة 1440 هجري ، الأوّل من آذار 2019م . ______________________________________________

    تدوين - مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي - النَجَفُ الأشْرَفُ .

    :كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى، رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
    ______________________________________________

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم

    تقبل الله اعمالكم . . .

    الخوف من الله و الرجاء له و الصدق مع الله ...

    قال تعالى : ( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ غ? وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (*) وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ غ? إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))

    قال تعالى : (( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ))

    قال تعالى : ((
    أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ))

    قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (*) أُولَظ°ئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))

    والسلام عليكم

    التعديل الأخير تم بواسطة الكف الفضي; الساعة 01-03-2019, 10:09 PM.

    تعليق


    • #3
      الشكر الجزيل للاخ الشيخ الفاضل مرتضى الحلي على هذه الابدعات
      فجزاك الله خيرا ووفقك لمرضاته
      وسجلها ودونها بصحف اعمالك الصالحة
      ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X