اهتمام الامام الصادق (ع) باستقبال زوار الامام الحسين (ع) ونشر فضائل زيارته .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
هناك بعض الاقوال والافعال اشتهرت بين القال والقيل ولا اصل لها ، فرب مشهور لا اصل له ، وهناك بعض الاقوال والافعال معاكسة تماما فهي بالاضافة الى كونها مشهورة لها دليل واصل قوي مستندة عليه لا تهزه رياح الاقاويل ولا يضعفه ويوهنه القال والقيل .
ومن ضمن الافعال المشهورة في جميع بلدان العالم هي قضية المواكب الحسينية التي تستقبل الزائرين الكرام وتضيفهم بالطعام والشراب بما لذ وطاب وتقدم لهم كافة خدمات ووسائل الراحة الممكنة ، كل ذلك هو لمنزلة هؤلاء الزائرين عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله الكريم واهل بيته الطيبين الطاهرين (ع) .
ولا تقتصر المواكب الحسينية على تقديم الطعام والشراب للزائرين فقط ، بل بعض المواكب اعدت لتقديم التوجيهات والارشادات الدينية الفقهية والعقائدية للزائرين ، كبيان حكم الصلاة في السفر من الناحية الفقهية ، وكبيان فضل زيارة الامام الحسين (ع) ماشيا او راكبا وبيان اجرها وثوابها عند الله سبحانه وتعالى من الناحية الاعتقادية .
واشتهار هذا الفعل لم يأتي عن مجرد حب الشهرة او حب الظهور والافتخار امام الناس ، ولم يأتي هذا الفعل عن فراغ ، بل الاصل القوي في ذلك هو ما فعله اهل البيت (ع) من تقديم الخدمات للزائرين القاصدين للذهاب الى الامام الحسين (ع) فقدم لهم الائمة (ع) المأكل والمشرب وبينوا لهم الاحكام الشرعية والمسائل الاعتقادية بأكمل وجه .
وهذه الرواية من كتاب كامل الزيارات خير شاهد ودليل على صحة الكلام الذي ذكرناه .
***
روى ابن قولويه في كامل الزيارات بسنده المتصل عن موسى بن القاسم الحضرمي ، قال :
ورد أبو عبد الله الصادق (ع) في أول ولاية أبي جعفر فنزل النجف فقال : يا موسى اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق وانظر فإنه سيأتيك رجل من ناحية القادسية ، فإذا دنا منك فقل له : هاهنا رجل من ولد رسول الله (ص) يدعوك فإنه سيجيء معك قال : فذهبت حتى قمت على الطريق والحر شديد ، فلم أزل قائما حتى كدت اعصي وانصرف وادعه ، إذ نظرت إلى شيء يقبل شبه رجل على بعير فلم أزل انظر إليه حتى دنا مني ، فقلت له : يا هذا هاهنا رجل من ولد رسول الله (ص) يدعوك وقد وصفك لي فقال : اذهب بنا إليه قال : فجئت به حتى أناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة ، فدعا به فدخل الاعرابي إليه ودنوت انا ، فصرت على باب الخيمة اسمع الكلام ، ولا أراهما .فقال له أبو عبد الله (ع) : من أين قدمت ؟
قال : من أقصى اليمن .
قال : أنت من موضع كذا وكذا ؟
قال : نعم انا من موضع كذا وكذا .
قال : فيم جئت هاهنا ؟
قال : جئت زائرا للحسين (ع) .
فقال أبو عبد الله (ع) : فجئت من غير حاجة ليس الا للزيارة ؟
قال : جئت من غير حاجة الا ان أصلي عنده وأزوره فاسلم عليه وارجع إلى أهلي .
فقال أبو عبد الله (ع) : وما ترون في زيارته ؟
قال : نرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا .
قال : فقال أبو عبد الله (ع) : أفلا أزيدك من فضله فضلا يا أخا اليمن ؟
قال : زدني يا بن رسول الله .
قال (ع) : ان زيارة الحسين (ع) تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله (ص) . فتعجب من ذلك ! فقال : اي والله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله (ص) فتعجب !! ، فلم يزل أبو عبد الله (ع) يزيد حتى قال : ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله (ص) .
كامل الزيارات لابن قولويه ، ص 304 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
هناك بعض الاقوال والافعال اشتهرت بين القال والقيل ولا اصل لها ، فرب مشهور لا اصل له ، وهناك بعض الاقوال والافعال معاكسة تماما فهي بالاضافة الى كونها مشهورة لها دليل واصل قوي مستندة عليه لا تهزه رياح الاقاويل ولا يضعفه ويوهنه القال والقيل .
ومن ضمن الافعال المشهورة في جميع بلدان العالم هي قضية المواكب الحسينية التي تستقبل الزائرين الكرام وتضيفهم بالطعام والشراب بما لذ وطاب وتقدم لهم كافة خدمات ووسائل الراحة الممكنة ، كل ذلك هو لمنزلة هؤلاء الزائرين عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله الكريم واهل بيته الطيبين الطاهرين (ع) .
ولا تقتصر المواكب الحسينية على تقديم الطعام والشراب للزائرين فقط ، بل بعض المواكب اعدت لتقديم التوجيهات والارشادات الدينية الفقهية والعقائدية للزائرين ، كبيان حكم الصلاة في السفر من الناحية الفقهية ، وكبيان فضل زيارة الامام الحسين (ع) ماشيا او راكبا وبيان اجرها وثوابها عند الله سبحانه وتعالى من الناحية الاعتقادية .
واشتهار هذا الفعل لم يأتي عن مجرد حب الشهرة او حب الظهور والافتخار امام الناس ، ولم يأتي هذا الفعل عن فراغ ، بل الاصل القوي في ذلك هو ما فعله اهل البيت (ع) من تقديم الخدمات للزائرين القاصدين للذهاب الى الامام الحسين (ع) فقدم لهم الائمة (ع) المأكل والمشرب وبينوا لهم الاحكام الشرعية والمسائل الاعتقادية بأكمل وجه .
وهذه الرواية من كتاب كامل الزيارات خير شاهد ودليل على صحة الكلام الذي ذكرناه .
***
روى ابن قولويه في كامل الزيارات بسنده المتصل عن موسى بن القاسم الحضرمي ، قال :
ورد أبو عبد الله الصادق (ع) في أول ولاية أبي جعفر فنزل النجف فقال : يا موسى اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق وانظر فإنه سيأتيك رجل من ناحية القادسية ، فإذا دنا منك فقل له : هاهنا رجل من ولد رسول الله (ص) يدعوك فإنه سيجيء معك قال : فذهبت حتى قمت على الطريق والحر شديد ، فلم أزل قائما حتى كدت اعصي وانصرف وادعه ، إذ نظرت إلى شيء يقبل شبه رجل على بعير فلم أزل انظر إليه حتى دنا مني ، فقلت له : يا هذا هاهنا رجل من ولد رسول الله (ص) يدعوك وقد وصفك لي فقال : اذهب بنا إليه قال : فجئت به حتى أناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة ، فدعا به فدخل الاعرابي إليه ودنوت انا ، فصرت على باب الخيمة اسمع الكلام ، ولا أراهما .فقال له أبو عبد الله (ع) : من أين قدمت ؟
قال : من أقصى اليمن .
قال : أنت من موضع كذا وكذا ؟
قال : نعم انا من موضع كذا وكذا .
قال : فيم جئت هاهنا ؟
قال : جئت زائرا للحسين (ع) .
فقال أبو عبد الله (ع) : فجئت من غير حاجة ليس الا للزيارة ؟
قال : جئت من غير حاجة الا ان أصلي عنده وأزوره فاسلم عليه وارجع إلى أهلي .
فقال أبو عبد الله (ع) : وما ترون في زيارته ؟
قال : نرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا .
قال : فقال أبو عبد الله (ع) : أفلا أزيدك من فضله فضلا يا أخا اليمن ؟
قال : زدني يا بن رسول الله .
قال (ع) : ان زيارة الحسين (ع) تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله (ص) . فتعجب من ذلك ! فقال : اي والله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله (ص) فتعجب !! ، فلم يزل أبو عبد الله (ع) يزيد حتى قال : ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله (ص) .
كامل الزيارات لابن قولويه ، ص 304 .
تعليق