إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبد الله الرضيع (ع) ، وليدٌ لم يدم بالحياة طويلا .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الله الرضيع (ع) ، وليدٌ لم يدم بالحياة طويلا .

    عبد الله الرضيع (ع) ، وليدٌ لم يدم بالحياة طويلا .
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    في مثل هذا اليوم نقل لنا التاريخ الفرحة والسرور بذكرى ولادة عبد الله الرضيع (ع) ابن الامام الحسين (ع) .

    *** النسب الشريف لمولانا عبد الله الرضيع (ع) :
    أبوه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) سبط النبي المصطفى محمد (ص) .
    أمه الرباب بنت أمرؤ القيس ابن عدي الشاعر المعروف .

    *** تسمية عبد الله الرضيع (ع) :
    ومن فرط حب الامام الحسين (ع) لأبيه سيد الوصيين وامام المتقين وامير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب (ع) سمّى جميع أولاده كلهم على اسم ابيه علياً (ع) ، وجاء في كتاب ( الكافي ) ، عن عبدالرحمن بن محمّد العزرمي ، قال :‏
    استعمل معاويةُ مروانَ بن الحكم على المدينة ، وأمره أن يفرض لشباب ‏قريش ، ففرض لهم ، فقال علي بن الحسين (ع) : فأتيته ، فقال : ‏ما اسمك ؟
    فقلت : علي بن الحسين .‏
    فقال : ما اسم أخيك ؟
    فقلت : علي .‏
    قال : علي وعلي ؟! ما يريد أبوك أن يدع أحداً من ولده إلاّ سمّاه علياً ؟
    ثمّ فرض لي ، فرجعت إلى أبي فأخبرته ، فقال : ويلي على ابن الزرقاء ‏دبّاغة الأَدَم ، لو ولد لي مائة لأحببت أن لا أسمّي أحداً منهم إلاّ علياً (1) .‏
    فكان جميع اولاد الإمام الحسين (ع) يسمون بعلي وهم : علي السجاد ، وعلي الأكبر ، وعلي الأصغر ، ويعدّ الإمام زين العابدين أكبر أولاده (ع) .
    وكرامة لهذا الطفل الرضيع أصبحت كنية والده (ع) بأبي عبد الله الحسين .

    *** ولادة عبد الله الرضيع (ع) :
    في اليوم (التاسع) من شهر رجب عام (ستين) هـ . اشرقت المدينة المنورة وتجدد ضياءها بولادة برعم من براعم ال محمد من نسل الإمام الحسين (ع) وهو عبد الله الرضيع (ع) بنور وجوده المبارك ، فقد كان عبد الله الرضيع كالوردة والريحانة بعثت ولادته السرور والفرحة على وجه ومحيا الامام الحسين (ع) ، فقد رزق الله عز وجل ولدا آخر لسيد شباب أهل الجنة ليكون للمؤمنين بابا من ابواب التوسل والدعاء لقضاء الحوائج وتيسير الامور الصعبة الشديدة فكانوا يتوسلون بقماطه ومهده ودمه ونحره لقضاء حوائجهم حتى يلتمسوا الاجابة سريعا والفرج قريبا ببركته .

    *** عبد الله الرضيع (ع) اصغر جندي في واقعة كربلاء :
    لقد كان عبد الله الرضيع اصغر جندي ومقاتل وناصر للإمام الحسين (ع) في واقعة كربلاء ، كان عمره في ذلك الوقت (ستة) اشهر ، لكنه قاتل بعطشه وكشف عن عدم انسانية وعدم تدين وايمان جيش عمر بن سعد وامرائه ، ولقد فدى عبد الله الرضيع (ع) دين جده المصطفى (ص) بقطرات من دم نحره الطاهر التي سقط بعضها على الارض وصعد بعضها الى السماء ولم ينزل منه شيء الى الارض .
    لقد سجل عبد الله الرضيع (ع) في سجل الاكابر والعظماء واولياء الله عز وجل ، حتى صار بابا من أبواب الله الذي منه يؤتى وتطرق فتقضى ببركته الحاجات ، وتستجيب بذكره الدعوات .

    فاستشهد عبد الله الرضيع (ع) مذبوحا مع قافلة شهداء العشق الإلهي مع الإمام الحسين (ع) ليكون سندا ووثيقة كبرى وشاهدا على مظلومية أبيه الإمام الحسين (ع) ، وأن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنهم الله هو الغاصب للخلافة المتعطش للسلطة والحكم ولو على جماجم الأبرياء وأنهار دماء الشهداء .

    *** كيفيّة استشهاد الطفل عبد الله الرضيع (ع) :
    بالنسبة إلى كيفيّة استشهاده فإنّ المصادر القديمة ، بشكل عامّ ، تتحدّث عن شهادته ، إمّا بين يدي الإمام ، أو في حجره إلى جانب الخيام .
    يذكر الفضيل بن الزبير حول هذا الأمر : عبد الله بن الحسين (ع) ، ...... ، قتله حرملة بن الكاهل الأسديّ الوالبيّ ، وكان ولد للحسين بن عليّ (ع) في الحرب ، فأُتي به وهو قاعد ، وأخذه في حجره ولبّاه بريقه ، وسمّاه عبد الله ، فبينما هو كذلك إذ رماه حرملة بن الكاهل بسهم فَنَحَره ، فأخذ الحسين عليه السلام دمه ، فجمعه ورمى به نحو السماء ، فما وقعت منه قطرة إلى الأرض .
    قال فضيل : وحدّثني أبو الورد: أنّه سمع أبا جعفر (ع) يقول : ( لو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب ) . (2) .
    وفي خبر آخر نقل عمّار الدهنيّ عن الإمام الباقر (ع) أنّ الحسين قال ، عندما أصيب الطفل الرضيع بالسهم في حجره : ( اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ولكنّهم قتلونا ). (3).
    وروى البلعميّ : كان للحسين طفل رضيع يبلغ من العمر سنة واحدة ، اسمه عبد الله فسمع أبوه منه أنيناً فأشفق عليه ، وطلبه فأحضروه له ، فوضعه إلى جانبه وهو يبكي ، فرمى رجل من بني أسد سهماً فوقع في أذن الطفل فمات من ساعته ودفنه الحسين (ع) في ذاك المكان ثمّ قال : ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، أعنّي يا ربّ على هذه المصائب ) . (4) .
    ونقل الشيخ المفيد وتبعه الطبرسيّ : ثمّ جلس الحسين (ع) أمام الفسطاط فأتى بابنه عبد الله ابن الحسين وهو طفل فأجلسه في حجره ، فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين (ع) دمه فلمّا ملأ كفّه صبّه في الأرض ثمّ قال : ( ربّ إن تك حبست عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين ) ، ثمّ حمله ووضعه إلى جانب بقيّة الشهداء من أهل البيت (ع) . (5) .
    وذكر أبو الفرج الأصفهانيّ (م 356 هـ) وابن شهرآشوب أنّ الحسين (ع) أخذ من دماء نحر هذا الطفل ورمى بها نحو السماء (لا الأرض) فلم يرجع منه شيء ، ثمّ قال : ( اللهمّ لا يكن هذا الطفل أهون عليك من ناقة صالح عليه السلام ). (6) .

    *** زيارة عبد الله الرضيع (ع) :
    ذكره الإمام الحجة (ع) في زيارة الناحية المقدسة حيث قال : ( اَلسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ ، اَلطِّفْلِ اَلرَّضِيعِ واَلْمَرْمِيِّ اَلصَّرِيعِ ، اَلْمُتَشَحِّطِ (7) دَماً ، اَلْمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي اَلسَّمَاءِ ، اَلْمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حَجْرِ أَبِيهِ ، لَعَنَ اَللَّهُ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ اَلْأَسَدِيَّ وذَوِيهِ ...... ) . (8) .

    ****************************
    الهـــــــــــــــــوامــــــش :

    1- الكافي ، ج ٦ ، ص ۱۹ ، ح ۷ ، وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۳۹٥ ، ح ۱ .‏
    2- الطبريّ , المصدر نفسه , ج 4 , ص 342 . وكذلك اعتبر أبو الفرج الأصفهانيّ في إشارة مختصرة أنّ قاتل الطفل الرضيع هو عقبة بن بشير (المصدر- ص 59).
    3- الطبريّ , المصدر السابق , ج 4 , ص 293 , أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزيّ , المنتظم في تاريخ الملوك والأمم , ج 5 , ص 340 , سبط بن الجوزيّ , تذكرة الخواصّ , ص 252 , وابن كثير , البداية والنهاية , ج 8 , ص 214.
    4- أبو عليّ محمّد البلعميّ , المصدر , ج 4 , ص 710 .
    5- الشيخ المفيد , الإرشاد , ج 2 , ص 108 , الطبرسيّ , إعلام الورى بأعلام الهدى , ج 1 , ص 466 , أورد ابن سعد هذه الحادثة مختصرة (ترجمة الحسين ومقتله) , مجلّة تراثنا , ص 182 , ونقل ابن فتّال النيشابوريّ هذه الواقعة ولكن من دون ذكر دعاء الإمام (ع) في آخرها ، وعدّ أيضاً خطأ , كما سبقت الإشارة , عبد الله من أولاد الإمام الحسن (ع) لا الحسين (ع) .
    6- أبو الفرج الأصفهانيّ , المصدر , ص60 , وابن شهر آشوب , المصدر , ج4 , ص 118.
    7 - يتشحط : (أي يتخبّط فيه ويضطرب ويتمرّغ) مجمع البحرين ، ص 488 .
    8 - ابن المشهدي ، المزار ، ص 488 .

  • #2
    الأخ الكريم
    ( العباس اكرمني )
    سلمت أناملك لهذا طرح القيم
    جزاك الله خير الجزاء وأجزل لك الثواب
    وجعله الله في ميزان اعمالكم .



    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      الأب الروحي والأستاذ الفاضل والمشرف القدير الرضا . أسعد الله أيامكم بذكرى ولادة الإمام الجواد (ع) . وشكرا لمروركم العطر على موضوعي .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X