إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى ( وفاة السيدة زينب الكبرى عليها السلام) 332

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11

    عضو فضي

    الحالة :
    رقم العضوية : 36893
    تاريخ التسجيل : 02-02-2012
    الجنسية : العراق
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,492
    التقييم : 10




    زينب. . جبل الصبر وصرخة الحق



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    وعجل فرجهم

    زينب. . جبل الصبر وصرخة الحق





    المناقب والكمالات هي صفة ذاتية متجذرة في سلوك العظماء، وليست هي صفة طارئة تلوكها ألسنة المتملقين لكسب بعض الدريهمات الزائفة، وهذه الكمالات هي ملكة تنعكس من خلال السلوك والسيرة الذاتية للإنسان.



    والملكة وعدمها هي صفة يمكن أن تطلق على الشخص الذي يحمل القابلية على الشيء، أما إطلاقها في غير محلها، فهي بمثابة وصفك الحجر بالعمى، وهو سالب بانتفاء موضوعه، لأن الحجر لا يملك قابلية الرؤية حتى تصفه بتلك الصفة.

    هذا هو الفرق بين العظيم (صاحب الملكة) الذي تصفه للاستنارة، والوضيع (عديم الملكة) الذي تمتدحه للاستفادة، الأول لا يهمه من امتدحه، بينما الثاني ينتشي فرحاً ويمتلأ غروراً بمدحه والإطراء عليه.



    والحديث عن الحوراء زينب هو من النوع الأول، هدفه الغوص في بحر حياتها المتلاطم، واقتناء الجواهر والكنوز الخفية من ذلك الصدف المتلألئ.

    والإنسان إنما يقف عاجزاً أمام هذا البحر المترامي الأطراف، المليء بالمعارف والصبر والجلد والعظمة والفصاحة ورباطة الجأش وكل تلك الفضائل والكرامات، وعندما نتناول شخصيتها فإننا ننطلق من باب (مالا يدرك كله لا يترك جله) فهي محاولة لإعطاء صورة واضحة عن خير قدوة وأسوة للنساء المؤمنات، بل خير مقتدى ومهتدى لكل امرأة تبحث عن الحقيقة والسعادة في الحياة.



    نفعل كل ذلك، لعلنا نرتشف من معين معارفها الدروس والعبر، لتنير لنا الدرب في ظلمات عصرنا المادي الكالح، علاوة على أن تصفّح بعض ملفات حياتها نوعاً من أفضل أنواع العبادة، وسبل التقرب إلى الله سبحانه، لأنه اطلاع على حياة سيدة من أفضل سيدات العالم برمته، بعد أمها البتول - طبعاً - فهي سيدة الكون الأولى بلا منازع، باعتراف الرسول الأعظم بذلك حينما قرر أكثر من مرة بأن فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.



    فرحة مشوبة بالحزن




    كانت ولادة السيدة الطاهرة زينب (عليها السلام) في الخامس من شهر جمادى الأولى، في السنة السادسة للهجرة، وهو المشهور على ما حققه بعض الأفاضل، وهناك أقوال أخرى في تحديد يوم وعام ميلادها المبارك (1)، وتلقى البيت العلوي نبأ الولادة بكل غبطة وسرور، وهي الطفل الثالث بعد الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، والبنت الأولى للإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام).

    ومازال أهل بيت النبوة تغمرهم الفرحة حتى ترامى نبأ الولادة مسمع النبي الكريم، فأتى منزل ابنته فاطمة، وقال: يا بنيّه إيتيني ببنتك المولودة. فلمّا أحضرتها أخذها النبي وضمها إلى صدره الشريف، ووضع خدّه على خدّها فبكى بكاءً شديداً عالياً، وسالت دموعه على خدّيه. فقالت فاطمة: ممّ بكاؤك، لا أبكى الله عينك يا أبتاه؟ فقال: يا بنتاه يا فاطمة، إنّ هذه البنت ستبتلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى، يا بضعتي وقرّة عيني، إنّ من بكى عليها، وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخويها(2).

    ثمّ سمّاها زينب، والزينب شجر حسن المنظر، طيب الرائحة، وبه سميت المرأة(3)، فكانت ولادتها بحق فرحة مشوبة بالحزن.

    بنت مَن !



    أبوها:



    أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، الذي رباه (صلى الله عليه واله وسلم) طفلاً، وعلمه علم ما كان وما يكون شاباً، ونصبه من بعده علماً لأمته كهلاً، وفضائله لا تحصى، ومناقبه لا تستقصى، وبحار علمه لا تنزف، وأطواد حلمه لا تتزعزع، أعلم الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأحلمهم، وأجودهم وأكرمهم، وأزهدهم وأشجعهم، وأعبدهم وأوفاهم، وأورعهم وأقضاهم.




    أمها. . الزهراء وكفى




    أمها: البضعة الطاهرة، سيدة نساء العالمين، الصديقة الكبرى، فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، تزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الهجرة بسنة واحدة. وتوفيت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بخمس وتسعين يوماً، على أصح الأقوال، وفضائلها (عليها السلام) كثيرة، ومناقبها لا تعد ولا تحصى، ويكفيها فخراً أنها بضعة الرسول، ووعاء يمتزج فيه فلاح الرسالة بطهر الإمامة، وأن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها، كما قلدها رسول الله بهذا الوسام الشريف ولا شرف يضاهيه ولا مقام يدانيه.



    شجرة طيبة بعضها من بعض





    إخوتها وأخواتها الذين هم من غير الصديقة الطاهرة فاطمة (صلوات الله عليها)، فأولهم: محمد بن الحنفية، وكنيته أبو القاسم، وقيل: أبو عبد الله، وهو من الطبقة الأولى من التابعين، ولد بعدوفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)(4). وقال الزهري: كان محمد من أعقل الناس وأشجعهم، معتزلاً عن الفتن وما كان فيه الناس. وكان محمد بن الحنفية أورع الناس وأتقاهم بعد أئمة الدين، وكان عالماً عابداً متكلماً فقيهاً، زاهداً شجاعاً كريماً، خدم والده الكرار وأخويه السبطين (عليهم السلام) خدمة صادقة، شهد حروب والده، وأبلى مع أخيه الحسن بلاءً حسناً.



    ومن إخوتها: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان، أمهم أم البنين فاطمة ابنة حزام الكلابية، تزوجها علي (عليه السلام) بإشارة أخيه عقيل - وكان عالماً بأنساب العرب وأخبارهم، وكانت من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البيت (عليهم السلام)، كما كانت فصيحة بليغة لسنة، ورعة ذات زهد وتقى وعبادة، ولإكبارها وجلالتها زارتها زينب الكبرى بعد منصرفها من واقعة الطف، كما كانت تزورها أيام العيد.

    ومن إخوتها، محمد الأوسط، وأمه إمامة بنت أبي العاص، ومحمد هذا قتل مع أخيه الحسين (عليه السلام) يوم الطف.



    ومنهم: عمر ورقية الصغرى، وأمهما أم حبيب بنت ربيعة التبلغي، وكانت تسمى الصهباء، وقيل: ولد عمر وأخته توأمين وعاشا. وقال الطبرسي في الإعلام: كانت رقية بنت علي (عليه السلام) عند مسلم بن عقيل، فولدت له عبد الله بن مسلم قتل يوم الطف، وعلياً ومحمداً ابني مسلم.



    ومنهم: يحيى وعون وأبو بكر وعبيد الله وزينب الصغرى ورقية الصغرى وكنيتها أم كلثوم، وكانت الأولى منهما عند محمد بن عقيل، فولدت له عبد الله، وفيه العقب من ذرية عقيل. وكانت الثانية عند عبد الرحمن بن عقيل، فولدت له سعداً وعقيلاً.

    ومن أخواتها: بنت ماتت وهي صغيرة، قيل: اسمها خديجة، أمها محياة بنت امرئ القيس الكلابية. ومن إخوتها وأخواتها لأمهات شتى: عمران، قيل أصيب جريحاً في النهروان، ومات في بابل وقبره يزار هناك. ورملة، زوّجها أبوها من أبي الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. وأم هاني تزوجها عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له محمداً، قتل يوم الطف.



    وعبد الرحمن وميمونة كانت عند عقيل بن عبد الله بن عقيل. وإمامة كانت عند الصلت بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وولدت له نفيسة، وتوفيت عنده.

    وفاطمة كانت عند أبي سعيد بن عقيل، فولدت له حميدة، وعاشت فاطمة هذه حتى رأت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، وقد رويت عنها أحاديث، وهي التي أرسلت جابر بن عبد الله الأنصاري لتسلية علي بن الحسين من البكاء. هؤلاء إخوة وأخوات زينب (عليها السلام) كما جاء في كتب التراجم والسير.

    عبد الله بن جعفر. . الكفؤ المبارك



    لمّا بلغت السيدة زينب (عليها السلام) مبلغ النساء، خطبها ابن عمها: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وحصلت الموافقة على الزواج، وأنجبت منه عليّاً، وعوناً الأكبر، ومحمداً، وعبّاساً، وأم كلثوم(5). وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يرغب أن يزوّج بناته من أبناء عمومتهنّ وهم أولاد عقيل وأولاد جعفر، ولعل السبب في ذلك هو كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين نظر إلى أولاد الإمام علي وأولاد جعفر بن أبي طالب، فقال: بناتنا لبنينا، وبنونا لبناتنا(6). وكانت النتيجة أن تلك الوصلة أينعت تلك الشجرة الطيبة التي ورثت المجد والعلى من الجانبين، فالحوراء غنية عن التعريف، وعبد الله كان شخصّية لامعة في عصره، وكان من الأجواد، ولمّا ولدته أمّه أسماء بنت عميس بالحبشة، ولد - بعد ذلك بأيام - للنجاشي ولد فسمّاه عبد الله، تبرّكاً باسمه، وأرضعت أسماء عبد الله بن النجاشي بلبن ابنها عبد الله(7).


    وجاء في المصدر نفسه: حدثنا الواقدي، عن محمد بن مسلم، عن يحيى بن أبي يعلى، قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: أنا أحفظ حين دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أمي فنعى إليها أبي، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي، وعيناه تذرفان بالدموع حتى تقطر لحيته. ثم قال: اللهم إنّ جعفراً قد قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذرّيته بأحسن ما خلفت أحداً من عبادك في ذرّيته(8).



    والسؤال الذي يقدح في الذهن، لماذا لم يخرج عبد الله مع الإمام الحسين (عليه السلام) في رحلته إلى العراق؟ في معرض الإجابة عن هذا السؤال، لعله أراد الإمام الحسين أن تبقى بقية من أهل البيت في المدينة المنورة، لكي لاتصل بنو أمية إلى مبتغاهم في استئصال شأفة آل الرسول المباركة من الوجود. وهناك احتمال آخر ذكره بعض المؤرخين: أن عبد الله بن جعفر كان قد فقد بصره قبل رحلة كربلاء، وهو وجيه لعدم الذهاب إلى كربلاء بشرط صحته تاريخيا.



    أما أولاده محمد وعون فقد استشهدا في نصرة خالهما الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف بكربلاء. وأما أم كلثوم فقد تزوّج بها بن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، وقد استشهد أيضاً في كربلاء.




    تعليق


    • #12



      عضو فضي

      الحالة :
      رقم العضوية : 36893
      تاريخ التسجيل : 02-02-2012
      الجنسية : العراق
      الجنـس : أنثى
      المشاركات : 1,492
      التقييم : 10
      درة يتيمة في نشأة قدسية


      التربية هي من أهم الأمور للأطفال الذين يراد تثقيفهم وتهذيبهم وتأديبهم على الوجه الصحيح، لأنها أساس كل فضيلة، ودعامة كل منقبة، وأول شيء يحتاج إليه في التربية هو اختيار المربي الكامل العامل بالدروس التي يلقيها على من يراد تربيته، ولذلك ترى الأمم الناهضة في كل دور من أدوار التاريخ ينتخبون لتربية ناشئتهم من يرون فيه الكفاءة والمقدرة، من ذوي الأخلاق الفاضلة والصفات الكاملة، علماً منهم أنّ الناشئ يتخلق بأخلاق مربيه، ويتأدب بآدابه مهما كانت.



      ولقد كانت نشأة هذه الظاهرة الكريمة، وتربية تلك الدرة اليتيمة، زينب (عليها السلام)، في حضن النبوة، ودرجت في بيت الرسالة، ورضعت لبان الوحي من ثدي الزهراء البتول، وغذيت بغذاء الكرامة من كفّ ابن عم الرسول، فنشأت نشأة قدسية، وربيت تربية روحانية، متجلببة جلابيب الجلال والعظمة، متردية رداء العفاف والحشمة، فالخمسة أصحاب العباء (عليهم السلام) هم الذين قاموا بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها، وكفاك بهم مؤدبين ومعلمين.



      ولما غربت شمس الرسالة، وغابت الأنوار الفاطمية، تزوج أمير المؤمنين بإمامة بنت أبي العاص - وأمها زينب ربيبة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بوصية من فاطمة (عليها السلام)، إذ قالت: وأوصيك أن تتزوج بإمامة بنت أختي زينب، تكون لولدي مثلي. قامت إمامة بشؤون زينبخير قيام، كما كانت تقوم بشؤون بقية ولد فاطمة، وكانت إمامة هذه من النساء الصالحات القانتات العابدات.



      وكانت زينب (عليها السلام) تأخذ التربية الصالحة والتأديب القويم من والدها الكرار وأخويها الكريمين الحسن والحسين (عليهم السلام)، إلى أن بلغت من العلم والفضل والكمال مبلغاً عظيماً.



      شرفاً ليس من بعده شرف



      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): كلّ بني أمّ ينتمون إلى عصبتهم، إلاّ ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم (9)، وقد روي هذا الحديث بالإسناد إلى فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) عن فاطمة الكبرى (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ورواه الطبراني وغيره بأسانيدهم المختلفة (10) عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): أنّ الله عز وجل جعل ذرية كلّ نبي في صلبه، وأنّ الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب، والروايات بهذا المعنى كثيرة.




      وهذا الشرف الحاصل لزينب (عليها السلام) شرف لا مزيد عليه. فإذا ضممنا إلى ذلك أنّ أباها علي المرتضى، وأمها فاطمة الزهراء، وجدتها خديجة الكبرى، وعمها جعفر الطيار في الجنة، وعمتها أم هاني بنت أبي طالب، وأخواها سيدا شباب أهل الجنة، وأخوالها وخالاتها أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فماذا يكون هذا الشرف؟ وإلى أين ينتهي شأوه ويبلغ مداه؟!



      وإذا ضممنا إلى ذلك أيضاً علمها وفضلها وتقواها وكمالها وزهدها وورعها وكثرة عبادتها ومعرفتها بالله تعالى، كان شرفها شرفاً خاصاً بها وبأمثالها من أهل بيتها، ومجدها مجداً مؤثلا لا يليق إلا بها وبهم (عليهم السلام). ومما زاد في شرفها ومجدها أن الخمسة الطاهرة أهل العباء (عليهم السلام) كانوا يحبونها حباً شديداً.



      حدّث يحيى المازني قال: كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تخرج ليلاً والحسن على يمينها والحسين على شمالها وأمير المؤمنين أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن مرة عن ذلك، فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب.



      وورد عن بعض المطلعين: أنّ الحسن (عليه السلام) لما وضع الطشت بين يديه وصار يقذف كبده سمع بأن أخته زينب تريد الدخول عليه، أمر - وهو في تلك الحال - برفع الطشت إشفاقاً عليها.



      وجاء في بعض الأخبار: أن الحسين (عليه السلام) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها، وكان يجلسها في مكانه.



      كما جاء ذكر زينب (عليها السلام) في أحاديث نبوية شريفة، منها: الحديث الذي ذكره الشيخ سليمان الحنفي في كتابه (ينابيع المودة) في الباب الثامن والخمسين، عن ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة (رحمه الله) فسألته عن أشياء فقال: اسمع مني وعه وبلغ الناس: أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعته بأذني وقد جاء الحسين بن علي (عليهما السلام) على المنبر، فجعله على منكبيه ثم قال: أيها الناس هذا الحسين خير الناس جداً وجدّةً، جدّه رسول الله سيد ولد آدم، وجدته خديجة سابقة إلى الإيمان من كلّ الأمة، وهذا الحسين خير الناس خالاً وخالةً، خاله القاسم وعبد الله وإبراهيم، وخالته زينب ورقية وأم كلثوم، وهذا الحسين خير الناس عماً وعمة، عمه حمزة وجعفر وعقيل، وعمته أم هاني، وهذا الحسين خير الناس أباً وأماً وأخاً وأختاً، أبوه علي، وأمه فاطمة، وأخوه الحسن، وأخته زينب ورقية، ثمّ وضعه عن منكبه فأجلسه في جنبه فقال: أيها الناس هذا الحسين جدّه في الجنة، وجدّته في الجنة، وأخواله في الجنة، وخالاته في الجنة، وأعمامه في الجنة، وعماته في الجنة، وأبوه في الجنة، وأمه في الجنة، وأخوه في الجنة، وأختاه في الجنة، وهو في الجنة، ثمّ قال: يا أيها الناس إنه لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما اعطي الحسين بن علي، خلا يوسف ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، يا أيها الناس إنّ الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذريته، فلا تذهبن بكم الأباطيل.



      سلام على قلبها الصبور



      إن المصائب التي ألمت بالصديقة زينب الكبرى ابنة علي في كربلاء مصائب متنوعة، ولولا قلبها الصبور ولسانها الشكور وإيمانها الراسخ وتربيتها الفريدة، لانهارت واستسلمت للأقدار، بيد أن ابنة علي (عليه السلام) قد ذوّبت كل المصائب المتكالبة عليها بكل جرأة ورباطة جأش وشجاعة منقطعة النظير، والرزايا التي انصبّت عليها صبّاً كثيرة ومتنوّعة نذكر منها: ما رأته أول ما نزلت في كربلاء من معارضة الحر وإجبار أخيها (عليه السلام) على النزول. و ما شاهدته من القلة في أصحاب أخيها وكثرة جيوش الأعداء. و ما شاهدته من تفرق من كان مع أخيها وذهاب الأكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعد ما بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما). فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً، حتى لم يبق إلا الذين قتلوا معه. و ما كانت تشاهده من اضطراب النساء وخوفهن حين نزلوا كربلاء. و ما شاهدته من عطشها وعطش أهل بيتها عندما منعهم القوم الماء. و ما كانت تقوم به من مداراة الأطفال والنساء وهم في صراخ وعويل من العطش.



      و حين شاهدت إخوانها وبني إخوانها وبني عمومتها وشيعة أخيها يبارزون، ويقتل الواحد منهم بعد الواحد. وما شاهدته من مقتل ولديها. وحين شاهدت أخاها الحسين (عليه السلام) وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب ومكان. وحين شاهدت رأس أخيها على الرمح دامي الوجه، خضيب الشيبة. وحين ازدحم القوم على رحل أخيها ومناديهم ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين. وحين أحرق القوم الخيام وفرت النساء والأطفال على وجوههم في البيداء.


      ولما أركبوها النياق المهزولة هي والعيال والأطفال. ومداراتها زين العابدين (عليه السلام)، وهو من شدة مرضه لا يطيق الركوب، وقد قيدوه من تحت بطن الناقة.

      وهناك مصائب أخر، أشدها أنها كانت تنظر إلى قتلة أخيها وأصحابه وهم يسرحون ويمرحون، والسياط بأيديهم يضربون الأطفال والنساء وهم في غاية الشماتة بها وبأهل بيتها.



      وبالجملة فإن مصائب هذه الحرة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد (عليه السلام) أضعافاً مضاعفة، فإنها شاركته في جميع مصائبه، وانفردت (عليها السلام) بالمصائب التي رأتها بعد قتله، من النهب والسلب والضرب وحرق الخيام والأسر وشماتة الأعداء.



      أما القتل، فإن الحسين (عليه السلام) قتل ومضى شهيداً إلى روح وريحان وجنة ورضوان، وكانتزينب في كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً معنوياً بين أولئك الظالمين، وتذري دماء القلب من جفونها القريحة.



      شجاعة أدبية وجسارة علوية



      إن بلاغة زينب (عليها السلام) وشجاعتها الأدبية ليس من الأمور الخفية، وقد اعترف بها كلّ من كتب في واقعة كربلاء، ونوّه بجلالتها أكثر أرباب التأريخ. ولعمري أنّ من كان أبوها علي بن أبي طالب، الذي ملأت خطبه العالم، وتصدى لجمعها وتدوينها أكابر العلماء، وأمها فاطمة الزهراء، صاحبة خطبة فدك الكبرى، وصاحبة الخطبة الصغرى التي ألقتها على مسامع نساء قريش ونقلها النساء لرجالهنّ. نعم إنّ من كانت كذلك فحرية بأن تكون بهذه الفصاحة والبلاغة، وان تكون لها هذه الشجاعة الأدبية والجسارة العلوية.

      ويزيد الطاغية يوم ذاك هو السلطان الأعظم، والخليفة الظاهري على عامة بلاد الإسلام، تؤدي له الجزية الفرق المختلفة والأمم المتباينة، في مجلسه الذي أظهر فيه أبهة الملك، وملأه بهيبة السلطان، وقد جردت على رأسه السيوف، واصطفت حوله الجلاوزة، هو وأتباعه على كراسي الذهب والفضة، وتحت أرجلهم الفرش من الديباج والحرير.

      وهي (صلوات الله عليها) في ذلة الأسر، دامية القلب باكية الطرف، حرّى الفؤاد من تلك الذكريات المؤلمة والكوارث القاتلة، وقد أحاط بها أعداؤها من كل جهة، ودار عليها حسادها من كل صوب. ومع ذلك كله ترمز للحق بالحق وللفضيلة بالفضيلة فتقول ليزيد غير مكترثة بهيبة ملكه ولا معتنية بأبهة سلطانه: أمن العدل يا ابن الطلقاء وتقول له أيضاً: ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك وأستعظم تقريعك واستكثر توبيخك.



      فهذا الموقف الرهيب الذي وقفت به هذه السيدة الطاهرة مثّل الحق تمثيلاً، وأضاء إلى الحقيقة لطلابها سبيلاً، وأفحمت يزيد ومن حواه مجلسه المشئوم بذلك الأسلوب العالي من البلاغة، وابهتت العارفين منهم بما أخذت به مجامع قلوبهم من الفصاحة، فخرست الألسن وكمّت الأفواه وصمت الآذان، وكهربت نفسها النورانية تلك النفوس الخبيثة الرذيلة من يزيد وأتباعه بصاعقة الحق والفضيلة، حتى بلغ به الحال أنه صبر على تكفيره وتكفير أتباعه، ولم يتمكن من أن ينبس ببنت شفة، يقطع كلامها أو يمنعها من الاستمرار في خطابتها. وهذا هو التصرف الذي يتصرف به أرباب الولاية متى شاؤا وأرادوا بمعونة الباري تعالى لهم، وإعطائهم القدرة على ذلك.

      تعليق


      • #13

        لقاء مع السيدة زينب عليها السلام

        هي صرخة مدوّية ما يزال صداها يَطرق أسماعنا.. هي آية تبهر العقول وتخترق مداها.. تمشي بعفة مريم العذراء عليها السلام،

        وحياء خديجة عليها السلام، وجلباب فاطمة الزهراء عليها السلام، فالجلال يسير أمامها بتذلّل، والعزّ يخضع تحت ردائها،

        والطهر ينحني بتواضع يلثم موطئ أقدامها، والفخر يحوطها متبختراً ببهائه.. إنها السيدة زينب عليها السلام..

        حياتها كبيرة جداً بكِبَر قلبها وعقلها، والكلام عنها يطول بطول صبرها.. هي من توالت عليها مصائب الدهر ونوائبه منذ فقدها جدّها سيّد

        الرسل صلى الله عليه واله، وبعده رأت محنة أمّها الزهراء عليها السلام ومصائبها واغتصاب القوم لحقها وحقّ أمير المؤمنين علي عليه السلام،

        تلك الفادحة التي هدّت أركان المسلمين، ثم فُجعت بأخيها المجتبى عليه السلام ورأت بأمّ عينيها أحشاءه المقطعة بالسُّم مصيبة عظيمة، ثم جاءت

        سيدة النوائب والمصائب كربلاء. فكان لرياض الزهراء عليها السلام شرف التحاور مع طيف العقيلة بإلقاء الأسئلة كالآتي:

        روت لنا كتب التاريخ بأنك رأيتِ رؤيا قبل وفاة جدّك المصطفى، فكيف قصصتِ عليه الرؤيا؟

        "يا جدّاه رأيتُ البارحة رؤيا، أنها انبعثت ريح عاصفة سوّدت الدنيا وما فيها وأظلمتها، وحركتني من جانب إلى جانب، فرأيتُ شجرة عظيمة

        فتعلقتُ بها من شدة الريح، فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض، ثم تعلقتُ على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة فقطعته أيضاً،

        فتعلقتُ بفرع آخر فكسرته أيضاً، فتعلقتُ على أحد الفرعين من فروعها فكسرته أيضاً، فاستيقظتُ من نومي".

        بماذا فسّر لكِ الرسول الكريم صلى الله عليه واله هذه الرؤيا؟

        قال جدّي رسول الله صلى الله عليه واله:

        "الشجرة جدّك، والفرع الأول أمك فاطمة، والثاني أبوك علي، والفرعان الآخران هما أخواك الحسنان، تسود الدنيا لفقدهم،

        وتلبسين لباس الحداد في رزيّتهم".

        ماذا قلتِ سيدتي حين علمتِ بوفاة أمك الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين؟

        "يا أبتاه، يا رسول الله، الآن عرفنا الحرمان من النظر إليك".

        ماذا قلتِ لابن زياد (لع) حينما قال لكِ كيف رأيت صنع الله بأخيك وبأهل بيتك؟

        "ما رأيتُ إلاّ جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ".

        سيدتي كانت شجاعتكِ وما تزال مضرباً للأمثال وأنتِ أبنة علي عليه السلام، فماذا قلتِ ليزيد؟

        "ولئن جرّت علي الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى".

        سيدتي ماذا تنبأتِ ليزيد من مصير؟

        "وهل رأيك إلّا فند وأيامك إلّا عدد وجمعك إلّا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين".

        تعليق


        • #14
          لماذا خطبت السيدة زينب عليها السلام




          تعتبر خطبة السيدة زينب عليها السلام في الكوفة و في مجلس يزيد(لع)في ذروة الفصاحة و قمة البلاغة و آية في قوة البيان و معجزة في قوة

          القلب و الأعصاب و عدم الوهن و الانكسار أمام طاغية بني أمية و من كان يحيط به من الجلاوزة والجلادين و هنا يتبادر السؤال إلى أذهاننا؟

          السيدة زينب عليها السلام كانت سيدة المحجبات و المخدرات و لم يسبق لها أن خطبت في مجلس رجال أو مجتمع عام و ليس من السهل عليها

          أن ترفع صوتها و تخطب في تلك الاجتماعات و مع العلم إن الإمام زين العابدين عليه السلام كان أقوى و أقدر منها على فنون الخطابة و أولى

          من التحدث في جموع الرجال فلماذا تولت هي هذه المهمة؟

          الجواب هو: أن الضرورة أو الحكمة اقتضت أن يسكت الإمام عليه السلام طيلة هذه المسيرة كي لا يجلب انتباه الناس إلى قدرته على الكلام و

          لو كان الإمام عليه السلام يخطب أثناء هذه الحلة في الكوفة و غيرها فلعله لم و لن يسمح له بالخطابة في إي مكان آخر فكانت تفوته الفرصة

          الثمينة في التحدث إلى تلك الجماهير المتجمهرة في الجامع الأموي علماً بأنه لم يبقى من آل الرسول صلى الله عليه واله في تلك العائلة رجل

          سوى الإمام زين العابدين عليه السلام ولهذا السبب كانت السيدة زينب عليها السلام تتولى الخطابة في المواطن والأماكن التي تراها مناسبة و

          ليس معنى ذلك إنها فتحت الطريق أمام النساء ليخطبن في مجموع الرجال أو المجتمعات العامة كالأسواق والساحات بل إن الضرورة القصوى

          كانت وراء خطبتها عليها السلام فقد كانت حياة الإمام عليه السلام مهددة بالخطر و خاصة في الكوفة فكم من مرة حكموا على الإمام بالقتل لولا

          إن دفع الله عنه شرهم فملا ظنك لو كان الإمام عليه السلام يخطب في شارع الكوفة أو في مجلس الدعي أبن الدعي عبيد الله أبن زياد (لع) هل

          كان يسلم من القتل؟ بالطبع لا إنهم أرادوا أن يقتلوه و هو بعد لم يخطب شيئاً فكيف لو كان يخطب في الناس و يكشف لهم عن مساوئ بني أمية و

          مخازيهم و يبين لهم أبعاد و مضاعفات جريمة مقتل الإمام الحسين عليها السلام و أصحابه وأهل بيته عليهم السلام.

          تعليق


          • #15
            ◾◾سلام عليكِ أيتهاالصديقه الشهيدة ◾◾

            🏴🏳️🏴🏳️🏴بسم الله الرحمن الرحيم🏳️🏴🏳️
            اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
            اعظم الله اجورنا واجوركم

            ونتقدم :
            بأسمى آيات الحزن والعزاء🏴
            الى مقام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف واهل البيت عليهم السلام والمؤمنين والمؤمنات بمناسبة وفاة السيدة الطاهرة عقيلة الطالبيين ووارثة علم النبيين السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ع..

            الصابرة الممتحنة
            الذي إجتباها الله لتصحيح مسار الرسالة وحفظ إمتداد الإمامة وفضح جبابرة الظلم والإفساد فسلامٌ عليك ياكعبة الأحزان يا أم المصائب والرزايا وعلى قلبكِ الصبور ولسانكِ الشكور ولا حرمنا الله زيارتكِ في الدنيا وشفاعتكِ في الآخرة آمين رب العالمين .
            🏳️🏴🏳️🏴🏳️🏴🏳️
            ◾◾◾◾◾◾◾◾🖤
            ◾◾◾◾◾◾

            تعليق


            • #16
              سلام على سيدتنا و مولاتنا زينب بنت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ورحمة الله
              وبركاته.

              هذه هي مولاتنا وحبيبتنا زينب التي نستمد الصبر والقوة منها..

              قلتُ للصبر يوماً ...

              اخبرني عن صبر زينب

              ماذا فعلت يوم الطف ..

              فقال زينب ؟

              زينب أخجل عندما أذكر اسمها .

              هذه قمرية يقطر من جلبابها صبرا ..

              لقد خجلتُ من صبرها ...

              وقلتُ في أعماق نفسي لله صبرك يا حرة

              ألهميني تقربا ً لله من صبرك قطرة ..

              أدهشني صبرها يا له من صبرا

              صمدت في وجه الرزايا والمحن .

              فقلتُ وأنا الصبر متعجبا ؟

              يا عقيلة الهاشميين ..

              من أين لك صبري وفوقه صبرا ...

              فقالت ؟

              تذكرت وأنا طفلة لأبي و أمي صبرا

              صبرُ أمي يوما جعل من الباب سترا ...

              وصبرُ أبي عندما أخذ غصبا ...

              وكذلك جدي عندما أراد أن يكتب للقوم ذكرى ...


              فالسلام عليك يا فخر المخدرات يا زينب.


              اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ سَيِّدِ الأَنْبِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صاحِبِ الْحَوْضِ وَاللِّواءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ وَوَصَلَ إِلَى مَقامِ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ الْهُدى وَسَيِّدِ الْوَرى وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الرَّدى

              الله يعطينا من صبر سيدتنا ومولاتنا روحي فداها

              ◾◾◾◾◾◾◾◾
              ◾◾◾◾◾

              تعليق


              • #17
                (إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب).

                ◾◾◾◾◾◾◾◾◾
                ◾◾◾◾◾◾

                لقد صبرت حفيدة الرسول (ص) وأظهرت التجلّد وقوة النفس أمام أعداء الله، وقاومتهم بصلابة وشموخ، فلم يشاهد في جميع فترات التأريخ سيدة مثلها في قوة عزيمتها وصمودها أمام الكوارث والخطوب، لقد قابلت العقيلة ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود بصبر يذهل كل كائن حي وتنقل مصادرنا أنها كان".


                حينما تُسأل: كيف رأيتِ صنع الله فيكم؟ تقول: «ما رأيت إلا جميلاً».. كل هذه المصائب جميلة في عين زينب الكبرى لأنَّها من الله وفي سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمته، لاحظوا هذا المقام المتقدِّم وهذا العشق للحق والحقيقة .. هذا دليل على عظمة مقام السيدة زينب عليها السلام هكذا هو العمل في سبيل الله.


                لذلك بقي اسم زينب ع ..
                وعملها إلى اليوم نموذجاً خالداً في العالم بقاء دين الإسلام وبقاء سبيل الله وبقاء السير في هذا السبيل من قبل عباد الله يعتمد كله على العمل الذي قام به الحسين بن علي (ع) وما قامت به السيِّدة زينب الكبرى (ع)، أي إنَّ ذلك الصبر العظيم وذلك الصمود وتحمّل كل تلك المصائب والمشكلات أدَّى إلى أنَّكم ترون اليوم القيم الدينيّة هي القيم السائدة في العالم كافَّة.


                ◾◾◾◾◾◾
                ◾◾◾◾◾◾◾◾

                تعليق


                • #18
                  السيدة زينب (( صبر وشجاعة ))

                  من المعروف أنّ المرأة تمتاز برقّة المشاعر ، وزيادة العواطف ، ممّا يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية ؛ لذلك يكون تأثيرها العاطفي أسرع
                  وأعمق ..

                  وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأَوّلي في نفس المرأة ، فلا يعني ذلك أنّها تأسُر المرأة وتَقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية ، فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوّة الإرادة ونفاذ الوعي وسموّ الهدف ، أنْ تضرب أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة أمام المواقف الصعبة القاسية.

                  وهذا ما أثبتته السيّدة زينب ع في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة التي صدمتها في باكر حياتها وكانت هي الختم لسنوات عمرها ، لقد أبدت السيّدة زينب تجلّداً وصبراً قياسيّاً في واقعة كربلاء وما أعقبها من مصائب ، وإلّا فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين ع ممزّق الأشلاء يسبح في بُرْكة من الدماء ، وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها من أخوتها وأبناء إخوتها وأبناء عمومتها وأبنائها ، ثمّ تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها ، لتقول كلمة لا يقولها الإنسان إلّا في حالة التأنّي والثبات والاطمئنان ، وهي قولها :

                  « اللّهمّ تَقَبَّل مِنَّا هَذَا القليل من القربان »

                  ◾◾◾◾◾◾◾◾◾
                  ◾◾◾◾◾

                  تعليق


                  • #19
                    شعر عن السيده زينب عليه السلام



                    بسمالله الرحمن الرحيم

                    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

                    قَد حَـلَّ قلبِي عنْدَ زَيْنبَ زَائراً وَهَـوَاهُ قَبْـلَ الزَّائرينَ تَقَـدّمَا

                    يحكي لهَا عَمَّا يجُولُ بخَـاطري منْ لُوعةٍ نَصـبَتْ بقلبي مـأتما

                    فغَدَا الأسَى عنْدَ النّوائبِ صَاحبي في رُزْءِ مَنْ أبْكَى مَلائكةَ السّمَا

                    ذَاكَ الحسيْنُ وَتِلْكَ زَينبُ أخْتُهُ مَنْ شَارَكتْهُ بدمْعِ صَبْرٍ قد هَمَا

                    إنِّي وَقَفْتُ ببَابِها أُبْدي العَـزَا وأصيحُ بالدمعِ الذي حَاكَى الدما

                    يا زيْنبَ الطهْر استجَارتْ مهجتي بفِـناءِ دَارِكِ والفـؤادُ تـألّما

                    وَتنَازَفَ الجرْحُ القديمُ لمصْرعٍ أبْكَاكِ دَوْمَاً وَالمصَـابُ تعَظّما

                    فأنَا أتيْتُ أجـرُّ ثِقْـلَ مصيبتي بسْمِ الحسينِ وَحُزْنُ قَلبيَ قد نمَى

                    فَتَرَاكَمَتْ أَحْزَانُكمْ وَهيَ التي صَنَعَتْ برُوحيَ شَـاعِراً مُتَألّما

                    وَإذَا أتَى العاشُورُ يا ابْنةَ حيدرٍ أطْلَقَتُ شِعْراً كاللِّسَانِ مُترجما

                    وعَلَى لسانكِ قدْ ندَبْتُ بحُرقةٍ أهْلَ الوَفَا مَنْ غَسّـلُوهُمْ بالدِّما

                    فَقَاضوا عُطاشى في مَفاوزِ كربلا وقَضَى الحسينُ مجدّلاً ومُخذَّمَا

                    وكفيلُكِ العبَّاسُ مُذْ لاقَ الردى قَادُوكِ يا ابنةَ فَاطمٍ قَـوْدَ الإمَا

                    وأسىً تكفّلْتِ العيَالَ وَنوْحُهم قد فَتَّ قلْباً لَكَ بالمصائبِ أُثْلِما

                    وعليلُكِ المغـلولُ لا حَوْلٌ له قَـادُوهُ بالضّرْب المبرّحِ مُرغَما

                    عجَباً لصبْرِكِ يا ابنةَ الخيْر التي منْ قبلُ لم تَلقَى الخَسِيسَ المجرِمَا

                    وَدَخلْتِ قَصْرَ الظّالمينَ بحسرةٍ ورَأيتِ وجْهَ الشّـامِتينَ تجهّمَا

                    وَيَزيدُهمْ أبْدى الشّمَاتةَ هازئاً ويظـنُّ أنّكِ تخْنعـينَ بِلا حما

                    فوقفتُ كالجبلِ الأشمِّ أمَامَهُ بعظيمِ قوْلٍ كالوصيِّ إذَا رَمَى

                    فكأنّكِ الكرّارُ يخطِبُ في الملا وجعلتِ حكمَ الفاسقين مُهدّما

                    للآنَ والوفّـادُ تأتي عَنـْوةً وتزُورُ قبْرَكِ كيْ تُعيد محـرّما

                    وتجدّدُ الأحْزَانَ بالدمْعِ الذي جَرَحَ الخدودَ وظلَّ يرسمُ مَعْلما

                    وَأنَا أكفْكفُ دمعتي من بينهم والشعْرُ يسبـقُ مدمعي لمّا هما

                    سأجدّدُ العهْدَ التّـليدَ بخافقي وأظـلُّ فيكمْ هـائماً ومُتيْمَا







                    تعليق


                    • #20
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صل على محمد وال محمد
                      ------------------------------
                      زينب وما ادراك ما زينب
                      عندما نذكر اسمها ترتعش القلوب وتدمع العيون وتنحنى الرؤس أجلالاً وعظمه لهذه المرأة العظيمة والتى حملت بلاء واهات ومصائب لم تحملها امرأة قبلها ولا بعدها إنها زينب يكفى ان نذكر أسمها لتنحنى لها حتى الملائكة أنها أخت الحسنين وأبنت الزهراء وعلي وحفيدة المصطفى (سلام الله عليهم ).
                      زينب والتى منها اشتكى الصبر على صبرها
                      خسأ الذين لايعرفون للمرأة من كرامة وهم يرون كيف إن الله أكرم زينب بالعلم والمعرفة والشجاعة والفصاحة وكل مافي القاموس من مناقب وفضائل .
                      زينب وليدة الأكارم ... وأم المكارم... وصاحبة المكرمات .

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X