إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى ( وفاة الامام موسى بن جعفر عليه السلام) 333

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى ( وفاة الامام موسى بن جعفر عليه السلام) 333


    عضو متميز
    الحالة :
    رقم العضوية : 193483
    تاريخ التسجيل : 02-08-2017
    الجنسية : العراق
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 725
    التقييم : 10




    ملخص عن حياة ونشأة واستشهاد الإمام موسى ابن جعفر الكاظم (ع) ......



    بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد

    نعزي الامام الحجة ابن الحسن المهدي المنتظر (ع) ومراجع الدين والمجتهدين الاعلام والمؤمنين والمؤمنات والعالم والشعوب الاسلامية بذكرى استشهاد حليف السجدة الطيلة عابد آل محمد الامام موسى ابن جعفر الكاظم (ع) .
    ونشرع بتعريف من هو الامام الكاظم (ع) : الامام الكاظم (ع) وان كان غني عن التعريف الا اننا نسطر هذه الكلمات مقدمة للدخول في حياة وسيرة هذا الامام العظيم فنتوكل على الله ونقول :
    تعريفه : هو سابع أئمة أهل البيت (عليهم ‌السلام) ، الكبير القدر العظيم الشأن ، الجاد في العبادة المشهور بالكرامات ، الكاظمالغيظ والعافي عن الناس ، العبد الصالح وباب الحوائج إلى الله كما هو المعروف عند أهل العراق .
    نسبه الشريف :
    الأب : هو سادس أئمة أهل البيت بعد الرسول (صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله‌) أبو عبد الله جعفر ابن محمد الصادق معجزة الإسلام ومفخرة الإنسانية على مرّ العصور وعبر الأجيال، لم تسمع الدنيا بمثله فضلا ونبلا وعلماً وكمالا.
    الأم : لقد كانت أم الإمام موسى الكاظم (عليه ‌السلام) من تلكم النسوة اللاتي جلبن لأسواق يثرب وقد خصّها الله بالفضل وعناها بالشرف فصارت وعاءً للإمامة والكرامة وتزوّج بها أبو عبد الله ، فكانت من أعزّ نسائه وأحبهن إليه ، وآثرهن عنده.
    واختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً في نسبها فقيل : إنها أندلسية ، وتكنّى لؤلؤة ، وقيل : إنّها رومية ، وقيل إنها من أجلّ بيوت الأعاجم ، وكانت السيدة حميدة تعامل في بيتها معاملة كريمة ، فكانت موضع عناية وتقدير عند جميع العلويات ، كما أن الإمام الصادق (عليه ‌السلام) كان يغدق عليها بمعروفه ، وقد رأى فيها وفور العقل والكمال ، وحسن الإيمان وأثنى عليها ثناءً عاطراً ، فقال فيها : (حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، مازالت الأملاك تحرسها حتى أديت إليّ كرامة من الله وللحجة من بعدي...) ، وقد غذّاها الإمام الصادق بعلومه حتى أصبحت في طليعة نساء عصرها علماً وورعاً وإيماناً ، وعهد إليها بتفقيه النساء المسلمات وتعليمهن الأحكام الشرعية ، وأجدر بها أن تحتل هذه المكانة ، وأن تكون من ألمع نساء عصرها في العفّة والفقه والكمال.

    ولادته المباركة :
    وامتدّ الزمن بعد زواج الإمام بها ، وسافر الإمام أبو عبد الله إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج ، فحملها معه ، وبعد الانتهاء من مراسيمه قفلوا راجعين إلى يثرب ، فلمّا انتهوا إلى (الأبواء). أحسّت حميدة بالطلق فأرسلت خلف الإمام تخبره بالأمر، لأنه قد عهد إليها أن لا تسبقه بشأن وليده ، وكان أبو عبد الله يتناول طعام الغداء مع جماعة من أصحابه ، فلما وافاه النبأ المسرّ قام مبادراً إليها فلم يلبث قليلاً حتى وضعت حميدة سيداً من سادات المسلمين ، وإماماً من أئمة أهل البيت (عليهم‌ السلام).
    لقد أشرقت الدنيا بهذا المولود المبارك الذي ما ولد ـ في عصره ـ أيمن ، ولا أكثر عائدة ولطفاً على الإسلام منه. لقد ولد أبرّ الناس ، وأعطفهم على الفقراء ، وأكثرهم عناءً ومحنة في سبيل الله وأعظمهم عبادة وخوفاً من الله.
    وبادر الإمام أبو عبد الله فتناول وليده فأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى .
    وانطلق الإمام أبو عبد الله عائداً إلى أصحابه ، وقد علت على ثغره ابتسامة فبادره أصحابه قائلين : أسرّك الله وجعلنا فداك يا سيدنا ، ما فعلت حميدة ؟ فبشرهم بمولوده المبارك ، وعرّفهم عظيم أمره قائلاً : (قد وهب الله لي غلاماً ، وهو خير من برأ الله).
    أجل أنه خير من برأ الله علماً وتقوىً وصلاحاً ، وتحرّجاً في الدين وأحاط الإمام أصحابه علماً بأن وليده من أئمة أهل البيت (عليهم ‌السلام) الذين فرض الله طاعتهم على عباده قائلاً لهم : (فدونكم ، فو الله هو صاحبكم) .
    وكانت ولادته في سنة (ظ،ظ¢ظ¨ هـ) وقيل سنة (ظ،ظ¢ظ© هـ) وذلك في أيام حكم عبد الملك بن مروان.

    حب وتكريم :
    وقطع الإمام موسى شوطاً من طفولته وهو ناعم البال يستقبل الحياة كل يوم بحفاوة وتكريم ، فأبوه يغدق عليه بعطفه المستفيض ، وجماهير المسلمين تقابله بالعناية والتكريم ، وقد قدمه الإمام الصادق (عليه ‌السلام) على بقية ولده ، وحمل له من الحب ما لا يحمله لغيره ، فمن مظاهر ودّه أنه وهب له قطعة من أرض تسمى البسرية ، كان قد اشتراها بست وعشرين ألف دينار.
    وتكلّم الإمام موسى وهو طفل بكلام أثار إعجاب أبيه فاندفع أبوه قائلاً : (الحمد لله الذي جعلك خلفاً من الآباء ، وسروراً من الأبناء ، وعوضاً عن الأصدقاء).

    صفته :
    كان أسمر شديد السمرة ، ربع القامة ، كث اللحية ووصفه شقيق البلخي فقال : كان حسن الوجه ، شديد السمرة ، نحيف الجسم.
    وحاكى الإمام موسى في هيبته هيبة الأنبياء ، وبدت في ملامح شكله سيماء الأئمة الطاهرين من آبائه ، فما رآه أحد إلاّ هابه وأكبره.

    نقش خاتمه : (الملك لله وحده).

    كناه :
    أبو الحسن الأول ، أبو الحسن الماضي ، أبو إبراهيم ، أبو علي ، أبو إسماعيل .

    ألقابه :
    أمّا ألقابه فتدل على بعض مظاهر شخصيته ، وجملة من جوانب عظمته ، وهي كما يلي :
    الصابر: لأنه صبر على الآلام والخطوب التي تلقاها من حكام الجور، الذين قابلوه بجميع ألوان الإساءة والمكروه.
    الزاهر: لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء الذي مثل به خلق جده الرسول (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله)‌.
    العبد الصالح : ولقب بالعبد الصالح لعبادته ، واجتهاده في الطاعة ، حتى صار مضرب المثل في عبادته على ممرّ العصور والأجيال وقد عرف بهذا اللقب عند رواة الحديث فكان الراوي عنه يقول : حدثني (العبد الصالح).
    السيد : لأنه من سادات المسلمين ، وإمام من أئمتهم ، وقد مدحه بهذا اللقب الشاعر الشهير أبو الفتح بقوله : وإذا كنت للشريف غلاماً فأنا الحر والزمان غلامي .
    الوفي : لأنه أوفى إنسان خلق في عصره ، فقد كان وفيّاً بارّاً بإخوانه وشيعته وبارّاً حتى بأعدائه والحاقدين عليه.
    الأمين : وكل ما للفظ الأمانة من معنى قد مثل في شخصيته العظيمة فقد كان أمينا على شؤون الدين وأحكامه ، وأميناً على أمور المسلمين وقد حاز هذا اللقب كما حازه جده الرسول الأعظم من قبل ، ونال به ثقة الناس جميعاً.
    الكاظم : وإنما لقّب بذلك لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون لم يبد لأحد آلامه وأشجانه بل قابل ذلك بالشكر لله والثناء عليه ، ويقول ابن الأثير: (إنه عرف بهذا اللقب لصبره ، ودماثة خلقه ، ومقابلته الشر بالإحسان).
    ذو النفس الزكية : وذلك لصفاء ذاته التي لم تتلوّث بمآثم الحياة ولا بأقذار المادة حتى سمت ، وانبتلت عن النظير.
    باب الحوائج : وهذا أكثر ألقابه ذكراً ، وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً ، فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه ، ورجع إلى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الأيام ، وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم ، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول : (ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلا سهّل الله تعالى لي ما أحب) (ظ،).
    وقال الإمام الشافعي : (قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب) (ظ¢).
    لقد كان الإمام موسى في حياته مفزعاً وملجأ لعموم المسلمين وكذلك كان بعد وفاته حصناً منيعاً لمن استجار به (ظ£).

    اغتيال الإمام موسى الكاظم (عليه ‌السلام) :
    لقد عانى الإمام الكاظم (عليه ‌السلام) أقسى ألوان الخطوب والتنكيل ، فتكبيل بالقيود ، وتضييق شديد في التعامل معه ومنعه من الاتصال بالناس ، وأذى مرهق ، وبعد ما صبّ الرشيد عليه جميع أنواع الأذى أقدم على قتله بشكل لم يسبق له نظير محاولاً التخلص من مسؤولية قتله وذهب أكثر المؤرخين والمترجمين للإمام إلى أن الرشيد أوعز إلى السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام (عليه‌ السلام) فاستجابت نفسه الخبيثة لذلك وأقدم على تنفيذ أفظع جريمة في الإسلام فاغتال حفيد النبي العظيم (صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله)‌.
    فعمد السندي إلى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام فأكل منه عشر رطبات فقال له السندي (زد على ذلك) فرمقه الإمام بطرفه وقال له : (حسبك قد بلغت ما تحتاج إليه).
    ولمّا تناول الإمام تلك الرطبات المسمومة تسمّم بدنه وأخذ يعاني آلاماً شديدة وأوجاعاً قاسية ، قد حفت به الشرطة القساة ولازمه السندي بن شاهك الخبيث فكان يسمعه في كل مرة أخشن الكلام وأغلظه ومنع عنه جميع الإسعافات ليعجل له النهاية المحتومة.
    وفي الأثناء استدعى السندي بعض الشخصيات والوجوه المعروفة في قاعة السجن ، وكانوا ثمانين شخصاً كما حدّث بذلك بعض شيوخ العامة ـ حيث يقول : أحضرنا السندي فلما حضرنا انبرى إلينا فقال : انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث ؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه قد فُعل به مكروه ، ويكثرون من ذلك ، وهذا منزله وفراشه موسّع عليه غير مضيّق ، ولم يرد به أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره ، وها هو ذا موسّع عليه في جميع أموره فاسألوه.
    يقول الراوي : ولم يكن لنا همّ سوى مشاهدة الإمام (عليه‌ السلام) ومقابلته فلما دنونا منه لم نر مثله قطّ في فضله ونسكه فانبرى إلينا وقال لنا : (أما ما ذكر من التوسعة ، وما أشبه ذلك ، فهو على ما ذكر، غير أني أُخبركم أيها النفر أني قد سقيت السمّ في تسع تمرات ، وأني أصفر غداً وبعد غد أموت).
    ولمّا سمع السندي ذلك انهارت قواه واضطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة فقد أفسد عليه ما رامه من الحصول على البراءة من المسؤولية في قتله.

    إلى الرفيق الأعلى:
    وبعد أكله للرطب سرى السمّ في جميع أجزاء بدن الإمام (عليه‌ السلام) وقد علم أنّ لقاءه بربّه قد حان فاستدعى السندي . (فلمّا مثل عنده أمره أن يحضر مولى له ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ليتولى غسله ، وسأله السندي أن يأذن له في تكفينه فأبى وقال (عليه ‌السلام) : إنّا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ صرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا ، وعندي كفني .
    وأُحضر له السندي مولاه ، وثقل حال الإمام (عليه ‌السلام) ، وأشرف على النهاية المحتومة ، فأخذ يعاني آلام الموت فاستدعى المسيب بن زهرة فقال له : إني على ما عرّفتك من الرحيل إلى الله عزّ وجلّ فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها ورأيتني قد انتفخت ، واصفرّ لوني واحمرّ واخضرّ وتلوّن ألواناً فاخبر الطاغية بوفاتي .
    قال المسيب : فلم أزل أراقب وعده حتى دعا (عليه ‌السلام) بشربة فشربها ثم استدعاني ، فقال لي :
    يا مسيب ، إنّ هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم أنه يتولى غسلي ودفني . وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً.
    فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ، ولا ترفعوا قبري فوق أربعة أصابع مفرّجات ، ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به فإنّ كل تربة لنا محرمة إلاّ تربة جدّي الحسين بن علي فإنّ الله عز وجل جعلها شفاءً لشيعتنا وأوليائنا.
    قال المسيب : ثم رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به جالساً إلى جانبه ، وكان عهدي بسيدي الرضا (عليه‌ السلام) وهو غلام ، فأردت أن أسأله ، فصاح بي سيدي موسى ، وقال : أليس قد نهيتك ؟
    ثمّ إنّ ذلك الشخص قد غاب عني ، فجئت إلى الإمام وإذا به جثّة هامدة قد فارق الحياة فأنهيت الخبر إلى الرشيد بوفاته).
    لقد لحق الإمام بالرفيق الأعلى وفاضت نفسه الزكية إلى بارئها فاظلمَّت الدنيا لفقده وأشرقت الآخرة بقدومه ، وقد خسر الإسلام والمسلمون ألمع شخصية كانت تذبّ عن كيان الإسلام ، وتنافح عن كلمة التوحيد وتطالب بحقوق المسلمين وتشجب كل اعتداء غادر عليهم .
    فسلام عليك يا بن رسول الله ، يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حياً .
    والمشهور أن وفاة الإمام (عليه‌ السلام) كانت سنة (ظ،ظ¨ظ£هـ) لخمس بقين من شهر رجب وقيل : سنة (ظ،ظ¨ظ¦ هـ) . وكانت وفاته في يوم الجمعة وعمره الشريف كان يوم استشهاده خمساً وخمسين سنة أو أربعاً وخمسين سنة . المصدر / اعلام الهداية ج9.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (ظ،) تأريخ بغداد: ظ، / ظ،ظ£ظ£ طبعة دار الكتب العلمية بيروت.
    (ظ¢) تحفة العالم : ظ¢ / ظ¢ظ*.
    (ظ£) لقد اعتقد أغلب المسلمين أن الله يكشف البلاء ، ويدفع الضر بالالتجاء إلى ضريح الإمام (عليه ‌السلام) ، وقال ابن شهر آشوب في مناقبه : رؤي في بغداد امرأة تهرول فقيل : إلى أين؟ قالت : إلى موسى بن جعفر فإنّه حُبس ابني ، فقال لها حنبلي : إنّه قد مات في الحبس ، فقالت : بحقّ المقتول في الحبس أن تريني القدرة ، فإذا بابنها قد أطلق وأُخذ ابن المستهزئ بجنايته . المناقب : ظ¤ / ظ£ظ*ظ¥.


    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم .




    ..........................................

    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم...

    نعود معكم مجددا ومحورنا الخاص باستشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

    الامام الهمام حليف السجدة الطويلة والمعذب في قعور السجون والطوامير..

    نعزي الامام صاحب الزمان المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف بهذه المصيبة الاليمة

    ونرفع التعازي الى الامة الاسلامية جمعاء والى مراجعنا العظام وجميع المؤمنين والمؤمنات

    بهذا المصاب الجلل الذي زلزل السماوات والارضين...

    نغوص في بحر جوده وكرمه ونعيش مع اهل البيت عليهم السلام هذه المصيبة العظيمة..

    عظم الله اجورنا واجوركم واحسن الله لنا ولكم العزاء...




  • #2


    علي الكناني #


    عضو جديد

    الحالة :
    رقم العضوية : 183680
    تاريخ التسجيل : 05-07-2014
    الجنسية : العراق
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 57
    التقييم : 10




    الامام موسى الكاظم بين المحنة والخلود

    تميزت الفترة التاريخية التي عاصرت إمامة موسى الكاظم (ع) ، والتي امتدت لخمسة وثلاثون سنة ، بأنها شهدت منعطفات كبيرة وخطيرة عاشتها الأمة الإسلامية على المستويين السياسي والعقائدي ، فقد كان الصراع محتدم وعلى أشده داخل الأسرة العباسية من اجل تثبيت دعائم الخلافة لأبناء أبي جعفر المنصور وتنحية الفرع الآخر من الآسرة العباسية المتمثل بعبد الله بن علي وعيسى بن موسى الذي كان ولي عهد المنصور ، وفي الجانب الآخر السعي للقضاء على التهديد الأسرة العلوية المتمثلة بعبد الله ابن الحسن المثنى وأولاده ، الذين كانوا يسعون للإطاحة بالحكم العباسي وإعادته إلى الأسرة العلوية فرع الإمام الحسن (ع) ..


    وقد تمثل هذا التوجه بالثورة التي قادها محمد بن عبد الله الملقب (محمد النفس الزكية) على أبي جعفر المنصور سنة 145 هجرية ومقتله بالحجاز ، وقد عمدت الخلافة العباسية إلى محاولة إبادة نسل العلويين من الوجود كونها تدرك أحقية أهل هذا البيت بالخلافة ، وأن الثورة العباسية على بني أمية قد رفعت شعار الثأر لأهل بيت النبوة مما اكسبهم ود وتعاطف الناس معهم ، وبعد أن تنصلوا عن وعودهم لأهل البيت واتضح للناس زيف ادعائهم عمدوا إلى إزاحة هذا الخطر الذي يهدد وجودهم وسلطانهم ، إضافة إلى وجود صراع خفي داخل أسرة المنصور نفسها تمثل باغتيالات طالت ابنه الخليفة محمد المهدي الذي قتل مسموما ، والخليفة موسى الهادي الذي اغتيل على يد أمه الخيزران بنت عطاء ، والتي أمرت إحدى جواريها بخنقه وهو نائم ، لأنه أراد تحويل ولاية العهد لابنه جعفر وخلع أخيه هارون الرشيد ... في ظل هذه الظروف المضطربة عاش الإمام موسى الكاظم في مدينة جده رسول الله (ص) ، محاولا إبعاد نفسه عن كل ما يحول بينه وبين التصدي لمهمة نشر علوم أهل البيت كونه إمام زمانه، والقيام بصلواته ونسكه .. لكن بالرغم من ذلك فقد بقيت أنظار السلطة العباسية ترنو إليه خوفا من أي تحرك يبديه اتجاه كرسي الخلافة ، كونهم يدركون جيدا انه أحق الناس به .. كما يروي ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية الجزء السابع) ..



    (إن هارون الرشيد حج فلما دخل ليسلم على قبر رسول الله (ص) وكان معه الإمام موسى الكاظم (ع) ، فقال الخليفة السلام عليك يا ابن عم ، فقال الإمام الكاظم السلام عليك يا أبت .. عندها قال هارون الرشيد وهذا هو الفخر يا أبا الحسن ).. ويعتقد ابن كثير إن هذه الحادثة هي السبب التي جعلت الرشيد يضمر العداوة للإمام الكاظم (ع) ويقوم بسجنه ثم قتله .. وقد شكل الإمام هاجسا للخوف لخلفاء بني العباس منذ توليه مهام الإمامة عندما كان في ريعان الشباب ولم يتجاوز عمره العشرين عام ، بعد وفاة أبيه الإمام الصادق (ع) سنة 148 هجرية ، حيث يروى إن أول من سعى إلى سجنه ومحاولة قتله هو الخليفة المهدي ، الذي استدعاه إلى بغداد واجبره على الإقامة فيها ليبقى تحت أنظاره ، وفي رواية أخرى ، حبسه لفترة إلى أن رأى علي بن أبي طالب (ع) في المنام يعاتبه فأطلق سراحه وأعاده إلى المدينة .. ومن يتتبع هذه الإحداث يجد إن إخفاء الإمام الصادق خبر إمامة موسى الكاظم ، إلا على خاصته كانت تنبع من مخاوف حقيقية كان يدركها ويعيها جيدا حول مستقبل ومصير ولده وحفاظا عليه من بطش السلطة العباسية إذا ما علمت بإمامته بعد أبيه .. وقد شكل هذا التكتم نوع من الالتباس عند بعض الشيعة وجهلهم في معرفة من هو الإمام بعد وفاة الصادق (ع) .. وانقسموا إلى عدة فرق كما جاء في كتاب (الملل والنحل ) للشهرستاني ..
    فظهرت فرقة تدعى الإسماعيلية تؤمن بان الإمامة قد انتقلت إلى إسماعيل ابن الإمام الصادق ، وفرقة أخرى سمو بالواقفة والذين توقفت عندهم الإمامة بموت الصادق (ع) .. وهم أتباع عجلان بن ناووس ، وادعوا إن الإمام لم يمت وهو مهدي هذه الأمة .. وفريق آخر عرفوا الافطحية نسبة إلى عبد الله الافطح اكبر ولد الإمام الصادق ، غير إن الإمام الكاظم قد اجتمعت على إمامته وجوه الشيعة ، وهم هشام بن سالم وهشام بن الحكم ومؤمن الطاق محمد بن علي ابن النعمان البجلي ، وهؤلاء هم أعيان وفقهاء الشيعة في زمانهم .. وقد روى الشيخ المفيد في كتابه (الإرشاد) ..



    عن عبد الأعلى بن الفيض قال (قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) .. من لنا بعدك؟ .. قال فدخل أبا إبراهيم موسى الكاظم وهو يومئذ غلام فقال هذا صاحبكم فتمسك به ) وكذلك روى الكليني في كتابه (الكافي) عن صفوان الجمال عن الإمام الصادق قال له منصور بن حازم سائلا (بابي أنت وأمي إن الأنفس ليغدى عليها ويراح فإذا كان ذلك فمن .. فقال الإمام الصادق إذا كان ذلك فهو صاحبكم وضرب بيده على منكب أبي الحسن موسى الكاظم وهو يومها ابن خمس سنين ) .. وقد أحيط الإمام موسى الكاظم برعاية استثنائية من أبيه الإمام الصادق منذ ولادته في الابواء سنة 128 هجرية .. ويذكر عبد الله الشيرازي في كتابه (الإتحاف بحب الأشراف) إن الإمام الصادق قال .. (وددت أن ليس لي ولد غيره لئلا يشركه في حبي احد) .. وكانت أمه من البربر من شمال إفريقيا وهي (حميدة بنت صاعد ) الذي كان من أشراف البربر ، وهي جارية اشتراها الإمام الصادق (ع) وتزوجها وقد قال فيها .. (حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ) .. وكان لهذا النسب الطاهر والنشأة العظيمة في أحضان الإمام الصادق(ع) ، صاحب أول مدرسة للفقه والحديث في الإسلام والتي أقامها في مسجد رسول الله (ص) ، والتي خرجت مئات العلماء والفقهاء والمحدثين ، أن يكون لها الأثر الأكبر في بلورة شخصيته وصقلها ، فنشئ عالما عابدا زاهدا كريما كاظما للغيظ حتى لقب (راهب أهل البيت) .. يقول فيه ابن عنبة صاحب كتاب (عمدة الطالب في انساب أبي طالب) .. (كان اسود اللون عظيم الفعل ،رابط الجأش، واسع العطاء ، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ وحلمه ، وكان يخرج في الليل وفي كمه صرر من دراهم فيعطي من لقيه ومن أراد بره ، وكان يضرب المثل بصرة موسى الكاظم وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة) .. وقال فيه ابن كثير (كان كثير العبادة والمروءة إذا بلغة أحدا انه يؤذيه أرسل له بالذهب والتحف) .. وأما ابن حجر الهيثمي فقال فيه .. (هو وارث أبيه علما ومعرفة وكمالا وفضلا ، سمي بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه وكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله ، وكان اعبد أهل زمانه وأعلمهم واسخاهم) .. وعرف عن الإمام الكاظم (ع) بأنه أول من كتب في الفقه كما يقول محمد يوسف في كتابه (الفقه الإسلامي) .. (نستطيع أن نقول إن أول من كتب في الفقه هو الإمام موسى الكاظمالذي مات سجينا عام 183 هجرية وكان ما كتبه إجابات عن مسائل وجهت إليه تحت اسم الحلال والحرام ) .. .وقد روى عن الإمام جملة من المحدثين والرواة منهم الخطيب البغدادي في كتابه (تاريخ بغداد) ، والعلامة السمعاني في كتابه ( الرسالة القوامية) والثعلبي في (الكشف والبيان) .. وكان الإمام احمد إمام الحنابلة يقول إذا روى عنه (حدثني موسى بن جعفر عن أبيه الصادق عن أبيه الباقر عن أبيه السجاد عن الحسين بن علي عن أبيه عن رسول الله وهذا إسناد لو قرئ على مجنون لأفاق) .. إن سعة العلم هذه وزهده ونسبه الشريف وكرمه وعبادته المنقطعة النظير ، جعلته يشكل خطرا على الخلافة العباسية التي كانت تعيش هاجس السلطة والملك بقول هارون لأبنه المأمون بأن (الملك عقيم ولو نافستني فيه لأخذت الذي فيه عينيك) ..
    كل هذه الأسباب جعلت هارون العباسي يتحين الفرص للنيل من الإمام .. وقد عزا ابن حجر الهيثمي سبب سجنه من قبل الرشيد ، إلى أن الرشيد لما حج سعى به إليه وقيل له .. إن الأموال تحمل إليه من كل جانب فقبض عليه وأنفذه لأمير البصرة عيسى بن جعفر ، ثم كتب والي البصرة يستعفي الرشيد فيه وان لم يرسل لتسليمه أخلا سبيله ، فكتب هارون للسندي بن شاهك بتسلمه وأمره فيه بأمر فجعل له سما في رطب فتوعك ومات بعد ثلاثة أيام .. وفي سجنه بعث الإمام رسالة إلى هارون قال فيها .. (أما بعد انه لم ينقض علي يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء حتى يفضي بنا إلى يوم يخسر فيه المبطلون) .. وقد قضى الإمام (ع) .. في أشهر الروايات ثلاثة عشر سنة في سجن الرشيد ، وعند استشهاده مسموما شهد على جثته أعيان القوم ، وألقيت على جسر بغداد ، كما ذكر أبو فرج الأصفهاني في كتابه (مقاتل الطالبيين) .. (إن الإمام موسى الكاظم (ع) لما توفي مسموما ادخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عدي وغيره ليشهدوا على انه مات حتف انفه دون فعل الرشيد وجلاوزته ، ولما شهدوا بذلك اخرج جثمانه ووضع على جسر بغداد ونودي بوفاته) .. وقد أجمعت الروايات التاريخية على انه توفي في الخامس والعشرون من رجب سنة 183 هجرية ، ودفن في جانب الكرخ من بغداد في مقابر قريش .. إن هذا السفر الخالد من الصبر والزهد والعطاء الذي قدمه الإمام موسى الكاظم (ع) في سبيل الله والإنسانية ، هو الذي يدفع بملايين المحبين الزاحفين إلى مشهده المبارك سيرا على الأقدام لإحياء ذكرى استشهاده وإعلان مظلوميته إلى العالم ، والتي هي عنوان عريض وكبير لكل مضطهديه ومظلوميه على مر العصور والأزمنة ، وان الطامورة الظلماء التي شهدت محنته وغربته ، استحالت إلى صرح خالد عظيم يحج إليه الناس من كل حدب وصوب ليكون شاهدا على سمو ورفعة أهل هذا البيت وعلو شأنهم عند الله تعالى .







    التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 30-03-2019, 03:48 PM.

    تعليق


    • #3

      عضو فضي

      الحالة :
      رقم العضوية : 19506
      تاريخ التسجيل : 11-07-2011
      الجنسية : العراق
      الجنـس : ذكر
      المشاركات : 1,202
      التقييم : 10




      استشهاد راهب بني هاشم الامام الكاظم (عليه السلام)


      استشهاد راهب بني هاشم الامام الكاظم (ع)

      بقلم |مجاهد منعثر منشد

      قتل الهدى غدرا ليحفظ عرشه ...ويذيق راهب ال أحمد بطشه

      واستبدلوا لسمي موسى فرشه ...وضعوا على جسر الرصافة نعشه

      وعليه نادى بالهوان منــــــــــــاد.

      تمر علينا في الايام القادمة ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر 25في رجب من كل عام هجري ..وكتبنا قبل هذا البحث مقالا قد اسميناه سابع الائمة الامام موسى الكاظم بن جعفر (عليهم السلام ) وكان ملخصا عام كبداية للدخول في هذا البحث حيث تتركز هذه الدراسة بشكل خاص عن مقتطفات من حياة الامام (ع) مع اربع حكام جور وظالمين واسباب استشهاد الامام الكاظم (ع) .

      ففي زمن الامام الكاظم (ع) كان حكم فاسد منحرف .وبداية مرحلة الامام لها خصائص متميزة وهي توفر إمكانية انتزاع الحكم من الخلفاء العباسيين من جهة، وخاصية مبادرة أولئك الخلفاء من جهة ثانية – وبسبب خشيتهم من تحقق تلك الإمكانية – إلى توسع نطاق حملات القمع والاضطهاد وضد كافة المسلمين المعارضين لسلطاتهم بوجه عام، وضد المسلمين الشيعة وسائر العلويين من آل بيت الرسول (ص)، وفي مقدمتهم الإمام الكاظم ذاته، بوجه خاص.

      وهناك احداث وتبدلات سياسية وفكرية واجتماعية على صعيد الدولة وأنظمة الحكم وعلى صعيد المجتمع الاسلامي شهدتها المرحلة التاريخية التي ولد وعاش فيها الإمام الكاظم (عليه السلام) .

      ومنها سقوط الحكم الأموي وانتقال السلطة إلى يد العباسيين ..وكان ذلك انعطافا تاريخيا حيث كانت فترة أزمة ناشئة عن تطورات اجتماعية واقتصادية وفكرية تجاوزت الأوضاع القائمة وأورثت قلقا وتخلخلا .


      تزامنت ولادة الامام مع عهد آخر حاكم أموي وهو مروان بن محمد المشهور بالحمار الذي تولى السلطة سنة 127هـ وقتل على يد العباسيين سنة 132هـ. وقد عاش الإمام الكاظم في كنف أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) حوالي عشرين عام .

      وبذلك عاصر الإمام الكاظم (عليه السلام) فضلا عن آخر حاكم أموي، اربعة من الحكام العباسيين وهم، أبو العباس السفاح، ابو جعفر المنصور المهدي، موسى الهادي، هارون الرشيد، وفي زمن المنصور آلت الإمامة الى الإمام الكاظم بنص من أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) سنة 148هـ.

      وظهرت الجماعات المنحرفة الملحدة في زمن العصر العباسي الاول .

      وكان الحكم العباسي يمارس اشد اساليب القمع والاضطهاد والسجون والقتل ضد الشيعة والعلويين من آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي الممارسة التي بلغت احدى ذرواتها الأكثر عنفاً في عهد هارون العباسي 1.

      وكذلك نمو وإتساع الإتجاه المؤيد لآل بيت الرسول داخل المجتمع الاسلامي، وهو الأمر الذي دفع العباسيين في بداية دعوتهم إلى تبني هذا الاتجاه من جهة، وإلى توجيه أعنف حملات القمع والاضطهاد ضده بعد تسلمهم الحكم من جهة أخرى، لشعورهم بخطر هذا الاتجاه وأصبحت مهيئة للانقضاض على هذه السلطة إبان إمامة الإمام الكاظم (ع )2 .

      من هنا بدأت واجبات الامام المعصوم (ع) التي تنص عليها الامامة وكما نعتقد بها الشيعة الإمامية: حفظ الدين وحراسة الاسلام، حماية بيضة الاسلام تحصين الثغور بالعدد، جهاد الكفار، تنفيذ الاحكام،، إقامة الحدود، اختيار الامناء والاكفاء وتقليد الولايات للثقات النصحاء، جباية أموال الفئ والصدقات والخراج وتقدير العطاء، ومشارفة الأمور العامة بنفسه 3 وهو ما يعني الجهاد لاقامة حكومة اسلامية شرعية4.

      - أن الحكم العباسي قد بادر للانتقال إلى صراع حاد ومكشوف، اختار هو ميدانه وأساليب ضد الإمام وشيعته وضد سائر العلويين، ومحاولته جرهم إلى ذلك الميدان.

      - لقد عاصر الإمام الكاظم حكم المنصور لمدة عشر سنوات قبل أن تؤول إليه الإمامة، التي كان منعقدا لواؤها إلى أبيه الإمام الصادق. وقد شهد الإمام الكاظم اندلاع ثورة محمد ذي النفس الزكية 5.

      - في المدينة ونورة ابراهيم بن عبد الله العلوي في البصرة سنة 153هـ اللتين حظيتا بالرعاية السرية دون العلنية من قبل الإمام الصادق (عليه السلام) لقد اختزن الإمام الكاظم هذا الموقف عن أبيه وأدرك دلالاته في أن لحظة الصراع العلني المكشوف مع الحكم العباسي لم تحن بعد، فظل يمارس مسؤلياته بعد أبيه بحذر وحكمة حتى وفاة المنصور 6.

      ويتولى المهدي الحكم خلفاً لأبيه المنصور سنة 158 هـ واتباعه سياسة المهادنة مع الإمام والعلويين في بداية الأمر ثم اعتقاله للإمام الكاظم لفترة قصير وإطلاق سراحه 7.

      - واصل الإمام من جهة موقف المهادنة العلنية مع هذا الحكم وموقف الرعاية السرية للمعارضة الشيعية العلوية .

      أما موسى الهادي الذي تولى الحكم بوصية من أبيه المهدي سنة 159هـ، فقد بدأ حكمه بتشديد حملة القمع والإرهاب والاضطهاد ضد العلويين مما أدى إلى تململهم وإعلان الثورة على حكمه.

      - لم يشأن الإمام الكاظم (عليه السلام) التصادم العلني مع حكم الهادي، مفضلاً تقديم الدعم والرعاية السرية للمعارضة العلوية. لذلك عندما عقد الحسين بن علي حفيد الإمام الحسن (عليه السلام) العز على الثورة ضد حكم الهادي سنة 159هـ (في واقعة فخ) ودعه الإمام الكاظم بالقول (أنت مقتول فأحدّ الضراب فإن القوم فسّاق يظهرون إيماناً ويضمرون نفاقاً وشركاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله احتسبكم من عصبة8 .

      ورغم عدم تصدر الإمام الكاظم (ع) المجابهة وإخفاء دعمه وتأييده لثورة الحسين في واقعة فخ 9.

      فإن الهادي وجه اتهاما مباشرا إليه وأطلق تهديداته بقتله بقوله (والله ما خرج حسين إلا عن أمره ولا أتبع إلا محبته لأنه صاحب الوصية في أهل البيت قتلني الله أن أبقيت عليه10.

      وبعد وفاة الحاكم العباسي الهادي وتولي أخوه هارون الحكم بدأت حقبة جديدة من تاريخ الصراع بين هذا الحكم وبين الإمام الكاظم(عليه السلام) وشيعته، وآل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي الحقبة التي اتسمت بمواصلة هارون بل وحتى تجاوزه لسياسة سلفه المنصور في معاداة الإمام وآل البيت وفي تشديد تسليطه سيف القمع والإرهاب والقتل ضدهم، حيث أعلن هارون العباسي صراحة (والله لاقتلهم –أي العلويين- ولأقتلن شيعتهم 11.

      وقد أعقب ذلك اتخاذه عددا من الإجراءات المعادية منها إبعاد عدد كبير من قادة آل البيت والعلويين من بغداد إلى يثرب، وأمره بهدم مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ومدينة كربلاء وارتكاب مجازر دموية بالقتل الجماعي لعدد من العلويين 12.

      وهناك مواقف صريحه مع هارون الغير رشيد هي :ـ

      عندما احتج الإمام (عليه السلام) على هارون بقوله انه أولى بالنبي العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) من جميع المسلمين فهو أحد أسباطه ووريثه وأنه أحق بالخلافة من غيره وذلك عندما التقيا عند مرقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد دفع ذلك هارون إلى الأمر باعتقال الإمام (ع) وزجّه في السجن 13.

      جواب الإمام الكاظم على طلب هارون تعين حدود فدك المغصوبة ليرجعها الى بني فاطمة (ع) فحددها برقعة الاسلام كله بقوله، هذه هي الحدود التي هي لنا وقد غصبت منا .14.

      ادانة لعدم شرعية الحكم العباسي، وحق آل البيت والإمام الكاظم والإمامة والخلافة.

      إجابة الإمام الكاظم عندما دخل على دار خارون وسأله ما هذه الدار؟ بقوله (هذه دار الفاسقين) ثم أعقب ذلك بتلاوة الاية الكريمة(الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار)15.

      تحذيرة كذلك لزياد بن أبي سلمة التلبس بأي وظيفة من وظائف حكومة هارون بقوله (يا زياد، لأن اسقط من شاهق فانقطع قطعة قطعة أحب إلي من أن أتولى لهم عملاً أو أطأ بساط رجل منهم 16.

      غير أن هذا التحريم والتحذير من العمل مع حكومة هارون ، لم يجر التغاضي عنه إلا في بعض الحالات التي يستثنيها الإمام بالذات للمصلحة، مثل حالة عمل علي بن يقطين كوزير في حكومة هارون 17.

      وتواصلا مع موقفه في تصعيد مقاومته لحكم هارون وتحديه أرسل الإمام الكاظم برسالة إلى هارون من السجن عير فيها عن سخطه البالغ عليه، وذكره فيها بعدم شرعيته وبمصيره، وقال فيها انه لن ينقضي عليَّ يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم الرخاء حتى نمضي معا إلى يوم ليس فيه انقضاء ولا يخسر فيه إلا المبطلون18.

      لقد ورث الإمام الكاظم عن جده الإمام الباقر، الذي تولى الإمامة في ظل سيطرة الأمويين على الحكم، تجربة تنظيمية غنية لمواجهة حكام الجور اللاشرعيين

      وهي تجربة لا بد أن يكون الإمام الكاظم قد استحضرها لمواجهة حكم هارون حيث أصبحت الحاجة لذلك شاخصة إمامة ذلك لان الثورة العباسية التي أثرت على حركات الشيعة لقنت جميع الأحزاب الاسلامية درساً بليغاً فيه أن التحرك ينبغي ان يعتمد على الخطط الطويلة الأمد والواضحة الأهداف، وان النشاط الدعوي ينبغي أن يكثف في المناطق النائية من مركز السلطة الرسمية لتبعد الشبهات عن رجالها.

      وبالفعل، فقد أسست الشيعة، في العصرين الأموي والعباسي أحزاباً سرية شكلت خلايا ومنظمات يرأس كل منها الداعي قامت بالدعاية السرية وقاومت الحكومات اللاشرعية، واحتفظت بسجلات تحتوي على أسماء الدعاة، وكان من بينها سجلات خاصة بأسماء الشيعة عند بعض أصحاب الأئمة، كما كانت الأحزاب تلجأ أحيانا، إلى المناظرات والكتابة على الجدران لاطلاع الناس على مواقفها، كما تلجأ اإلى السرية والكتمان والتقية 21.

      ، ومهما كانت أشكال علاقة الإمام الكاظم بالأحزاب الشيعية في عصره وموقفه منها، سواء كانت بالتوجيه والإشراف المباشر أو الرعاية والإرشاد، فانه كان يقوم من جهة بتكليف جماعة من تلاميذه وأصحابه للقيام بدور وكلاء له في بعض المناطق الاسلامية وأرجع إليهم شيعته لأخذ الأحكام الدينية منهم، كما وكلهم أيضاً في قبض الحقوق الشرعية، وأذن لهم بصرفها على مستحقيها،. وفضلاً عن ذلك فإن بعض الأقاليم الاسلامية التي كانت تدين بالإمامة، تقوم بإرسال مبعوث خاص عنها إلى الإمام حينما كان في السجن فيزودون بالفتاوى والإجابات على رسائلهم كما كان يتصل بالإمام أيضاً في سجنه بالبصرة عدد من العلماء والرواة بطرق خفية وتستر شديد عن أعين السلطة 22.

      زمن حكم ابو جعفر المنصور الدوانيقى

      دامت فترةَ تَوَلِّي الامامِ الكاظم الامامةَ في عهدِ المنصـور نحوَ عشر سنوات ولاتوجد أي رواية يذكرها المؤرخون بأنه قد سجنالامام .ولكن كان تحت الرقابة ومتابعة العيون وأجهزة التجسّس ، حتّى مات المنصور في الثالث من ذي الحجّة سنة 158 هـ .

      هذه الشخصية كانت مشهوره بالبخل حتى لقب بالدوانيقى، و مشهور بالخيانة و اللئم و عدم الوفاء حتى عند ابرز مظاهر شخصية الغدر و الفتك حتى بالقرب المقربين اليه، و كان المنصور بنى الاسطوانات الدائرية على شيعة اهل البيت و هم احياء فعرف بحقده للشيعه.

      و هو الملك الثانى للدولة العباسية بعد اخيه، ابا العباس السفاح، و كان المنصور السبب الاول لسم الامام الصادق (ع) و استشهاده ..

      وكانت معاناة العلويون من اشد واكبر المعاناة في زمنه .

      . وكان أبو جعفر المنصور قد صادرَ أموالَ العلويين وأدخلَهُمُ السجونَ والمحابِسَ . وتَفَنَّنَ في أساليبِ القتل . و يُثقِلُهُم بالضّربِ والحديدِ حتّى يَنهكَهُم فيموتوا .

      وكانت حركة الامام الكاظم (ع) في فترة حكم المنصور تعليم الناس واظهار المعجزات

      التي لا تتعارض مع هذه الفترة وتنسجم مع ظروفها باسلوب علاجي لبعض الظواهر الانحرافية لتأسيس ثوابت مستقبلية .

      وكان الامام (ع) لابد ان يجعل الناس تميز بين الحق والباطل حيث ابرز مايتميز به عن غيره من الادعياء وزعماء الفرق والطوائف الضالّة في زمانه ..وذلك في إبرازه للقدرات الغيبية .



      تعليق


      • #4

        عضو متميز

        الحالة :
        رقم العضوية : 176976
        تاريخ التسجيل : 13-05-2014
        الجنسية : العراق
        الجنـس : ذكر
        المشاركات : 512
        التقييم : 10




        صفات ومناقب وفضائل الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)


        معجـزاته ودلالاتـه
        دلالاتــه
        محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطيّ، عن هشام بن سالم قال: كنّا بالمدينة ـ بعد وفاة أبي عبدالله ـ أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق، والناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر، فدخلنا عليه فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال: في مائتي درهم خمسة دراهم. قلنا: ففي مائة؟ فقال: درهمان ونصف. قال: فخرجنا ضلاّلاً، ما ندري إلى أين نتوجه وإلى من نقصد، نقول: إلى المرجئة، إلى القدريّة، إلى المعتزلة، إلى الخوارج، إلى الزيديّة؟ فنحن كذلك إذ رأيت شيخاً لا أعرفه يومئ إليّ بيده، فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر المنصور، وذلك أنّه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر بن محمد عليهم السلام الناس، فيؤخذ فتضرب عنقه، فخفت أن يكون منهم، فقلت للأحول: تنحّ، فإنّي خائف على نفسي وعليك، وإنّما يريدني ليس يريدك. فتنحّى عنّي بعيداً.
        وأتبعت الشيخ، وذلك أنّي ظننت لا أقدر على التخلّص منه، فما زلت أتبعه حتّى ورد على باب أبي الحسن موسى ثمّ خلاّني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: أدخل رحمك الله، فدخلت فإذا أبوالحسن موسى ، فقال لي ابتداءً منه: «إليّ لا إلى المرجئة، ولا إلى القدريّة، ولا إلى المعتزلة، ولا إلى الخوارج، ولا إلى الزيديّة».فقلت: جعلت فداك، مضى أبوك؟ قال: «نعم». قلت: مضى موتاً؟ قال: «نعم».قلت: فمن لنا بعده؟ قال: «إن شاء الله أن يهديك هداك». قلت: جعلت فداك، إنّ عبدالله أخاك يزعم أنه إمام من بعد أبيه.فقال: «عبدالله يريد أن لا يُعبد الله». قلت: جعلت فداك، فمن لنا بعده؟ قال: «إن شاء الله أن يهديك هداك». قلت: جعلت فداك، فأنت هو؟قال: «لا، ما أقول ذلك». قال: فقلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، ثمّ قلت له: جعلت فداك عليك إمامٌ؟ قال: «لا». قال: فدخلني شيء لا يعلمه إلاّ الله تعالى إعظاماً له وهيبة، ثمّ قلت: جعلت فداك، أسألك كما كنت أسأل أباك؟ قال: «سل تخبر ولا تذع، فإن أذعت فهو الذبح». قال: فسألته فإذا بحر لا ينزف قلت: جعلت فداك، شيعة أبيك ضُلاّل فألقي إليهم هذا الأمر وأدعوهم إليك؟ فقد أخذت عليّ الكتمان. قال: «من آنست منه رشداً فألق إليه وخذ عليه الكتمان، فإن أذاع فهو الذبح» وأشار بيده إلى حلقه.
        قال: فخرجت من عنده ولقيت أبا جعفر الأحول فقال لي: ما وراءك؟ قلت: الهدى، وحدّثته بالقصّة، ثمّ لقينا زرارة بن أعين وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه، ثمّ لقينا الناس أفواجاً، فكلّ من دخل عليه قطع عليه، إلاّ طائفة عمّار الساباطي، وبقي عبدالله، لايدخل عليه إلاّ القليل من الناس (الكافي1: 285|7،وكذا في:رجال الكشي2: 565|502، إرشاد المفيد2: 221،الثاقب في المناقب:437|373،الخرائج والجرائح1: 331|23، ودون ذيله في المناقب لابن شهرآشوب4: 290).
        وعنه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الرافعي قال: كان لي ابن عمّ يقال له: الحسن بن عبدالله، وكان زاهداً، وكان من أعبد أهل زمانه، وكان السلطان يتّقيه لجدّه في: الدين واجتهاده، فدخل يوماً المسجد وفيه أبوالحسن موسى ، قال: فأومأ إليه فأتاه فقال له: «يا أبا علي، ما أحب إلي ما أنت فيه وأسرني به، إلا أنّه ليس لك معرفة، فاطلب المعرفة». فقال له: جعلت فداك، وما المعرفة؟ قال: «اذهب تفقّه واطلب الحديث».قال: عمّن؟ قال: «عن فقهاء أهل المدينة، ثمّ اعرض عليّ الحديث».
        قال: فذهب وكتب ثمّ جاء فقرأه عليه، فأسقطه كلّه ثمّ قال له: «اذهب فاعرف» وكان الرجل معنيّاً بدينه. ئقال: فلم يزل يترصّد أبا الحسن حتّى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق، فقال له: جعلت فداك، إنّي أحتجّ عليك بين يدي الله عزّ وجلّ، فدلّني على ما تجب عليّ معرفته. فأخبره بأمر أمير المؤمنين وحقّه، وأمر الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد عليهم السلام، ثمّ سكت فقال له: جعلت فداك، فمن الإمام اليوم؟ قال: «إن أخبرتك تقبل؟» قال: نعم. قال: «أنا هو». قال: فشيء أستدلّ به؟ قال: «اذهب إلى تلك الشجرة ـ وأشار إلى بعض شجر اُمّ غيلان(أُم غيلان:شجر السَّمُر.«القاموس المحيط4: 27») ـ فقل لها: يقول لك موسى بن جعفر: أقبلي». قال: فأتيتها فرأيتها والله تخدّ الاَرض(تخد الأرض: تشقها.«الصحاح ـ خدد ـ2: 468»)خداً حتّى وقفت بين يديه ثمّ أشار [إليها] بالرجوع فرجعت. قال: فأقّر به ولزم الصمت والعبادة، فكان لا يراه أحدٌ يتكلّم بعد ذلك(الكافي1: 286|8،وكذا في:بصائر الدرجات:274|6، إرشاد المفيد2: 223، الخرائج والجرائح2: 650|2،الثاقب في المناقب:455|383،كشف الغمة2: 223).
        معجـزاتـه
        وروى عبدالله بن إدريس، عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثياباً أكرمه بها، وكان في جملتها درّاعة خزّ سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب، وتقّدم عليّ بن يقطين بحمل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى ، وأضاف إليها مالاً كان أعدّه على رسم له في ما يحمله إليه من خمس ماله، فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن قبل المال والثياب وردّ الدرّاعة على يد غير الرسول إلى علي بن يقطين وكتب إليه: «احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه» فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه ولم يدر ما سبب ذلك، فاحتفظ بالدرّاعة. فلمّا كان بعد أيّام تغّير ابن يقطين على غلام له كان يختصّ به فصرفه عن خدمته، فسعى به إلى الرشيد وقال: إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة، وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا. فاستشاط الرشيد غضباً وقال: لأكشفنّ عن هذه الحال، وأمر بإحضار علي بن يقطين فلمّا مثل بين يديه قال: ما فعلت بتلك الدّراعة التي كسوتك بها؟ قال: هي يا أمير المؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب، وقد احتفظت بها، وكلّما أصبحت فتحت السفط ونظرت إليها تبركاً بها وأقبّلها وأردّها إلى موضعها، وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك، فقال: ائت بها الساعة، قال: نعم. وأنفذ بعض خدمه فقال: امض إلى البيت الفلاني وافتح الصندوق الفلاني وجئني بالسفط الذي فيه بختمه، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوماً ووضع بين يدي الرشيد، ففكّ ختمه ونظر إلى الدرّاعة مطويّة مدفونة بالطيب، فسكن غضب الرشيد وقال: أرددها إلى مكانها وانصرف راشداً، فلن أُصدق عليك بعدها ساعياً، وأمر له بجائزة سنيّة، وأمر بضرب الساعي ألف سوط، فضرب نحو خمسمائة سوط فمات في ذلك(إرشاد المفيد2: 225، وباختصار في الخرائج والجرائح1: 334|25،والمناقب لابن شهرآشوب4: 289،ونحوه في دلائل الإمامة:158،والفصول المهمة236).

        وروى محمد بن إسماعيل، عن محمد بن الفضل قال: اختلفت الراية بين أصحابنا في مسح الوضوء، أهو من الأصابع إلى الكعبين؟ أم من الكعبين إلى الاَصابع؟ فكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى : جعلت فداك، إنّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين، فإن رأيت أن تكتب بخطّك إلي ما يكون عملي عليه فعلت إن شاء الله.
        فكتب إليه أبو الحسن : «فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء، والذي آمرك به ذلك أن تتمضمض ثلاثاً، وتستنشق ثلاثاً، وتغسل وجهك ثلاثاً، وتخلّل لحيتك وتغسل يدك من أصابعك إلى المرفقين، وتمسح رأسك كلّه، وتسمح ظاهر أذنيك وباطنهما، وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً، ولا تخالف ذلك إلى غيره». فلمّا وصل الكتاب إلى علي بن يقطين تعجّب ممّا رسم له فيه ممّا جميع العصابة على خلافه، ثمّ قال: مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره، فكان يعمل في وضوئه على هذه. قال: وسعي بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقيل له: إنّه رافضي مخالفٌ لك، فقال الرشيد لبعض خاصّته: قد كثر القول عندي في علي بن يقطين وميله إلى الرفض، وقد امتحنته مراراً فما ظهرت منه على ما يقرف
        (القرف:الاتهام.«الصحاح ـ قرف ـ4: 1415») به، فقيل له: إنّ الرافضة تخالف [الجماعة] (أثبتناه من الإرشاد) في الوضوء فتخفّفه، ولا تغسل الرجلين، فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه. فتركه مدّة وناطه بشيء من شغله في الدار حتّى دخل وقت الصلاة، وكان عليّ يخلو في حجرة من الدار لوضوئه وصلاته، فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو، فدعا بالماء فتوضّأ على ما أمره الإمام، فلم يملك الرشيد نفسه حتّى أشرف عليه بحيث يراه ثمّ ناداه: كذب يا علي بن يقطين من زعم أنّك من الرّافضة. وصلحت حاله عنده. وورد كتاب أبي الحسن : «ابتدئ من الآن يا عليّ بن يقطين توضّأ كما أمرك الله: اغسل وجهك مرّة فريضة وأُخرى إسباغاً، واغسل يديك من المرفقين كذلك، وامسح بمقدّم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك، فقد زال ما كنت أخافه عليك، والسلام»(إرشاد المفيد2: 227،الخرائج والجرائح1: 335|26، المناقب لا بن شهرآشوب4: 288، الثاقب في المناقب:451|380،كشف الغمة2: 225).
        وروى أحمد بن مهران، عن محمد بن عليّ، عن أبي بصير قال: قلت لأبي الحسن موسى : جعلت فداك بم يعرف الإمام؟ قال: «بخصال: أمّا أولاهنّ: فإنّه بشيء قد تقدّم فيه من أبيه وإشارته إليه لتكن حجّة، ويسأل فيجيب، وإذا سكت عنه ابتدأ، ويخبر بما في غد، ويكلّم الناس بكلّ لسان» ثمّ قال: «يا أبا محمد، أعطيك علامة قبل أن تقوم» فلم ألبث أن دخل عليه رجلٌ من أهل خراسان، فكلّمه الخراساني بالعربيّة فأجابه أبو الحسن بالفارسيّة، فقال له الخراساني: والله ما منعني أن أكلمك بالفارسيّة إلاّ أنّني ظننت أنّك لا تحسنها. فقال: «سبحان الله، إذا كنت لا أحسن أن أجيبك فما فضلي عليك فيما أستحقّ [به] الإمامة». ثمّ قال: «يا أبا محمد، إنّ الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس، ولا منطق الطير، ولا كلام شيء فيه روح»(قرب الإسناد:146،الكافي1: 225|7،إرشاد المفيد2: 224،المناقب لابن شهرآشوب4: 299،وباختلاف يسير في:دلائل الإمامة:169).
        وروى الحسن بن علي بن أبي عثمان(الحسن بن علي بن أبي عثمان،الملقب أبو محمد سجادة، قمي،ضعّفه أصحابنا واتهموه بالغلو وفساد العقيدة.أنظر:رجال الطوسي:أصحاب الإمام الجواد (11)،رجال النجاشي:61|141،رجال الكشي2: 841|1083، الخلاصة:212|4،نقد الرجال:89|91)، عن إسحاق بن عمّار قال: كنت عند أبي الحسن ودخل عليه رجلٌ فقال له أبو الحسن: «يا فلان أنت تموت إلى شهر». قال: فأضمرت في نفسي كأنّه يعلم آجال الشيعة، قال: فقال لي: «يا إسحاق، ما تنكرون من ذلك، قد كان رشيد الهجري مستضعفاً وكان يعلم علم المنايا والإمام أولى بذلك منه». ثمّ قال: «يا إسحاق، تموت إلى سنتين ويشتّت مالك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاساً شديداً». قال: فكان كما قال(نحوه في:بصائر الدرجات285|13،الكافي1: 404|7،الخرائج والجرائح1: 310|3،المناقب لابن شهرآشوب4: 287،دلائل الإمامة:160،الثاقب في المناقب:434|366).
        وروى محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا، عن أبي خالد الزبالي قال: ورد علينا أبو الحسن موسى ، وقد حمله المهديّ، فلمّا خرج ودّعته وبكيت، فقال لي: «ما يبكيك، يا أبا خالد؟» فقلت: جعلت فداك، قد حملك هؤلاء ولا أدري ما يحدث. فقال: «أمّا في هذه المرة فلا خوف علي منهم، وأنا عندك يوم كذا في شهر كذا في ساعة كذا، فانتظرني عند أوّل ميل» ومضى. قال: فلمّا أن كان في اليوم الذي وصفه لي خرجت إلى أوّل ميل فجلست أنتظره حتّى اصفرّت الشمس، وخفت أن يكون قد تأخّر عن الوقت فقمت انصرف، فإذا أنا بسواد قد أقبل ومناد ينادي من خلفي، فأتيته فإذا هو أبو الحسن على بغلة له فقال لي: «إيهاً يا أبا خالد». فقلت: لبيّك يا ابن رسول الله، الحمد لله الذي خلّصك من أيديهم. فقال لي: «يا أبا خالد، أمّا أن لي إليهم عودة لا أتخلّص من أيديهم»(قرب الإسناد:146،الكافي1: 398|3،إثبات الوصية:165، الخرائج والجرائح1: 315،المناقب لابن شهرآشوب4: 287،دلائل الإمامة:168،الثاقب في المناقب:200،الفصول المهمة:234).
        منـاقبه وفضـائله
        صـفاتـه
        قد اشتهر في الناس أنّ أبا الحسن موسى كان أجلّ ولد الصادق شأناً، وأعلاهم في الدين مكاناً، وأسخاهم بناناً، وأفصحهم لساناً، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم وأكرمهم.
        عبـادتـه
        وروي: أنّه كان يصّلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس، ثمّ يخرّ ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتّى يقرب زوال الشمس، وكان يقول، في سجوده : «قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز من عندك».
        وكان من دعائه : «اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب».
        وكان يبكي من خشية الله حتّى تخضل لحيته بالدموع.
        إنفاقـه
        وكان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم في اللّيل العين (العين:الذهب والدنانير.«الصحاح ـ عين ـ 6: 2170»)والوَرِق(الوَرِق:الفضة والدراهم.«الصحاح ـ ورق ـ4: 1564») وغير ذلك، فيوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أي وجه هو(إرشاد المفيد2: 231،كشف الغمة2: 228،ودون صدر الرواية في:المناقب لابن شهرآشوب4: 318،ونحوه في:تاريخ بغداد13: 27،وفيات الأعيان5: 308، سير أعلام النبلاء6: 271،الفصول المهمة:237).
        حـلمـه
        وروى الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلويّ، عن جدّه بإسناده قال: إنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطّاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى ويشتم عليّاً ، فقال له بعض حاشيته: دعنا نقتل هذا الرجل، فنهاهم عنه أشدّ النهي، وسأل عن العمري فقيل: إنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة. فركب إليه، فوجده في مزرعة [ له ] فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمري: لا توطئ زرعنا، فتوطّأه أبو الحسن بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه، وقال له: «كم غرمت في زرعك هذا؟». فقال: مائة دينار. قال: «وكم ترجو أن تصيب؟» قال: لست أعلم الغيب. قال: «إنّما قلت لك: كم ترجو». فقال: «أرجو أن يجيئني فيه مائتا دينار». قال : فأخرج له أبو الحسن صرّة فيها ثلاثمائة دينار، وقال: «هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو». فقام العمري فقبّل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطة، فتبسّم أبو الحسن موسى وانصرف، ثمّ راح إلى المسجد فوجد العمري جالساً فلمّا نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته. قال: فوثب إليه أصحابه فقالوا له: ما قصّتك؟ فقد كنت تقول غير هذا!! قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لأَبي الحسن ، فخاصموه وخاصمهم. فلمّا رجع أبو الحسن إلى داره قال لمن سألوه قتل العمرىّ: «أيّما كان خيراً ما أردت أو ما أردتم؟»(إرشاد المفيد2: 233،المناقب لابن شهرآشوب4: 319،دلائل الإمامة:150،كشف الغمة2: 228،مقاتل الطالبيين:499، تاريخ بغداد13: 28،سير أعلام النبلاء6: 271) وذكرت الرواة: أنّه كان يصل بالمائتي دينار إلى ثلاثمائة دينار، وكانت صرار موسى مثلاً(إرشاد المفيد2: 234،المناقب لابن شهرآشوب4: 318،كشف الغمة2: 229،مقاتل الطالبيين:499،تاريخ بغداد13: 28،وفيات الأَعيان5: 308،سير أعلام النبلاَء6: 271).
        عـلمــه
        وذكروا : أنّ الرشيد لما خرج إلى الحجّ وقرب من المدينة استقبله وجوه أهلها يقدمهم موسى بن جعفر على بغلة، فقال له الربيع: ما هذه الدابّة التي تلقّيت عليها أمير المؤمنين، وأنت إن طلبت عليها لم تدرك وإن طلبت لم تفت؟ فقال : «إنّها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلّة العير، وخير الأمور أوسطها»(إرشاد المفيد2: 234،روضة الواعظين:215،المناقب لابن شهرآشوب4: 320،كشف الغمة2: 229،وباختلاف يسير في:أعلام الدين:306،مقاتل الطالبيين:500).
        قالوا: ولمّا دخل هارون المدينة وزار النبيّ صّلى الله عليه وآله وسلّم قال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا ابن عمّ، مفتخراً بذلك على غيره. فتقدّم أبو الحسن وقال: «السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبه» فتغيّر وجه الرشيد وتبيّن فيه الغضب(إرشاد المفيد2: 234،كنز الفوائد1: 356،المناقب لابن شهرآشوب4: 320،كشف الغمة2: 229، تاريخ بغداد13: 31،تذكرة الخواص:314،كفاية الطالب:457،وفيات الأَعيان5: 309،سير أعلام النبلاء6: 273،البداية والنهاية5: 183).
        وروى الشريف الأَجلّ المرتضى ـ قدس الله روح ـ عن أبي عبيدالله المرزبانيّ، مرفوعاً إلى أيّوب بن الحسين الهاشميّ قال: كان نفيع رجلاً من الأَنصار حضر باب الرشيد ـ وكان عريضاً ـ وحضر معه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وحضر موسى بن جعفر على حمار له، فتلّقاه الحاجب بالبشر والإِكرام، وأعظمه من كان هناك، وعجّل له الإِذن، فقال نفيع لعبد العزيز: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم، يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما لئن خرج لأسوءنّه ، قال له عبدالعزيز: لا تفعل، فإن هؤلاء أهل بيت قلّ من تعرّض لهم في خطاب إلاّ وسموه في الجواب سمه يبقى عارها عليه مدى الدهر. قال: وخرج موسى فقام إليه نفيع الأَنصاري فأخذا بلجام حماره، ثمّ قال: من أنت؟ فقال: «يا هذا، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله ابن اسماعيل ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله عزّ وجلّ على المسلمين وعليك ـ إن كنت منهم ـ الحجّ إليه، وإن كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتّى قالوا: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمر الله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة بقول: (اللهم صلّ على محمد وآل محمد) فنحن آل محمد، خلّ عن الحمار». فخلّى عنه ويده ترعد، وانصرف بخزي، فقال له عبدالعزيز: ألم أقل لك؟!(أمالي المرتضى1: 274،المناقب لابن شهرآشوب4: 316،أعلام الدين:305،دلائل الإمامة:156).
        وروى أبو زيد قال: أخبرنا عبدالحميد قال: سأل محمد بن الحسن أبا الحسن موسى بمحضر من الرشيد ـ وهم بمكّة ـ فقال له: هل يجوز للمحرم أن يظلّل على نفسه ومحمله؟ فقال: «لا يجوز له ذلك مع الاختيار». فقال محمد بن الحسن : أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختاراً؟ قال: «نعم». فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك، فقال له أبو الحسن : «أتعجب من سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتستهزىَ بها!! إنّ رسول الله كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم، إنّ أحكام الله تعالى يا محمد لا تقاس، فمن قاس بعضها على بعض فقد ضلّ عن سواء السبيل. فسكت محمد بن الحسن ولم يجر جواباً(إرشاد المفيد2: 235،روضة الواعظين:216،المناقب لابن شهرآشوب4: 314،كشف الغمة2: 230).
        حفظـه لكتـاب الله
        وكان أحفظ الناس بكتاب الله تعالى وأحسنهم صوتاً به، وكان إذا قرأ يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته، وكان الناس بالمدينة يسمّونه زين المتهجّدين(إرشاد المفيد2: 235،روضة الواعظين:216،المناقب لابن شهرآشوب4: 318،كشف الغمة2: 230).
        فـي شـأن أمّـه
        ومن باهر خصائصه ما وردت به الآثار في شأن أمه، وذلك ما أخبرني به المفيد عبدالجبّار بن علي الرازي رحمه الله، إجازة، قال: أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي علي أحمد بن جعفر البزوفريّ، عن حميد بن زياد، عن العبّاس بن عبيدالله ابن أحمد الدهقان، عن إبراهيم بن صالح الأَنماطي، عن محمد بن الفضل وزياد بن النعمان وسيف بن عميرة، عن هشام بن أحمر قال: أرسل إليّ أبو عبدالله في يوم شديد الحرّ، فقال لي: «اذهب إلى فلان الأفريقي فاعترض جارية عنده من حالها كذا وكذا، ومن صفتها كذا». فأتيت الرجل فاعترضت ما عنده، فلم أر ما وصف لي، فرجعت إليه فأخبرته فقال: «عد إليه فإنّها عنده». فرجعت إلى الأفريقي، فحلف لي ما عنده شيء إلاّ وقد عرضه علي، ثمّ قال: عندي وصيفة مريضة محلوقة الرأس ليس ممّا يعترض، فقلت له: اعرضها علي، فجاء بها متوكّئة على جاريتين تخطّ برجليها الأَرض، فأرانيها فعرفت الصفة، فقلت: بكم هي؟ فقال لي: اذهب بها إليه فيحكم فيها، ثم قال لي: قد والله أردتها منذ ملكتها فما قدرت عليها، ولقد أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنّه لم يصل إليها، وحلفت الجارية أنّها نظرت إلى القمر وقع في حجرها. فأخبرت أبا عبدالله بمقالتها، فأعطاني مائتي دينار فذهبت بها إليه فقال الرجل: هي حرّة لوجه الله تعلى إن لم يكن بعث إليّ بشرائها من المغرب. فأخبرت أبا عبدالله بمقالته، فقال أبو عبدالله : «يا ابن أحمر أما أنّها تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب»(أمالي الطوسي2: 331،ونحوه في:دلائل الإمامة:148).
        وقدروى الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب (الإِرشاد) مثل هذا الخبر مسنداً إلى هشام بن الأَحمر أيضاً، إلاّ أنّ فيه: إن أبا الحسن موسى أمره ببيع هذه الجارية، وإنّها كانت أمّ الرضا (إرشاد المفيد2: 254،وكذا في: الكافي1: 406|1،عيون أخبار الرضا1: 17|4،الاختصاص:197،إثبات الوصية:170،كشف الغمة2: 244و272،دلائل الإمامة:175).
        الكـاظـم
        وسمّي بالكاظم لما كظمه من الغيظ، وتصبّره على ما فعله الظالمون به، حتّى مضى قتيلاً في حبسهم(إرشاد المفيد2: 235،المناقب لابن شهرآشوب4: 235).




        تعليق


        • #5

          عضو نشيط
          الحالة :
          رقم العضوية : 88711
          تاريخ التسجيل : 25-12-2012
          الجنسية : العراق
          الجنـس : ذكر
          المشاركات : 103
          التقييم : 10




          اسد بغداد ملهم الثائرين


          ان الشرارة الاولى لانطلاق الانتفاضة الشعبانية المباركة كانت في الخامس والعشرين من رجب في ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم(عليه السلام) وعند ضريحه المقدس ، اي قبلها بعشرين يوم . وانقل للتاريخ ما حصل توجهت لزيارة الامام الكاظم (ع) من منطقة سكناي مشيا وعند دخولي للصحن الشريف لم الاحظ مايلفت النظر بل كان الزوار اقل عددا من بقية السنين وذلك لشحة الوقود في تلك الفترة فكان على الزائر ان ياتي ويرجع ماشيا ولكني تفاجئت عند دخولي الحضرة المقدسة بهتافات لمجموعة من الشباب يرددونها مع اللطم حول الضريح المقدس فلم تصدق عيني وكاني في حلم هل ان الاوان لتلك الجذوة التي تاهت بين الرمال ان تصطلي من جديد لتشعل نار الحرية . فانضممت اليهم واخذ عددنا يزداد حتى ان الحضرة لم تسعنا فخرجنا الى الرواق ومنه الى الصحن ومن ابرز الهتافات كان (هذا موسى وين هارون وسجونة) معرضين بالنظام والكل كن يهتف ويلطم بحماس منقطع النظير وكنت الاحظ ان افراد الامن منتشرين بيننا وشاهرين اسلحتهم ولكنهم لم يتجرؤوا على ان يمسوا اي احد او يتكلموا معه بل كان الهلع مسيطرا عليهم وباديا على وجوههم الشاحبة وبعد ذلك توجهة المتظاهرين الى باب القبلة الوحيد الذي بقى مفتوحا لتخرج الى الشارع وعند الباب فوجؤا بقوات توجه اليهم السلاح مع التهئ التام للرمي طالبين منهم الرجوع وبقي الوضع هكذا حتى صلاة الظهر فصليت وخرجت باعجوبه وبعدها علمت ان المنظمين لتلك المظاهرة اعدموا رميا بالرصاص في نفس اليوم رحمة الله عليهم .



          تعليق


          • #6

            مشرف الساحة الادبية
            الحالة :
            رقم العضوية : 5189
            تاريخ التسجيل : 20-09-2010
            المشاركات : 2,712
            التقييم : 10




            ساعي البريد/ الامام الكاظم (ع) في مواجهة السلطة العباسية ـ علي العقيلي









            عندما نستذكر هذا الإمام العظيم، فإنَّنا نجد هناك خصوصيّة في حياته لم تكن لأيِّ إمامٍ من أئمة أهل البيت(ع) الذين يلتقون جميعاً في أنَّهم عاشوا الاضطهاد في حياتهم من قِبَل الخلفاء الذين كانوا يضيّقون على حركة الأمّة الإسلاميّة، وهذه الخصوصيّة تنحصر في تضييق السلطة العباسيّة على حركته بشكل فوق العادة، وانتقاله من سجن إلى سجن، وهذا ما سنتعرّض له في مطاوي البحث إن شاء الله..

            عاش الإمام الكاظم(ع) في عهد هارون الرشيد الذي امتدّت سلطته إلى أبعد مدىً من مواقع البلاد الإسلاميّة، وكان هذا الرجل معروفاً بسلطته الظالمة التي كان يتجاوز بها حدود الله، وكان معروفاً أيضاً بابتذاله ولهوه فيما كان يعيشه من أجواء اللهو والفسوق التي لا تناسب إنساناً مسلماً، فكيف يمكن أن تتناسب مع شخص يجلس في مركز خلافة المسلمين؟

            وكان هارون الرشيد يعرف القيمة التي اختزنتها قلوب المسلمين في محبته، ويعرف مدى امتداداته الشعبيّة، وكان يعرف أيضاً أنَّ الناس كانت تحمل إليه الأموال مما هو واجبٌ عليها من الحقوق الشرعيّة.. وبهذا أدرك أنَّ الكثيرين من الناس كانوا يعتقدون بأنَّه الإمام الشرعيّ الذي يجب على الأمة أن تمتثل أوامره ونواهيه وطاعته، كان يعرف ذلك كلَّه من خلال رصده لحركة الإمام(ع).. وقد كان يشعر بأنَّ الناس إنما تنجذب إليه كحاكم من خلال سلطته وقهره وقوّته، بينما كان يرى أنَّ الأمة تنجذب إلى الإمام الكاظم(ع) بقلوبها وعقولها وإيمانها، لما كان يمثّله من الخطِّ المستقيم الذي يريد الله سبحانه وتعالى للناس أن يهتدوا إليه وينطلقوا فيه في كلِّ حياتهم.

            فَدَك.. وشرعيّة الإمامة

            ومما ملأ قلب هارون الرشيد حقداً على الكاظم(ع) وأبدى بسببه ـ من جملة أسباب كثيرة ـ قلقه من حركة الإمام الكاظم(ع)، هو عندما أراد الرشيد إعادة فدك للكاظم(ع) وكان له مما لم يرغب فيه.. فمما ينقله التاريخ أنَّ الرشيد استدعى يوماً الإمام الكاظم(ع) وأخبره برغبته بإعادة فدك إليه ـ وفدك هي الأرض التي أُخذت من فاطمة الزهراء(ع) بعد وفاة رسول الله(ص) ـ ولكنَّ الإمام(ع) لم يقبل بردِّها إلا بحدودها.. "فقال الرشيد: ما حدودها؟ فقال(ع): "إنْ حدّدتُها لم تردّها"، (هو يعرف أنَّ فَدَك مجرّد قطعة أرض موجودة في المنطقة المحيطة بالمدينة، مهما كثرت أو قلّت مساحتها، فإنَّها مجرّد أرض بسيطة)، فأصرَّ هارون عليه أن يبيّنها له قائلاً: بحقِّ جدِّك إلاَّ فعلت.

            ولم يجد الإمام بُدّاً من إجابته، فقال له: "أما الحدّ الأول، فعدن ـ فلما سمع الرشيد ذلك تغيّر وجهُه، واستمرّ الإمام(ع) في بيانه ـ والحدُّ الثاني: سمرقند ـ فاربد وجه الطاغية ـ والحدُّ الثالث إفريقيا ـ فاسودّ وجهه ـ والحدُّ الرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينيا. قال هارون: لم يبقَ لنا شيء. فقال(ع): قد علمت أنَّك لا تردُّها"(31).

            ففدك برأي الإمام الكاظم(ع) لا تمثّل قطعة أرض، بل هي برأيه تمثّل ولاية أمور المسلمين، وبذلك فإنَّها تمثّل شرعية الإمامة وشرعية الحكومة الإسلامية في خطِّ أهل البيت(ع)، باعتبار أنّهم أولو الأمر الذين يجب على الناس طاعتهم لا طاعة العباسيين.. ونفهم من كلمة الكاظم(ع) في هذا المجال، أنَّ الزهراء(ع) عندما طالبت بفدك، فلأنَّها كانت تمثّل عنوان المطالبة بحقِّ عليٍّ(ع) في الولاية، ولم تكن تمثّل بالنسبة إليها أرضاً في المسألة الجغرافية فحسب.

            ولذلك، فإنَّ حدود فَدَك في ما نفهمها هي حدود الدولة الإسلاميّة في كلِّ امتداداتها وسعتها.. وفي هذا المجال، يُقال بأنَّ هارون الرشيد قد عزم على قتل الإمام الكاظم(ع).

            الإمامة في صلابة الموقف

            وينقل لنا التاريخ أنَّ الرشيد عندما زار مدينة رسول الله(ص)، "توجَّه لزيارة النبيِّ(ص) ومعه الناس، فتقدّم إلى قبر رسول الله(ص) وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يابن العم ـ وكأنَّه يريد أن يفهم كل مَن حوله بأنَّه يملك الخلافة على أساس قرابته من رسول الله(ص)، فتقدّم أبو الحسن الكاظم(ع) إلى القبر فقال: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبتاه"، وتغيّر وجه الرشيد وتبيّن الغيظ فيه"(32).

            وكأنَّه(ع) يريد أن يقول إذا كنت تتحدّث عن قرابتك للرسول(ص) على أساس أنَّه ابن عمِّك، لأنَّك ابن العباس، عم رسول الله(ص)، فهو(ع) أبو فاطمة الزهراء(ع)، والرشيد عندما تغيّر وجهه، فباعتبار أنَّ الكاظم(ع) لم يترك له مجالاً ليأخذ عنفوانه وزهوه على هذا الأساس.

            ويسأله هارون الرشيد: "لِمَ جوّزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله(ص) ويقولون لكم: يا بَني رسول الله، وأنتم بنو عليّ، وإنَّما يُنْسَبُ المرء إلى أبيه وفاطمة إنَّما هي وعاء، والنبيّ جدُّكم من قِبَل أمّكم؟ فقال(ع): لو أنَّ النبيّ(ص) نُشر ـ عاد إلى الحياة من جديد ـ فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيب؟ فقال: سبحان الله ولِمَ لا أُجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك. فقال(ع): لكنَّه(ص) لا يخطب إليَّ ولا أزوّجه. فقال: ولِمَ؟ قال(ع): لأنَّه ولدني ولم يَلِدْك"(33). وجاء في وفيات الأعيان أنَّ الإمام(ع) أراد أن يدعم قوله ببرهان آخر، فقال لهارون: "هل كان يجوز له أن يدخل على حرمك وهُنَّ مكشّفات؟ فقال هارون: لا، قال(ع): له أن يدخل على حرمي"(34).

            لم يكن الإمام(ع) يريد أن يركّز على مسألة الخلافة والإمامة من موقع القرابة كما كان العباسيّون يفعلون عندما كانوا يقدّمون أنفسهم للناس على أنّهم أبناء عمِّ الرسول(ص)، لأنَّ الأئمة(ع) ينطلقون في مسألة الإمامة من خلال النصّ الإلهيّ الذي يحدّد ذلك ويجعلهم أولياء الأمر بعد رسول الله(ص).. فكان الإمام(ع) يريد أن يسقط هذا العنفوان والاستكبار لهارون الرشيد..

            ومن هنا قرّر الرشيد حبس الإمام(ع) بعد أن عرف تأثيره في المجتمع الإسلاميّ، ورأى أنَّ هذا التأثير يمكن أن يمتدَّ ويقوى ويتعمّق بالمستوى الذي قد يجعل للإمام(ع) امتداداً أكبر، فيهدّد حكمه بعد ذلك، ولذلك يُقال: بأنَّ هارون وقف أمام قبر رسول الله(ص) معتذراً منه(ص) بأنَّه يريد حبس الكاظم(ع) "لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حرباً يسفك فيها دماءَهم"(35)..

            هذا منطق كلِّ الطغاة الذين يتحدّثون عن أيّة قوة معارضة بأنَّها تفرّق بين النّاس، وتهدّد أمنهم، وما إلى ذلك من الكلمات..

            ويصدر هارون أمراً بإلقاء القبض عليه، حيث يسيّره إلى البصرة، وبعد ذلك إلى بغداد، ثم يُوضع(ع) في سجن السندي بن شاهك الذي كان رجلاً فظّاً غليظاً، ويُقال إنَّه لم يكن مسلماً، فضيّق عليه ووضعه في "طامورة" لا يُعرف فيها الليل من النهار، ودسَّ إليه السُّمَّ في طعامه فاستُشهد(ع) في سجنه"(36).

            وعلى الرغم من أنَّ الإمام(ع) لم يكن يعترف بشرعية خلافة الرشيد، إلاَّ أنَّه كان يلتقيه ويحاوره ويناظره، وكان الرشيد لا يملك إلا أن يعظّمه، وهذا ما أشار إليه المأمون ابن الرشيد، الذي قيل له: من أين تعلّمت التشيّع؟ ـ وكانت هذه الكلمة تُطلق على الذين يحبُّون أهلَ البيت(ع) ويعظّمونهم ـ فقال ـ كما رُويَ عنه ـ: لقد تعلّمته من أبي هارون الرشيد، وذكر ما لقيه الإمام الكاظم(ع) من تعظيم عند استقبال هارون الرشيد له، ما أدّى إلى اعتراض المأمون على أبيه لجهله بالإمام، فقال له: إنَّ النّاس لو عرفوا من فضل هذا وأهل بيته ما نعرفه لما تركونا في مواقعنا. فقال له المأمون: لِمَ لم تتنازل عن موقعك إذا كنت تعرف من فضله ما تقول؟ فقال له: "إنَّ المُلْكَ عقيم، ولو نازعتني عليه لأخذتُ الذي فيه عيناك"(37).


            التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 30-03-2019, 03:57 PM.

            تعليق


            • #7

              عضو فضي

              الحالة :
              رقم العضوية : 14554
              تاريخ التسجيل : 17-04-2011
              الجنسية : العراق
              الجنـس : ذكر
              المشاركات : 1,064
              التقييم : 10




              ذكرى وفاة الامام موسى ابن جعفر (ع) نعزي صاحب الزمان (عج )




              ذكرى وفاة الامام موسى ابن جعفر (ع) نعزي صاحب الزمان (عج )





              نعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه وسهل الله مخرجه)
              والعلماء العظام (دام الله ظلهم ) بوفاة قتيل العبرات كاظم الغيط
              الامام موسى بن جعفر (عليه السلام )
              ونقول بصوت موحد
              صوت شيعي محمدي حيدري
              السلام على المعذب في قعر السجون
              السلام على موسى بن جعفرالكاظم
              السلام على المسموم في سجن هارون





              نداء الى حليف السجون

              يا سابع الأبرار


              يا شعلة الأحرار


              إليك يسير الحنين


              في مسيرات الأسى


              إليك يحجّ الأنين


              في شرارات الشجى


              إليك ينطلق النداء


              في براكين المدى


              ليظلّ صبحَ مساء


              في شرايين الصدى:


              يا حليف السجون


              خذ شجوني!


              يا عشيق العيون


              خذ عيوني!


              أجّج الغضب


              في بحر سكوني!


              يا نصيرالدموع


              خذ دموعي


              حرّرالقلب


              من سجن هجوعي!


              يا حبيب الضلوع


              خذ ضلوعي


              إنزع العزم


              من ذلّ خضوعي!


              و أذّن الفجر


              في كل قفر!


              و بشّر الموج


              في كل بحر!


              ألفرج آت


              لأجله .. تحيا الحياة


              ألفرج آت



              لأجله..يحيا الممات!











              تعليق


              • #8

                عضو متميز

                الحالة :
                رقم العضوية : 1330
                تاريخ التسجيل : 23-11-2009
                المشاركات : 721
                التقييم : 10




                كرامات ومعجزات الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام



                يتميّز الأئمّة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة .
                وللإمام الكاظم ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها :
                الكرامة الأولى :
                قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( قال أبي موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) لعلي بن أبي حمزة مبتدئاً : تلقى رجلاً من أهل المغرب يسألك عنّي ، فقل له : هو الإمام الذي قال لنا به أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، فإذا سألك عن الحلال والحرام فأجبه ، قال : فما علامته ؟
                قال ( عليه السلام ) : رجل جسيم طويل اسمه يعقوب بن يزيد ، وهو رائد قومه ، وإن أراد الدخول إليّ فأحضره عندي ) ، قال علي بن أبي حمزة : فو الله إنّي لفي الطواف ، إذ أقبل رجل طويل جسيم فقال لي : أريد أن أسألك عن صاحبك ، قلت : عن أي الأصحاب ؟
                قال : عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قلت : فما اسمك ؟ قال : يعقوب بن يزيد ، قلت : من أين أنت ؟ قال : من المغرب ، قلت : من أين عرفتني ؟ قال : أتاني آت في منامي فقال لي : الق علي بن أبي حمزة فسله عن جميع ما تحتاج إليه ، فسألت عنك فدللت عليك .
                قلت : اقعد في هذا الموضع حتّى أفرغ من طوافي وأعود إليك فطفت ثمّ أتيته فكلّمته ، فرأيت رجلاً عاقلاً فهماً ، فالتمس منّي الوصول إلى موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) فأوصلته إليه .
                فلمّا رآه قال : ( يا يعقوب بن يزيد قدمت أمس ، ووقع بينك وبين أخيك خصومة في موضع كذا حتّى تشاتمتما ، وليس هذا من ديني ولا من دين آبائي ، فلا نأمر بهذا أحداً من شيعتنا ، فاتق الله فإنّكما ستفترقان عن قريب بموت ، فأمّا أخوك فيموت في سفرته هذه قبل أن يصل إلى أهله ، وتندم أنت على ما كان منك إليه ، فإنّكما تقاطعتما وتدابرتما فقطع الله عليكما أعماركما ) .
                فقال الرجل : يا ابن رسول الله ، فأنا متى يكون أجلي ؟ قال : ( قد كان حضر أجلك فوصلت عمّتك بما وصلتها في منزل كذا وكذا فنسأ الله تعالى في أجلك عشرين حجّة ) ، قال علي بن أبي حمزة : فلقيت الرجل من قابل بمكّة ، فأخبرني أن أخاه توفّي ودفنه في الطريق قبل أن يصير إلى أهله .
                الكرامة الثانية :
                إنّ المفضّل بن عمر قال : لمّا مضى الصادق ( عليه السلام ) كانت وصيته في الإمامة إلى موسى الكاظم ( عليه السلام ) ، فادعى أخوه عبد الله الإمامة ، وكان أكبر ولد جعفر ( عليه السلام ) في وقته ذلك وهو المعروف بالأفطح .
                فأمر موسى ( عليه السلام ) بجمع حطب كثير في وسط داره فأرسل إلى أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه ، فلمّا صار عنده ومع موسى ( عليه السلام ) جماعة من وجوه الإمامية ، فلمّا جلس إليه أخوه عبد الله ، أمر موسى ( عليه السلام ) أن تضرم النار في ذلك الحطب فأضرمت ، ولا يعلم الناس السبب فيه حتّى صار الحطب كلّه جمراً .
                ثمّ قام ( عليه السلام ) وجلس بثيابه في وسط النار ، وأقبل يحدّث القوم ساعة ، ثمّ قام فنفض ثوبه ورجع إلى المجلس ، فقال لأخيه عبد الله : ( إن كنت تزعم أنّك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس ) ، قالوا : فرأينا عبد الله قد تغيّر لونه ، فقام يجر رداءه حتّى خرج من دار موسى ( عليه السلام ) .
                الكرامة الثالثة :
                قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( قال أبي موسى ( عليه السلام ) للحسين بن أبي العلا : اشتر لي جارية نوبية ، فقال الحسين : أعرف والله جارية نوبية نفيسة ، أحسن ما رأيت من النوبة ، فلولا خصلة لكانت من شأنك ، قال ( عليه السلام ) : وما تلك الخصلة ؟ قال : لا تعرف كلامك ، وأنت لا تعرف كلامها ، فتبسم ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : اذهب حتّى تشتريها ، فلمّا دخلت بها إليه ، قال لها بلغتها : ما اسمك ؟ قالت : مؤنسة .
                قال : أنت لعمري مؤنسة ، قد كان لك اسم غير هذا ، وقد كان اسمك قبل هذا حبيبة ، قالت : صدقت ، ثمّ قال : يا ابن أبي العلا إنّها ستلد لي غلاماً لا يكون في ولدي أسخى ولا أشجع ولا أعبد منه ، قلت : فما تسميه حتّى أعرفه ؟ قال : اسمه إبراهيم ) .
                فقال علي بن أبي حمزة : كنت مع موسى ( عليه السلام ) بمنى إذ أتى رسوله ، فقال : ألحق بي بالثعلبية ، فلحقت به ومعه عياله وعمران خادمه ، فقال : أيما أحب إليك المقام هاهنا أو تلحق بمكّة ، قلت : أحبهما إليّ ما أحببت ، قال ( عليه السلام ) : ( مكّة خير لك ) ، ثمّ سبقني إلى داره بمكّة ، وأتيته وقد صلّى المغرب ، فدخلت عليه ، فقال : ( اخلع نعليك إنّك بالوادي المقدس طوى ) ، فخلعت نعلي وجلست معه ، فأتيت بخوان فيه خبيص فأكلت أنا وهو .
                ثم رفع الخوان وكنت أحدّثه ، ثمّ غشيني النعاس ، فقال لي : ( قم فنم حتّى أقوم أنا لصلاة الليل ) ، فحملني النوم إلى أن فرغ من صلاة الليل ، ثمّ جاءني فنبّهني ، فقال : ( قم فتوضّأ ، وصل صلاة الليل ، وخفّف ) ، فلمّا فرغت من الصلاة صلينا الفجر ، ثمّ قال لي : ( يا علي أنّ أم ولدي ضربها الطلق ، فحملتها إلى الثعلبية مخافة أن يسمع الناس صوتها ، فولدت هناك الغلام الذي ذكرت لك كرمه وسخاءه وشجاعته ) ، قال علي : فو الله لقد أدركت الغلام ، فكان كما وصف .
                الكرامة الرابعة:
                قال ابن أبي حمزة : كنا عند أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، إذ دخل عليه ثلاثون غلاماً مملوكاً من الحبشة قد اشتروا له ، فتكلّم غلام منهم ، وكان جميلاً بكلام ، فأجابه ( عليه السلام ) بلغته فتعجّب الغلام ، وتعجّبوا جميعاً ، وظنّوا أنّه لا يفهم كلامهم .
                فقال له ( عليه السلام ) : ( إنّي أدفع إليك مالاً ، فادفع إلى كل واحد منهم ثلاثين درهماً ) ، فخرجوا وبعضهم يقول لبعض : إنّه أفصح منّا بلغتنا ، وهذه نعمة من الله علينا ، قال علي بن أبي حمزة : فلمّا خرجوا ، قلت : يا ابن رسول الله ، رأيتك تكلّم هؤلاء الحبشيين بلغاتهم ؟
                قال : ( نعم ) ، وأمرت ذلك الغلام من بينهم بشيء دونهم ؟ قال : ( نعم ، أمرته أن يستوصي بأصحابه خيراً ، وأن يعطي كل واحد منهم في كل شهر ثلاثين درهماً ، لأنّه لمّا تكلّم كان أعلمهم ، فإنّه من أبناء ملوكهم ، فجعلته عليهم ، وأوصيته بما يحتاجون إليه ، وهو مع ذلك غلام صدق ) .
                ثمّ قال : ( لعلّك عجبت من كلامي إيّاهم بالحبشية ؟ ) قلت : إي والله قال : ( فلا تعجب ، فما خفي عليك من أمري أعجب وأعجب من كلامي إيّاهم ، وما الذي سمعته منّي إلاّ كطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة ، افترى هذا الذي يأخذه بمنقاره ينقص من البحر ؟ والإمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أكثر من عجائب البحر ) .
                الكرامة الخامسة :
                قال عيسى المدائني : خرجت سنة إلى مكّة فأقمت بها ، ثمّ قلت : أقيم بالمدينة مثل ما أقمت بمكّة ، فهو أعظم لثوابي ، فقدمت المدينة ، فنزلت طرف المصلّى إلى جنب دار أبي ذر ، فجعلت أختلف إلى سيّدي ، فأصابنا مطر شديد بالمدينة ، فأتيت أبا الحسن ( عليه السلام ) مسلّماً عليه يوماً ، وإن السماء تهطل ، فلمّا دخلت ابتدأني ، فقال لي : ( وعليك سلام الله يا عيسى ، ارجع فقد انهدم بيتك على متاعك ) .
                فانصرفت راجعاً ، وإذا البيت قد انهار ، واستعملت عملة فاستخرجوا متاعي كلّه ، ولا افتقدته غير سطل كان لي ، فلمّا أتيته الغد مسلّماً عليه قال : ( هل فقدت من متاعك شيئاً ؟ فندعو الله لك بالخلف ) ، قلت : ما فقدت شيئاً ما خلا سطلاً كان لي أتوضّأ منه فقدته ، فأطرق ملياً .
                ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي : ( قد ظننت أنّك قد أنسيت السطل ، فسل جارية رب الدار عنه ، وقل لها : أنت رفعت السطل في الخلاء فرديه ، فإنّها ستردّه عليك ) ، فلمّا انصرفت أتيت جارية رب الدار فقلت : إنّي نسيت السطل في الخلاء فرديه عليّ أتوضأ منه ، فردت عليّ سطلي .
                الكرامة السادسة :
                قال إسحاق بن عمّار : لمّا حبس هارون أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) ، دخل عليه أبو يوسف ومحمّد بن الحسن صاحبا أبي حنيفة ، فقال أحدهما للآخر : نحن على أحد أمرين : إمّا أن نساويه وإمّا أن نشاكله ، فجلسا بين يديه ، فجاء رجل كان موكّلاً به من قبل السندي بن شاهك ، فقال : إنّ نوبتي قد انقضت ، وأنا على الانصراف ، فإنّ كانت لك حاجة أمرتني حتّى آتيك بها في الوقت ، الذي تلحقني النوبة .
                فقال له : ( ما لي حاجة ) ، فلمّا أن خرج قال ( عليه السلام ) لأبي يوسف ومحمّد بن الحسن : ( ما أعجب هذا ، يسألني أن أكلّفه حاجة من حوائجي ليرجع ، وهو ميت في هذه الليلة ) ، قال : فغمز أبو يوسف محمّد بن الحسن للقيام ، فقاما فقال أحدهما للآخر : إنا جئنا لنسأله عن الفرض والسنّة ، وهو الآن جاء بشيء آخر ، كأنّه من علم الغيب .
                ثمّ بعثا برجل مع الرجل ، فقالا : اذهب حتّى تلزمه وتنتظر ما يكون من أمره في هذه الليلة ، وتأتينا بخبره من الغد ، فمضى الرجل ، فنام في مسجد عند باب داره ، فلمّا أصبح سمع الواعية ، ورأى الناس يدخلون داره ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قد مات فلان في هذه الليلة فجأة من غير علّة .
                فانصرف الرجل إلى أبي يوسف ومحمّد ، وأخبرهما الخبر ، فأتيا أبا الحسن ( عليه السلام ) ، فقالا : قد علمنا أنّك قد أدركت العلم في الحلال والحرام ، فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكّل بك ، أنّه يموت في هذه الليلة ؟ قال : من الباب الذي أخبر بعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) ، فلمّا أورد عليهما هذا ، بقيا لا يحيران جواباً .
                الكرامة السابعة :
                قال إسماعيل بن سالم : بعث إليّ علي بن يقطين وإسماعيل بن أحمد فقالا لي : خذ هذه الدنانير وائت الكوفة ، فالق فلاناً فاستصحبه ، واشتريا راحلتين وامضيا بالكتب ، وما معكما من الأموال حتّى تأتيا المدينة ، وادفعا ما معكما من كتب ومال إلى موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، ففعلنا حتّى إذا كنا ببطن الرمة ، وقد اشترينا علفاً ووضعناه بين الراحلتين ، وجلسنا نأكل ، فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) على بغلة له ، وخلفه شاكري ، فلمّا رأيناه وثبنا إليه ، فسلّمنا عليه .
                فقال : ( هاتيا ما معكما ) ، فأخرجناه ودفعناه إليه ، وأخرجنا الكتب فناولنا إيّاه ، فأخرج كتباً من كمّه ، فقال لنا : ( هذه جوابات كتبكم ، فانصرفا في حفظ الله ) .
                قلنا : فقد فنى زادنا ، وقد قربنا من المدينة ، ولو أذنت لنا فزرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وتزوّدنا زاداً ، فقال : ( أبقي معكما من زادكما شيء ؟ ) قلنا : نعم .
                قال : ( ائتوني به ) ، فأخرجناه إليه ، فقلّبه بيده ، وقال : ( هذه بلغتكم إلى الكوفة ، امضيا في حفظ الله ) ، فرجعنا وكفانا الزاد إلى الكوفة .
                الكرامة الثامنة :
                قال هشام بن سالم : كنت أنا ومحمّد بن النعمان صاحب الطاق بالمدينة بعد وفاة جعفر ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الناس على عبد الله ابنه ، فدخلنا عليه ، وقلنا : الزكاة في كم تجب ؟ قال : في مائتي درهم خمسة دراهم ، فقلنا : ففي مائة ، قال : درهمان ونصف .
                فخرجنا ضلالاً ، فقعدنا باكين في موضع ، نقول : إلى من نرجع ؟ إلى المرجئة ؟ إلى المعتزلة ؟ إلى الزيدية ؟ فنحن كذلك ، إذ رأيت شيخاً لا أعرفه يومئ إليّ ، فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر المنصور ، فإنّه أمر بضرب رقاب من يجتمع على موسى ( عليه السلام ) ، وقتله إن اجتمعوا عليه .
                فقلت للأحول : تنح لا تهلك ، فإنّي خائف على نفسي ، وتبعت الشيخ حتّى أخرجني إلى باب موسى ( عليه السلام ) ، وأدخلني عليه ، فلمّا رآني موسى ( عليه السلام ) قال لي ابتداء منه : ( إليّ إليّ لا إلى المرجئة ، ولا إلى المعتزلة ، ولا إلى الزيدية ) ، فقلت : مضى أبوك ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : فمن لنا بعده ؟ قال : ( إن شاء الله أن يهديك هداك ) ، فقلت في نفسي : لم أحسن المسألة فقلت : وعليك إمام ؟
                قال : ( لا ) ، فدخلني هيبة له ، قلت : أسألك كما سألت أباك ، قال : ( سل تخبر ولا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح ) ، فسألته فإذا هو بحر لا ينزف ، قلت : شيعة أبوك ضلال فأدعوهم إليك ، قال : ( من آنست منه الرشد ) ، فلقيت أبا جعفر الأحول وزرارة وأبا بصير ، وندخل عليه إلاّ طائفة عمار الساباطي ، وبقي عبد الله لا يدخل عليه إلاّ القليل .
                الكرامة التاسعة :
                قال أبو بصير : قلت لأبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : بما يعرف الإمام ؟ قال : ( بخصال : أمّا أوّلهن ، فإنّه خص بشيء قد تقدّم فيه من أبيه ، وإشارته إليه ليكون حجّة ، ويسأل فيجيب ، وإذا سكت عنه ابتدأ بما في غد ، ويكلّم الناس بكل لسان ) ، ثمّ قال : ( أعطيك علامة قبل أن تقوم ) .
                فلم ألبث أن دخل عليه خراساني فكلّمه بالعربية ، فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) بالفارسية ، فقال الخراساني : ما منعني أن أكلّمك بلساني إلاّ ظننت أنّك لا تحسنها ، فقال ( عليه السلام ) : ( سبحان الله ، إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ؟ فبما أستحق به الإمامة ) ، ثمّ قال : ( إنّ الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا منطق الطير ، ولا كلام شيء فيه روح ) .
                ***الكرامة العاشرة :
                إنّ علي بن يقطين كتب إلى الإمام موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، اختلف في المسح على الرجلين ، فإنّ رأيت أن تكتب ما يكون عملي عليه فعلت ، فكتب أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( الذي آمرك به ، أن تتمضمض ثلاثاً ، وتستنشق ثلاثاً ، وتغسل وجهك ثلاثاً ، وتخلّل شعر لحيتك ، وتغسل يديك ثلاثاً ، وتمسح رأسك كلّه ، وتمسح ظاهر أذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك ثلاثاً ، ولا تخالف ذلك إلى غيره ) .
                فامتثل أمره ، وعمل عليه ، فقال الرشيد يوماً : أحب أن استبرئ أمر علي بن يقطين ، فإنّهم يقولون : إنّه رافضي ، والرافضة يخففون في الوضوء ، فطلبه فناطه بشيء من الشغل في الدار حتّى دخل وقت الصلاة ، فوقف الرشيد من وراء حائط الحجرة ، بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو ، وقد بعث إليه بالماء للوضوء ، فتوضّأ كما أمره موسى ( عليه السلام ) .
                فقام الرشيد وقال : كذب من زعم أنّك رافضي ، فورد على علي بن يقطين بعد ذلك كتاب موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) : ( من الآن توضّأ كما أمر الله ، اغسل وجهك مرّة فريضة ، وأخرى إسباغاً ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح مقدّم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما يخاف عليك ) .





                تعليق


                • #9
                  السلام عليك يا حليف السجدة الطويلة
                  يا أيها المعذب في طوامير السجون

                  يا كاظم الغيظ يا راهب أهل البيت يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته



                  بأي الحروف نكتب فيك العزاء

                  وأي بيان يلم مصابك يا سيدي ولوعات قلوبنا يغشاها الحزن السرمدي

                  فمظلوميتك حية ما زالت نراها مع كل أسير مغيب بظلم الظالمين
                  بلا ذنب ولا جريرة

                  وكم وكم أسير لدينا يحيي فينا كل يوم مصابك الأليم ؟


                  عظم الله لكم ولنا الأجر وأجزل الثواب

                  بذكرى استشهاد مولانا الإمام الكاظم عليه السلام


                  و رزقكم في الدنيا زيارة الإمام عليه السلام وفي الآخرة شفاعته





                  ◾◾◾◾◾◾◾◾◾◾



                  تعليق


                  • #10
                    يا كاظم الغيظ ياسيدي أيها المظلوم في قعر السجون ..


                    يا كاظمَ الغيظِ للـــــــــديانِ مقربةً أُزجي لقربِك عنواناً بذي وجــــلِ
                    يا معدنَ الجــــــــــــودِ فيك منبعُهُ ومنبعَ العدلِ من علةِ العـــــــــللِ

                    فيك الجمـالُ وأنت جـــــــــــوهرُه للمؤمنينَ غــــــــداً وميزةُ الأمــلِيغصُ قبرُك بالحاجات أنت لـــها

                    وعَودُك محمـــودٌ بجودك مُمــــتلِ
                    مـاردَّ فضلُك مهمـوماً إلا بـحاجته فيعودُ فرحـــــــاناً بمنة البــطلِ

                    أحـــوالُ ميؤسٍ وعـــــــــلةِ يائسٍ تقضى بقصدِك في لحظةِ الوَصَـلِ
                    فأينَ الدعاءُ لســـــجنك حـــــالَها وكيف تمـــــــــوتُ حبيسَ معـتقلِ

                    الســـــتَ قاضٍ ما تكونُ حــاجتَهُ فما لحالِك مســـــــــجونا بلا مللِ

                    تعـيش المطاميرَ ظلمـاء معتمـــة وفي نفسك نــــــورُ الله لم يَفـَــل
                    فــديتُك من بيت أبيت هــــــــوىً طريـــــقٌ عن صراط الله لم يَمــِل

                    رقيتم في شموخ الله منزلــــــةً تركتم ذرى الدنـــــــــيا إلى الرُذلِ
                    ونهجُ الأنبيــــــــــــاءِ لـــكم نًهَجٌ عدل فلا جورٌ يحـــــيف ولم يحل

                    بصمت أذقت الظـــــالمين لـــظا وجودك يسري حثيثُ مــــــــتصل

                    فكظمُ الغيطِ مسنـــــــــــدٌ حــسنٌ يُتلى في كــــــــــــتاب الله لم يزلِ

                    بلاء يرتقي الكظـّام ســـــــــــلّمه نحو المــعالي وقمـــــــــــة الجبل

                    سلامي سيدي في وصلِكم عـبـقٌ ونفســـــــي بحــبكم لله معتقـــلي ......
                    .........
                    التعديل الأخير تم بواسطة فداء الكوثر; الساعة 29-03-2019, 08:50 AM.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X