إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى ( وفاة الامام موسى بن جعفر عليه السلام) 333

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11

    تعليق


    • #12

      تعلمنا من الأمام موسى بن جعفر عليه السلام:

      لقد علّمتنا ياسيدي كيف نهضم المحن لنصوغها عزماً وإرادة ..

      وكيف نفجّر من ظُلَم المطامير وضيقها أنواراً سنيّة وآفاقاً رحبة ..

      وكيف نبلور الرفض استقطاباً جارفاً واستجابةً عارمةً
      لقد وهبت لنا بفكرك السامي وأناتك الرائعة نهج البقاء
      فلك من محبّيك كلّ الولاء..

      أشجى مشاعر الأسى والحزن بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام.

      ⬅⬅⬅⬅⬅⬅⬅⬅⬅






      تعليق


      • #13
        الى عنوان الصبر ..
        مولاي موسى ابن جعفر عليه السلام.



        يضجُ الليل بالنحيب

        ... ... وبغداد ساكنةٍ على صوتِ تهجدُكَ

        السجنُ يَصرْ, وصبركَ اكبر

        والمنايا تشهدُ

        انكَ كاظم غيظ الكون

        ... في عراقِ الصبر

        عراق الحسين

        وهو يزفك رهبانا

        على جسرِ السلام

        جمالاً ....وينشدك لليوم

        عنوانا ًلصبرهِ المستديم

        وكلما اشتدَ سجانهُ

        صارَ بكَ يستغيث

        يا باب رحمة الله

        كم أشبهك أنا العراق

        وكم يشبهني كَظمك

        الذي لولاهُ ...لماتَ الله اكبر

        ◾◾◾◾◾◾

        تعليق


        • #14
          لقد نضحت تلك النفوس بما حوت ... وكل إناء ناضح بالذي فيهِ

          أمثلُ إمام الطهر موسى بن جعفرٍ ... يُغرَّب عن أوطانه وأهاليهِ

          سَلْ مَحبَسَ السندي أي حشاشةٍ ...أذابت وذاك السم ما عذر ساقيهِ
          88888888888888888888888888888888

          في الطامورة الظلماء..

          نورٌ يعانق السماء..

          فهناك يسجد رآهبٌ لآل محمد..

          ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

          ومن هناك كتب السجين إلى سجانه


          كلما مرَّ من نعيمكَ يـــومٌ ... مَرَّ في السجن من عذابي يومُ

          ما لنعماكَ أو عذابي دوامٌ ....لمْ يدم في النعيم والبؤس قـومُ
          يا أرحم الراحمين

          تعليق


          • #15
            أَبتاه

            هناك في مدينة ضمّت في ثناياها شذى عطر النبوة..


            في مسجدٍ ضمّ قبر سيّد الرسل صلى الله عليه واله..

            وقف هارون متبختراً مختالاً ينادي أمام الملأ : يا بن العم..

            ظناً منه أنه سيضفي شرعية على ظلمه وجوره بقرابته برسول الله صلى الله عليه واله..

            هنا ظهر نور جليّ يشقّ صفوف الوافدين على القبر الشريف.. منادياً: يا أبتاه.. يا أبتاه..

            أبتاه.. أيّ نصل مرهف طُعِن به هارون.. بل قل أيّ صاعقة نزلت على أمّ رأسه..

            يا أبتاه..

            سرت كالنار في قلبه الحاقد.. ومنذ ذلك اليوم بدأ بتهيئة السجون والطوامير..

            لخنق صوت الحقّ المدوّي على مرِّ العصور..
            يا أبتاه.. يا أبتاه..

            ظنوا أنهم يقيدونه....

            قيدوه وإنما قيدوا أنفسهم.. عاشوا بقصور فارهة حسبوا أنهم يخلدون..

            حجبوه بطامورة ظلماء ظنوا أنهم ينهون ذكره..

            مخالبُ الوحوشِ تنهشُ في جسر التاريخ، تعساً لتاريخٍ تشمئزّ منه النفوس..

            أضاع حقّ محمد وآل محمد صلى الله عليه واله ومجّد اللعناء.. ولكن {يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة:32).

            تعليق


            • #16
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صل على محمد وال محمد
              ***********************
              الأسم : موسى
              الأب : جعفر بن محمد الصادق، الإمام السادس عند الشيعة الإمامية
              أشهر الألقاب : الكاظم
              الكنية : أبو الحسن وأبو إبراهيم
              محل وتاريخ الولادة : الأبواء في السابع من صفر سنة 128 ? الموافق للسادس من شهر تشرين الثاني سنة 745 م
              عمره الشريف : 55 سنة
              مدة إمامته : 35 سنة
              تاريخ وفاته : الخامس والعشرين من رجب سنة 183 ?، الموافق للأول من شهر أيلول سنة 799 م
              سبب وفاته : استشهد بالسم في سجن هارون الرشيد
              مدفنه : مقابر قريش (حالياً: مدينة الكاظمية) بغداد، العراق
              ولادته
              ولد الإمام موسى بن جعفر [ع] في منطقة تسمى الأبواء، منزل بين مكة والمدينة، من أم تسمى حميدة بنت صاعد، وهي أندلسية، يرجع أصلها الى بربر المغرب، وكانت مشتهرة بلقب (المصفّاة)، لقبها بذلك زوجها الإمام جعفر الصادق [ع] حين قال عنها:حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب.
              نشأ الإمام [ع] في كنف أبيه، وتولاه برعايته. فأبوه الإمام السادس من أئمة أهل البيت [ع] الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، والذي قال فيه الإمام أبو حنيفة، وهو قطب من أقطاب العلم وإمام أحد المذاهب الأربعة المعتمدة في العالم الإسلامي في الماضي والحاضر:ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد.
              وحيث أنه الإمام المعدّ ليخلف أباه، ظهرت عليه ملامح النبوغ والفطنة وهو صغير السن.
              ذكرت المصادر التاريخية أنا أبا حنيفة سأله وهو صغير:ممن المعصية؟ وهي مسألة فلسفية اختلف فيها كبار الفلاسفة وكتبوا فيها الكثير من المباحث.
              فأجابه [ع] على البديهة:إن المعصية لا بد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعاً. فإن كانت من الله فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويؤاخذه بما لم يفعله. وإن كانت منهما فهو شريكه والقويّ أولى بإنصاف الضعيف. وإن كان من العبد وحده فعليه وقع الأمر؛ وإليه توجه النهي، وله حق الثواب العقاب ووجبت الجنة والنار.
              القابه أشهر ألقابه [ع] التي عرف بها هي: الكاظم. وكان يلقب أيضاً بالعبد الصالح، وفي المدينة كان يعرف بزين المتهجدين. أما بعد وفاته، فقد اشتهر بلقب غطى على بقية ألقابه وهو باب الحوائج، لما عرف به [ع] من الكرامات والمعاجز، والدعوات المستجابة.
              اولاده
              اختلفت المصادر التاريخية في بيان عدد أولاده، وترددت جميعها بين ثلاثين، وسبعة وثلاثين، وأربعين، بين ذكور وإناث. وأشهر أولاده من الذكور هو علي الرضا [ع]، الإمام الثامن الذي خلفه في منصب الإمامة، وهو مدفون في مدينة مشهد المعروفة في إيران. أما أشهر الإناث فهي معصومة [ع] وقد دفنت في مدينة قم في إيران أيضاً.
              حياته قبل امامته
              شهد الإمام الكاظم [ع] في حياته التي سبقت إمامته ألواناً من الظلم الذي كانت تمارسه السلطة العباسية ضد بني هاشم، وبالخصوص أهل البيت منهم. فقد شهد كيف يعامل المنصور أبناء عمومته من أبناء الحسن والحسين، وكيف كان يخضعون للتعذيب والتصفية الجسدية على يديه.
              لقد كان المنصور من الخلفاء الذين عرفوا بالبطش والتنكيل بمناوئيه، حتى أن السيوطي قد ذكر في كتابه "تاريخ الخلفاء" أنه "قتل خلقاً كثيراً حتى استقام ملكه".
              وكان من فنون القتل عنده أن يدخل مناوئه في إسطوانة البناء ثم يبني عليه وهو حي داخل الاسطوانة.
              وقد آلت الأمور أخيراً الى قتل والده الإمام الصادق من قبل المنصور بالسم في عام 148?. لقد عاش الإمام [ع] كل تلك الأحداث، وتعامل معها بالصبر والثبات ورباطة الجأش، وكان جده الإمام الحسين [ع] في ذلك المثل الأعلى الذي يحتذي به.
              امامته
              تولى الإمام موسى بن جعفر مقاليد الإمامة بعد أبيه الذي استشهد عام 148?، في الشطر الأخير من حياة المنصور الذي توفي سنة 158?. وعاصر أيضا الخلفاء الذين تلوا المنصور، وهم المهدي والهادي والرشيد.
              قام المنصور بعد قتله الإمام الصادق [ع] بمهادنة ابنه الإمام الكاظم، لكنه لم يكن بعيداً عن عينه وواصل متابعته. فاستثمر الإمام [ع] تلك الفرصة في التفرغ لإعطاء الدروس في المدينة ونشر العلم.
              أما الخليفة المهدي الذي خلف المنصور في عام 158?، فقد أودعه السجن مدة من الزمن، ثم أطلق سراحه بسبب حلم رآه.
              يقول المؤرخون أنه انتفض مرعوباً من نومه ذات يوم، وبعث الى وزيره الربيع وأمره بإحضار موسى بن جعفر [ع]، كما ينقل صاحب كتاب تاريخ بغداد وغيره عن وزيره الربيع.
              فلما حضر الإمام [ع] قام له المهدي وعانقه وأجلسه، ثم قص عليه قصة الحلم الذي رآه. قال إنه رآى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [ع] في المنام وهو يتلو عليه هذه الآية: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم). ثم طلب من الإمام عهداً أن لا يخرج عليه أو على أحد من ولده. فأكد له الإمام [ع] أن ذلك ليس من شأنه ولا يفكر فيه. فأطلق سراحه وأعاده الى أهله في المدينة.
              ومضى عهد المهدي وتولى الخلافة بعده ابنه الهادي الذي انتهج كأبيه نهج القسوة واعتماد أسلوب القتل. واندلعت في زمنه ثورة فخ التي قادها الحسين بن علي، من ذرية الإمام الحسن [ع] عام 169?، والتي مثلت صرخة ضد ظلم العباسيين وطغيانهم.
              ورغم الدعوة التي وجهها قائد ثورة فخ الى الإمام موسى بن جعفر [ع] للاشتراك في الثورة، إلاّ أن الإمام رفض الدخول فيها لعلمه مسبقاً بنتائج الثورة. فقد كان على يقين أن تلك الثورة ستجر على أهل البيت وأتباعهم المزيد من الاضطهاد وسفك الدماء، وستنتهي دون بلوغ الأهداف السامية في التخلص من الحكم العباسي وإقامة العدل، وحكم الله في الأرض.
              وكان من عواقب فشل الثورة أن وجهت السلطة العباسية إصبع الاتهام الى الإمام بالتحريض والتخطيط لها. وقاد ذلك الى إيداع الإمام السجن عدة مرات، ثم التلويح بالقتل.
              لم يدم عهد الهادي طويلاً. فتسلم أخوه هارون الرشيد زمام الأمور. وكان عهد الرشيد عهداً شديد الوطأة على أهل البيت وعميدهم موسى بن جعفر. لقد لخص الشيخ محمد حسن آل ياسين [رحمه الله] وصفه لذلك العهد بقوله: "وعلى كل حال، فإن المتفق عليه بين المؤرخين أن أيام الرشيد كانت أسوأ الأيام على الإمام إرهاباً وإرعاباً وسجوناً ومعتقلات، ويستفاد من مجموع كلماتهم وأقوالهم أن الإمام في عهد هذا الخليفة قد تكرر سجنه وإخلاء سبيله أكثر من مرة قبل سجنه الأخير الذي توفي فيه، كما يستفاد منها أنه حبس في البصرة مرة؛ وفي بغداد مرات، وأنه تنقل في حبوس عيسى بن جعفر؛ والفضل بن الربيع؛ والفضل بن يحيى البرمكي، ثم السندي بن شاهك في آخر المطاف".
              ثم يذكر الشيخ [رحمه الله] في كتابه (الإمام موسى بن جعفر [ع]) ضمن سلسلته (الأئمة الإثنا عشر عليهم السلام) إن أسباب تكرار حبس الإمام كانت مختلفة، وأولها كان في أول حج للرشيد بعد أن تولى الخلافة. وعندما ذهب لزيارة قبر الرسول [ص]، وقف أمام القبر الشريف وسلّم عليه قائلا: "السلام عليك يا رسول الله! السلام عليك يا ابن العم!" مفتخراً بذلك على من معه بقرب نسبه من رسول الله [ص]. فما كان من الإمام موسى بن جعفر [ع] الذي كان حاضراً وقتها إلا أن سلّم على الرسول قائلاً: "السلام عليك يا رسول الله! السلام عليك يا أبه!" فتغير وجه الرشيد على الفور، وبان الغيظ فيه. لكنه أراد أن يكبته، فقال للإمام [ع]: "هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً!
              لم يكن موقف كهذا سهلاً على الرشيد. فقد كسر الإمام [ع] كبرياءه أمام حاشيته ورعيته، وقتل أمله في إثبات جدراته وأهليته في تولي منصب "أمير المؤمنين" و"خليفة رسول الله" للملأ المحتشدين حوله. فقد كان يأمل بإسماعهم أنه ابن عم رسول الله [ص] أن يروا فيه القريب الى رسول الله نسباً وبالتالي فهو الجدير بتولي كرسي خلافته. لكن محاولاته في بناء هذه الفكرة في عقولهم خابت بعد أن بادره الإمام بإعلانه أمام الملأ نفسه أنه ابن لرسول الله، متحدر من صلبه، وأنه الأقرب رحماً برسول الله.لا شك أن هذه الحادثة وغيرها تلتها خلقت تراكماً من الحقد قاد الى التخطيط لتغييب الإمام عن الساحة، وإقصائه عن الأمة، ومن ثم التخطيط لقتله.
              لقد كان حبس الإمام ثقيلاً حتى على أتباع الرشيد وعمّاله. فقد كانوا يرون قرابته من رسول الله [ص] من جهة، ومن جهة أخرى يرون قضاء وقت سجنه في العبادة والتهجد وذكر الله، وهي إمارات لا تشير إلى سعيه ونيته في إزاحة الخليفة عن منصبه كما كان الخليفة يُفهم عمّاله. فلم يجسروا على تلبية طلب الخليفة في سفك دمه، ليتحملوا وزراً عظيماً يحاسبون عليه أشد الحساب يوم القيامة. فاضطر الرشيد في نهاية المطاف الى تسليمه الى من أعرب عن استعداده في تحمل هكذا وزر، فتولى أمر حبسه السندي بن شاهك، وأخذ يخطط لقتله، فدس له السم في التمر، ومضى الإمام على أثرها الى ربه شهيداً مظلوماً.
              قد تأكد خبر قتله بالسم بشهادة شهود، جاؤوا الإمام وهو يحتضر، كما نقل ذلك كثير من المؤرخين في الكافي والمناقب وبحار الأنوار.
              ويحدثنا التاريخ عن بعض المواجهات التي حصلت للإمام مع الرشيد وهو في السجن، وبعض الرسائل. فقد كتب إليه الإمام مرة رسالة مختصرة دالة في معانيها: "إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعاً الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون".
              ثم دفن الإمام [ع] في مكانه المعروف اليوم، بمدينة الكاظمية، التي سميت تبركاً بلقبه الشريف، والتي كانت تعرف قديماً بمقبرة قريش. ومرقده الآن صرح يناطح السماء علوّا ورفعة، وهو وعد الله للمؤمنين بنصره في الحياة الدنيا وفي الآخرة: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)(سورة غافر/51)
              وهو الآن مزار شريف يقصده المؤمنون من أنحاء الأرض، وباب منه يرد المذنبون طلباً للمغفرة، ويدخل المستغيثون بالله طلباً لقضاء الحاجة، لعلمهم أن الحاجة لا ترد عند باب موسى الكاظم، حتى شاع لقب "باب الحوائج" وطغى على بقية ألقابه بين عامة الناس، لكثرة من قصده وقضيت حاجته.
              مدرسة الامام الفكرية
              لقد عرف القاصي والداني ماذا كانت تعني مدرسة الإمام جعفر الصادق [ع] -والد الإمام الكاظم [ع]- بالنسبة للتاريخ والإنسانية. لقد مثلت قفزة في التاريخ، ونقلة من حيث الكم والنوع في رحاب طلب العلم والتوسع في آفاق الفكر بشكل عام.
              قام الإمام الصادق ببناء صرح جامعته الكبرى في وقت انشغلت فيه المنطقة بصراعات سياسية بين الجناح الأموي والجناح العباسي، والتي آلت فيما بعد الى انقضاء عهد الحكم الأموي ونشوء العهد العباسي. وحتى في بداية نشوء الحكم العباسي الفتي، كان الحاكم العباسي مشغولا بتصفية خصومه وترسيخ بناء الدولة الجديدة؛ وهو أمر استثمره الإمام الصادق [ع] في بناء صرح مدرسته الفكرية.
              تخرج من مدرسة الإمام الصادق [ع] حوالي 4000 إنسان، كل يقول "حدثني جعفر بن محمد"، كما تنقل لنا كتاب التاريخ هذا بأمانة، ومن أقطاب من تخرج من هذه المدرسة الفكرية بعض من أئمة المذاهب الأربعة التي يعتمدها المسلمون الى يومنا هذا في مشارق الأرض ومغاربها في أخذ أحكامهم الدينية. وقد كانت بحق وباعتراف المؤرخين الصرح الفكري الذي أحيا كتاب المسلمين الخالد القرآن الكريم وسنة رسول الله [ص].
              إن اعتقاد الشيعة الإمامية في الإمام الصادق [ع] ليس اعتقادا تقليدياً. فهو ليس فقيهاً كسائر الفقهاء تعلم علومه بالطريقة التقليدية المألوفة، لكنه –برأيهم- امتداد الرسالة التي جاء بها الرسول الكريم محمد [ص] وهو إمام مفترض الطاعة منصوص عليه من قبل النبي [ص] بأمر الله. وهو معصوم يؤدي عن الرسول الأمانة التي أوكلت إليه بعد وفاته.
              وعليه، فنحن لا نستغرب من غزارة علمه وتوسعه في ميادين الفكر والمعرفة، كما يستغرب من لا يعتقد بإمامته التي هي منصب إلهي، لأننا نعتقد أنه مسدد من قبل الله لضرورة اكتمال الحجة على الناس.
              فلم تكن هذه المدرسة تعطي دروسها في الفقه والتفسير والحديث فحسب، بل تجاوزتها الى علوم طبيعية نسميها اليوم الكيمياء والفيزياء والأحياء وغيرها. واصل الصادق [ع] قيادة مدرسته حتى نهاية حياته الشريفة، ثم آلت القيادة الى ولده الإمام موسى بن جعفر [ع]، فواصل إلقاء الدروس ونشر الفكر المحمدي على تلامذته، وقد عدّ الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه (حياة الإمام موسى بن جعفر [ع]) أكثر من ثلاثمائة طالب أخذ عنه العلم.
              بقي الأمر على هذا الحال في الشطر الأول من إمامته [ع]، وخاصة أيام الخليفة المنصور الذي أظهر له جانب المهادنة كما أسلفنا في بداية البحث، بيد أنه في عهد التالين من الخلفاء وخاصة هارون الرشيد، انحسر نشاط الإمام [ع] من جراء المضايقات التي فرضتها السلطة الحاكمة والاعتقالات المتكررة للإمام.
              أودع تراث الإمام موسى بن جعفر [ع] طلبته في كتبهم التي صنفوها وفي المباحث التي كتبوها، ثم نقلوها لغيرهم، وهي مودعة الآن في كتب الشيعة الكبرى، وهي المعين الذي يستقي منه طلبة العلوم الدينية والفكرية معارفهم.
              من اقواله عليه السلام
              قال [ع] مخاطبا أحد أصحابه وطلبته هشام بن الحكم: يا هشام، مثل الدنيا مثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله.
              يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة، وأما الباطنة فالعقول.
              يا هشام تمثلت الدنيا للمسيح [ع] في صورة امرأة زرقاء فقال لها: كم تزوجت؟ فقالت: كثيراً، قال: فكلّ طلقك؟ قالت: لا بل كلاّ قتلت. قال المسيح [ع]: فويح لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين.
              وقال [ع]: المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه.
              وقال [ع]: ليس حسن الجوار كف الأذى. ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى.
              وقال [ع]: عونك للضعيف من أفضل الصدقة.

              تعليق


              • #17
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
                💠🍃💠🍃💠🍃💠🍃💠🍃
                هارون الرشيد يعترف بإمامته
                قال المأمون: (كنت أجرأ وُلد أبي عليه [وكان المأمون متعجّباً من إكبار أبيه لموسى بن جعفر وتقديره له] قال: قلت لأبي: يا أمير المؤمنين، من هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس، وجلست دونه؟ ثمّ أمرتنا بأخذ الرّكاب له؟
                قال: هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلقه وخليفته على عباده، فقلت: يا أمير المؤمنين، أوليست هذه الصّفات كلّها لك وفيك؟
                فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر، وموسى بن جعفر إمام حقّ، والله يا بُني إنّه لأحقّ بمقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله
                وسلّم) منّي ومن الخلق جميعاً، والله لو نازعتني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه عيناك، فإنّ الملك عقيم)(1).
                روى ابن قولويه بإسناده عن عليّ بن حسان عن بعض أصحابنا، قال:
                (حضرت أبا الحسن الأوّل عليه السلام، وهارون الخليفة، وعيسى بن جعفر، وجعفر بن يحيى بالمدينة وقد جاءوا إلى قبر النبي (ص) فقال هارون لأبي الحسن (عليه السلام): تقدم، فأبى فتقدّم هارون فسلّم وقام ناحية، فقال عيسى بن جعفر لأبي الحسن (عليه السلام) تقدّم فأبى، فتقدّم عيسى بن جعفر فسلّم ووقف مع هارون، فقال جعفر لأبي الحسن (عليه السلام): تقدّم، فأبى فتقدّم جعفر، فسلّم ووقف مع هارون، وتقدّم أبو الحسن (عليه السلام) فقال: (السلامُ عليكَ يا أبة، أسأل الله الذي اصْطفاكَ وَاجْتباكَ وهَداكَ وَهَدى بِكَ أن يصلّى عليكَ) فقال هارون لعيسى: سمعت؟ قال: نعم فقال: هارون: أشهد أنّه أبوه حقّاً) (2).
                قال احمد بن يوسف الدمشقي القرماني:
                هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين (كاظماً) وهو المعروف عند أهل العراق بـ(باب الحوائج) لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجة قط... له كرامات ظاهرة، ومناقب باهرة، انتزع قمة الشرف وعلاها، وسما إلى أوج المزايا فبلغ علاها...(3).
                قال عبد الله بن أسعد اليانعي:
                الإمام موسى كان صالحاً عابداً، جواداً حليماً، كبير القدر، وهو أحد الأئمة الإثني عشر المعصومين في اعتقاد الإمامية، وكان يدعى بالعبد الصالح لعبادته واجتهاده، وكان سخياً كريماً، كان يبلغه عن الرجل ما يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار(4).
                قال خير الدين الزركلي:
                موسى بن جعفر الصادق بن الباقر، أبو الحسن، سابع الأئمة الإثني عشر عند الإمامية، كان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه وأحد كبار العلماء الأجواد...)(5).
                قال محمد بن علي بن شهر اشوب:
                (وكان الإمام أجلّ الناس شأناً، وأعلاهم في الدين مكاناً، وأسخاهم بناناً، وأفصحهم لساناً، وأشجعهم جناناً، قد خصّ بشرف الولاية، وحاز إرث النبوة، وتبوأ محل الخلافة، سليل النبوة، وعقدي الخلافة)(6).
                قال احمد بن حجر الهيثمي:
                وموسى الكاظم، هو وارث أبيه علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً سمّي الكاظم لكثرة تجاوز وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم(7).
                قال الدكتور محمد يوسف موسى:
                (ونستطيع أن نذكر أن أوّل من كتب في الفقه هو الإمام موسى الكاظم الذي مات سجيناً عام 183هـ وكان ما كتبه إجابة عن مسائل وجّهت إليه تحت اسم (الحلال والحرام)(8).
                قال علي بن عيسى الأربلي:
                مناقب الكاظم (عليه السلام) وفضائله ومعجزاته الظاهرة، ودلائله وصفاته الباهرة، ومخاتله تشهد أنه افترع قمة الشرف وعلاها وسما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها، وذللت له كواهل السيادة فركبها وامتطاها وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها واصطفاها:
                تــــــــركـــت والحــــــسن تـــــــأخـــذه
                تصـــــــطفي مـــــــــنه وتنـــــــتجــــب
                فانتـــــــقــت منـــــه أحــــــاســــنـــــه
                واســـــتزادت فضـــــــل ما تهــــــب(9)
                قال الشيخ سليمان المعروف بخواجه كلان:
                (موسى الكاظم هو وارث أبيه جعفر بن محمد، علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً، سمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان عند أهل العراق معروفاً بباب قضاء الحوائج، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم)(10).
                وقال النسابة احمد بن علي:
                (كان موسى الكاظم عظيم الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء، لقّب بالكاظم لكظمه الغيظ، وحلمه، وكان يخرج في الليل وفي كمه صرر من الدراهم فيعطي من لقيه ومن أراد برّه، وكان يضرب المثل بصرّة موسى وكان أهله يقولون: عجباً لمن جاءته صرّة موسى فشكا القلّة)(11).
                هذه بعض الآراء الموجزة التي دوّنها كبار العلماء والتي تحمل طابع الإكبار والتقدير للإمام، وهذه الصفات التي اتّصف بها هي السرّ في عظمته، والسرّ في إجماع العلماء على إكباره، وإجماع المسلمين على محبّته. وسوف نوجزها بما يلي:
                1ـ أحلم الناس وأكظمهم للغيظ، يقابل الجاني عليه بالإحسان إليه.
                2ـ أعلم أهل زمانه، وأفقههم، يحل مشاكلهم ويساعدهم في قضاء حاجاتهم.
                3ـ أعبد أهل زمانه اجتهد في العبادة إلى حد لا يجاريه أحد.
                4ـ كان من أجود الناس وأسخاهم وأنداهم كفّاً، يعطي بيمينه ولا تعرف به شماله، حتى أصبح يضرب به المثل فقالوا: (مثل صرر موسى).
                5ـ أنه من أفصح الناس وأبلغهم، ورث الفصاحة من آبائه وأجداده.
                6ـ هو باب الحوائج عند الله، قد خصّه تعالى بهذه الكرامة ومنحه بهذا اللطف، فضمن لمن توسّل به أن يقضي حاجته ولا يرجع من عنده إلا وهو مثلوج الفؤاد ناعم البال.
                7ـ أوصل الناس لأهله ورحمه.
                8ـ حافل بالتواضع والورع والزهد ودماثة الخلق.
                9ـ إمام معصوم من أئمة المسلمين ومن حجج الله على خلقه.
                هكذا كان الإمام الكاظم الإمام السابع من الأئمة الإثني عشر المعصومين يعالج بروحه الفوّاحة بالإيمان والتقوى النفوس المريضة التي اترعت بالآفات الاجتماعية والأنانية.
                1 ـ عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 91 رقم 11.
                2 ـ كامل الزيّارات باب: 3 ص 18.
                3- أئمتنا، ج1، ص66-67.
                4- مرآة الجنان، ج1، ص394.
                5- الأعلام، ج3، ص108.
                6- المناقب، ج2، 383.
                7- الصواعق المحرقة، ص121.
                8- حياة الإمام موسى بن جعفر، ج1، ص175.
                9- كشف الغمة، ص255.
                10- ينابيع المودة، ص362.
                11- حياة الإمام موسى بن جعفر، ج1، ص175

                تعليق


                • #18
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
                  ✨💎✨💎✨💎✨💎✨
                  الإمام موسى الكاظم عليه السلام سجين الحق وقائد المعارضة السلمية
                  شهدت المرحلة التي عاشها الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، اضطرابات ونزعات اجتماعية، وسياسية اندفعت أثارها المفجعة إلى السطح بسرعة من خلال ظهور الأزمات والنكبات العلنية.. التي خطط لها ونظم حركتها زعماء النهج الجاهلي في تاريخنا العربي والإسلامي، وذلك بقصد صرف الأمة عن مسيرتها الارتقائية الحضارية في التكامل الروحي والمفاهيمي، والنبيل من العمق الواعي للإسلام الرسالي المنفتح المتجذر في وعي أهل البيت (عليهم السلام)، حيث أدت تلك الأفعال المشبوهة، ذات المنطق العائلي الضيق المخالف لروح وقيم الإسلام الأصيل، إلى ابتعاد المسلمين عموما عن ممارسة التجربة الصحية والواعية للإسلام.. وإدخالهم في متاهات الكفر والعصبية البغيضة، المعبرة عن ميل انحداري شديد نحو كرسي الحكم وعرش السلطنة.. حتى لو كلف ذلك الأمة خسارة نهجها المشرق وطموحات رسالتها الإنسانية ومنظومتها الفكرية والقيمية.
                  لقد استنزفت الأحداث الكارثية الشيء الكثير من طاقات ومواهب الأمة، كما وحددت مقدراتها وإمكانياتها التي كان من المفترض أن تشكل الأساس المتين لبناء قاعدة إسلامية صلبة في العمل الدعوتي الرسالي على مستوى تبليغ ونشر الإسلام في كافة الأرجاء والأنحاء.
                  وبالعودة إلى المراجع التاريخية المعتمدة كمصادر دراسية أساسية في الحقل التاريخي الإسلامي، نجد إن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) عاصر في حياته عدة خلفاء، ممن أتسم حكمهم بالاستبداد والفردية والتسلط، والظلم، وشدة الضغوطات الأمنية، ووطأة الخطط السياسية التي كانوا يضعونها، حيث كان إمامنا (عليه السلام) واعيا لها، ومدركا لحجم وأبعاد خطورتها، على المدى القريب والبعيد.. لقد قضت تلك الخطط بالسيطرة على مقدرات الأمة، ونهب خيراتها من خلال إتباع سياسة الترغيب والترهيب والتأكيد على مبدأ القوة الحديدية والقمعية الذي طبع كل تاريخهم، وذلك من خلال ما يلي:
                  - قتل الناس الأبرياء..
                  - تبذير الأموال العامة في أماكن اللهو والطغيان..
                  - هدر ثروات العباد على مظاهر الترف والبذخ الزائل والزائف..
                  - ملاحقة المؤمنين والصلحاء والانقياء..
                  - الضرب على أوتار العشائرية والقبلية عبر إذكاء وإشاعة الصراع القبلي..
                  - ممارسة التصفية الجسدية، والاغتيال السياسي المنظم لأعلام المسلمين.. وهدر دورهم، وإسقاط جميع حقوقهم المدنية..
                  - إتباع سياسة كم الأفواه، وشراء الذمم والضمائر وتأجير العقول.. وبالتالي إدخال الأمة بكل مواقعها في غياهب المجهول..

                  قبسات من فكر الإمام:
                  قال لأحد أصحابه (بلغ خيرا وقل خيرا ولا تكن أمعه، قال: وما الأمعه؟ قال: أن تقول أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس، فان رسول الله قال: إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر.. فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير). بهذا الحديث يريد أن يخاطب الناس الذين يواجهون الحياة في كل صراعاتها وفي كل إشكالاتها بالطريقة السلبية، بحيث لا يتبعون فكرهم في اتخاذ الموقف وفي مواجهة الموقف المضاد. وهم اتكاليون يريدون للآخرين أن يفكروا ليتحركوا على ضوء خط تفكيرهم أو لا يتحركون ولا يرون أن يعيشوا مسؤولية الفكر، وإنما يقولون للآخرين فكروا لنا ويقولون معنا..
                  عاصر الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) عدة خلفاء عباسيين، فقد عايش (عليه السلام)، أربع سنوات ونصف السنة من عهد عبد الله بن محمد بن علي الملقب بالسفاح، وبقي تسع سنوات وأشهرا في عهد المنصور الدوانيقي.. حيث كانت وفاة الإمام الصادق (عليه السلام)، وعاش بعد أبيه خمسة وثلاثين عاما مدة إمامته.. قضى منها مع المنصور، بعد أبيه، نحوا من عشر سنوات، ومع ولده محمد الملقب بالمهدي عشر سنين، ومع ولده موسى الهادي سنة واحدة، ومع أخيه هارون نحوا من خمسة عشر عاما.. وسنستعرض بعض مواقفه الثابتة من أولئك الحكام، ورؤيته الفكرية والسياسية للنهج السياسي والاجتماعي الذي اتبعوه وساروا عليه في إدارتهم لشؤون الدولة والمجتمع.
                  تؤكد المرويات الكثيرة إن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) تعرض، هو وأصحابه، خلال الفترة التي أعقبت وفاة أبيه الصادق (عليه السلام) إلى رقابة شديدة من قبل الحكام.. لكن يبدو، من خلال تتبع المراحل التاريخية التي مر بها في عهد المنصور، انه لم يلتق معه ولم يطلب حضوره إليه في بغداد كما كان يستدعي والده. ويتهدده بالنفي والقتل.. وقد بقي الإمام الكاظم طيلة حكم الخليفة المهدي تحت الرقابة الصارمة، من قبل أجهزة النظام الحاكم، وقد قام باستدعائه (عليه السلام) إلى بغداد أكثر من مرة فحبسه وأساء معاملته ثم قام بإطلاق سراحه لرؤية رآها.
                  جاء في تذكرة الخواص لابن الجوزي: إن أهل الشعر قالوا: لقد كان مقام موسى بن جعفر بالمدينة فاستدعاه المهدي إلى بغداد وحبسه بها ثم رده إلى المدينة لطيف رآه.
                  ولم يمارس الخليفة الهادي، حسب المصادر التاريخية أي نوع من الضغوط أو الإساءة إلى الإمام الكاظم (عليه السلام)، ولم يحدثنا التاريخ انه استدعاه إلى بغداد على الرغم من اتصافه بالقسوة والشدة، ولعل المدة الزمنية القصيرة التي قضاها الهادي على كرسي الخلافة العباسية لم تسمح له بممارسة أساليب جده وأبيه مع الإمام (عليه السلام).
                  وقد كانت السنوات التي قضاها الإمام (عليه السلام) تحت حكم هارون الرشيد من أسوأ وأفظع المراحل التاريخية التي قضاها في حياته، فقد كانت المهمة الأولى لجهاز الحكم (الرشيدي) تكمن في المراقبة المستمرة، خوفا منه ومن مجرد وجوده في الحياة، وهذا ما صرح به هارون، عندما كان يعتقل الإمام (عليه السلام) ويحضره إلى مجلسه.. حتى إن الإمام (عليه السلام) قد سأله، أكثر من مرة، عن سبب اعتقاله وسجنه، وهو لما يفعل شيئا يسيء إلى الدولة ولم يهدد أمن المجتمع واستقراره، فلماذا الحبس والاعتقال..؟ فكان جواب هارون السكوت لأنه لا يملك أي دليل ضده.

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X