إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل توجد نصوص صريحة تدُلُّ على أن الأئمة بعد النبي ( صلى الله عليه و آله ) هم إثنى عشر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل توجد نصوص صريحة تدُلُّ على أن الأئمة بعد النبي ( صلى الله عليه و آله ) هم إثنى عشر



    السلام عليكم
    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
    الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
    نعم تُوجد أحاديث كثيرة و صريحة تبيِّن عدد الأئمة بعد النبي المصطفى محمد ( صلى الله عليه و آله ) ، و هناك أحاديث أخرى تبيِّن العدد و الأسماء ، و لكن لكي تكون إجابتنا على هذا السؤال أكثر فائدةً فيستحسن أن نشير أولاً إلى المعنى اللغوي لكلمة " الإمامة " ، و من ثم إلى مفهومها لدى الشيعة الإمامية الإثنا عشرية .
    معنى الإمامة :
    الإمامة : هي تقدم شخص على الناس على نحو يتبعونه و يقتدون به .
    أما الإمام ، فهو : من يُقتدى به ، و هو الذي يتقدم على الناس و هم يأتمون به ، و يقتدون به في قول أو فعل أو غير ذلك ، سواءً كان الإمام المتقدم عليهم محقا في تقدمه هذا أم لا [1] .
    و قد استعمل القران الكريم كلمة " أئمة " بالمعنى المتقدم في إمامة الحق و الباطل على حد سواء حيث قال : ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ... ﴾ [2] .
    كما استعمل القرآن " الأئمة " في كلٍ من أئمة الحق والباطل على إنفراد ، فقال في أئمة الحق : ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [3] ، و قال أيضا : ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [4] .
    و قال في أئمة الباطل و الظلال : ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴾ [5] ، و قال أيضا : ﴿ ... فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴾ [6] .
    ثم إن الإمام إما أن تكون إمامته شاملة و مطلقة فتكون عامة تشمل جميع الجهات ، كقول الله سبحانه و تعالى بالنسبة إلى النبي إبراهيم الخليل ( عليه السَّلام ) : ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [7] .
    و إما أن تكون غير شاملة بل مقيدة بحدود خاصة ، فيكون إماما ضمن تلك الحدود و في تلك الجهة المصرحة بها ، كما في إمام الجماعة أو الجمعة أو بالنسبة إلى إمامة الحجاج أو غير ذلك .
    مفهوم الإمامة عند الإمامية :
    أما الإمامة عند الشيعة الإمامية فهي : زعامة و رئاسة إلهية عامة على جميع الناس ، و هي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، و هي لطف من ألطاف الله تعالى ، إذ لا بُدَّ أن يكون لكل عصر إماما و هاديا للناس ، يخلف النبي ( صلى الله عليه وآله ) في وظائفه و مسئولياته ، و يتمكن الناس من الرجوع إليه في أمور دينهم و دنياهم ، بغية إرشادهم إلى ما فيه خيرهم و صلاحهم .
    و الإمامة ليست إلا استمراراً لأهداف النبوة و متابعة لمسؤولياتها ، و لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفترض الطاعة منصوب من قبل الله تعالى ، و ذلك لقول الله تعالى : ﴿ ... أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [8] .
    و قوله تعالى : ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [9] .
    ثم أن الإمامة عند الإمامية ، لابد و أن تكون بتعيين من قبل الله تعالى ، و لا يكون الإمام إماماً إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أو لسان الإمام الذي يكون قبله ، و ليست الإمامة بالإختيار و الإنتخاب .
    أحاديث من كتب السُنة تُبيِّن عدد الأئمة :
    هناك الكثير من الأحاديث المروية عن الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) تُصرِّح بأن الأئمة بعده هم إثنا عشر بعدد الأئمة من بعده ، و لقد تواترت هذه الأحاديث بصيغ مختلفة لكن بمضمون واحد ذكرها علماء السنة و محدثيهم كما ذكرها محدثو الشيعة و علمائهم ، و فيما يلي نذكر بعض النماذج من هذه الأحاديث مرويَّة عن كتب السنة :
    1. أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، المتوفى سنة : 256 هجرية : بسنده عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " يكون إثنا عشر أميراً " فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي أنه قال : " كلهم من قريش " [10] .
    2. أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، المتوفى سنة : 216 هجرية : عن حصين ، عن جابر بن سمرة ، قال : دخلت مع أبي على النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) فسمعته يقول : " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة " قال : ثم تكلّم بكلام خفي عليّ ، قال : فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : قال : " كلهم من قريش " [11] .
    3. أبو عبد الله أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني ، المتوفى سنة : 241 هجرية : عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) يقول في حجة الوداع : " لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه لا يضرّه مخالف و لا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر أميراً كلهم من قريش " [12] .
    أحاديث من كتب السُنة تُبيِّن أسماء الأئمة :
    و هناك الكثير من الأحاديث المروية عن الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) تُصرِّح بأسماء الأئمة الإثنا عشر واحداً بعد واحد ، و لقد تواترت هذه الأحاديث بصيغ مختلفة لكن بمضمون واحد ذكرها علماء الشيعة و السنة و محدثيهم ، لكننا نذكر فيما يلي بعض هذه الأحاديث مرويَّة عن كتب السنة :
    1. سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، المتوفى سنة : 1294 هجرية ، بالإسناد إلى جابر ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين ، و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم المهدي " [13] .
    2. سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، المتوفى سنة : 1294 هجرية ، بالإسناد إلى جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ـ ستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ـ ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم القائم ، اسمه اسمي و كنيته كنيتي ، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض و مغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان " [14] .
    و هنا ينبغي الإشارة إلى نقطتين :
    1. الأحاديث التي ذكرناها هي بعض ما رواه علماء السنة و محدثيهم في كتبهم ، أما علماء الشيعة و محدثيهم فكتبهم تزخر بأحاديث الإمامة و تفاصيلها .
    2. إن علماء السنة تضاربت تفسيراتهم بالنسبة إلى هذا الحديث و إختلفت آراؤهم في تشخيص هوية هؤلاء الأئمة الإثنا عشر ، لكن علماء الشيعة الإمامية الإثنا عشرية و محدثيهم متفقون تماماً على أن الأئمة الإثنا عشر هم التالية أسماؤهم :
    1. الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
    2. الإمام الحسن بن علي ( عليهما السَّلام ) .
    3. الإمام الحسين بن علي ( عليهما السَّلام ) .
    4. الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السَّلام ) .
    5. الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) .
    6. الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) .
    7. الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) .
    8. الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) .
    9. الإمام محمد بن علي الجواد ( عليه السَّلام ) .
    10. الإمام علي بن محمد الهادي ( عليه السَّلام ) .
    11. الإمام الحسن بن علي العسكري ( عليه السَّلام ) .
    12. الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) .


    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] قال الراغب : " و الإمام : المُؤتَّمُ به ، إنسانا كان أو يقتدى بقوله و فعله ، أو كتاباً أو غير ذلك ، محقاً كان أو مبطلا ، و جمعه أئمة " مفردات غريب القرآن : 24 ، و يراجع أيضا : مجمع البحرين : 1 / 108 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
    [2] القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 71 ، الصفحة : 289 .
    [3] القران الكريم : سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 73 ، الصفحة : 328 .
    [4] القران الكريم : سورة السجدة ( 32 ) ، الآية : 24 ، الصفحة : 417 .
    [5] القران الكريم : سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 41 ، الصفحة : 390 .
    [6] القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 12 ، الصفحة : 188 .
    [7] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 124 ، الصفحة : 19 .
    [8] القران الكريم : سورة الرعد ( 13 ) ، الآية : 7 ، الصفحة : 250 .
    [9] القران الكريم : سورة فاطر ( 35 ) ، الآية : 24 ، الصفحة : 437 .
    [10] صحيح البخاري : 9 / 729 ، حديث : 2034 ، طبعة : دار القلم / بيروت .
    [11] صحيح مسلم : 3 / 1452 ، طبعة : دار إحياء التراث العربي / بيروت .
    [12] مسند أحمد بن حنبل : 5 / 90 ، طبعة : دار صادر / بيروت .
    [13] ينابيع المودة : 3 / 104 ، طبعة : المطبعة الحيدرية ، النجف / العراق .
    [14] ينابيع المودة : 2 / 593 ، طبعة المطبعة الحيدرية ، النجف / العراق .

    منقول للفائدة




    إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ينجيك يوم الحشر من لهب النار
    فدع عنك قول الشافعي ومالك وأحمد والمروي عن كعب احبار

  • #2

    الأخ الكريم
    ( الجياشي )
    احسنتم بارك
    الله فيكم على هذا النقل القيم والمفيد
    زادكم
    الله ايمان وسدد الباري خطاكم
    تقبل تحياتي ومروري.


    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم ويبارك الله بكم
      شكرا ع المقالة المباركة

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X